أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حجي قادو - الانتخابات السورية بين -منزلتين-: شرعية مفقودة ومسرحية مكشوفة














المزيد.....

الانتخابات السورية بين -منزلتين-: شرعية مفقودة ومسرحية مكشوفة


حجي قادو

الحوار المتمدن-العدد: 8486 - 2025 / 10 / 5 - 10:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وصف السياسي حسن دغيم الانتخابات الأخيرة في سوريا بأنها "منزلة بين منزلتين"، في إشارة إلى أنها جاءت في مرحلة دقيقة تمر بها البلاد، لا يمكن تصنيفها كلياً بأنها انتخابات قائمة على التعيين الصريح، ولا هي نابعة من تصويت شعبي حر ومباشر.
غير أن دغيم لم يتطرق إلى تعيين ثلث أعضاء البرلمان من قبل رئيس الحكومة المؤقتة في سوريا، أبو محمد الجولاني، وهو ما يثير تساؤلات جدية حول مدى نزاهة العملية الانتخابية ومصداقيتها.

هذا التصريح يعكس واقعاً سياسياً معقداً تمرّ به البلاد، حيث تُجرى الانتخابات في ظروف استثنائية تراعي موازنة صعبة بين التحديات الأمنية والضغوط الاقتصادية والتجاذبات السياسية.
ومن هنا، فإنّ ما طرحه دغيم يستدعي قراءة تحليلية معمّقة من قبل خبراء سياسيين قادرين على تفكيك هذا المشهد الرمادي وتفسير أبعاده، خصوصاً في ظل غياب العملية الديمقراطية الحقيقية، وافتقاد البيئة الآمنة التي تضمن انتخابات تمثل الإرادة الشعبية دون إسناد قانوني واضح أو إطار دستوري نافذ.

لم تعد هناك انتخابات حقيقية تُجرى في كلٍّ من السويداء والرقة والحسكة، بالتزامن مع مقاطعةٍ واسعة في الساحل السوري، حيث أدرك الناس أن المشاركة في هذه الانتخابات، التي تُنظَّم في مناطق سلطات الأمر الواقع، ليست سوى مسرحية سياسية هزلية تتجاوز في عبثها حتى ما كان يُمارس في عهد النظام البعثي السابق.

إن هذه الانتخابات لا تستحق الشرعية، فهي لا تعبّر عن إرادة شعب، بل تشكّل غطاءً سياسياً لسلطات تفرض نفسها بالقوة، وتتاجر بآلام السوريين وتضحياتهم.
ومن أراد لسوريا أن تبقى حرّة، موحدة، ديمقراطية، فعليه أن يرفض المشاركة في هذه المهزلة، وألا يكون شاهد زور على تمرير اتفاقيات مشبوهة، أو محاولة لتلميع صورة سلطات متورطة بجرائم وانتهاكات، كان آخرها ما ارتكبته الأجهزة الأمنية التابعة لسلطة الأمر الواقع في دمشق بحق أبناء الساحل والسويداء.

إنّ مقاطعة هذه الانتخابات ليست عزوفاً عن الواجب الوطني، بل هي فعل مقاومة سياسية، ورفضٌ للظلم، وانحيازٌ للعدالة، وتأكيد على أنّ السوريين ما زالوا أحراراً يميّزون بين الديمقراطية الحقيقية والزائفة.

أما أسباب عزوف المواطنين عن التصويت في انتخابات "مجلس الشعب" بعد سقوط النظام السابق، فهي عديدة وموضوعية، أبرزها:

1. فقدان الثقة بمفهوم الانتخابات ذاته، نتيجة الانتهاكات والمجازر التي ارتكبتها سلطات الأمر الواقع في دمشق بحق أبناء الساحل والسويداء، ما ولّد شعوراً عميقاً بالإقصاء والخذلان.
2. شعور فئات واسعة بأنها مستهدفة بالتهميش والإقصاء، إذ تصنّف بعض الجهات في الحكومة المؤقتة أبناء هذه المناطق بأنهم "فلول" للنظام السابق أو "عملاء للخارج"، وهو ما يعرقل اندماجهم الطبيعي في أي عملية سياسية وطنية.
3. غياب الشفافية في آلية الانتخاب، خصوصاً مع ما يُتداول حول قيام بعض القيادات، وعلى رأسهم أحمد الشرع، بتعيين ثلث أعضاء البرلمان بدلاً من انتخابهم، الأمر الذي يُفرغ العملية من مضمونها الديمقراطي.
4. رفض شعبي متنامٍ لأن يتحول البرلمان إلى أداة لتجميل السلطة وتمرير اتفاقيات أو تفاهمات مع جهات دولية دون رقابة أو تمثيل عادل، وخاصةً إذا كانت تلك الاتفاقيات تُحمّل الشعب السوري تبعات سياسية واقتصادية دون موافقته الفعلية.

إنّ المرحلة المقبلة تتطلب قبل كل شيء إعادة بناء الثقة بين مؤسسات الدولة ومواطنيها في جميع الأقاليم، بما في ذلك الساحل والسويداء وشرق الفرات، عبر التزام حقيقي بـ الشفافية، والعدالة، وضمان التمثيل المتكافئ، واحترام إرادة الناس في اختيار ممثليهم بحرية تامة.

بدون ذلك، ستظلّ الانتخابات السورية شكلاً بلا مضمون، وصندوقاً بلا صوت، وشرعيةً بلا شعب.



#حجي_قادو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يهدّد وحدة الأراضي السورية اليوم؟
- لا تسلموا السلاح... لا تسلموا القضية الكوردية
- قسد… صمام الأمان في وجه الفوضى السورية
- المشروع الاستراتيجي للشرق الأوسط الجديد: خارطة طريق لتحقيق أ ...
- الكورد بين التاريخ والحق: رؤية حقوقية وسياسية
- تركيا بين صراع الأجنحة وتآكل الداخل
- من يهدّد وحدة سوريا؟
- التحولات الجغرافية... وانعكاسات الانفصال على مسار الدول الحد ...
- سورية الجديدة بين غياب القانون وفوضى السلاح
- الكورد بين حق تقرير المصير ومعضلة الشوفينية الإقليمية
- الكورد في سوريا بين سياسات البعث وجريمة الحزام العربي
- سورية بين فتات التبرعات وحكومات التسوّل
- الكورد بين قرنٍ من المعاناة وتحديات الحاضر
- عن -الشرعية- التي يمنحها ترامب لأردوغان .
- إلى من يهمّه الأمر في الشأن السياسي السوري
- اتفاق العاشر من آذار... بين السقوط السياسي وتكريس الإقصاء
- فلسطين وكردستان ... قراءة في مفارقة العلاقات والتحالفات
- احمد الشرع : من سردٍ فاشل إلى خطاب كاذب الأمم المتحدة
- قتل على الهوية والانتماء: تقارير حقوقية تكشف الجرائم المغيبة
- تفاهمات جنوب سوريا .... بين ضرورات الأمن ومخاطر التنازلات


المزيد.....




- حصريًا لـCNN.. شاهد ما قاله ترامب حول مصير حماس إذا تمسكت با ...
- فيديو منسوب إلى -مظاهرات ضخمة في المغرب-.. ما حقيقته؟
- غزة: نزوح بلا نهاية.. مئات الآلاف يتجهون جنوبًا هربًا من الق ...
- سوريا: هل تعكس أول انتخابات تشريعية بعد الإطاحة بنظام الأسد ...
- إيران تنتقد آلية الزناد وتقلل من دور أوروبا في المفاوضات الن ...
- لماذا اختار فضل شاكر تسليم نفسه للمخابرات اللبنانية؟
- 8 إصابات برصاص الاحتلال وتصاعد اعتداءات المستوطنين بأنحاء ال ...
- مدن العالم تتظاهر للمطالبة بوقف جريمة الإبادة في غزة
- كرات لهب فوق الرؤوس بمعرض صيني بسبب خلل بالدرون والمنصات تتف ...
- 3 منظمات دولية تطلق برنامجا تدريبيا لدعم الصحفيين السودانيين ...


المزيد.....

- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حجي قادو - الانتخابات السورية بين -منزلتين-: شرعية مفقودة ومسرحية مكشوفة