أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - مشاريع الأطراف المتصارعة في الساحة السورية ( 2 )















المزيد.....

مشاريع الأطراف المتصارعة في الساحة السورية ( 2 )


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 8417 - 2025 / 7 / 28 - 18:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يوما بعد يوم يشتد الصراع بين المشروعين التركي و الإسرائيلي في الساحة السورية رغم أن الطرفين يعتبران أن صدامهما العسكري المباشر أمر يجب أن لا يحدث اطلاقا , فمثل هذا الصدام سيتسبب في ضرر كبير لكليهما و هذا ما لا يقبلان به و لا يتحملان نتائجه بالإضافة الى أن أمريكا تعتبر أي مواجهة عسكرية بين إسرائيل و تركيا هو أمر كارثي بالنسبة لها و للتحالف الغربي عموما و سيخدم ذلك اعدائها الأساسيين في الساحة الدولية , روسيا و الصين , و سيمكن إيران من اعادة تموضعها في الشرق الأوسط من جديد .
يتناقض المشروع التركي مع المشروع الإسرائيلي في سوريا في معظم اركانه الأساسية حيث أن أهم اهداف المشروع التركي في سوريا يتمثل في الأمور التالية :
اولا : رفض تام لإنشاء اقاليم فدرالية في سوريا خصوصا إذا كانت بصلاحيات واسعة , لأن ذلك سيضعف قدرة تركيا على بسط نفوذها في عموم سوريا من خلال نظام احمد الشرع ( ابو محمد الجولاني ) .
ثانيا : تقوية الجيش السوري الجديد الذي يعمل احمد الشرع على تشكيله بزج كل الفصائل المسلحة لجبهة تحرير الشام في قلب هذا الجيش يضمنها مجموعات جهادية من الأيغور و الشيشان و غيرها , حيث يتم تشكيل هذا الجيش تحت إشراف و مساعدة خبراء و مستشارين عسكريين اتراك كي يتمكن نظام الشرع من مسك خيوط الملف الأمني في أوسع رقعة ممكنة من الجغرافية السورية , و هذا الأمر هو احد الخطوط الحمراء التي وضعتها إسرائيل لحكومة الشرع المؤقتة , إذ إن إسرائيل لا تسمح بإعادة وجود جيش سوري قريب من حدودها و ستحدد إسرائيل لهذا الجيش أين يستطيع التواجد و حجم هذا التواجد و تحديد المناطق السورية التي لا يحق للجيش السوري الجديد التواجد فيها اطلاقا , و إسرائيل لا تسمح ايضا لتركيا ببناء قواعد لها في مناطق قريبة من العاصمة السورية دمشق أو في الجنوب السوري بحجة تهديد امنها مستقبلا , لذا استمرت إسرائيل منذ سقوط نظام بشار الأسد باستهداف قواعد و معسكرات و مخازن أسلحة الجيش السوري السابق .
ثالثا : وضع اليد على اكبر قدر ممكن من ثروات سوريا و خصوصا الغاز و النفط من خلال توقيع اتفاقيات مع حكومة أمر الواقع في دمشق التي لا تمتلك صلاحية توقيع مثل هذه الاتفاقيات ,
رابعا : تخطط تركيا الأوردوغانية وفق مشروعها الجديد و من خلال سوريا الجديدة ذات الرداء الأسلاموي على احياء الإمبراطورية العثمانية لكن بلباس يتناسب مع العصر الحالي .
يبدأ تركيب الإمبراطورية العثمانية الجديدة من سوريا الى محافظتي الموصل و كركوك العراقيتين و ضم إقليم كوردستان العراقي ثم الانتقال الى مرحلة اكثر عمقا باتجاه جمهوريات اسيا الوسطى الناطقة باللغة التركية عبر اذربيجان لتأسيس أتحاد يضم هذه الدول تحت اسم اتحاد الدول التركية , و هذا يتطلب بالدرجة الاولى توحيد الصف الداخلي في تركيا و احياء المشاعر القومية التركية ذات السمة الأسلاموية لتحقيق حلم عودة الإمبراطورية العثمانية من جديد .
خامسا : كسب الموقف الروسي الى جانبها و تحيده و ذلك بتقديم تعهد واضح بدعم بقاء القاعدتين الروسيتين , الجوية في اللاذقية و البحرية في طرطوس , إذ إن تركيا تستند في إصدار مثل هذا التعهد لروسيا على شدة سيطرتها على قرار حكومة الشرع في مثل هذه القرارات .
سادسا : اتباع سياسية مرنة ترضي الرئيس الأمريكي ترامب مما سيمنحها وضع أفضل يخفف من الضغط الإسرائيلي عليها .
من المؤكد أنه لا يمكن لإسرائيل السماح بعودة أي شكل من اشكال الإمبراطورية العثمانية و ستجد إسرائيل دول عديدة في غرب العالم و في شرقه تسندها لإجهاض هذا المشروع التركي الذي يهدد ليس إسرائيل فحسب بل عموم الكتلة الغربية و مركزها الاتحاد الأوربي و الكتلة الشرقية و مركزها الصين .
في ظل هذا الصرع بين المشروعين التركي و الإسرائيلي من المرجح أن تعمل الإدارة الأمريكية على ايجاد حل وسط بين هذين المشروعين المتناقضين , بحيث تحقق إسرائيل جزء مهم من اهدافها و لا تخرج تركيا من الساحة السورية بل يبقى نفوذها في سوريا لكن بقدر محدود لتحقيق جزء من أهدافها , أي بالقدر الذي يرضي تركيا و لا يعرض المشروع الإسرائيلي في سوريا لخسائر جوهرية , قد تكون صورة هذا الحل الوسط كالتالي :
اولا : ترتيب الأوضاع في الجنوب السوري , في محافظتي السويداء و درعا بطريقة يحقق لإسرائيل هيمنة شبه كاملة على هذا الجزء من سوريا .
ثانيا : تثبيت هيمنة إسرائيل على جبل الشيخ و محافظة القنيطرة لتعزيز و توسيع احتلالها للأراضي السورية بإضافة هذه المناطق الى هضبة الجولان السوري المحتل مستقبلا .
ثالثا : إعطاء شرعية للوجود الإسرائيلي على الأرض السورية من خلال تكليفها بمهمة حماية الأقليات في سوريا و خصوصا الدروز .
بالمقابل سيتم ارضاء تركيا من خلال الأمور التالية :
اولا : اجبار قوات سوريا الديمقراطية " قسد " على الاندماج التدريجي بالجيش السوري الجديد .
ثانيا : تفكيك مجلس سوريا الديمقراطية " مسد " و دمج مكوناته ضمن الهيكل العام لوزرات حكومة دمشق ضمن شكل من اشكال اللامركزية تقبله الحكومة في دمشق , و هذا يعني نهاية لحلم الأكراد في أن يكونوا جزء من دولة كوردستان الكبرى التي تضم بموجب هذا الحلم اللاواقعي اراضي تنفصل عن تركيا و سوريا و العراق و إيران .
ثالثا : منح تركيا بعض الامتيازات في سوريا لتحقيق منافع اقتصادية هي بحاجة لها لمعالجة بعض من ازماتها الاقتصادية .
من الواضح أن السياسة الأمريكية و نهجها في سوريا يواجه صعوبات و تحديات حقيقية ناتجة عن عدم قدرة الإدارة الأمريكية في التوفيق المستدام بين علاقة أمريكا بإسرائيل التي يصفها البعض بالعلاقة المصيرية و علاقتها الاستراتيجية بتركيا العضو المهم في حلف الناتو التي تعتمد عليها امريكا في مواجهة خطر امتداد النفوذ الروسي و الصيني الى قلب الشرق الأوسط من خلال الجسر الإيراني .



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاريع الأطراف المتصارعة في الساحة السورية ( 1 )
- بطولات اتباع الجولاني تتجسد في حلق شارب شيخ درزي
- نتنجولاني يتصدر المشهد في سوريا
- الرئيس ترامب صورة واضحة للغطرسة و التكبر الأمريكي
- سلاح التجويع ابشع انواع الأسلحة
- الأمة الشعب الوطن و علاقتهم بثلاثية اللغة القومية الدين
- تطبيع ثلاثي الأبعاد ينتظر دول الشرق الأوسط
- بعد إسرائيل , امريكا دخلت الحرب ضد إيران ...؟ ( 4 )
- بعد إسرائيل , امريكا دخلت الحرب ضد إيران ...؟ ( 3 )
- بعد إسرائيل , امريكا دخلت الحرب ضد إيران ...؟ ( 2 )
- بعد إسرائيل , امريكا دخلت الحرب ضد إيران ...؟ ( 1 )
- كتابة التاريخ من كارل ماركس حتى شي جين بينغ ( 3 )
- كتابة التاريخ من كارل ماركس حتى شي جين بينغ ( 2 )
- كتابة التاريخ من كارل ماركس حتى شي جين بينغ ( 1 )
- حلم الدولة الكوردية خطوة الى الأمام خطوة الى الوراء
- حلم الوحدة العربية ظل يراوح بعيدا عن الواقعية ( 2 )
- حلم الوحدة العربية ظل يراوح بعيدا عن الواقعية ( 1 )
- الحشد الشعبي في العراق , انتماء تشكيلاته و مهامها ( 2 )
- الحشد الشعبي في العراق , انتماء تشكيلاته و مهامها ( 1 )
- الدولة العراقية الحديثة و مراحلها السياسية ( 2 )


المزيد.....




- كواحدٍ من رموزها الثقافية.. مدينة برمنغهام تعلن تفاصيل جنازة ...
- الجيش الإسرائيلي يُعلن تفاصيل أنشطته العسكرية في لبنان.. ومص ...
- -هجمات لصالح روسيا-.. بولندا توجه تهمة الإرهاب لكولومبي محتج ...
- إسرائيل -ترفض- إعلان لندن عن اعتراف محتمل بدولة فلسطين
- محادثات أمريكية صينية -بناءة- قبيل انتهاء هدنة الرسوم وسط ته ...
- اكتئاب خلف الكاميرا.. مشاهير هوليود يروون معاركهم النفسية
- -ما وراء الخبر- يناقش مستقبل قضية نزع سلاح حزب الله
- -أنقذوا الفاشر- حملة في السودان لفك حصار المدينة ووقف تجويعه ...
- نواب أميركيون يصفون الوضع في القطاع بالكارثي ويؤكدون فشل -مؤ ...
- مقترح أوروبي لمعاقبة إسرائيل أكاديميا لانتهاكاتها في غزة


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - مشاريع الأطراف المتصارعة في الساحة السورية ( 2 )