أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - سوريا.. أحداث جرمانا وصحنايا بين الذريعة والحقيقة















المزيد.....

سوريا.. أحداث جرمانا وصحنايا بين الذريعة والحقيقة


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 8329 - 2025 / 5 / 1 - 09:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن القراءة الموضوعية النزيهة لما جرى في مدينة جرمانا، ثم أشرفية صحنايا في سوريا، لا يمكن رده إلى الشريط المزعوم بالإساءة للنبي عليه الصلاة السلام، كسبب جوهري، لمن يريد الحقيقة وليس الذريعة، بعد أن أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن، الذي طالما تبنى سردية القوى المعارضة للنظام السابق باعتباره جزءا من المعارضة وهي: "أن الشريط المسرب حول الإساءة للنبي "غير صحيح، ومن سربه أراد خلق فتنة بين أبناء الشعب السوري.."
وإذا ما واصلنا نحن طرح الأسئلة، بعد استحضار مجازر الساحل السوري، وحمص وغيرها، فإن السؤال عندها نا هو: هل احتاج المتشددون إلى مثل هذه الذريعة، عندما استباحوا تلك المناطق على أساس الهوية المذهبية، باعتبار أن أهلها كفارا، التي راح ضحيتها الكثير من الأبرياء. ثم الادعاء أنها حالات فردية، أو أنها قوى منفلته، في حين أن تلك القوى هي جزء من منظومة الإدارة السورية الجديدة، وأن ما قامت به جرى بوعي ومع سبق الإصرار، كونه مكون أصيل من ثقافتها ومن ثم سلوكها، وأن محاولة البعض، التغطية على ذلك باعتباره عملا فرديا، إنما هو تواطؤ ولو بالمعني الفكري.
وربما السؤال الموازي، هو مَن مِن الأطراف السورية، أو من غيرها، أراد أن يوفر الذريعة لتدخل الكيان الصهيوني في سوريا عبر صناعة مثل ذلك الشريط وبثه عبر اتهام أصحاب مذهب معين بحد ذاته بذلك، بهدف استجلاب متعمد إلى رد فعل تلك القوى المتشددة المهيأة لذلك أصلا، ارتباطا بموقفها المعادي لبعض مكونات المجتمع السوري المذهبية، الذي هو مكون أساسي من ثقافتها المجافية، وكونها تبحث عن ذريعة وليس الحقيقة، فهي غير مستعدة أن تسأل، أو تفكر في من هو الطرف المستفيد من مثل هذه الفتنةـ؟ لأنها في الأساس تبحث عن الذريعة، بصرف النظر عن صدقيتها من عدمه.
وهي الواقعة التي التقطها الكيان الصهيوني، وسوقها على أنها تستهدف مجموعة بشرية من الموحدين الدروز، الذي يحمل جزءا منهم جنسية الكيان بحكم واقع احتلال الجولان وفلسطين، وليس بسبب خيارهم الحر، وهو من باب الاستقواء، لن يسمح بذلك من موقع الادعاء الإنساني، وهي كلمة الحق التي يراد بها باطل، ومع ذلك لا يمكن من جانب آخر تجاهل، موقف بعض القوى السورية، التي لا تمانع من تدخل الكيان، وهي التي سبق أن أقامت علاقات معه، من موقع معارضة النظام السابق، خدمة لأجندات خاصة، في ظل انكشاف أكثر لطبيعة الإدارة الجديدة، على خلفية ما جرى من تصفيات على أساس مذهبي في معظم المناطق السورية من قبل قوى هي جزء من إدارة الشرع، بعضها غير سوري وهي قوى أيديولوجية متشددة كانت جزءا من تحالف جبهة النصرة التي كان يقودها أحمد الشرع".
لكن السؤال الأهم: هل تدخل الكيان الصهيوني فيما يجري بدوافع إنسانية وحرصا منه على حقوق الموحدين الدروز، وهو الذي ينتهك كرامتهم ويصادر حقوقهم في الجولان المحتل، غير أن الأكثر سخرية مرة هو: هل لأي عاقل أن يصدق أن الكيان الصهيوني يتدخل في سوريا لنصرة الدروز من موقع إنساني، وهو الذي ينفذ حرب إبادة ضد الفلسطينيين في غزة والضفة، مستخدما أحط الوسائل في التاريخ، وهو القتل بالتجويع، حتى أن جرائمه منظورة الآن، أمام محكمة العدل الدولية والجنايات الدولة.. كنظام مجرم.
هنا يبرز سؤال يتعلق بمدي صدقية بعض القوى، التي طالما عارضت نظام الأسد من موقع علماني، إنساني لقطع الطريق على ذريعة تدخل الكيان الصهيوني في الشأن السوري؟ الذي يستهدف منه تسعير التناقضات الداخلية السورية المذهبية والإثنية، من أجل دفعهم إلى الاحتراب الداخلي، كي يجد مبررا لتدخله المباشر، ربما عبر تزوير دعوته إلى ذلك على غرار شريط الإساءة، لحماية بعض المكونات المذهبية المستهدفة من قبل المتشددين، وهي الوصفة التي طالما دعا وعمل عليها الكيان الصهيوني، بهدف تفتيت سوريا، إلى كيانات طائفية لتكون معادلا عربيا مذهبيا لكيان اليهود.
وهل تقبل تلك القوى التي هي من كل المذاهب، حتى المستهدفة منها الآن من قبل المتشددين، بأن تكون شاهد زور، وأن تسمح بالانتقال من نظام اعتبرته طائفيا وفاسدا إلى دولة تحكمها القوى الظلامية من سورية وأجنبية، كي تقطع الطريق على الكيان الصهيوني وغيره ممن لا يريد لسوريا أن تكون موحدة ولكل أبنائها. وذلك عبر وضع حد لتغول تلك القوى الظلامية؟
لكن من جانب آخر، ربما قد يكون ما جرى من تغول للقوى المتشددة، كاشفا، ويضع علامة استفهام كبرى، حول صدقية انتماء الإدارة الجديدة إلى قيم الدول المدنية المتحضرة، التي تتعامل مع كل أفراد الشعب بميزان العدل والمساواة في الحقوق والواجبات بناء على دستور يحفظ حقوق الجميع مهما اختلفت مذاهبهم وإثنياتهم.
وقد يكون ما يجري بمثابة رسالة من دم أمام الدول العربية والعالم والمؤسسات الأممية، التي ساهمت واحتضنت تلك الجماعات نكاية في نظام الأسد، من أن البديل أسوأ وبما لا يقاس لو بقي الحال كما هو عليه الآن، لأنه عندها لن يختلف فكريا عن "داهش" والقاعدة وغيرها من التنظيمات المتشددة. وأن الإدارة الجديدة مسؤولة عن ذلك أمام المجتمع الدولي.
وربما يكشف تساؤل مدير المرصد السوري لحق الإنسان من لندن أبعاد دور إدارة الشرع، عندما سأل: لماذا سُمح لهؤلاء المقاتلين بالهجوم على أشرفية صحنايا؟ هل بالفعل هم من فصائل غير منضبطة؟ فالشعارات التي صدرت عنهم بالصوت والصورة تُظهر أنهم بعضهم كان قادة في كتائب عسكرية سورية معارضة سابقاً، وأيضاً البعض الآخر معلوم من قبل أهالي المنطقة الذين حرصوا على القتال تحت فصائل الغوطة الغربية..
هل الرئيس “أحمد الشرع” قادر على ضبط كل هذه المجموعات؟، فيما يجب على وزير الداخلية القول: هذه التصرفات والتحريض ممنوعان.. ويجب أن يُحاكم من قام بذلك..
إن هذا التساؤل يشير بشكل ما إلى أن هناك تواطؤا من الإدارة الحالية، أو أنها عاجزة عن ضبط تلك المجموعات، وأنه لا يوحد جيش وأجهزة أمن تمثل الكل السوري، وأي حديث عكس ذلك هو تضليل متعمد، فيما المظهر العام هو هذا الهوس من بعض تلك القوى على نفي الآخر، من أصحاب المذاهب الدينية من غير السنة، كما جرى في الساحل السوري، ثم محاولة تكرار ذلك في جرمانا وأشرفية صحنايا.
إن دور الدول العربية والمجتمع الدولي، على ضوء ما يجري، هو إرسال رسالة واضحة إلى إدارة الشرع، وهو أن قبول إدارته في محيطها والمجتمع الدولي، هو رهن بمدى تنفيذها لمتطلبات ذلك القبول فعلا وقولا.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يجري تجريم النقد..!
- -بيكفي حرب-.. حراك كسر حاجز الخوف 2/2
- -بيكفي حرب-.. حراك كسر حاجز الخوف 1/2
- حتى لا تصبح غزة.. بيئة طاردة
- بعد تهديدها بمصير الحوثيين.. هل ضاقت مساحة مناورة حماس؟
- تغيرت أساليب التهجير.. والهدف واحد.. الاقتلاع
- حتى لا يبقى بيان قمة القاهرة حبرا على ورق
- بين الضفة وغزة. ودعم موقف حماس
- أبو مرزوق.. يجرد طوفان حماس من قدسيته
- كي الوعي.. وذاكرة اللقطة الأخيرة
- كما وصفته عائلته..-أحمق-..-مهرج-..-بلطجي-..-نرجسي-
- نوايا ترامب تجاه غزة.. جريمة موصوفة
- إرادة الفلسطينيين والأمة العربية.. وتحدي هذيان ترامب
- ترامب.. يكافئ مرتكبي محرقة غزة.. بمشروع تطهير عرقي للناجين
- قراءه في أهداف أبو مرزوق لطوفان حماس
- نعم للتهجير من قطاع غزة.. ولكن..
- وعد السنوار للأسرى.. أي ثمن؟!
- اتفاق وقف إطلاق.. وأوهام النصر التاريخي
- اتفاق وقف إطلاق النار.. والمفهوم الواسع للضمانات الأمنية
- عون الثاني.. يتوعد حزب الله وسلاحه


المزيد.....




- أطول وأصغر كلب في العالم يجتمعان معًا.. شاهد الفارق بينهما
- -وحوش لطيفة-..صور درامية لأشبال فهود بوجوه ملطّخة بالدماء
- إدارة -تسلا- تبحث عن بديل لإيلون ماسك بالشركة.. مستثمر بارز ...
- أوكرانيا والولايات المتحدة تبرمان صفقة المعادن النادرة
- فرنسا تتهم الاستخبارات الروسية بشن هجمات سيبرانية متكررة منذ ...
- غالبية الألمان قلقون خائفون من اندلاع حرب عالمية ثالثة
- مقتل شخصين وإصابة 5 آخرين في حريق بمنشأة صناعية بطشقند (فيدي ...
- إيطاليا وقبرص وفرنسا وكرواتيا ترسل طائرات إطفاء إلى إسرائيل ...
- في بيان مشترك.. هذا ما تم الاتفاق عليه بين لبنان والإمارات
- بوليانسكي: مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا قد تعقد قريبا جدا إذا ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - سوريا.. أحداث جرمانا وصحنايا بين الذريعة والحقيقة