أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - مقاربة في القضية الفلسطينية وثوابت الأرض والإنسان والمقاومة














المزيد.....

مقاربة في القضية الفلسطينية وثوابت الأرض والإنسان والمقاومة


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 8453 - 2025 / 9 / 2 - 16:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يخطئ من يعتقد أن استشهاد أو غياب شخص طبيعي أو حتى خسارة حزب أو حركة لمعركة، يمكن أن يعني نصرا نهائيا للكيان الصهيوني، وإنما هي واقعة في سيرورة الكفاح الفلسطيني من أجل نيل حقوقه كاملة غير منقوصة، كون الصراع يدور الآن في لحظة تاريخية مفارقة، جعلت الفلسطيني يخوض وحده دون محيطه العربي والإسلامي هذا الصراع الممتد منذ أكثر من قرن، بين مجموعات بشرية طارئة تدعمها قوى إمبريالية، وبين أصحاب الأرض، سدنة المكان وحراس الذاكرة والوعي الممتد عبر الزمان، حيث الشعب ومفهوم المقاومة بمعناه الشامل في سياقاته الفكرية والسياسية والعملية ارتباطا بشرط الزمان والمكان؛ كمعطى مستقل عن حوامله كونه يتمتع بالديمومة، فيما الحوامل وهي القوى المختلفة ليست كذلك، وإنما هي قوى يصيبها الضعف والشيخوخة مع الزمن؛ في حال لم تحقق التحرير والعودة حتى ذلك الحين، ولذلك فإن المقاومة كمفهوم فهي ثابت مستقر، إضافة إلى الثابتين الأساسيين الأرض والشعب، ولذلك فإن هذه الثلاث مسلمات، فهي ضمانة بقاء القضية حية، في سياق حرب وجودية، بين المحتل والشعب الواقع تحت الاحتلال.
ويمكن هنا القول؛ إنه خلال تلك العقود جرت مياه كثيرة في نهر الكفاح الفلسطيني وعلى امتداد تلك المساحة، كان الشعب الفلسطيني وقواه الحية واعيا ومدركا لذلك المشروع الذي يستهدف اقتلاعه من أرضه، ولم يبخل بالتضحية بالغالي والنفيس عبر كل أشكال النضال من أجل الحفاظ على وطنه في مواجهة مؤامرة هي أكبر من قدراته تقودها بريطانيا الدولة المنتدبة والغرب الإمبريالي والمسيحية الصهيونية، وشارك في هذه المواجهة عبر أشكال مختلفة كل مكونات الشعب الفلسطيني، حتى بات اقتناء البارودة (البندقية) في المخيال الشعبي الفلسطيني شرف يسعى الجميع للحصول عليه، كون البارودة رمز للكرامة والدفاع عن الأرض والعرض، التي يمكن تكثيفها في مفهوم المقاومة، ولذلك حملت البارودة (البندقية) رمزيةً كبيرةً جداً في الوعي الشعبي والذاكرة الفلسطينية، تمثلت في الأغاني والأمثال والتناويح( الرثاء الشعبي) والفن التشكيلي والملصقات.
وعلى ضوء تلك التجربة التي انتهت باتفاق أوسلو سيء الصيت والسمعة التي أنهت الكفاح المسلح رسميا، واستعاضت عنه حتى في ظل حرب الإبادة، بما يسميه محمود عباس المقاومة الشعبية السلمية، وهذا يعني تغييب فتح التي كان لها شرف، الطلقة الأولى في الثورة الفلسطينية، وعلى ضوء ذلك يمكن القول، إن أي حوامل (أحزاب وحركات وفصائل) لشكل من اشكال المقاومة في فترة زمنية معينة، سواء كانوا اشخاصا طبيعية أو معنوية، هم نتاج لحظة تاريخية معينة قد تطول أو تقصر، ارتباطا بالعوامل الذاتية والموضوعية وجملة العوامل الخارجية، وعوامل النمو والشيخوخة، كون الصراع طويل ومعقد، ويدور بين الشعب الفلسطيني والحركة الصهيونية وتجسيدها المادي الكيان الصهيوني المدعوم من القوى الإمبريالية الغربية وكل القوى اليمينية في العالم، تحت ادعاء مسيحي توراتي تمثل المسيحية الصهيونية لافتته الأساسية وعرابه، تجسيدا لخرافة معركة "هرمجدون" المتخلية التي ستدور في فلسطين "في الوادي الفسيح المحيط بجبل مجدون في أرض فلسطين وأن المسيح سوف ينزل من السماء ويقود جيوشهم ويحققون النصر على الكفار".
وهي ربما خرافة لا تدحضها وفق أي مقاربة عقلية طبيعة الحروب اليوم؛ فما بالك بالمستقبل، وإنما أيضا في كون الصراع هو بين الفلسطيني صاحب الحق التاريخي الثابت في وطنه، أي الأرض، وبين الطارئين على المكان، من بين دفات كتاب أثبتت حفريات العلماء اليهود الإسرائيليين، طوال عقود، أن ما جاء في ذلك الكتاب، الذي اقامت علية الحركة الصهيونية مشروعها، هو مجرد "أساطير"، في حين أنهم في الواقع غزاة في سياق مشروع كولنيالي، مهما كانت اللافتة التي يختبئون خلفها، ومن ثم فإن الصراع هو بين صاحب الأرض، وبين المحتل، ولس بين مؤمنين وكفار.
هذا الصراع قد يغيب فيه أشخاص طبيعيين وحتى قوى، مثال ذلك أن جميع القوى التي شاركت في طوفان حماس باستثناء فصيلين هي قوى لم تكن موجودة عند انطلاقة الكفاح المسلح عام 1967 وبعد عقدين التحق البعض مع اندلاع الانتفاضة الأولى، فيما البقية ففي فترات لاحقة بعد ذلك، لكن المشكلة هي عندما يتوهم البعض " أنه هو المقاومة، والمقاومة هو"، ولذلك فهو يعتبر خسارة حزب أو مجموعة قوى لمعركة، وربما يغالي البعض فيضيف إليها خسارة أشخاص، فإنها ستكون نهاية القضية، وهذا وهم وعسر فهم، يقع فيه البعض، لأن القضية ستبقى حية ومشتعلة طالما الشعب الفلسطيني موجود وثابت على أرضة، باعتباره هو الثابت والحوامل متغيرة، وهنا من المفيد القول إن خسارة المتحدث باسم القسام هي خسارة معنوية كبيرة، لكن هناك من سيحل محلة، وهنا من المفيد التذكير بالشهيد غسان كنفاني القائد والمفكر والمبدع والإعلامي ورئيس تحرير مجلة الهدف الذي يتجاوز حضوره الوطن العربي إلى العالم، عندما استهدف الكيان عقل الجبهة الشعبية آنذاك، ومع أن غسان لا يعوض، لكن استمرت الهدف كأحد أشكال النضال من أجل ثقافة ووعي ومعرفة أرقى على طريق التحرير والعودة، كما بقي إرث غسان حاضرا عبر الأجيال..
ومن ثم، لما كانت المقاومة بكل أشكالها ليست خيارا، بل هي قدر الشعب الفلسطيني، فمن الطبيعي أن تكون هناك تضحيات، وربما هزائم، وتغيب قوى وأشخاص، لكن ذلك لا يجب ولا للحظة أن ينسينا أن المشروع الصهيوني في فلسطين إلى زوال مهما طال الزمن، طالما الشعب الفلسطيني مزروع في أرضه، ولديه ثابت المقاومة بكل أشكالها والأرض والإنسان الفلسطيني.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية الفلسطينية وثابت الأرض والإنسان والمقاومة
- ماذا سيبقى من القضية لو ضاعت الضفة الغربية؟
- هل فات الوقت على تجنيب غزة -أبواب جحيم كاتس-؟
- حتى لا تكون غزة رفح أخرى.. الكرة في ملعب حماس
- مفاوضات الدوحة.. تجربة لبنان كاشفة!
- المثقف.. النقد دور وليس خيارا
- هل يكون العدوان على إيران حافزا.. عِوض أن يكون رادعا؟
- بين دراما النووي الإيراني.. وترسانة الكيان الصهيوني النووية. ...
- نتنياهو.. لا أعرف متى ستنتهي العملية العسكرية في إيران؟
- فلسطين هي القبلة.. وإن طالت الهجرة
- بماذا رد ترامب على مبادرة حماس؟!
- الكيان الصهيوني.. وهندسة سوريا ديموغرافيا وجغرافيا
- سوريا.. أحداث جرمانا وصحنايا بين الذريعة والحقيقة
- عندما يجري تجريم النقد..!
- -بيكفي حرب-.. حراك كسر حاجز الخوف 2/2
- -بيكفي حرب-.. حراك كسر حاجز الخوف 1/2
- حتى لا تصبح غزة.. بيئة طاردة
- بعد تهديدها بمصير الحوثيين.. هل ضاقت مساحة مناورة حماس؟
- تغيرت أساليب التهجير.. والهدف واحد.. الاقتلاع
- حتى لا يبقى بيان قمة القاهرة حبرا على ورق


المزيد.....




- ترامب يعلق على فيديو -إلقاء كيس أسود من نافذة في البيت الأبي ...
- مذكرة توقيف فرنسية بحق بشار الأسد في قضية مقتل صحافيين
- بكين: تحالف الشرق في مواجهة الغرب
- -ما وراء الخبر- تناقش تصريحات ترامب عن تراجع مكانة إسرائيل
- الحرب على غزة مباشر.. يوم دامٍ بالقطاع وتوتر بين قيادات إسرا ...
- صحفي يسأل ترامب عن رد فعله على شائعة وفاته.. شاهد كيف أجاب
- صورة صادمة لترامب.. هل تكشف مرضه فعلاً؟
- ماذا تعني -الإبادة الجماعية-؟ ومَن الذي استخدم المصطلح لحرب ...
- مناشدات أممية للمساعدة عقب انزلاق أرضي في دارفور أوقع 1000 ق ...
- الـسـودان: تـعـددت الـكـوارث وغـابـت الـحـلـول؟


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - مقاربة في القضية الفلسطينية وثوابت الأرض والإنسان والمقاومة