أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - الثورة الاشتراكية - نضال من أجل مجتمع حر وعادل - من الجون إلى نيرون: كيف يحرق السيسي المصريين بالغاز الإسرائيلي














المزيد.....

من الجون إلى نيرون: كيف يحرق السيسي المصريين بالغاز الإسرائيلي


الثورة الاشتراكية - نضال من أجل مجتمع حر وعادل
منظمة سياسية

(Socialist Revolution - Struggle For A Free And Just Society)


الحوار المتمدن-العدد: 8431 - 2025 / 8 / 11 - 20:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


محمد السايس

في منتصف شهر يونيو الماضي نشرت مقالًا بعنوان: من الجون إلى “الجبن”: كيف وقعت مصر في مصيدة الغاز الصهيوني، عن السقوط المدوي للنظام المصري في مستنقع التبعية للكيان الصهيوني، وسيطرة الأخير على معدلات إنتاج الطاقة الكهربية في مصر عبر اعتماد حكومة السيسي على الغاز الإسرائيلي كمصدر أساسي للطاقة.

لكن ما نشهده الآن لم يعد مجرد ضعف أو تواطؤ؛ إنه انتقال إلى مرحلة جديدة من الجنون السياسي، حيث يبرم عبد الفتاح السيسي اتفاقية جديدة لاستيراد الغاز من الاحتلال الإسرائيلي بقيمة 35 مليار دولار، في لحظة تاريخية تتطلب موقفًا مغايرًا تمامًا.

هذه الخطوة لا تأتي معزولة عن سياقها، بل تندرج ضمن مشهد متناسق ومترابط من التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري بين القاهرة وتل أبيب، تحت المظلة والحماية المباشرة للإدارة الأمريكية، ودون أي اعتبار لرغبات المصريين وتطلعاتهم. فالدكتاتور الذي صادر الحريات في الداخل، وفرض الحصار على منظمات العمل السياسي والمدني، وكمّم أفواه المعارضين، يمضي في الخارج في مسار تحالف استراتيجي مع عدو تاريخي للشعبين المصري والفلسطيني.

تحالف يمتد من العسكرية إلى التجارة

الاتفاق الأخير ليس انحرافًا عابرًا، بل هو استثمار لسلسلة من التعاونات التي تعمّقت في السنوات الأخيرة ومنها تقديم تسهيلات لوجستية للسفن الحربية الإسرائيلية، والسماح لها باستخدام الموانئ والمياه المصرية، كما حدث مع السفينة “كاترين” المحملة بالمتفجرات، التي رفضت جميع موانئ العالم استقبالها، بينما فتحت لها مصر زراعها، أو مع السفينة الحربية الإسرائيلية التي سمح لها بالمرور عبر قناة السويس.

تصاعد غير مسبوق في التبادل التجاري: الصادرات المصرية إلى إسرائيل تضاعفت عام 2024 مقارنتا بـ 2023، وذلك لإمداد الاحتلال بكل ما يحتاجه لتعويض نقص المنتجات والخسائر الاقتصادية الناجمة عن إغلاق الحوثيين لمضيق باب المندب، بمشاركة الأردن والإمارات والمغرب والبحرين، في الوقت الذي كانت دماء الفلسطينيين ترهق فيه في قطاع غزة.

هذه الحقائق تكشف أن ما يحدث ليس مجرد “تطبيع” بالمعنى التقليدي، بل شراكة كاملة في تأمين واستمرار آلة الحرب الإسرائيلية.

القمع في الداخل… وجه آخر للتحالف في الخارج

السياسة الخارجية المنحازة للاحتلال لا يمكن فصلها عن سياسة الداخل القمعية، فمن يبيع الإرادة الوطنية في الخارج، هو ذاته الذي يسحق حقوق المواطنين في الداخل وما كان ليفعل الأولى إلا كنتيجة للفعلة الثانية، ففي الأشهر الماضية تم إقرار قانون الإجراءات الجنائية ليقضي على آخر أشكال العدالة حتى ولو كانت شكلية، ويمنح الأجهزة الأمنية سلطات مطلقة على حساب القضاء، بعدها تم تعديل قانون الإيجار القديم الذي يسمح بطرد مئات الآلاف من الأسر من منازلها خلال سبع سنوات، وتشريد شرائح واسعة من المجتمع.

وفي تلك الأثناء تنطلق حملات الاعتقالات والتشهير التي تستهدف صانعي المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي، وتم اتهامهم باتهامات ملفقة في إطار سياسة ترهيب واسعة تطال حتى الأنشطة الترفيهية، لزرع الخوف في المجتمع وإخماد أي صوت مستقل.

الحصار الكامل للحياة السياسية: إغلاق المجال العام، وتجفيف منابع العمل الأهلي والنقابي، وتجريم أي محاولة للتعبير عن الرأي، آخرها رفض طلب مقدمة من بعض الأحزاب المدنية للسماح لها بعمل مظاهرة أمام سفارة الاحتلال الإسرائيلي بالقاهرة للتعبير عن رفض وإدانة الإبادة الجماعية والتجويع الواقع للفلسطينيين، واعتقال الناشط خالد محمود المدون وعضو حركة المقاطعة BDS.

إنها سياسة شمولية متكاملة لإخضاع الداخل بالقبضة الأمنية، والخارج يُدار وفق إملاءات الحليف الأمريكي والعدو الصهيوني.

بهذا المعنى، لم يعد النظام مجرد “متفرج” على المذبحة، بل شريك موضوعي فيها، عبر الأفعال وإن اختلفت الأقوال وتصاعدت بيانات التنديد، فقد لعب النظام المصري دورًا يتجاوز الصمت إلى المشاركة الفعلية في خنق القطاع قبل الحرب وفي أيامها الأولى، فأغلق الجانب المصري من معبر رفح أمام دخول البضائع منذ بداية الحرب، أي قبل أن يحتل الجيش الإسرائيلي الجانب الفلسطيني من المعبر.

خلافا للتنسيق الأمني المباشر مع الاحتلال قبل السماح بعبور الجرحى والمصابين، عبر شركة “هلا” التابعة لـ “المجموعة المصرية للمشروعات” التي يديرها إبراهيم العرجاني، المعروف بعلاقاته الوثيقة مع الأجهزة الأمنية.
فقد تم فرض الرشاوى المقننة عبر فرض رسوم رسمية وغير رسمية تصل إلى 5000 دولار على الشخص الواحد، في واحدة من أبشع صور استغلال الكارثة الإنسانية لتحقيق مكاسب مالية.

هذه الممارسات تكشف أن الحصار لم يكن مجرد نتيجة للعدوان الإسرائيلي، بل سياسة متعمدة شارك فيها النظام المصري، لتتحول معاناة الفلسطينيين إلى فرصة للربح والتقارب مع الإسرائيليين.

الجنون الذي يجب أن يتوقف

من “الجون” إلى الجبن، ومن الجبن إلى الجنون… هكذا يتحرك النظام في مسار تصاعدي من التبعية والخيانة، غير عابئ بالإرادة الشعبية أو التاريخ الوطني أو دماء الشهداء.

ما يجب أن يكون واضحًا هو أن هذا المسار ليس قدرًا محتومًا، وأن رفضه والنضال ضد تحالف النظام والاحتلال هو امتداد للنضال ضد القمع والاستبداد في الداخل. المعركتان واحدة، والخصم واحد، والحرية في القاهرة لا تنفصل عن الحرية في غزة وفلسطين.

ما نشهده اليوم هو الجنون السياسي بعينه، وإن لم يواجهه الشعب بإرادة صلبة وتنظيم واعٍ، فسوف نجد قوات الجيش المصري ذات يوما تشارك في قتال المقاومين في غزة جنبا إلى جنب مع قوات المحتل الإسرائيلي أو حتى بديل عنه.


soc-rev-egy.org



#الثورة_الاشتراكية_-_نضال_من_أجل_مجتمع_حر_وعادل (هاشتاغ)       Socialist_Revolution_-_Struggle_For_A_Free_And_Just_Society#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغاز ممزوج بدم غزة
- مفيش محكمة هتحميك من ديكتاتور… اللي هيحميك هو نضالك مع جارك ...
- انتخابات الشيوخ : الكوميديا الأمنية في موسم العبث الوطني
- الجمهورية الأمنية: كل مواطن ضابط وكل خلاف جنحة
- من يحاصر شعبة لا يؤتمن على قضية
- ضحية تعذيب جديدة في قسم بلقاس..النظام يقتل المصريين ويحاصر ا ...
- عن عملية قسم المعصرة - حين يُغلق المجال العام لا يبقى سوى ال ...
- انتخابات الشيوخ: نظام يعزف منفردًا ومعارضة أتلفها القمع
- المسؤولية السياسية عن كارثة حريق سنترال رمسيس
- بيان تيار الثورة الاشتراكية حول تعديل قانون الإيجار القديم: ...
- الثقب الأسود المصري
- لا نطلب القبول فقط ، بل نسعى لثورة اجتماعية تحقق التحرر الجن ...
- نحلم بأكثر من البقشيش
- من “الجون” إلى الجُبن: كيف وقعت مصر في مصيدة الغاز الصهيوني؟
- القافلة التي أرادت أن تُحرج مصر… ففشختها!
- تعليق علي منع قافلة الصمود: لو أن في شتمكم نفعًا، لسوّدنا في ...
- من البحر إلى البر: الطريق أطول والتحديات أصعب
- إلى الرفاق: تقرير حول الأزمة السياسية
- النصر حليف ليلي والعار يحاصر الفرعون
- الحرية لعلاء عبد الفتاح، الحرية للمعتقلين


المزيد.....




- تداول فيديو لـ-تمايل ناطحة سحاب- خلال زلزال تركيا.. ما حقيقت ...
- ذكرى أول اعتداء عنصري في ألمانيا الشرقية.. شهود جزائريون يرو ...
- ماذا قال رموز الصحافة عن استشهاد صحفيي الجزيرة في غزة؟
- دعوات بإندونيسيا لحشد المواقف ضد إسرائيل
- -أسطول الصمود- يبحر نحو غزة وغريتا ثونبرغ في المقدمة
- القسام تعلن عن 3 عمليات ضد الاحتلال في غزة
- مشهد الوداع الأخير.. صوت شهداء الجزيرة خفت لكن -التغطية مستم ...
- المجتمع الأفريقي.. اغتيال أنس الشريف ورفاقه جريمة وتقويض للص ...
- -عيون الحقيقة تُطفأ-.. اغتيال صحفيي الجزيرة يشعل الغضب بوسائ ...
- خزنة ذهب ودولارات تثير جدلا واسعا بالعراق.. ما قصتها الحقيقي ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - الثورة الاشتراكية - نضال من أجل مجتمع حر وعادل - من الجون إلى نيرون: كيف يحرق السيسي المصريين بالغاز الإسرائيلي