أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - -بيكفي حرب-.. حراك كسر حاجز الخوف 2/2















المزيد.....

-بيكفي حرب-.. حراك كسر حاجز الخوف 2/2


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 8301 - 2025 / 4 / 3 - 12:08
المحور: القضية الفلسطينية
    


إن ارتباك حماس وردود فعلها، واتهاماتها للحراك هو نتاج غيبوبة سياسية وأيديولوجية، جعلها تعيش حالة عسر فهم، أنتج عنادا ومكابرة تعجز عن رؤية الواقع، وكيف يفكر جمهور واسع من أهل غزة المنكوبين، بعد أن بات الحفاظ على حيواتهم في حد ذاتها، هو الآن الهدف، وهو كما نعتقد هو جوهر المقاومة بالمعنى الآني والاستراتيجي، في ظل المحرقة، لأنه لا يمكن تصور وجود معنى لمفهوم المقاومة دون الناس؛ الذين هم أهل غزة، وإذا كان حراك "بدنا نعيش" الذي قمعته حماس واتهمته بالعمالة كان موجها لها تحديدا، فإن حراك "بيكفي حرب" هو رسالة موجهة للجميع بمن فيهم الطرف الفلسطيني، لأنه من الغباء أن يصور البعض أن أهل غزة قد وجهوا هذه المناشدة للعدو حصرا، كون تعبير "بيكفي حرب"، في مفهومه اللغوي الشعبي الفلسطيني، هو موقف شعبي موجه أيضا إلى طرفي الصراع، يقول إن صبرهم قد نفد من استمرار تجاهل ما يتعرضون له من إبادة، دون أي إحساس بالمسؤولية، بل وعوض أن يكون إحساسا بمعاناة الناس، فإن متحدثي حماس وقطيعها يعتبرون أن محرقة غزة التي أكلت الأخضر واليابس، هو ثمن مستحق، يجب أن يدفعه أهل غزة، ثمنا لتحريرها، الذي قررته حماس وحدها، دون استشارتهم، في حين أن غزة تعيش نكبة غير مسبوقة، وباتت محتلة، وأهلها مهددون بالتهجير.
ولقطع الطريق على أي محاولة من قبل الكيان الصهيوني أو حماس، لتفسير أي شعارات أو هتافات ضد سلطة حماس، على أنها ضد المقاومة كمفهوم أو وسائل، أو خيار، فهو ليس ضد مبدأ المقاومة، لأن غزة كانت أول المقاومة، وكان أهل غزة منخرطون في المقاومة قبل أن تلتحق حركة الإخوان المسلمين فرع فلسطين بالثورة الفلسطينية بعد أكثر من عقدين من اندلاعها، وقد دفعت عن وعي ثمن خيارها ذلك في خميسنيات وستينيات القرن الماضي.
وهنا يجب التنبيه وبصرامة، منعا لأي تفسير سيء النية، فإن انتقاد حماس هو انتقاد من داخل مفهوم وحدة الشعب، وهي رسالة إلى حماس، من أنها ليست إلا جزءا من الشعب، لكنها ليست كل الشعب، أو أنها كتنظيم تعلو الشعب، ، حتى تقرر مصيره دون تفويض منه، وإنما هي حركة قد تخطئ أو تصيب، وأن عليها أن تتحمل مسؤولية تصرفاتها، كونها ليست لدى غالبية الشعب الفلسطيني ربانية، باستثناء أعضائها وأنصارها بالطبع، ولذلك يجب عليها أن تسلم، بأن صوت الشعب هو الأعلى بالنسبة لجميع القوى بمن فيهم حماس، وعلى الجميع أن يستوعب ذلك. وهذا الصوت مثله إلى حد ما الحراك، الذي جرى اليومين الماضيين، عبر شعار "بيكفي حرب"، الذي هو بمثابة رفض للمنطق الذي لا يقيم وزنا لحياة الناس، وهو بالدرجة الأساسية لا يوجه للعدو، كون عقيدة هذا العدو، هي الحرب ونفي الفلسطينيين في ذاتهم، وإنما هو موجه للطرف الفلسطيني على خلفية النتائج التي خلقها طوفانه، وهي النتائج التي جعلت موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي ورئيس مكتب العلاقات الخارجية في حركة حماس، يقول في مقابلة مع "نيويورك تايمز"، نشرت في 24 فبراير 2025، "لو كنت أعلم حجم الدمار الذي سينتج عن هجوم 7 تشرين الأول 2023 لكنت عارضته"، مضيفاً "إن معرفة العواقب كانت ستجعل من المستحيل دعمه". وتابع: "لم يكن لدينا علم مسبق بخطة 7 تشرين الأول.
إن هذا الحراك كان صرخة شعب يتعرض للإبادة، طفح معه الكيل، فيما هم يعيشون النكبة بكل أبعادها، ومع ذلك هناك من يريد منهم أن يبتلعوا ألسنتهم؛ وأن يلغوا عقولهم، وأن يقبلوا بوصاية حماس السياسية والفكرية عليهم باعتبارهم شعبا غير راشد، وأن يكونوا جزءا من قطيعها، وإلا اتهموا بأنهم ضد المقاومة، وكأن غزة لم تكن هي المقاومة، وقبل أن تعلن حركة الإخوان المسلمين المشاركة في الفعل الكفاحي الفلسطيني بإعلان ميثاقها في أغسطس 1988،عبر حركة حماس، بعد اندلاع الانتفاضة الشعبية الأولى ديسمبر 1987.
إن الحد الأدنى من الإحساس بالمسؤولية من قبل حماس، كسلطة أمر واقع جاءت عبر انقلاب دموي، هو وعي أن المحرقة المستمرة منذ عام ونصف ربما حررت الكثيرين من الخوف من أن يجهروا برأيهم في مواجهة ما يتعرضون له، وهو الرأي الذي لا يعدو أن يكون مجرد تعبير عن موقف، فيما كان رد الفعل المباشر وغير المباشر من قبل حماس، قد حمل معنى التشويه والتهديد للجماهير التي شاركت في الحراك، بأن هدّدت عبر بيان صادر عن "فصائل المقاومة"، التي هي في مظهرها العام حماس بمعاقبة قادة ما سمته "الحراك المشبوه"، بأنهم مسؤولون، كما الاحتلال، عن الدماء النازفة من أبناء شعبنا، وستتم معاملتهم بناء على هذا الأساس.
وللأسف فإن اتهام جمهور واسع من الشعب، ممن كسر حاجز الخوف، الذي هو سلوك مرتبط بسلطة حماس كونه هو الذي يدفع ثمن مغامرة طوفانها التي كانت نتيجته ليس تدمير غزة، وسعى لضم الضفة، وإنما فتح الباب أمام مشاريع تهجير سكان القطاع، وهي النتيجة التي جعلت القائد الحمساوي موسى
أبو مرزوق، الذي لا يمكن اتهامه بأنه مشبوه، أو طابور خامس، أو أن الكيان الصهيوني وراء تصريحه لو كنت أعلم بما سيحدث لما وافقت على عملية الطوفان.
إن بيانات التخوين واتهام الحراك العفوي لمن كسروا حاجز الخوف المستمر منذ يونيو 2007، هو مع سبق الإصرار تحريض على الفتنة والقتل، وهو يعبر عن ذهنية تعيش حالة غيبوبة وعدم إدراك لواقع القطاع والقضية الفلسطينية الآن بعد كارثة محرقة غزة، التي هي رد على عملية 7 أكتوبر التي شكلت زلزالا بالنسبة للعدو، وهنا يجب عدم الخلط بين كونها عملا عسكريا مجردا، وبين نتائجها المباشرة وغير المباشرة عبر رد فعل الكيان الصهيوني والولايات المتحدة عليها، وهو رد الفعل الذي جعلها نكبة غير مسبوقة ليس على الشعب الفلسطيني بل على المنطقة، خاصة لبنان.
إن الاختباء خلف لافته المقاومة واتهام من تحركوا ضد الموت والتهجير بأنهم "مشبوهون"، يجهل أو يتجاهل أن المقاومة ليست شعارا للتفاخر والزينة وتبرئة الذمة، أو مفهوما مجردا، كرخصة تعطية الحق في التطاول على الشعب لمجرد أنه صرخ تعبيرا عن رأيه، في حين أن المقاومة هي مفهوم واسع، لا يرتبط بشكل واحد من الكفاح، وأن قيمة أي مقاومة هي في وحدة الأداة والقيادة، باعتبارها تعبيرا عن الكل الوطني ضمن جسم عسكري واحد، على غرار جيش التحرير الجزائري، وبوضوح أهدافها، وفي نتائجها المباشرة وغير المباشرة، في كل المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها من مجالات الحياة؛ التي ذروتها الحفاظ على حياة الإنسان الفلسطيني، ومن ثم فإن أي مقاومة دون عقل عاقل هي عبث موصوف، ونربأ بأي جهة فلسطينية ترفع شعار المقاومة أن تكون كذلك.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -بيكفي حرب-.. حراك كسر حاجز الخوف 1/2
- حتى لا تصبح غزة.. بيئة طاردة
- بعد تهديدها بمصير الحوثيين.. هل ضاقت مساحة مناورة حماس؟
- تغيرت أساليب التهجير.. والهدف واحد.. الاقتلاع
- حتى لا يبقى بيان قمة القاهرة حبرا على ورق
- بين الضفة وغزة. ودعم موقف حماس
- أبو مرزوق.. يجرد طوفان حماس من قدسيته
- كي الوعي.. وذاكرة اللقطة الأخيرة
- كما وصفته عائلته..-أحمق-..-مهرج-..-بلطجي-..-نرجسي-
- نوايا ترامب تجاه غزة.. جريمة موصوفة
- إرادة الفلسطينيين والأمة العربية.. وتحدي هذيان ترامب
- ترامب.. يكافئ مرتكبي محرقة غزة.. بمشروع تطهير عرقي للناجين
- قراءه في أهداف أبو مرزوق لطوفان حماس
- نعم للتهجير من قطاع غزة.. ولكن..
- وعد السنوار للأسرى.. أي ثمن؟!
- اتفاق وقف إطلاق.. وأوهام النصر التاريخي
- اتفاق وقف إطلاق النار.. والمفهوم الواسع للضمانات الأمنية
- عون الثاني.. يتوعد حزب الله وسلاحه
- هل يمثل وعيد ترامب لحماس .. النار التي تنضج الصفقة
- شكرا.. استريحوا وأريحوا.. ودعونا نرى غيركم


المزيد.....




- حصريًا لـCNN: هل تستطيع إسرائيل الصمود أمام ترسانة إيران؟ وز ...
- -كتائب القسام- تعلن تنفيذ عمليتين ضد إسرائيل
- بيان المكتب السياسي حول التطورات الخطيرة بمنطقة الشرق الأوسط ...
- إيران تنشر فيديو لمراكز أمنية وعسكرية حساسة تنوي استهدافها ف ...
- الرئاسة التركية تعلق على أنباء عن وجود جزء من أسطول الطائرات ...
- القوات الإيرانية للمستوطنين: غادروا الأراضي المحتلة فورا فلن ...
- -معهد وايزمان-.. إيران تدمر -العقل النووي- لإسرائيل (صور + ف ...
- نائب المستشار الألماني: لن نرفض دعم إسرائيل حال تعرض وجودها ...
- قلق تركي من التصعيد ضد إيران
- صنعاء تؤكد دعمها الكامل لطهران


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - -بيكفي حرب-.. حراك كسر حاجز الخوف 2/2