أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - الغضب الترامبي على الهند , أسبابه و تداعياته















المزيد.....

الغضب الترامبي على الهند , أسبابه و تداعياته


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 8462 - 2025 / 9 / 11 - 22:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المتابع لعلاقات الهند مع دول العالم المختلفة سيجد ان هنالك عدة تحولات هامة حدثت لهذه العلاقات منذ استقلال الهند عن المستعمر البريطاني و لحد الآن , هذه المفترقات التي مرت بها علاقة الهند الخارجية كانت تتمحور حول علاقة الهند بالأقطاب السياسية الأساسية الفاعلة في الساحة الدولية , و قد كان للهند أثرا كبيرا و واضحا في تحديد الصورة العامة للتوازنات الدولية و خصوصا في المنطقة الممتدة من الشرق الأوسط لغاية منطقة جنوب شرق اسيا .
لقد اتسمت الصفة العامة لسياسة الهند الخارجية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية و دخول الساحة الدولية في مرحلة الحرب الباردة بين الكتلة الشرقية و حلفها حلف وارشو بقيادة الاتحاد السوفيتي و الكتلة الغربية و حلفها حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بعدم الانحياز لأي من طرفي الصراع الدولي , فلقد اتخذت الهند سياسة واضحة تميزت بالحياد و عدم الدخول في أي محور كي لا تكون ضد محور آخر , و كانت الهند ركنا اساسيا من اركان حركة عدم الانحياز التي شملت طيف واسع من دول العالم الثالث , هذا العالم الذي شمل معظم الدول التي لم تكن تنتمي لأي من الحلفين العسكريين الناتو و وارشو .
رغم أن سياسة الهند في فترة الحرب الباردة كانت حيادية , لكن حيادها كان حيادا إيجابيا حيث كان تعاونها مع الاتحاد السوفيتي السابق واضح و متين و كانت شريكة له في إسناد حركات التحرر الوطني التي نشطت في تلك الفترة للتحرر من الاستعمار بأشكاله القديمة .
في فترة الحرب الباردة , ادرك قادة الكتلة الغربية و على رأسهم قادة أمريكا أن ليس من مصلحة دولهم معاداة الهند بسبب سياستها الايجابية في نصرة و دعم حركات التحرر الوطني , تلك الحركات التي اجتاحت دول العالم الثالث و خصوصا دول قارة أفريقيا التي كانت ترسخ تحت ظلم ابشع انواع الاستعمار من قبل دول اوربا الغربية , لقد قبل المعسكر الغربي حيادية الهند كي لا تنحدر الهند نحو المعسكر الشيوعي و تأثرها بالتجربة الشيوعية في الصين .
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي و انتقال العالم الى مرحلة القطب الأمريكي الأوحد , بدأت أمريكا و معها حلفائها سعيهم لسحب الهند الى معسكرهم , لكن الهند بحجم كتلتها البشرية يتعذر سحبها الى صف القطب الأمريكي لكون ذلك يتطلب تقديم دعم اقتصادي للهند أكبر من قدرة كل الدول الغربية مجتمعة على تحمله . و بذلك حافظت الهند على قدر كبير من موقفها الحيادي فكانت هي احدى الدول المؤسسة لمجموعة بريكس بالاتفاق الذي ضم الصين و روسيا و البرازيل و جنوب افريقيا , و زادت الهند من تقوية علاقتها مع قادة دول الجنوب العالمي و انضمت الى منظمة شنغهاي للتعاون الذي تقوده الصين و وسعت من تعاملها التجاري مع روسيا .
لقد وجد قادة امريكا أن استخدام سياسة التحدي و العداء تجاه الهند سيدفعها أكثر نحو الصين و روسيا فاتبعوا سياسة الإغراء , و على هذا المسار نجحت أمريكا في تشكيل تحالف اقتصادي و امني جديد ضم الهند و أمريكا و اليابان و استراليا و اطلق عليه تحالف كواد , إن أهم غايات كواد الأساسية هو انعاش الاقتصاد الهندي من خلال جعل الهند مصنع جديد للعالم بدلا عن الصين , لكن ما حصل هو أن تحالف كواد خدم الهند و لم يتسبب بأي ضرر للصين .
بعد صعود الرئيس ترامب لكرسي الرئاسة الأمريكية مرة ثانية , جعل مهمة رئاسته لأمريكا هي إعادة أمريكا عظيمة مرة أخرى و اتباع سياسة جديدة تحت شعار " أمريكا أولا " .
من خلال مراجعة الرئيس ترامب لعلاقة امريكا بالهند , فوجد أن الهند تقف في صف تحالف جديد يعمل على انهاء مرحلة القطب الأمريكي الأوحد و بناء اسس جديدة و راسخة لعالم متعدد الأقطاب اكثر عدلا , و الأركان الأساسية لهذا العالم الجديد هما منظمة شنغهاي للتعاون و مجموعة بريكس التان اخذتا تتوسعان بضم دول عديدة أخرى اليهما , و إن الهند ترفض ترك هذه المنظمات و انها بالعكس اخذت توسع علاقتها الاقتصادية و العسكرية مع روسيا , و روسيا تبيعها نفط بأسعار مخفضة , بالإضافة لكل هذا وجد الرئيس ترامب أن التبادل التجاري بين أمريكا و الهند يصب في مصلحة الهند على حساب امريكا بفائض تجاري لصالح الهند تجاوز الخمسين مليار دولار سنويا , و إن هذا الفائض في طريقة للصعود أكثر مما سيزيد من المشاكل التي يعاني منها الاقتصاد الأمريكي , هذه الأسباب و اسباب أخرى أقل أهمية أجبرت الرئيس الأمريكي على اشعال حرب تجارية بين أمريكا و الهند بفرض رسوم جمركية تجاوزت ال 50% على السلع و الخدمات التي مصدرها الهند حتى لو كانت هذه السلع تصنعها شركات أمريكية تعمل في الهند .
بعض المحللين اعتبروا أن سياسة الرئيس ترامب تسببت في دفع الهند باتجاه الصين و روسيا , هذا الامر صحيح , لكن الرئيس ترامب كان أمام خيارين , إما القبول بالعلاقة السابقة بين أمريكا و الهند و التي يجدها علاقة غير عادلة تصب في مصلحة الهند على حساب مصالح أمريكا الاقتصادية و المستفيد منها الهند و إن هذه العلاقة لا تضعف من قدرة الصين على الاستمرار في النهوض و التحول الى القوة العظمى الأولى في العالم اقتصاديا و علميا و تكنولوجيا , أو أن يختار الخيار الثاني و المتمثل بعدم جدوى ارضاء الهند من خلال اتفاقية كواد أو غيرها من الاتفاقيات فالهند اعتمدت سياسة " الهند أولا " قبل أن يتبنى الرئيس ترامب سياسة " أمريكا أولا " , لذلك اختيار الرئيس ترامب الخيار الثاني لكونه الخيار الاقل ضررا على أمريكا , فقد اصبح على امريكا أن تختار الحلول الواقعية المبنية على الاعتراف بأن عصر هيمنة دول الشمال العالمي على دول الجنوب العالمي قد انتهى بنهاية مرحلة القطب الأمريكي الأوحد .



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انهيار الأركان الاقتصادية للعولمة الرأسمالية ( 2 )
- انهيار الأركان الاقتصادية للعولمة الرأسمالية ( 1 )
- مشاريع الأطراف المتصارعة في الساحة السورية ( 2 )
- مشاريع الأطراف المتصارعة في الساحة السورية ( 1 )
- بطولات اتباع الجولاني تتجسد في حلق شارب شيخ درزي
- نتنجولاني يتصدر المشهد في سوريا
- الرئيس ترامب صورة واضحة للغطرسة و التكبر الأمريكي
- سلاح التجويع ابشع انواع الأسلحة
- الأمة الشعب الوطن و علاقتهم بثلاثية اللغة القومية الدين
- تطبيع ثلاثي الأبعاد ينتظر دول الشرق الأوسط
- بعد إسرائيل , امريكا دخلت الحرب ضد إيران ...؟ ( 4 )
- بعد إسرائيل , امريكا دخلت الحرب ضد إيران ...؟ ( 3 )
- بعد إسرائيل , امريكا دخلت الحرب ضد إيران ...؟ ( 2 )
- بعد إسرائيل , امريكا دخلت الحرب ضد إيران ...؟ ( 1 )
- كتابة التاريخ من كارل ماركس حتى شي جين بينغ ( 3 )
- كتابة التاريخ من كارل ماركس حتى شي جين بينغ ( 2 )
- كتابة التاريخ من كارل ماركس حتى شي جين بينغ ( 1 )
- حلم الدولة الكوردية خطوة الى الأمام خطوة الى الوراء
- حلم الوحدة العربية ظل يراوح بعيدا عن الواقعية ( 2 )
- حلم الوحدة العربية ظل يراوح بعيدا عن الواقعية ( 1 )


المزيد.....




- بحضور ترامب والسيدة الأولى.. أمريكا تحيي الذكرى 24 لهجمات 11 ...
- قصف إسرائيل لقطر.. تحذير يهز أسس التحالف الخليجي - الأمريكي؟ ...
- الطاقة الشمسية: الحل الأخير لأزمة المناخ
- تشارلي كيرك: من ضحية إلى بطل؟
- الهجوم على قطر: هل يغير طبيعة العلاقة بين الخليج وأمريكا؟
- رئيس جنوب السودان يوقف نائبه عن العمل على خلفية اتهامه بارتك ...
- عشرات الضحايا ودمار واسع.. ما المواقع التي استهدفتها إسرائيل ...
- رغم رواجه عالميا.. تحذيرات من مضار شاي الماتشا
- محاولة لإحراق منزل فضل شاكر في مخيم عين الحلوة
- مشاهد مؤلمة لنزوح عائلات يهدد الاحتلال بقصف منازلها بغزة


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - الغضب الترامبي على الهند , أسبابه و تداعياته