أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالباقي عبدالجبار الحيدري - العراق على أعتاب انتخابات نوفمبر 2025: 22 سنة من الخراب والفشل














المزيد.....

العراق على أعتاب انتخابات نوفمبر 2025: 22 سنة من الخراب والفشل


عبدالباقي عبدالجبار الحيدري

الحوار المتمدن-العدد: 8486 - 2025 / 10 / 5 - 02:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع اقتراب انتخابات نوفمبر، علينا أن نتذكر 22 سنة من التجربة السياسية المريرة، تجربة لم تُنتج سوى الخراب والفقر والفساد، ودفعت الشعب العراقي إلى شفا اليأس.

1. 2003–2006: الفوضى والبداية المأساوية

بعد سقوط النظام السابق، دخل العراق مرحلة انتقالية مليئة بالعنف والفوضى. المواطن العراقي عاش بين خوف الاحتلال وجرائم المليشيات الجديدة. الكهرباء كانت شبه معدومة، المياه ملوثة، المستشفيات غير مجهزة، والمدارس آيلة للسقوط.

الانتخابات الأولى التي أعقبت الاحتلال لم تكن سوى مسرحية لإعادة توزيع السلطة، وبدأت المحاصصة الطائفية تأخذ شكلها البادي للعيان.

2. 2006–2010: الإرهاب والدماء

مع تصاعد العنف الطائفي، تحولت المدن إلى ساحات حرب. ملايين العراقيين نزحوا داخليًا وخارجيًا. دماء آلاف الشهداء سالت، والفساد بدأ يستشري داخل المؤسسات الحكومية الجديدة.

الانتخابات أصبحت وسيلة لإضفاء شرعية على قادة الأحزاب الطائفية، لا أداة لخدمة الشعب. المواطن كان شاهداً على المآسي اليومية، وعجز الدولة عن تأمين أبسط الخدمات.

3. 2010–2014: أزمة الخدمات والاقتصاد المنهار

على الرغم من الانتعاش النسبي للأمن في بعض المدن، بقيت الخدمات الأساسية متدهورة. الكهرباء محدودة لساعات قليلة يوميًا، المياه ملوثة في أغلب المناطق، المستشفيات والمراكز الصحية بلا تجهيزات، والمدارس لم تعد قادرة على استقبال الطلاب بأمان.

الاقتصاد العراقي، رغم ثراء البلاد بالنفط، أصبح تحت سيطرة النخب السياسية والفاسدين. الملايين من المواطنين عاشوا تحت خط الفقر، في حين تمّ توجيه الموازنات للصفقات المشبوهة والمشاريع الوهمية.

4. 2014–2018: تهديد داعش وأزمة الدولة

سقوط الموصل وبروز تنظيم داعش كشف هشاشة الدولة بشكل صارخ. القوات العراقية واجهت الفوضى، والمواطن العراقي دفع الثمن الأكبر من قتل وتهجير وفقدان ممتلكات.

الطبقة السياسية استمرت في المحاصصة والفساد، واستغلت الأزمة لتثبيت مواقعها، فيما الشعب يئن تحت وطأة النزوح وفقدان الأمن والحياة الطبيعية.

5. 2018–2021: تظاهرات تشرين والنهب المستمر

انتفض الشباب العراقي في تشرين 2019 مطالبًا بحقوقه، إلا أن السلطة ردت بالرصاص والغاز والاغتيالات. مئات الشهداء سقطوا دفاعًا عن مستقبل العراق، وجرحى وآلاف المعتقلين والمفقودين أصبحوا شهادة على فساد النظام.

الانتخابات استمرت كطريق لإعادة إنتاج نفس الوجوه، دون مساءلة حقيقية. المواطن العراقي أصبح يشك في كل شيء، حتى في قدرة أصواته على إحداث أي تغيير.

6. 2021–2025: نفس الوجه، نفس السياسات

الوضع اليوم لم يختلف كثيرًا. الكهرباء لا تزال مشكلة يومية، المياه ملوثة، الخدمات الصحية والتعليمية مهملة، والاقتصاد في حالة ركود متواصل.

الفساد السياسي أصبح نظامًا مؤسسيًا: وزارات تباع وتشترى، المناصب توزع بالولاءات الحزبية، والثروات الوطنية تُنهب أمام أعين الشعب.

7. الانتخابات: مسرحية أم أداة تغيير؟

الانتخابات في العراق اليوم ليست أداة للتغيير، بل وسيلة لإعادة إنتاج الطبقة الحاكمة نفسها. الوجوه نفسها، الأكاذيب نفسها، والوعود نفسها. المواطن يذهب إلى الصندوق وهو يعلم مسبقًا أن النتائج تُحسم في الكواليس، وأن المحاصصة والولاءات الخارجية تتحكم في مصير البلد.

8. موقف الشعب: صمت أم وعي؟

العزوف الفردي عن الانتخابات خطر، والمشاركة العمياء تمنح الفاسدين شرعية جديدة. المطلوب موقف جماعي واعٍ:

مقاطعة منظمة تُسقط شرعيتهم، أو

مشاركة مشروطة تدعم وجوهًا جديدة ونظيفة لم تلوثها المحاصصة.

9. دماء الشهداء لن تضيع هدرًا

تضحيات الشباب والشهداء، وخاصة في تظاهرات تشرين، يجب أن تكون عبرة. كل صوت تُمنحونه للفاسدين اليوم هو تجاهل لدمائهم وخرق لعهد التغيير الذي طالبوا به.

10. الكلمة الأخيرة: كفى خداعًا

أيها العراقيون، لا تصوتوا للفاسدين، لا تمنحوهم شرعية جديدة. اجعلوا الصندوق سلاحًا لطرد الفاسدين، لا وسيلة لتجميل عروشهم. العراق يستحق حياة كريمة، و22 سنة كانت كافية لإثبات أن الأمل الوحيد هو الشعب نفسه.

قفوا، احموا أصواتكم، كفى خداعًا!



#عبدالباقي_عبدالجبار_الحيدري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع أكاديمي مقترح بيت المؤتمرات العلمية في قلعة أربيل
- الاستفتاء الكردي: استحقاق مؤجَّل لا حلم عابر
- الماء بين الأمس واليوم: مقارنة بين مشروع سنحاريب المائي ومشر ...
- الإرهاب الأميركي المقنّع بالديمقراطية: تحليل وثائقي وسياسي خ ...
- جامع باشا في أربيل: ذاكرة دينية ومعمارية نابضة
- أسرار المئذنة المظفرية: قراءة معمارية وسياسية وعسكرية
- عقارات هوب زون… 22 عاماً من الثقة والتميّز في سوق أربيل العق ...
- تحولات مدينة أربيل الحضرية بين دوكسيادس وبول سيرفيس: من النم ...
- فن تخطيط المدن في فكر روبير أوزيل: من الفلسفة إلى التطبيق
- الكيان الصهيوني بين حماية الدروز وإبادة الفلسطينيين: ازدواجي ...
- خارطة طريق لإنقاذ كردستان: إصلاح من الداخل لا مغامرة نحو الم ...
- الشرق الأوسط الجديد: سيناريو تفكك المحور الإيراني وهيمنة أمر ...
- ترامب بين جنون العظمة واضطراب الشخصية: قراءة في السلوك النفس ...
- حين تنشب الحرب بأدوات أمريكا وأموال العرب: إيران تقاتل وحدها ...
- مدينة أربيل بعيون الرحالة: مرآة الزمان وتحوّلات المكان
- الاستفتاء الكردي في العراق: قراءة في ضوء علم الاجتماع السياس ...
- أسرار تحت قلعة أربيل: ماذا تخبئ «أم المدن» تحت أقدامها عبر ا ...
- غزة تُذبح على الهواء مباشرةً... نحن نُكبّر للعيد… وهم يُكبّر ...
- الاتفاقات الغازية بين كردستان والشركات الأميركية: بين الطموح ...
- اتفاقية الغاز بين أربيل والشركات الأمريكية: خطوة استراتيجية ...


المزيد.....




- جميعا للمشاركة في مسيرة يوم الاحد 05 اكتوبر 2025 بالرباط
- محللون: رد حماس أعاد صياغة خطة ترامب والأمور لا تزال معقدة
- ناشطو أسطول الصمود يروون تفاصيل احتجازهم بإسرائيل
- -مسار الأحداث- يناقش الغموض الذي يكتنف خطة ترامب بعد رد حماس ...
- تفاصيل عملية تسليم فضل شاكر نفسه إلى السلطات اللبنانية
- سوريا.. انتخابات لأول مجلس شعب بعد سقوط نظام الأسد
- إسرائيل.. بن غفير يهدد بالانسحاب من حكومة نتنياهو
- روسيا تقصف محطة قطار بأوكرانيا.. وزيلينسكي يطالب الغرب بتحوي ...
- محللون: نتنياهو يناور وسلاح حماس ذريعته للانقلاب على خطة ترا ...
- نتنياهو يوضح -هدف- فريق التفاوض الإسرائيلي المتجه إلى مصر


المزيد.....

- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالباقي عبدالجبار الحيدري - العراق على أعتاب انتخابات نوفمبر 2025: 22 سنة من الخراب والفشل