أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - الرئيس الأمريكي ترامب و الغطرسة السياسية














المزيد.....

الرئيس الأمريكي ترامب و الغطرسة السياسية


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 8485 - 2025 / 10 / 4 - 12:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الأيام الأولى لتولي الرئيس الأمريكي ترامب لولايته الثانية انفتحت شهيته بقدر واسع فاق كل التوقعات , ابتدأت شهيته في إعلان رغبته في جعل كندا ولاية تابعة لأمريكا , كان هذا الإعلان و كأنه الطبق الرئيسي في مائدة رغباته و شهيته .
قبل ان يحقق أي شيء في ضم كندا لأمريكا انتقل الى طبق أخر هو جزيرة غرينلاند , هذه الجزيرة التي بدت و كأنها السَلَطة أو المقبلات التي تفتح شهيته لتناول اطباق أخرى .
كان جواب الرئيس ترامب على سؤال : لماذا تريد السيطرة على غرينلاند ...؟ جوابا غريبا , إذ قال : لأن فيها معادن نادرة ...!
لم يهتم كثيرا حين علم برفض الدنمارك التنازل أو بيع هذه الجزيرة التي تعتبر جزءا من ارض الدنمارك رسميا و سياديا , و لا الى رفض الاتحاد الأوربي الذي يضم الدنمارك كعضو فيه التنازل أو بيع هذه الجزيرة لأمريكا و بذلك دعم هذا الاتحاد الموقف الثابت للدنمارك , فالاتحاد الأوربي يعتبر هذه الجزيرة جزء من أرض الاتحاد و هو بحاجة ماسة ايضا للمعادن النادرة الموجودة فيها , بعد أن يأسَ الرئيس ترامب و ففد الأمل في الاستحواذ على جزيرة غرينلاند أنتقل بخياله و شهيته الى قناة بنما إذ أعلن بكل غطرسة و دون مبالات لحقوق شعب بنما و بلا أي سند قانوني عن نيته في انتزاع قناة بنما من اصحابها الشرعيين , شعب بنما , و جعلها ملكا لأمريكا .
و كانت الصدمة التي تلقاها الرئيس ترامب من حكومة بنما الوطنية التي ترعى مصالح شعبها شديدة على حالة الرئيس ترامب النفسية , حيث كان رد حكومة بنما ردا بسيطا و واضحا الذي تمثل بعدم الموافقة على التنازل عن القناة التي هي المصدر الرئيس للعُملة الأجنبية التي يحتاجها شعب بنما لتوفير حاجاته الأساسية , و صار أمام الرئيس ترامب خيارا واحدا و هو السيطرة على القناة من خلال احتلالها عسكريا , لكن الحقيقة المفجعة له و لإدارته انكشفت و هي أن كلف احتلال قناة بنما و توفير الحماية للسفن المارة بها و إدامة هذا الاحتلال ستكون أضعاف إيراد القناة السنوي الذي قد لا يتعدى الخمسة مليارات دولار , بالإضافة الى أن وجود قوات احتلال امريكي في هذه الرقعة من قارة أمريكا الجنوبية قد يجر أمريكا الى حرب مفتوحة مع ثوار هذه القارة , و لأن الرئيس ترامب سياسي يفكر بعقلية التاجر تراجع عن تناول طبق بنما لأن ذلك قد يتسبب بإصابة أمريكا بإسهال مالي و نزيف خطير لمواردها الاقتصادية و دون أي مكسب جيوسياسي .
بعد فشل الرئيس الأمريكي ترامب في ضم كندا و جعلها ولاية أمريكية و فشله في شراء قسري لجزيرة غرينلاند و كذلك تراجعه عن السيطرة على قناة بنما و انتزاعها من اصحابها الشرعيين فكر في مشروع أخر قد يدر لأمريكا بعض الأرباح , حيث خطط مع نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل أنشاء مشروع عقاري في قطاع غزة عبارة عن منتجع سياحي في هذا القطاع الفلسطيني بعد تهجير أهله الى مجموعة أوطان بديلة , و قد اعطى لهذا المنتجع السياحي اسم " ريفيرا الشرق الأوسط " , لكن هذا المشروع أصطدم ايضا بمعوقات عديدة , فتهجير سكان غزة يتطلب مضي حكومة إسرائيل العنصرية قدما في عملية الإبادة الجماعية لسكان قطاع غزة .
إن الأسباب التي أفشلت مشروع ترامب العقاري في قطاع غزة ترجع الى أمور عديدة أهمها :
الأمر الأول : تشبث سكان قطاع غزة بأرضهم و وطنهم فلسطين رغم القمع و البطش الإسرائيلي الوحشي لهم لإجبارهم على الهجرة و ترك قطاع غزة .
الأمر الثاني : ردود فعل الرأي العام العالمي و خصوصا الرأي العام الأوربي بالإضافة الى رفض العديد من حكومات دول العالم للمشروع الإسرائيلي الأمريكي في تهجير الفلسطينيين عن وطنهم , ليس هذا فقط فقد كانت ردود فعل الكثير من حكومات دول العالم و منها دول اعضاء في حلف الناتو مخيبة لأمال اليمين الإسرائيلي العنصري المتطرف الذي يسعى الى أنشاء دولة إسرائيل الكبرى حيث اعترفت حكومات هذه الدول بالدولة الفلسطينية و دعمت الجهد الدولي لتنفيذ حل الدولتين .
رغم الفشل الكبير الذي لحق بالرئيس الأمريكي ترامب و عدم قدرته في تحقيق أي من رغباته أو في تناول أي من اطباقه التي كان يشتهيها , إلا انه من غير المتوقع توقفه عن إعلان المزيد من هذه الرغبات , قد لا تكون رغبته في إعادة سيطرة أمريكا على قاعدة بغرام في افغانستان هي آخرها , إذ قد تطفو على سطح تصريحاته العشوائية رغبات و شهية لتناول اطباق أخرى , الغريب أن الرئيس ترامب لم يفصح كيف سيتمكن من اعادة سيطرة أمريكا على قاعدة بغرام إذ إن أخر ما يمكن توقعه هو تنازل حركة طلبان الطوعي عن شبر واحد من الأرض الأفغانية لأمريكا أو لغير أمريكا , فكيف سيكون الأمر أذا كان الأمر يتعلق بالتنازل عن قاعدة عسكرية استراتيجية تنوي أمريكا استخدامها لتهديد الدول المحيطة بأفغانستان و خصوصا الصين , فهل سيفكر الرئيس ترامب بخطة مجنونة للسيطرة بالقوة على هذه القاعدة التي تقع وسط افغانستان و قرب العاصمة كابول و إدخال أمريكا في حرب جديدة في افغانستان ستكون الخسارة فيها أمرا مؤكدا .



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التراجع الإسرائيلي الأمريكي في الحرب على غزة , الأسباب و ا ...
- الغضب الترامبي على الهند , أسبابه و تداعياته
- انهيار الأركان الاقتصادية للعولمة الرأسمالية ( 2 )
- انهيار الأركان الاقتصادية للعولمة الرأسمالية ( 1 )
- مشاريع الأطراف المتصارعة في الساحة السورية ( 2 )
- مشاريع الأطراف المتصارعة في الساحة السورية ( 1 )
- بطولات اتباع الجولاني تتجسد في حلق شارب شيخ درزي
- نتنجولاني يتصدر المشهد في سوريا
- الرئيس ترامب صورة واضحة للغطرسة و التكبر الأمريكي
- سلاح التجويع ابشع انواع الأسلحة
- الأمة الشعب الوطن و علاقتهم بثلاثية اللغة القومية الدين
- تطبيع ثلاثي الأبعاد ينتظر دول الشرق الأوسط
- بعد إسرائيل , امريكا دخلت الحرب ضد إيران ...؟ ( 4 )
- بعد إسرائيل , امريكا دخلت الحرب ضد إيران ...؟ ( 3 )
- بعد إسرائيل , امريكا دخلت الحرب ضد إيران ...؟ ( 2 )
- بعد إسرائيل , امريكا دخلت الحرب ضد إيران ...؟ ( 1 )
- كتابة التاريخ من كارل ماركس حتى شي جين بينغ ( 3 )
- كتابة التاريخ من كارل ماركس حتى شي جين بينغ ( 2 )
- كتابة التاريخ من كارل ماركس حتى شي جين بينغ ( 1 )
- حلم الدولة الكوردية خطوة الى الأمام خطوة الى الوراء


المزيد.....




- -هل جاء دخول قطر تحت المظلّة الأمنية الأمريكية ضمن سيناريو ق ...
- كنز فرعوني أكتشفه نابليون.. أمنحتب الثالث يستفيق من سباته
- تفاؤل حذر عقب موافقة حماس على خطة ترامب بشأن غزة
- سودانيون يواجهون ظروفا صعبة بسب الفيضانات
- إعلام إسرائيلي: المرحلة الأولى من مفاوضات خطة ترامب بشأن غزة ...
- ما الأسرار التي يخفيها أصحاب الملايين في أكثر خزائن العالم أ ...
- سُجن 30 عامًا ظلمًا.. شاهد رد فعل رجل حصل على تعويض يقارب 15 ...
- سوريا تدخل الصمت الانتخابي: تعيينات بالولاءات أم اختبار لديم ...
- فشل أغلب عمليات الترحيل من ألمانيا وتوجه لتشديد سياسة الهجرة ...
- تواصل القصف الإسرائيلي على غزة رغم حث ترامب على وقفه


المزيد.....

- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - الرئيس الأمريكي ترامب و الغطرسة السياسية