أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد بسام العمري - إعجاز القرآن الكريم وأثره في النفوس البشرية














المزيد.....

إعجاز القرآن الكريم وأثره في النفوس البشرية


محمد بسام العمري

الحوار المتمدن-العدد: 8488 - 2025 / 10 / 7 - 10:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


القرآن الكريم هو الكتاب الذي أنزله الله تعالى على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ليكون هاديًا وموجهًا للبشرية، وحاملًا للحقائق المطلقة التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها. إنه ليس كتابًا عاديًا، بل هو معجزة لغوية وروحية وعلمية تتجلى في كل حرف من حروفه. القرآن يخاطب الإنسان بجوانب متعددة: العقل، الروح، والقلب، ليكون منهج حياة كاملًا ومصدرًا للهداية.
أولى جوانب الإعجاز في القرآن الكريم هي بلاغته التي تحدت الفصحاء وأرباب اللغة العربية على مر العصور. يقول الله تعالى: "وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ" (البقرة: 23). هذا التحدي لا يزال قائمًا إلى يومنا هذا، حيث أثبت القرآن أنه نص لا يمكن محاكاته أو الإتيان بمثله، بل هو معجزة لغوية تتجاوز حدود الإبداع البشري. هذا الإعجاز اللغوي ليس فقط في صياغة الكلمات، بل في معانيها ودلالاتها العميقة التي تحمل رسائل أبدية تتجدد مع الزمن.
من أروع مظاهر الإعجاز القرآني هو تأثيره العميق على النفوس البشرية. القرآن يخاطب القلب مباشرةً بأسلوب يجمع بين الرحمة والهداية، ويوقظ في الإنسان شعورًا بالسلام الداخلي. قال الله تعالى: "الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" (الرعد: 28). تأثير القرآن لا يقتصر على المؤمنين فقط، بل يمتد إلى من كان في قلبه شك أو عداء. كم من القلوب تحولت من الكفر إلى الإيمان تحت تأثير آياته؟ وكم من النفوس اضطربت ثم هدأت عندما لامست كلمات الله أعماقها؟
القرآن الكريم ليس كتابًا للتأمل الروحي فقط، بل هو أيضًا دستور عملي ينظم حياة الإنسان بأدق تفاصيلها. يحتوي القرآن على أحكام تشريعية واضحة تهدف إلى تحقيق العدل والمساواة في المجتمع. قال الله تعالى: "إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَٱلإِحْسَٰنِ" (النحل: 90). هذه الأحكام ليست عبئًا على الإنسان، بل هي وسائل لتحقيق التوازن بين الروح والمادة، بين الفرد والمجتمع، وبين حقوق الإنسان وواجباته.
جانب آخر من جوانب الإعجاز القرآني هو احتواؤه على إشارات علمية تكشف عن حقائق الكون التي لم تكن معروفة في وقت نزوله. قال الله تعالى: "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي ٱلۡآفَاقِ وَفِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ" (فصلت: 53). هذه الآيات تدعونا للتأمل والتدبر في خلق الله وفي أنفسنا، وتكشف عن توافق بين النص القرآني والاكتشافات العلمية الحديثة، مما يزيد من إيماننا بأن القرآن هو كتاب الله الخالد.
القرآن الكريم جاء برسالة شاملة تدعو إلى السلام والتعايش والتسامح. يقول الله تعالى: "وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا رَحۡمَةً لِّلۡعَٰلَمِينَ" (الأنبياء: 107). هذه الرحمة تتجلى في جميع تعاليم القرآن التي تهدف إلى إسعاد الإنسان في الدنيا والآخرة. القرآن يعالج القضايا الأخلاقية والاجتماعية والروحية بطريقة تدفع الإنسان إلى تحقيق أقصى درجات الرقي والتطور.
على مر العصور، ظل القرآن الكريم معجزة مستمرة تناسب كل زمان ومكان. فبينما كانت رسائل الأنبياء السابقين محدودة بأوقات وأقوام معينة، فإن القرآن هو الرسالة الخالدة للبشرية جمعاء. قال الله تعالى: "إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ" (الحجر: 9). هذه الحفظ الإلهي للقرآن يضمن بقاء رسالته دون تحريف أو تغيير.
القرآن الكريم هو معجزة الله الخالدة، وهو النور الذي يهدي البشرية في ظلمات الحياة. إنه ليس مجرد كتاب يُقرأ، بل هو حياة تُعاش، ومنهج يُتبع. ببلاغته، أحكامه، وأسراره، يبقى القرآن الكريم دليلًا على عظمة الخالق وحنانه على عباده. علينا أن نقرأه بتدبر ونتأمل في معانيه، لأن فيه كل الإجابات التي نحتاجها لنعيش حياة متوازنة مليئة بالإيمان والسلام.



#محمد_بسام_العمري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -ابتسامة في أفق الوجود: مرآة الروح وسجاحة الخلق-
- بوحٌ على حافّة الكلمة
- النية الصادقة بين الأديان والفلسفات: جوهر العلاقة مع الله
- من خيوط الوهم إلى نسيج الفهم
- العزلة والحرية والوعي بالآخر في الفلسفة الوجودية
- حدود اللغة في فضاء العدم
- -الطابق الممنوع-
- -الساعة التي تبتلع الوقت-
- رحلة فب عوالم الأدب الافريقي .من الأدب المكتوب بالإنجليزية إ ...
- رحلة في عوالم الأدب الأفريقي: من التراث الشفهي إلى الأدب الم ...
- -غرفة رقم صفر-
- التفاعل مع التفاصيل بين الواقعية والرمزية الجمالية
- رحلة في عوالم الأدب الأفريقي: من التراث الشفهي إلى الأدب الم ...
- أدب المرأة الأفريقية: من الهامش إلى المركز وتأثيره في الأدب ...
- الظلّ الأخير
- -حين يتنفس الغياب-
- -الأدب الأفريقي: من إرث الهوية إلى آفاق العالمية-
- -رحلة في عوالم الأدب الأفريقي: من التراث الشفهي إلى الأدب ال ...
- رحلة النشيد والارتعاش
- -قبور تمشي بيننا-


المزيد.....




- مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في اليوم السابع من عيد -العرش ...
- جذور الإسلام بجنوب أفريقيا.. من المنفى إلى التنوع والتحديات ...
- الإسرائيليون اليهود كما أراهم في وسائل الإعلام
- بابا الفاتيكان يأمل أن يمهد اتفاق غزة لسلام دائم.. ويجدد دعو ...
- خوري يلتقي بطريرك القدس للاتين في عمّان ويؤكدان أهمية تعزيز ...
- ما رمزية ودلالات زيارة بابا الفاتيكان القادمة إلى تركيا؟
- بابا الفاتيكان: نتمنى أن يكون وقف إطلاق النار في غزة سلام عا ...
- بابا الفاتيكان يصف وقف إطلاق النار في غزة بـ-شرارة أمل-
- رئيس الكونغرس اليهودي العالمي يدعو لإطلاق سراح البرغوثي.. وإ ...
- جدل بسوريا بعد ظهور اسم حافظ الأسد على مئذنة الجامع الأموي ب ...


المزيد.....

- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد بسام العمري - إعجاز القرآن الكريم وأثره في النفوس البشرية