أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد احمد الغريب عبدربه - ملاحظات وتأملات في فلسفة وجماليات السينما















المزيد.....

ملاحظات وتأملات في فلسفة وجماليات السينما


محمد احمد الغريب عبدربه

الحوار المتمدن-العدد: 8445 - 2025 / 8 / 25 - 18:29
المحور: الادب والفن
    


الزمن المجاور للفيلم
لا يمكن لمشاهد الفيلم أن يتخلص نهائيا من شخصيات وابطال الفيلم الذي يشاهده للتوه، وذلك نهائيا في حياته، ولكنه دائما يعيش مع هذه الشخوص، وتتحاور ذات المشاهد مع ذوات شخصيات الفيلم حول هوية الذات ومستقبلها وفهم حالتها وتطوير افكارها، وذلك كما انتبه الي هذه الفاعلية للفيلم حول ذات المشاهد الفرنسي العلاماتي المميز كريتسيان ميتز. وهو ما يسمي بزمن المشاهدة والتلقي.
سيطرة احد شخصيات الفيلم أو كلها علي المشاهد يصنع زمن طويل موازي لزمن الإنسان العادي وهو زمن الفيلم في حياة الإنسان . فالذات ترجع إلي أحد ذوات الفيلم وتسترجع الصور والخيالات الفيلمية من أجل الهروب من الحياة وهي تراجيديا جماليات الفن . أو تحقق الذات وتشكل هويتها عبر هوية أحد أبطال الفيلم الي آخره من أهداف .
لذا يمكن القول أن الافلام التي تفهم بعد المشاهدة تأتي من استرجاع الذاكرة. هي افلام تسعي إلي التأمل وهو زمن جديد للفيلم زمن فهم الفيلم والاستمتاع به مع الذات، ولكل نوع من هذه الأفلام وله زمن، فالسينما الشعرية لديه زمن طويل لاستيعابه كاملا فهناك حاجة لاستخدام زمنا اطولا ومعايشة في الحياة حتي يتم الألفة مع الفيلم .
فالمشاهدة الأولي لهذه الافلام تكون صعبة وخلال زمن الفيلم وهناك زمن الأيام الأولي بعد المشاهدة وزمن المشاهدة الثانية وأكثر من مرة وزمن التجارب والحيوات المختلفة للمشاهد كل ذلك يحدث استرجاع متكرر لمشاهد الفيلم . والأمر يختلف مع المشاهدة البطيئة جدا للفيلم حيث يتم ضغط الفيلم واستيعابه اسرع ولكن يظل أيضا له زمنه بعد الفيلم وأزمنة اخر تعمل علي تأويل الفيلم جماليا ومعرفيا والحكاية والسرد أيضا.

اهمية السينما والخيال
السينما ملكة الحرية والخيال الواسع عكس الادب ملكة التأمل والتخيل المحدود. وبخلاف التشكيل الذي يكون مساحة أقل حدودا من السينما والادب ليكون المسرح مثل صنع الفن في زنزانة أو مساحة أقل حدودا من السابق .
وقد بدأت البشرية بالمسرح والشعر لأنها كانت منطلقة وحرة دون قيود حتي وصلت إلي السينما التي احتاجت اليه للهروب من حالة الاغتراب فأصبح يتبادل ذاته مع الافلام كحل لتحقيق طموحاته المفقودة وذلك عن طريق تبادل ولعبة الذوات ذات المشاهد وذوات النص الفيلمي وفقا لتحليل ميتز في لعبة الذوات المتبادلة مثل لعبة الكراسي الموسيقية ..
وايضا يصبح فن السينما فن نهائي ووحيد لنا لانه يشرخ بنا الي خيال لا حدود. له وبكون فن العصر كما أشار إلي ذلك فالتر بنيامين .. فالفنون الأخري موجودة ولكنها تراجعت ولم ستبقي غير فن الادب الذي أصبح داعما وتابعا لفن السينما ...
لكي نهرب من شعور بالدونية او ازمتنا المتتالية في تصغير حجمنا في الوجود نلجأ الي حياة موازية في فيلم يضم كل الفنون ونتفاعل معه حواريا عن طريق مشاعرنا وحواسنا وعقلنا وذواتنا لنشكل واقعنا ومستقبلنا معا ويكون الفيلم وجها آخر من حياتنا اليومية..

كانط والسينما
وفقا لكانط بأن المكان والزمان إطار لتفكير البشر وليس واقعين في الوجود وليس هناك قدرة لذواتنا أو العقل لإدراك الأشياء في زمان ومكان محددين كلها دفعة واحدة وهناك حاجة للتركيب بمعني وجود التجربة داخل إطار الإدراك وذلك بقوة العقل لإدراك الأشياء معا وربطها بشكل تجريبي أو أن التجربة تحتاج إلي تركيب لإدراك وفهم الاشياء..
فوجود أهمية التجربة في الإدراك والتحليل وايضا دور ربط الوقائع العقل كل ذلك يجعل هناك دور تركيبي للزمان والمكان وعلاقة واستجابة العقل لكل هذه التفاصيل وجمعها ...
نري هذه الملاحظة الكانطية للمعرفة في السينما خاصة التي لا تعني بالحدث أو القصة المحددة وايضا المرتبة وفقا للمونتاج محدد ونقصد هنا بالسينما التركيبية الجمالية أو السينما الذهنية الفلسفية وايضا السينما التجريبية ومنها سينما الفرنسية للموجة الجديدة..
وهنا المقصد أن العقل أو المشاهد يدرك الاشياء في الواقع بشكل كانطي تركيبي وفي السينما يحتاج الي طريقة تركيبية المعني والصورة والجماليات وهناك الافلام ذات الرتم السريع أو التي تعتمد علي القصة والحدث وهي السينما المعقولة والتي لا يحبذها الفيلسوف السينمائي كريستيان ميتز والذي يشجع علي السينما الغير معقولة التي لا تعتمد علي الحدث أو القصة المحددة...
وفن السينما التقليدي أو ما هو معروف بالسرد السينمائي أو الافلام الخيالية المشوقة كلها تخدع لفكرة الإبهام ولا تراعي ذهنية وجمالية الذات التي هي تركيبية وكانطية بالأساس فالحواس والعقل يدركان الأشياء بشكل تدريجي لذا نجد بيلاتار استخدم بطئ شديد في اللقطة وهو بذلك يستفز الزمن حتي يدرك العقل أو الشعور المعني كما يدركه في حياته وهنا بيلاتار يعتمد أكثر علي التركيبية الزمنية وهي مرحلة عالية من إثارة الذهن عكس مثلا الايطالي ماركو بيلوتشيو الذي يكون هادئا في نواحي تسجيلية أو ذهنية تركيبية عكس المجري بيلاتار..

الانغماس والمراقبة
لا يمكن لنا في العمل الفيلمي سوي مهتمين شاقتين معا وهما الانغماس في الصورة و المهمة الثانية مراقبته بتلصص... كلا المهمتين نتبادلهم معا كما يري فيلسوف الصورة الفرنسي كريستيان ميتز، فالذات تنفعل وتنغمس مع السرد والصورة ثم تخرج مرة أخري من العمل في نفس اللحظة لتأخذ دور المراقبة والتجسس علي الشاشة حتي تجد شيئا يجعلها تنغمس في اللقطة أو منحي القصة مرة أخري.
لعل المراقبة اقوي واصعب وفعل مستمر لانه دور دائم للمتفرج وفن الفرجة ومريح لها أما الانغماس يجعل ذات متبادلة مع اللقطة وتبادل الأدوار وقد يحدث اغتصاب الذات بسبب الانغماس وحدوث تحولات كثيرا للمشاهد ثم يرجع مرة أخري للمراقبة.
وهناك افلام تجذبنا أكثر نحو المراقبة أكثر من الانغماس وهي افلام غير محرضة لنا وليس من اهتمامنا واخري نتشبع بها بالانغماس أو افلام تشبهنا ولكن لا تثير الانغماس والاندماج بالعمل واللحظة السينمائية.
قد يكون كريستيان ميتز لصا محترفا للفيلم ويعيش في برج المراقبة يسرق بعض الشخصيات واحيانا يتعب ليذهب للبرج للمراقبة لديه منظار ثاقب وصور لا تبهت للذكريات والرؤية والفرجة...



#محمد_احمد_الغريب_عبدربه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثة ملاحظات عامة حول البلاغة والاستعارة في جماليات السينما
- ثلاثة ملاحظات عامة حول البلاغة والاستعارة في جماليات السينما
- ملامح وسمات عامة للفلسفة الوجودية في السينما والافلام
- السينما والفلسفة في ستة أفلام من مصر والعالم
- ملاحظات في دراسات السينما والفيلم
- افلام تجريبية موسيقية تتحدي الليل والمسافات
- مختصرات عن أهمية السيميائي كريستيان ميتز في نظرية الفيلم
- انواع النقد بين الغابات والنظرية المتعددة
- دراسات ومصادر حول الفرنسي السينمائي كريستيان ميتز
- ملامح التفكير الناقد في كتاب في التربية لبرتراند رسل
- شاعرية التكرار في الخطاب السينمائي
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ...
- سولوزو التركي.. بارانويا الطعنات في “الأب الروحي”
- ماركو بيلوتشيو بين الشعر الهادئ وجماليات السينما الايطالية
- لوكا برزاي.. القاتل المحترف في “الأب الروحي”
- ملاحظات وملامح عدة في الخطاب السينمائي
- كريستيان ميتز ضد البلاغة ومبادئ الشعر في السينما
- كريستيان ميتز وملامح السينما وبصرياتها العلاماتية
- الكسندر دفجنكو في فيلمه الارض ما بين شاعرية الصورة وقصيدة ال ...
- كريستيان ميتز لا للجماليات ونعم للدلالة والسينما اللامعقولة ...


المزيد.....




- محمد رمضان في بيروت وهيفاء وهبي تشعل أجواء الحفل بالرقص والغ ...
- -بيت العبيد- بالسنغال ذاكرة حيّة لتجارة الرقيق عبر الأطلسي
- وزير الثقافة يفتتح معرضا للفن التشكيلي وجدارية أيقونة القدس ...
- -شومان- تعلن الفائزين بجائزة أدب الأطفال لعام 2025
- موغلا التركية.. انتشال -كنوز- أثرية من حطام سفينة عثمانية
- مريم أبو دقة.. مناضلة المخيمات التي جعلت من المسرح سلاحا للم ...
- هوليود تكتشف كنز أفلام ألعاب الفيديو.. لماذا يعشقها الجيل -ز ...
- الموسيقي نبيل قسيس يعلم السويديين والعرب آلة القانون
- صانعو الأدب ورافضو الأوسمة.. حين يصبح رفض الجائزة موقفا
- -الديفا تحلّق على المسرح-..أكثر من 80 ساعة عمل لإطلالة هيفاء ...


المزيد.....

- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد احمد الغريب عبدربه - ملاحظات وتأملات في فلسفة وجماليات السينما