أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - طوفان حماس.. أي حصاد؟!















المزيد.....

طوفان حماس.. أي حصاد؟!


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 8486 - 2025 / 10 / 5 - 12:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وشعبنا يجني حصاد عامين من المحرقة دما وتهجيرا وموتا مجانيا، جراء ما عاشته غزة من نكبة استمرت عامين وما تزال، كذلك الضفة الغربية، وإذا كان استمرار المحرقة مرتبطا بشكل أساسي بقضية الرهائن، أليس مثيرا للاستغراب أنها قد انتهت بهذه السهولة، بأن وافقت حماس على إطلاق سراح كل الرهائن أحياء وأمواتا مرة واحدة وفق خطة السمسار ترمب؟.

السؤال
هنا يصفعنا جمعيا، هذا السؤال الأخلاقي المشاكس لم الآن وليس قبل أن تدمر غزة على رؤوس أهلها؟ ويدقع أهلها كل هذا الثمن؟ ولم لم تقم حماس بذلك منذ البداية وتجنب أهل غزة هذه النكبة غير المسبوقة التي أعادت القطاع وأهله على كل الصعد عقودا إلى الوراء؟
ولأن الأمور تقاس بنتائجها مقارنة بأهدافها، فكيف نوصف وضع القطاع تحت الوصاية الدولية وفق خطة ترمب؟ كأحد النتائج المبهرة لطوفان حماس، هل نضعه في خانة الإنجازات؟ أم الخسائر؟ وماذا نسمي استحداث المنطقة العازلة التي تحيط بالقطاع، على امتداد 62 كم²، لتشمل مناطق حدودية لمنع عودة السكان وتعزيز سيطرة الكيان. أي أن (17% من مساحة غزة)، ذهبت ارباحا للكيان الصهيوني من الطوفان.

التفاصيل
تقول خطة السمسار ترمب ”بعد إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين، سينسحب جيش الاحتلال من مناطق القتال، لكنه سيبقى في قطاع غزة، ووفقًا للخطة، ستقف قوات الجيش الصهيوني على “الخط الأصفر”.
وبعد دخول القوات الأجنبية إلى القطاع (قوات الوصاية)، وهي عملية ستستغرق شهورًا وفقًا للخطة، سينسحب الجيش الإسرائيلي إلى ما يُسمى “الخط الأحمر”، مع تسليم السيطرة إلى قوة عربية أجنبية تعمل بتكليف أمريكي. وفي المرحلة النهائية، سينسحب الجيش الإسرائيلي من القطاع ويتمركز في المنطقة العازلة وتشمل، المساحة المحيطة بالقطاع، ومحور فيلادلفيا على الحدود المصرية.، وتلة السبعين. (المعروفة باسم تلة المنطار شرق غزة)

أهداف الطوفان
هنا يبدو مهما أن نستحضر أهداف طوفان حماس التي أعلن عنها رئيس مكتبها السياسي، الذي قال "هو تحرير الأراضي الفلسطينية والمقدسات والأسرى، وأن غزة اليوم تمسح عن الأمة عار الهزائم وعار السكون والهزيمة. وتنبأ هنية، أن عملية "طوفان الأقصى" بدأت من غزة وسوف تمتد إلى الضفة والقدس والـ48 وأيضا إلى شعبنا في الشتات".

لكن خطاب هنية الشعبوي العاطفي لم يكن يستند إلى معطيات موضوعية، وإلى تقدير علمي صارم للموقف، وتعامل مع الأمر كأنه "فزعة" وفي اتجاه واحد، ليبقى خطاب هنية مجرد هتاف، لكنه تحول بصرف النظر عن النوايا إلى خراب غير مسبوق شمل الضفة وغزة ودول الجوار ، ويبدو صائبا تماما وتجاوز لحالة التقديس المراوغ لمفهوم المقاومة ما قيل إلى حماس في أحد اجتماعات الفصائل في أغسطس الماضي في القاهرة، من أنه حتى الآن "لم نستطع استثمار(الطوفان) في تحقيق أي إنجاز لشعبنا، ويجب ألا تتحول الى نكبة بفعل الانقسام والتشظي وسوء الحالة العربية وعدم التقاط الفرصة باللحظة المناسبة".

الفرصة
وتشير وقائع تدمير غزة بشرا شجرا وحجرا وبنية تحتية وما لحق بالضفة ولبنان وإيران أن الكيان "حول الطوفان ، من تهديد إلى فرصة للكان الصهيوني لحسم الصراع، وتهجير شعبنا وتصفية القضية الفلسطينية، ويسعى لتحويل 7 أكتوبر إلى لعنة". لكن يبدو هنا أن هناك من يعتقد أن، الحصول على مقعد على مائدة الرئيس ترمب الافتراضية هو الاستثمار الأمثل، وأنه لا عزاء إلى عشرات الآلاف من شهداء غزة الذين اعتبرهم أحد سكان الدوحة من قادة حماس "خسائر تكتيكية" للأسف.
ومع ذلك من غير الممكن الإحاطة ببؤس الواقع دون قراءة مشاكسة لخطة ترمب، التي تهدف إلى هندسة وضع العقل الغزي، كأحد التجليات المباشرة للطوفان، كي تُصبح غزة وفق ما زعمت خطته منطقة خالية من التطرف والإرهاب، ولا تشكل تهديدًا على جيرانها.

الخطة
لكن غزة الحرة المستقلة التي هي جزء من الدولة الفلسطينية، ستفقد هذه الصفة، وستوضع تحت الوصاية حيث ستُدار مؤقتًا عبر لجنة فلسطينية مهنية غير سياسية، تتولى إدارة الخدمات العامة والبلدية. ستتألف اللجنة من فلسطينيين مؤهلين وخبراء دوليين، وتخضع لإشراف كيان دولي جديد – “مجلس السلام” – برئاسة الرئيس ترمب، إلى جانب زعماء آخرين، من بينهم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير. سيتولى هذا الكيان وضع الإطار العام وتنسيق التمويل لإعادة إعمار غزة حتى تُنجز السلطة الفلسطينية برنامج الإصلاح وتتمكن من استعادة السيطرة على غزة.

لا لحماس
بل إن حماس نفسها وكل الفصائل ستلتزم بعدم المشاركة في الحكم في غزة. وستُدمّر كافة البنى التحتية لما سمته الخطة "الإرهاب والقتال"، بما في ذلك الأنفاق ومرافق تصنيع السلاح، ولن يُسمح بإعادة بنائها. وسيُنفَّذ نزع السلاح تحت رقابة دولية، ويشمل تدمير الأسلحة ضمن آلية متفق عليها، إلى جانب برنامج شراء الأسلحة وإعادة دمج المقاتلين، بتمويل دولي.
وستعمل الولايات المتحدة مع شركاء عرب ودوليين على تشكيل قوة استقرار دولية مؤقتة (ISF) تبدأ عملها فورًا في غزة. ستقوم هذه القوة بتدريب ودعم قوات شرطة فلسطينية مختارة، بالتنسيق مع الأردن ومصر. وستكون هذه القوة حلًا أمنيًا داخليًا بعيد المدى، وتعمل مع إسرائيل ومصر لتأمين الحدود ومنع تهريب السلاح.

تخطي
بل إن الخطة تحذر حماس أنه في حال أخرت أو رفضت الاقتراح، فسيُوجَّه الدعم فقط إلى المناطق التي نُزِعت منها الأسلحة، والتي تُسلَّم من الجيش الإسرائيلي إلى ISF.

وعي
وفي سياق كي الوعي سيُنشأ إطار حوار ديني بين الأديان قائم على التسامح والسلام، لتغيير المفاهيم والسرديات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتسليط الضوء على فوائد السلام.

سؤال المسؤولية
والسؤال الأهم هو من يتحمل نتائج نكبة غزة؟ وبالطبع ليس فقط الأداة التي نفذت وهي العدو الصهيوني، ولكن أيضا من منحها الفرصة بسوء تقديره، وعدم قيامة بما يلزم لحماية أهل غزة، وهو الذي كان سلطة الأمر الواقع، الذي مكن العدو من هذه الفرصة، دون بحث لكل السيناريوهات المتوقعة، وربما بؤس منطق حماس يكشفه ما قاله موسى أبو مرزوق "لو كنا نعرف أن هذا سيحصل، ما كنا لنوافق على عملية الطوفان" والسؤال أليس هذا المنطق يعكس استهتارا، وغياب للحس بالمسؤولية؟، نقول هذا ليس من أجل تصفية حساب ما مع جهة معينه، وإنما حتى لا تتهم المقاومة وحواملها بأنهم بدون عقل عاقل، ولأن شرط النزاهة الفكرية والسياسية والأخلاقية يقول ذلك، لأن الأمر يتعلق بالشعب والقضية، وحتى لا يخرج علينا بعد ذلك، من يصور الطوفان أنه كان انتصارا للشعب والقضية، في حين أن الوقائع تكذب ذلك، كون المعطيات بعد عامين على طوفان حماس، تقول إن إحدى نتائج الطوفان هي انقلاب صورة المشهد الجيوسياسي في المنطقة رأسا على عقب، مما جعل الكيان الصهيوني يتبجح بأنه غير منطقة الشرق الاوسط لصالح مشروعه التوراتي، أي ما يسمى اسرائيل الكبرى.

كلمة أخيرة
من المهم هنا التأكيد أن المقاومة بكل أشكالها ليست هدفا في حد ذاتها، وإنما تمارس من أجل تحقيق هدف سياسي مشروع، وهذا ما يميز المقاومة عن أي فعل عنف آخر. وإلا جرى توصيف الفعل بأنه فعل عبثي وربما وُسم الفعل بالإرهاب. وقد يكون تحقيق الهدف السياسي ضمن سياق سقف زمني منظور، وقد يكون هدفا استراتيجيا ويتحقق فيه الهدف عبر قانون التراكم. ويمكن القول إن المقاومة ليست قيمة في ذاتها، ولكنها قيمة بتحقيق أهدافها، ولذلك ستبقى المقاومة الفعل والأدوات خيارا وليس قرارا فلسطينا دائما ما دام الاحتلال قائما حتى يحقق الشعب الفلسطيني كامل أهدافه.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس بين خياري إنقاذ الذات.. أو إنقاذ أهل غزة
- أهل غزة ما بين حرب الإبادة وخطة الوصاية..!
- في التضاد بين الدولة المدنية والمجتمعات الريعية
- إعلان نيويورك.. بين الدولة القيمة المطلقة، والدولة الافتراضي ...
- جدلية العلاقة بين ثابت المقاومة ومتغير الحوامل
- شرط الاحتلال..يستوجب شرط المقاومة.. حتى النصر
- صمت قاعدة العيديد يكشف أن.. -المتغطي بأمريكا عريان-
- الوعي النقدي يحرر الإنسان
- مقاربة في القضية الفلسطينية وثوابت الأرض والإنسان والمقاومة
- القضية الفلسطينية وثابت الأرض والإنسان والمقاومة
- ماذا سيبقى من القضية لو ضاعت الضفة الغربية؟
- هل فات الوقت على تجنيب غزة -أبواب جحيم كاتس-؟
- حتى لا تكون غزة رفح أخرى.. الكرة في ملعب حماس
- مفاوضات الدوحة.. تجربة لبنان كاشفة!
- المثقف.. النقد دور وليس خيارا
- هل يكون العدوان على إيران حافزا.. عِوض أن يكون رادعا؟
- بين دراما النووي الإيراني.. وترسانة الكيان الصهيوني النووية. ...
- نتنياهو.. لا أعرف متى ستنتهي العملية العسكرية في إيران؟
- فلسطين هي القبلة.. وإن طالت الهجرة
- بماذا رد ترامب على مبادرة حماس؟!


المزيد.....




- عشرات آلاف الإسرائيليين في شوارع تل أبيب في -لحظة نادرة- من ...
- على ماذا ركزت خطة ترامب وبنودها الـ20 بشأن غزة؟
- مصادر تكشف موعد انطلاق المباحثات غير المباشرة بين حماس وإسرا ...
- هل تؤثر أطوار القمر على حالتك المزاجية دون أن تدري؟
- فتح مكاتب التصويت في أول انتخابات برلمانية سورية منذ سقوط ال ...
- ترامب يأمر بنشر الحرس الوطني في شيكاغو.. وقاضية تمنعه من إرس ...
- ترقب لنتائج مباحثات القاهرة بشأن خطة ترامب حول غزة
- سوريا: جدل بشأن آلية دستورية تمنح رئيس البلاد صلاحية تعيين ث ...
- وصول طائرة تركية تحمل ناشطين من أسطول الصمود إلى البلاد
- 3 قتلى في أوكرانيا بمسيّرات وصواريخ روسية


المزيد.....

- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - طوفان حماس.. أي حصاد؟!