أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد احمد الغريب عبدربه - سولوزو التركي.. بارانويا الطعنات في “الأب الروحي”















المزيد.....

سولوزو التركي.. بارانويا الطعنات في “الأب الروحي”


محمد احمد الغريب عبدربه

الحوار المتمدن-العدد: 8204 - 2024 / 12 / 27 - 18:18
المحور: الادب والفن
    


في الجزء الاول من ثلاثية فيلم الأب الروحي، تأتي شخصية “سولوزو التركي” في دور محرك الاحداث، وأثارة العنف وسببا مباشراً في بداية حرب مفتوحة بين عائلات المافيا في ولاية نيوريوك بالأخص، وبعض الولايات الاخري بالتبعية، وقد قام بإداء هذا الدور الممثل القدير “أل ليتيري”، وتميز الدور بالعبقرية، ليكون اهم دور قام به الممثل الامريكي في مجمل أعماله القليلة وسببا في شهرته في ادوار الجريمة في تاريخ السينما، وتميزت الشخصية بالجنون والشعور بالعظمة والقدرة علي المجازفة الدائمة، وقوة الشخصية وتحريك الأمور بقوة وعنف وعدم المعقولية، بحانب قدرته علي إدارة البيزنس في مجال المخدرات، وتحاول المقالة إبراز بعض ملامح وعلامات الشخصية كما ظهرت في الجزء الاول من الفيلم.

عرض مرفوض

” سولوزو التركي” في الفيلم شخصية ذهبية قوية للغاية، فهو تاجر هيروين تركي، يعمل لحساب عائلة تاتليا لديه حقول في تركيا يتم فيها زراعة الخشخاش وفي صقلية توجد المصانع لمعالجته وتحويله لهيرويين، ولديه سابقتين في عالم الجريمة واختراق القانون واعمال المافيا امضي عقوبة واحدة منها بايطاليا والأخري في الولايات المتحدة، ومشهور انه ملك المخدرات الاول، وبناءا علي هذا طلب من فيتو كورليوني الاب الروحي والزعيم الاول لعائلة كورليوني أن يعمل معه في تجارة الهيروين وأن يحمي عائلة تاتليا وأن يدعمهم من قبل السياسيين والشرطة الذين يحمون الدون مقابل مبلغ مالي ضخم، و لكن الدون رفض ذلك بكل حسم، لذا قام سولوزو بمحاولة فاشلة لإغتياله، وقامت عائلة الدون بالتخطيط التخلص منه وهو ما حدث فعليا في مشهد دموي مع حارسه الشخصي نقيب الشرطة.

مربط الفرس

“سولوزو هو مربط الفرس”، مقولة قالها المحامي توم هيجان عن التركي اثناء اجتماع عائلة كوروليوني بعد محاولة اغتيال الدون، وهي مقولة صحيحة، فبعد أن تم عرض تفاصيل صفقته وطلبه في الاتجار في المخدارات وتاريخه الاجرامي أمام الدون يأتي دور سولوزو المحرك الاساسي للاحداث في الجزء الاول من الثلاثية، وهو مربط الفرس فعلا بامتياز، فهو الذي مهد لفتح الحرب بين العائلات الخمسة في نيويورك، وبعض الولايات الاخري، بعد محاولته الضغط علي الدون لمشاركته في تجارة المخدرات في البلاد، وتأتي شخصية بارزيني الذي يسانده في مرتبة ثانية من الاهمية في التأثير وتحريك الامور، فهو كان وراء محاولة اغتيال الدون، ومساندة سولوزو، وتصدير عائلة تاتاليا انها وراء كل ذلك.

جنون العنف

تتميز شخصية سولوزو بالجنون بالاجرام والعنف، وعدم المعقولية بشكل تام، وقد تناسب ذلك تماما مع شخصية الممثل “آل ليتيرى”، الذي قام بالدور في الفيلم، بغض النظر عن دوره في الفيلم وأداءه المتميز.

وهناك مساحات كبيرة من العنف المفرط، والشعور بالقوة اللامحدودة والسعي نحو فرض السيطرة علي كل شئ، فكما ذكرنا قيامه بمحاولة اغتيال الدون في الفيلم وانه تم استخدامه من قبل بعض عائلات المافيا للضغط من اجل تسهيل الاتجار في المخدرات كان شيئا جنونا للغاية، فهو قام بفرض شئ جديد بالقوة وهو الاتجار في الهيرون، وذلك عن طريق العنف والحرب المفتوحة، وهو ما قال الفيلم إنه لم يحدث منذ عشر سنوات بهذا الشكل الدموي.

إلى جانب قوة العنف الواضحة لدي سولوزو، هناك ابعاد الجدية والقوة في ادارة الامور في مجالات البيزنس، فالجدية الصفة الاساسية لديه، وقد اتضحت من خلال دور في الفيلم، سواء من خلال طريقة ادائه، او تأثيره الحاد في تغير مسرات الامور، او حتي مقولة قالها له الدون كورليوني أنه وافق علي مقابلته لأنه علم انه شخصية جادة جدا، ويجب التعامل معاها باحترام ومناقشتها فيما يتعلق بشؤون المافيا ومجالات البيزنس.

بارانويا الطعنات

” المفروض أنه بارع جدا في الطعن… لكن عندما يتعلق بالأمر بالعمل وعندما يكون لذلك سبب واضح”.. مقولة رددها محامي عائلة الدون فيتو “توم هيجان” أمام الدون كورليوني، في اجتماع العائلة لمناقشة عرض سولوزو حول الاتجار في “الهيروين”، وهو ما يدل علي أن هناك ميول عنف شديدة لدي سولوزو.

وهذه المقولة لها دلالة كبيرة في فك شفرات هذه الشخصية الإجرامية، فالطعن يتعلق بفنون القتل او ما مراحل ما قبل القتل، فهي تعطي جللا وقوة وكارزمية للشخصية، ففيما يتعلق بالابعاد السيكولوجية لشخصية سولوزو وفقا لميوله للاستخدام اسلحة وطرق الطعن، هناك نية مبيتة بالتصفية او التنفيذ الحاد في انهاء الامور والمصالح، وهو ما يتضح خلال ضغطه الشديد علي الدون للاتجار في المخدرات، بل قيامه بمحاولة اغتياله، واصراره بعد ذلك في مفاوضات مع عائلة الدون خلال مشهد اجتماعه بمايكل ابن الدون.

وهناك مشهدية صارخة في قدرته على استخدام اسلحة الطعن، فهو الماهر والحاذق ورائع الاداء في تثبيت يد رجل العصابات لوكا برازي خلال تصفيته في لقاء الاخير مع عائلة تاتاليا، وقد تمت عملية التصفية نجاح، وكانت نظراته انهت نيته في القتل، قبل ان يموت برازي عن طريق الخنق بحبل قوي من الخلف.

كارزمية الجريمة

اداء متميزا ومبهرا للغاية، للممثل “ليتيري” خلال مشاهده القليلة في الفيلم، فمصطلح “كارزمية الجريمة”، او “كارزمية الاجرام” ينطبق عليه كممثل قبل ان تنطبق علي ملامح وسماء شخصية سولوزو في الفيلم، فنظراته حادة وجادة ومعبرة للغاية وخاصة نظرات التوتر قبل تصفيته علي يد مايكل كورليوني، في مشهد المطعم، فالنظرات والصمت وحركة الجسد كانت تعبر عن الشعور باحتمالية النهاية، او التصفية، ولكنها لم تحمل التأكد، وهنا تأتي جماليات المشهد للممثل وحركة الكاميرا التي رصدت كل هذا التوتر التمثيلي، واأضا قوة النظرات والكلمات وحركته في السير وطريقة عرضه لطلبه للاتجار في المخدارات خلال الاجتماع الذي جمعه مع الدون كورليوني في بداية ظهوره في الفيلم، واتضح ذلك خلال مقابلته مع توم هيجان، وقوة الشر والعنف في نظراته خلال مشهد اشتراكه في تصفية لوكا برازي وباقية المشاهد في الفيلم اكدت ذلك باقتدار، فالكارزمية كانت صارخة ومعبرة حد العظمة، فكأنه قائد يحارب العالم لوحده، ومنافس بشخصية جنونية إجرامية لا حد لها أمام الجميع، وهدوء وصمت وعدم انفعالية في الكلام والحديث رغم كل هذا التهور والاندفاع.

“آل ليتيرى ” Al Lettieri ممثل أمريكى من أصول إيطالية. ولد فى نيويورك سيتى بالولايات المتحدة فى فبراير عام ١٩٢٨ ومن اهم أعماله “الأرب الروحي” (1972) الذي استعرضنا دوره فيه، وهناك ثلاثة أفلام اخري، وهو واحد من محترفى القيام بأدوار المجرمين في تاريخ السينما الأمريكية ولعب دور الشرير في كل اعماله امام كبار الممثلين. كما عمل بالتليفزيون كممثل وكمنتج مشارك. وقد توفي فى عام ١٩٧٥ ولم يهمله الحظ وقتا لمزيد من الاعمال خاصة بعد نجاحه الباهر والكبير في دور شخصية “سولوزو التركي” الشهيرة.



#محمد_احمد_الغريب_عبدربه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماركو بيلوتشيو بين الشعر الهادئ وجماليات السينما الايطالية
- لوكا برزاي.. القاتل المحترف في “الأب الروحي”
- ملاحظات وملامح عدة في الخطاب السينمائي
- كريستيان ميتز ضد البلاغة ومبادئ الشعر في السينما
- كريستيان ميتز وملامح السينما وبصرياتها العلاماتية
- الكسندر دفجنكو في فيلمه الارض ما بين شاعرية الصورة وقصيدة ال ...
- كريستيان ميتز لا للجماليات ونعم للدلالة والسينما اللامعقولة ...
- اضاءات وشذرات في فلسفة كانط
- اسطورة الغائب والكرامات لدي خيري بشارة بين التشريح الانثروبو ...
- المراحل التاريخية الاربعة لفلسفة الجندر او النسوية الغربية
- صور الحياة وتحليل المعني في اللغة عند الفيلسوف النمساوي لودف ...
- الشاعر محمد حربي يقابل الاكاديمي المتعطل احمد نبيل حبسة في ب ...
- تاريخ حقيقي ام واجهة تاريخية “ السردية التاريخية في الفلسفة ...
- الحضور الفلسفي الكانطي ودقته العلمية وسينماه
- نقد الأنا والاخر في الفكر المصري المعاصر
- ملامح وسمات الفكر لدي احمد عبد الحليم عطية
- فلسفة ونظرية القيم عند احمد عبد الحليم عطية : تطبيقات وامثلة ...
- السينما والعقل في الايام الاخيرة لكانط
- المخرج البولندي بافل بافليكوفسكي في فيلمه “ايدا”
- تحليل جمالي لفيلم “ايدا”: البحث عن عالم آخر


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد احمد الغريب عبدربه - سولوزو التركي.. بارانويا الطعنات في “الأب الروحي”