نصرت كيتكاني
الحوار المتمدن-العدد: 8486 - 2025 / 10 / 5 - 10:35
المحور:
قضايا ثقافية
الأصدقاء هم جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان.
منذ نعومة أظفارنا، نكبر ونحن نؤمن أن وجود الصديق يعني وجود سند يخفف عنا ثقل الأيام، ومرآة صادقة تعكس لنا حقيقتنا بلا تزييف.
لكن الواقع كثيرا ما يصدمنا، إذ نكتشف أن بعض من وضعناهم في خانة الأصدقاء لم يكونوا سوى عابرين في حياتنا، أو ربما منافقين لبسوا قناع الود وأخفوا وراءه وجوها أخرى.
كثيرا ما نخدع بمظاهر الألفة : كلمات لطيفة، ووعود بالوفاء، ومواقف مصطنعة في أوقات سهلة لا تكلفهم شيئا.
فنظن أن هذا الشخص قد ثبتت صداقته في قلوبنا. لكن عندما يأتي الامتحان الحقيقي، وتضيق بنا الظروف، ينهار القناع وتسقط الادعاءات، فنكتشف أن من كنا نحسبه صديقا لم يكن سوى متفرج أو حتى مستغل لنا .
إن الخذلان في الصداقة ليس مجرد موقف عابر، بل جرح يترك أثرا عميقا في النفس.
لأنه لا يأتي من بعيد، بل من أقرب الناس إلى القلب.
فالعدو لا يوجعك بقدر ما يوجعك صديق كنت تراه جزءا منك ثم خذلك.
وهنا نفهم أن الصداقة ليست كلمات، بل مواقف حقيقية تبرهنها الأفعال وقت الشدة، لا وقت الرخاء فقط.
ولعل التجارب القاسية تعلمنا أن نفرق بين الصديق الحقيقي و رفيق المصلحة.
الصديق الحقيقي هو الذي تراه في عينيه قبل أن تسمع كلامه، وتشعر بوفائه في المواقف الصعبة، حتى لو اختلف معك.
أما رفيق المصلحة فهو أول من يتبخر عندما تتغير الظروف، لأنه لم يقترب منك إلا لغاية تخصه، فإذا انتهت الغاية انتهت العلاقة.
وهنا تبرز أهمية أن نعيد النظر في مفهوم الصداقة نفسه:
هل نختار أصدقاءنا بناء على الراحة المؤقتة أم على القيم المشتركة ؟
هل نسمح لكل من يبتسم لنا أن يدخل دائرة قلوبنا ؟
أم ننتظر ونختبر ونمنح ثقتنا بالتدرج حتى لا تكون الصدمة قاسية ؟
في النهاية، تبقى القاعدة الذهبية أن الأصدقاء الحقيقيين نادرون، وهم أشبه بالجواهر الثمينة التي لا تقدر بثمن.
ربما تمر أعوام طويلة دون أن نجد سوى واحد أو اثنين منهم، لكن وجودهم وحده يكفي ليمنح الحياة معناها.
أما البقية، فليسوا أعداء بالضرورة، بل مجرد أشخاص عابرين لا يستحقون أكثر مما أعطيناهم.
#نصرت_كيتكاني (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟