أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - القضية الفلسطينية وثابت الأرض والإنسان والمقاومة














المزيد.....

القضية الفلسطينية وثابت الأرض والإنسان والمقاومة


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 8452 - 2025 / 9 / 1 - 23:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يخطئ من يعتقد أن استشهاد أو غياب شخص طبيعي أو حتى خسارة حزب أو حركة المعركة، يمكن أن يعني نصرا نهائيا للكيان الصهيوني، وإنما هي واقعة في مجرى الكفاح الفلسطيني من أجل نيل حقوقه كاملة غير منقوصة، كون الصراع يدور الان في لحظة تاريخية مفارقة، جعلت الفلسطيني يخوض وحدة دون محيطه العربي والإسلامي هذا الصراع الممتد منذ أكثر من قرن، بين مجموعات بشرية طارئة تدعمها قوى إمبريالية، وبين أصحاب الأرض، سدنة المكان وحراس الذاكرة والوعي الممتد عبر الزمان، حيث الشعب ومفهوم المقاومة بمعناه الشامل في سياقاته الفكرية والسياسية والعملية ارتباطا بشرط الزمان والكان هما الثابتان الأساسيان، في حرب وجودية، بين المحتل والشعب الواقع تحت الاحتلال.
ويمكن هنا القول؛ أنه خلال تلك العقود جرت مياه كثيرة في نهر الكفاح الفلسطيني وعلى امتداد تلك المساحة، كان الشعب الفلسطيني وقواه الحية واعيا ومدركا لذلك المشروع الذي يستهدف اقتلاعه من أرضة، ولم يبخل بالتضحية بالغالي والنفيس عبر كل أشكال النضال من أجل الحفاظ على وطنه في مواجهة مؤامرة هي أكبر من قدراته تقودها بريطانيا الدولة المنتدبة والغرب الإمبريالي والمسيحية الصهيونية، وشارك في هذه المواجهة عبر اشكال مختلفة كل مكونات الشعب الفلسطيني، حتى بات اقتناء البارودة (البندقية) في المخيال الشعبي الفلسطيني شرف يسعي الجميع للحصول عليه، كون البارودة رمز للكرامة والدفاع عن الأرض والعرض، ولذلك حملت البارودة (البندقية) رمزيةً كبيرةً جداً في الوعي الشعبي والذاكرة الفلسطينية، تمثلت في الأغاني والأمثال والتناويح( الرثاء الشعبي) والفن التشكيلي والملصقات.
وكان قدر الشعب الفلسطيني هو أن واجه عبر مكوناته المختفة، المستعمر البريطاني، وعصابات الحركة الصهيونية بكل أشكال المقاومة، حتى في ظل القانون الي كان يعاقب بالإعدام كل فلسطيني وُجد لديه سلاح حتى لو كانت "رصاصة فارغة"، وبعد النكبة تغير شكل النضال، لكن ما لبثت قوى جديدة من الحركة القومية والحركة الوطنية التي بادرت فأعلنت بدء العمل المسلح ضد الكيان الصهيوني، حتى كانت هزيمة يونيو 1967، فبدأت العديد من القوى تنخرط في الكفاح المسلح، الذي اصبح هو المظهر العام للمقاومة من أجل التحرير وتحقيق العودة، لكن معظم نلك القوى غادر هذا الشكل من النضال عمليا بعد أوسلو، أو لأسباب تتعلق بالشيخوخة ، أو بسبب الطرف الموضوعي والذاتي.
وعلى ضوء تلك التجربة التي انتهت باتفاق أوسلو سيء الصيت والسمعة التي أنهت الكفاح المسلح رسميا، لدى البعض، غير أنها لم تنهي المقاومة، هنا يمكن القول إن أي حوامل (أحزاب وحركات وفصائل) لشكل من اشكال المقاومة في فترة زمنية معينة، سواء كانوا اشخاصا طبيعية أو معنوية، هم نتاج لحظة تاريخية معينة قد تطول أو تقصر، ارتباطا بالعوامل الذاتية والموضوعية وجملة العوامل الخارجية، وعوامل النمو والشيخوخة، كون الصراع طويل ومعقد، ويدور بين الشعب الفلسطيني والحركة الصهيونية وتجسيدها المادي الكيان الصهيوني المدعوم من القوى الإمبريالية الغربية وكل القوى اليمينية في العالم، تحت ادعاء مسيحي توراتي تمثل المسيحية الصهيونية لافتته الأساسية وعرابه، تجسيدا لخرافة معركة "هرمجدون" المتخلية التي ستدور في فلسطين "في الوادي الفسيح المحيط بجبل مجدون في أرض فلسطين وأن المسيح سوف ينزل من السماء ويقود جيوشهم ويحققون النصر على الكفار".
وهي ربما خرافة لا تدحضها وفق أي مقاربة عقلية طبيعة الحروب اليوم؛ فما بالك بالمستقبل، وإنما أيضا في كون الصراع هو بين الفلسطيني صاحب الحق التاريخي الثابت في وطنه، أي الأرض، وبين الطارئين على المكان، من بين دفات كتاب أثبتت حفريات العلماء اليهود الإسرائيليين، طوال عقود، أن ما جاء في ذلك الكتاب، الذي اقامت علية الحركة الصهيونية مشروعها ، هو مجرد "أساطير"، في حين أنهم في الواقع غزاة في سياق مشروع كولنيالي، مهما كانت اللافتة التي يختبئون خلفها، ومن ثم فإن الصراع هو بين صاحب الأرض، وبين المحتل، ولس بين مؤمنين وكفار.
هذا الصراع قد يغيب فيه أشخاص طبيعيين وحتى قوى، مثال ذلك أن جميع القوى التي شاركت في طوفان حماس باستثناء فصيلين هي قوى لم تكن موجودة عند انطلاقة الكفاح المسلح عام 1967 ولمدة عقدين من الزمن، لكن المشكلة هو عندما يعتبر البعض أن خسارة شخص أو حتى حزب او مجموعة قوى معركة، فإنها ستكون نهاية القضية، وهذا وهم وعسر فهم، يقع فيه البعض، لأن القضية ستبقى حية ومشتعلة طالما الشعب الفلسطيني موجود وثابت على أرضة، وهنا من المفيد القول أن خسارة المتحدث باسم القسام هي خسارة معنوية كبيرة، لكن هناك من سيحل محلة، وهنا من المفيد التذكير بالشهيد غسان كنفاني القائد والمفكر والمبدع والإعلامي ورئيس تحرير مجلة الهدف الذي يتجاوز حضوره الوطن العربي إلى العالم، عندما استهدف الكيان عقل الجبهة الشعبية آنذاك، ومع أن غسان لا يعوض، لكن استمرت الهدف كأحد أشكال النضال من أجل ثقافة ووعي ومعرفة أرقى على طريق التحرير والعودة.
ولأن المقاومة بكل أشكالها ليست خيارا، بل هي قدر الشعب الفلسطيني، فمن الطبيعي أن تكون هناك تضحيات، وربما هزائم، وتغيب قوى واشخاص، لكن ذلك لا يجب ولا للحظة أن ينسينا أن المشروع الصهيوني في فلسطين إلى زوال مهما طال الزمن، طالما الشعب الفلسطيني مزروع في أرضه، ولديه ثابت المقاومة بكل أشكالها والأرض والإنسان.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا سيبقى من القضية لو ضاعت الضفة الغربية؟
- هل فات الوقت على تجنيب غزة -أبواب جحيم كاتس-؟
- حتى لا تكون غزة رفح أخرى.. الكرة في ملعب حماس
- مفاوضات الدوحة.. تجربة لبنان كاشفة!
- المثقف.. النقد دور وليس خيارا
- هل يكون العدوان على إيران حافزا.. عِوض أن يكون رادعا؟
- بين دراما النووي الإيراني.. وترسانة الكيان الصهيوني النووية. ...
- نتنياهو.. لا أعرف متى ستنتهي العملية العسكرية في إيران؟
- فلسطين هي القبلة.. وإن طالت الهجرة
- بماذا رد ترامب على مبادرة حماس؟!
- الكيان الصهيوني.. وهندسة سوريا ديموغرافيا وجغرافيا
- سوريا.. أحداث جرمانا وصحنايا بين الذريعة والحقيقة
- عندما يجري تجريم النقد..!
- -بيكفي حرب-.. حراك كسر حاجز الخوف 2/2
- -بيكفي حرب-.. حراك كسر حاجز الخوف 1/2
- حتى لا تصبح غزة.. بيئة طاردة
- بعد تهديدها بمصير الحوثيين.. هل ضاقت مساحة مناورة حماس؟
- تغيرت أساليب التهجير.. والهدف واحد.. الاقتلاع
- حتى لا يبقى بيان قمة القاهرة حبرا على ورق
- بين الضفة وغزة. ودعم موقف حماس


المزيد.....




- ترامب يؤكد: -لست ديكتاتورًا-.. لكن مؤشرات -الحكم السلطوي- تت ...
- -مكسب حقيقي-! - شتوتغارت يتعاقد مع المهاجم المغربي بلال الخن ...
- يختبئ أياما بخيمة ليلتقط صورة واحدة.. ما قصة المغربي عبد الغ ...
- هل تريد إسرائيل ضم الضفة أم مجرد تكتيك لمآرب أخرى؟
- مشروع إسرائيلي لضم الضفة.. تفهم أميركي وسط تحذير من العواقب ...
- -مسار الأحداث- يناقش موقف نتنياهو من الحرب في ظل الدعم الأمي ...
- محللون: ترامب يعادي الفلسطينيين والتوصل لاتفاق في غزة يبدو ب ...
- انتقادات لروبي بالـ -الخروج عن اللياقة- في حفلها بالساحل الش ...
- مسؤول إسرائيلي عن -غارة صنعاء-: واحدة من أسرع عملياتنا.. ويو ...
- -بالمعدل الذي يقتل فيه الجيش الإسرائيلي الصحفيين في غزة، لن ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - القضية الفلسطينية وثابت الأرض والإنسان والمقاومة