رانية مرجية
الحوار المتمدن-العدد: 8487 - 2025 / 10 / 6 - 13:31
المحور:
الادب والفن
كلّما ترددت في نشر فكرةٍ أو نصّ، كنتُ ألجأ إلى أستاذي وأخي الكاتب الجميل زهير دعيم. كنت أعلم أن كلماته لن تأتي مجاملة، بل ستولد من رحم الصدق والعقل والحب. كنت أجد فيه الأب الروحي للكلمة، والضمير الحيّ الذي يزن النص بميزان من ذهب، فلا يقطع بالحكم قبل أن يمنحه حقه من التأمل.
زهير دعيم ليس مجرد كاتبٍ يخطّ حروفه على الورق، بل هو رسول فكرٍ وإنسانية. كل من عرفه يدرك أنه يكتب ليبني، وينتقد ليطهّر، ويبتسم ليُطمئن أن الأدب ما زال بخير. في كل حديثٍ معه تشعر أنك أمام مدرسة من الإيمان بالإنسان، والالتزام بالحق، والإيمان بأن الأدب رسالة قبل أن يكون مهنة.
✍️ عمق لا يعرف الزيف
حين يكتب زهير دعيم، تشعر أن الحرف لديه صلاة، وأن الجملة خفقة قلبٍ نقي. يكتب عن الوطن كأنه أمّه، وعن الإنسان كأنه ابنه، وعن الألم كأنه عاشه في كل تفاصيله. هو الأديب الذي يرى في الكلمة مسؤولية، وفي النصّ موقفًا، وفي الكتابة خلاصًا من قسوة الواقع.
زهير دعيم لا يركض خلف الضوء، بل يجعل الضوء يتبعه. لا يطلب المجد، بل المجد ينساب إليه لأنّ نقاءه لا يُخفى. من يقرأه يفهم أن الأدب الحقيقي لا يُصنع في المقاهي ولا في الصالونات، بل في القلب، في التجربة، في العذاب، في المحبة.
🌺 أثر لا يُمحى
علّمني أستاذي أن الكاتب الحقيقي لا يُقاس بعدد نصوصه، بل بصدقها، ولا بمدى شهرته، بل بمدى تأثيره في النفوس. وكم من مرّة شعرت أن كلماته كانت ضوءًا في عتمةٍ كنتُ أعيشها. كان دائمًا يقول لي: “اكتبي كما لو أن العالم كله أعمى، المهم أن تري أنتِ ما تكتبين.”
هذه الجملة لم تفارقني يومًا، وصارت بوصلتي كلما ضعفتُ أو ترددت.
زهير دعيم هو من القلائل الذين حين يغيبون عن المشهد، تشعر أن الساحة فقدت نبضها. لكن حتى في غيابه، تظلّ كلماته حاضرة كنسمةٍ صيفيةٍ على وجه الصباح، تذكّرنا أن الأدب ليس حبرًا، بل روحًا باقية.
💫 كلمة وفاء
شكرًا أستاذي، لأنك منحتني الثقة حين كنتُ أحتاجها، ولأنك لم تبخل يومًا بنصحٍ أو تشجيع. شكرًا لأنك مثال الكاتب الذي يجمع بين الفكر والخلق، بين التواضع والعمق، بين الجرأة والصدق.
ستبقى بالنسبة لي المرآة التي أرى فيها جمال الحرف وصدقه، والنبراس الذي دلّني إلى طريقي في عتمة البدايات.
زهير دعيم…
اسمٌ سيظلّ محفورًا في ذاكرة الأدب والإنسانية، لأنه كتب بروحٍ لا تموت
#رانية_مرجية (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟