أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - مفاوضات الدوحة.. تجربة لبنان كاشفة!














المزيد.....

مفاوضات الدوحة.. تجربة لبنان كاشفة!


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 8404 - 2025 / 7 / 15 - 22:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


يبدو أن سؤال الفنان حسني البورظان في مسلسل صح النوم 1972، إذا أردنا أن نعرف ماذا في إيطاليا؟ يجب أن نعرف ماذا في البرازيل؟ هو استهلال مناسب نبدأ هذا المقال، بأن نقيس على نفس السؤال، بأن نسأل إذا أردنا أن نعرف ماذا سيجري في غزة، علينا أن نعرف ما الذي جرى في لبنان بعد وقف إطلاق النار برعاية وضمانة أمريكية فرنسية؟ مع الفارق في أن هناك في لبنان وجود لحكومة شرعية منتخبة، أما قطاع غزة، فهناك بقايا وجود لسلطة أمر واقع استولت على السلطة عبر انقلاب من قبل فصيل سياسي. سؤالا افتراضيا، وسابقا لأوانه، لكنه وفق منطق الأشياء، هو سؤال واقعي.
ذلك أنه على ضوء التجربة التي ما نزال نعيش فصولها وتداعياتها، يأتي تعبير" العبثية"، في توصيف طلب حماس من جهة معينة بذاتها أن تكون ضامنا لوقف إطلاق النار، في حين أن تلك القوة هي في الوقت نفسه راعية العدو وشريكته في الحرب على غزة. وهذا ربما يشير إلى وجود مشكلة لدى الطرف الفلسطيني المفاوض، في قراءة ميزان القوى بالمعنى الراهن، بعد كل التداعيات التي رافقت الانهيارات لدى ما سمي بمحور المقاومة، ومحدودية ورقة المساومة الأخيرة لدى حماس التي تتعلق بالرهائن.
ذلك أن رئيس وزراء الكيان الصهيوني يريد مفاوضات تحقق شروطه، التي هي في المحصلة كما قال "إن حكومته ستعمل على "القضاء التام على حركة حماس" وعدم السماح بعودتها إلى السيطرة على قطاع غزة"، مع أن حماس سبق أن أكدت " استعدادها للبدء الفوري في مفاوضات مكثفة للوصول إلى اتفاق نهائي لوقف الحرب وتبادل الأسرى وإدارة قطاع غزة من قبل جهة مهنية مستقلة."
وأشارت الحركة في بيان إلى أن "الإدارة المستقلة للقطاع ستعمل على ضمان استمرار الهدوء والاستقرار لسنوات طويلة، إلى جانب الإعمار وإنهاء الحصار". وبالطبع موف حماس الانسحاب من مشهد السلطة، هو ليس زهدا في الحكم، ولكن لأنها باتت تلمس أن الوقت ليس في صالحها على كل الصعد، حتى على الصعيد الشعبي الفلسطيني الغزي.
هذا الاستعداد من قبل حماس للتخلي عن سلطتها في عزة، بل والوعد بضمان أن أمن الكيان لن يتعرض من قبلها، لأي خطر من غزة، بما يعنيه ذلك من قبول التخلي، عن فكرة مقارعة الكيان، لسنوات طويلة.. ومع ذلك فإن الكيان يماطل في الوصول إلى هدنة، ويمكن التقدير هنا أن الكيان، له هدف آخر يتجاوز مسألة الإفراج عن الرهائن، وإنما هو في هندسة قطاع غزة لتلبي متطلبات استراتيجية الكيان الصهيوني. فهو لا يقف عند حد أن لا يكون هناك وجود لحماس كبنية سياسية وعسكرية. وأن قطاع غزة لن يعود كما كان قبل طوفان حماس، وإنما هو يريد الاحتفاظ ب40% من مساحة القطاع كأمر واقع.
وهذا بالتأكيد ما يسعى إليه العدو ويخوض مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية حاليا، على أساسه، فبما هو يمارس ذلك الاستقواء الذي لا يقيم وزنا إلى أي اتفاق، كما يجري في لبنان الآن، وطوال فترة ما بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي صاغته وضمنته الولايات المتحدة وفرنسا، ومع ذلك فإن حزب الله اللبناني ما يزال تحت النار وهدفا للعدوان الصهيوني، ولذلك نقلت وسائل الإعلام عن وزير خارجية الكيان الصهيوني جدعون ساعر موقفًا حازمًا من حركة حماس، مفاده أنها "لا يمكن أن تسيطر على غزة أو أن تكون جزءًا من مستقبل القطاع"، كما قال.
بل إن رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو كشف نوايا الكيان بشكل واضح، فهو لا ينوي إنهاء الحرب والاحتلال في عزة، كونه اشترط على جولة المفاوضات الراهنة، البدء فورا في مفاوضات إنهاء الحرب في غزة مع بداية وقف إطلاق النار أي على مدي الـ60 يوما المقترحة لوقف إطلاق النار، على أن " يجري خلال هذه المدة، نزع سلاح حماس وتفكيك الحركة"، وفي حال لم ينزع السلاح قال نتنياهو" سنعود للقتال».
إذا ليس هدف الكيان هو عودة الرهائن، وإنما هو يجدها فرصة تاريخية بما يضمن له، هندسة واقع جديد في غزة، بعيدا عن حماس وغيرها، وجعل غزة معتقلا كبيرا تصعب الحياة فيه بعد مصادرة أكثر من ثلث مساحته، مستغلا واقعا عربيا وإسلاميا متهافتا؛ بل وبعضه صهيوني بامتياز، ووجود رئيس أمريكي هو الأكثر سوءا بالنسبة للفلسطينيين.
وأخيرا يبقى السؤال هو: منذ متى كانت أمريكا نزيهة وصادقة حتى تكون ضامنة؟ في حين أن من يضمن حقوقك هو ميزان القوى، التي أهم مفرداته هي الوحدة الوطنية الصادقة والتفاف الشعب حول هذه الوحدة.. وإذا ما قدرنا ما الذي سيجري في غزة بعد ذلك، علينا أن نستحضر مثال لبنان، وسؤال مسلسل "صح النوم".



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف.. النقد دور وليس خيارا
- هل يكون العدوان على إيران حافزا.. عِوض أن يكون رادعا؟
- بين دراما النووي الإيراني.. وترسانة الكيان الصهيوني النووية. ...
- نتنياهو.. لا أعرف متى ستنتهي العملية العسكرية في إيران؟
- فلسطين هي القبلة.. وإن طالت الهجرة
- بماذا رد ترامب على مبادرة حماس؟!
- الكيان الصهيوني.. وهندسة سوريا ديموغرافيا وجغرافيا
- سوريا.. أحداث جرمانا وصحنايا بين الذريعة والحقيقة
- عندما يجري تجريم النقد..!
- -بيكفي حرب-.. حراك كسر حاجز الخوف 2/2
- -بيكفي حرب-.. حراك كسر حاجز الخوف 1/2
- حتى لا تصبح غزة.. بيئة طاردة
- بعد تهديدها بمصير الحوثيين.. هل ضاقت مساحة مناورة حماس؟
- تغيرت أساليب التهجير.. والهدف واحد.. الاقتلاع
- حتى لا يبقى بيان قمة القاهرة حبرا على ورق
- بين الضفة وغزة. ودعم موقف حماس
- أبو مرزوق.. يجرد طوفان حماس من قدسيته
- كي الوعي.. وذاكرة اللقطة الأخيرة
- كما وصفته عائلته..-أحمق-..-مهرج-..-بلطجي-..-نرجسي-
- نوايا ترامب تجاه غزة.. جريمة موصوفة


المزيد.....




- الجزائر: دخول القانون الجديد لمكافحة المخدرات والمؤثرات العق ...
- رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز يختتم زيارة رسمية إلى مو ...
- الاتحاد الأوروبي يناقش الهجرة والنفوذ الروسي والتركي في ليبي ...
- قصف إسرائيلي يستهدف لواءين بريف اللاذقية
- واشنطن تدين الهجمات على حقول النفط بكردستان العراق
- نظامك الغذائي غني بالبروتين؟.. احذر هذه الآثار الجانبية
- بالفيديو.. بدء انسحاب الجيش السوري من السويداء
- ويتكوف: مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة -تسير على نحو جيد-
- -أحداث السويداء- بين تعقيدات الداخل وتدخلات الخارج
- روبيو: الاتفاق على خطوات لإنهاء الاشتباكات في سوريا -الليلة- ...


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - مفاوضات الدوحة.. تجربة لبنان كاشفة!