الثورة الاشتراكية - نضال من أجل مجتمع حر وعادل
منظمة سياسية
(Socialist Revolution - Struggle For A Free And Just Society)
الحوار المتمدن-العدد: 8491 - 2025 / 10 / 10 - 04:54
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
محمد السايس
من كان يظن أن المعارضة المصرية ستكتشف خلاصها أخيرًا في “الاصطفاف الوطني”، لا في الحرية، ولا في العدالة الاجتماعية؟، يبدو أن كلمة السر الجديدة ليست “التغيير”، بل “التطبيل” أو الأدق “التطبيل بحذر”. الكل فجأة بيتكلم باسم الوطن والوطنية، لكن محدش فاكر يسأل: وده انعكس إزاي على حياة الناس، على حريتهم، على أمانهم؟
منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار في غزة، انفجرت علينا موجة من “الوطنية بالريموت كنترول”، وطنية تقيس المواقف بميزان السلطة، مش بميزان المبادئ. المعارضة التي كانت تصرخ من القمع، قررت فجأة أن الحل هو أن تصرخ مع القامع. بدل ما يقولوا “كفاية”، بقوا يقولوا “كلنا في خندق واحد” – بس الخندق هنا محروس بكاميرات الأمن الوطني.
تحولت المعارضة إلى ظل باهت للنظام، اليساري يتحدث عن “الأمن القومي”، الليبرالي يطالب بـ“الاستقرار”، والإسلامي يخاف “على الأمة من المؤامرات” ، باختصار، المعارضة لبست بدلة النظام نفسها، لكن بلون باهت، وكرفتة مهزوزة.
أما دوافع “الاصطفاف” فمش لغز، رغبة في رضا السلطة، أمل في كرسي برلماني، خوف من القمع، أو محاولة مغازلة الأجهزة الأمنية ، لا وطنية هنا، ولا مبدأ هناك – مجرد صفقات صغيرة بواجهات وطنية كبيرة.
المعادلة بقت بسيطة
تمدح الرئيس = تمارس السياسة ، تنتقد النظام = تودّع المساحة الشبه آمنة.
وهنا المأساة الحقيقية، الاصطفاف مش بس غطّى على انحراف المعارضة، ده غطّى على جرائم النظام نفسه، من حصار غزة واستغلال معاناة أهلها، لسماح شركة العرجاني بالمتاجرة بالمعبر تحت “إشراف أمني”، للتعاون التجاري واللوجستي مع العدو الإسرائيلي لتعويض النقص في الموارد بسبب الحصار الحوثي، للسماح بمرور السفن الحربية في مياهنا الإقليمية، وتقديم الموانئ المصرية كخدمة لوجستية للشحنات العسكرية الإسرائيلية. دا غير قمع التضامن الداخلي، واعتقال أي صوت داعم لفلسطين، والموقف الدبلوماسي البائس تجاه استمرار الحرب، واتفاقية الغاز طويلة المدى اللي النظام مضى عليها وهو بيتفرج على غزة بتتحرق.
والمفارقة إن النظام ما طلبش الاصطفاف ده أصلًا، هم اللي تطوعوا بيه من نفسهم، طمعًا في “إعادة تأهيل” إعلامي، أو مقعد رمزي في البرلمان، أو ابتسامة رئاسية في مشهد الاحتفال الوطني، لحظة كان المفروض يسألوا فيها.
ليه بيتحول المعبر لتجارة خاصة بإشراف أمني؟
ليه التعاون مع العدو مباح، والتضامن مع فلسطين ممنوع؟
ليه غزة بتتحاصر باسم “الأمن القومي المصري”؟
واضح إنهم فهموا اللعبة: الطريق للحياة السياسية يبدأ من مكتب الأمن الوطني وينتهي بصورة في قصر الاتحادية، هكذا تخلّت المعارضة عن شرف النقد، واستبدلته بشرف الوقوف في الصف.
وفي اللحظة اللي كان الشعب مستني فيها صوت يعبر عنه، رفعت المعارضة علمًا بدل الصوت ، علشان تضمن مقعدًا، أو تصريحًا، أو مكافأة رمزية، مش دفاعًا عن الوطن، بل عن مقعد في صالون الوطنية الرسمية.
soc-rev-egy.org
#الثورة_الاشتراكية_-_نضال_من_أجل_مجتمع_حر_وعادل (هاشتاغ)
Socialist_Revolution_-_Struggle_For_A_Free_And_Just_Society#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟