أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - حلم الدولة الكوردية خطوة الى الأمام خطوة الى الوراء















المزيد.....


حلم الدولة الكوردية خطوة الى الأمام خطوة الى الوراء


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 8335 - 2025 / 5 / 7 - 16:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المتتبع لمسار الحركات القومية الكوردية التي سعت لتحقيق حلم إنشاء الدولة الكوردية يجد أن هذه الحركات تخطو في مسار تنفيذ مشروعها خطوة الى الأمام تتبعها بخطوة أو خطوتين الى الوراء .
يتكون نشاط المشروع القومي الكوردي من اربعة اجزاء , ثلاثة اجزاء منها في العراق و تركيا و سوريا و الجزء الرابع في الوطن الأم للاكراد إيران , حصل في هذه الدول تغيير في ديمغرافيتها نتيجة لسلسلة طويلة من التقلبات الجيوسياسية عبر التاريخ الحديث و القديم و كذلك بسبب الحروب التي اجتاحت هذه الدول لمرات عديدة .
اولا : الجزء الإيراني من المشروع القومي الكوردي :
نهض مشروع إنشاء الدولة الكوردية في أولى خطواته التنفيذية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية , فبقيادة الزعيم الكوردي قاضي محمد و الملا مصطفى البرزاني تم الإعلان عن تأسيس أول دولة كوردية في 22 / كانون الثاني سنة 1946 على ارض تابعة للدولة الإيرانية بدعم مباشر من الاتحاد السوفيتي السابق , اتخذت هذه الدولة من مدينة مهاباد الإيرانية عاصمة لها , و من اسم هذه المدينة اطلق على هذه الدولة اسم جمهورية مهاباد رغم أن اسمها وفق تسمية الحركة القومية الكوردية لها هو كوماري كوردستان أي جمهورية كوردستان .
لقد كان اعلان جمهورية مهاباد ( كوماري كوردستان ) خطوة مهمة الى الأمام على مسار تحقيق حلم إنشاء الدولة الكوردية ثم جاءت بعدها خطوة الى الوراء حين تم حل هذه الدولة الفتية على يد القوات الإيرانية المدعومة من الغرب و بالأخص من قبل بريطانيا و تخلي الاتحاد السوفيتي السابق عن الدفاع عنها بعد حصول تفاهمات بين كتلة الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية و كتلة الدول الشرقية بقيادة الاتحاد السوفيتي في رسم حدود أيران و حل النزاع الحدودي بين اذربيجان السوفيتية و إيران في منطقة اذربيجان الإيرانية .
مع ان عمر جمهورية مهاباد كان قصيرا , إذ لم تستمر تلك الجمهورية الكوردية في الوجود اكثر من 11 شهرا إلا ان تشكيلها صار رمزا و أملا للحركات القومية الكوردية في انتظار فرصة جديدة للتقدم خطوة للأمام و تعويض عن ما حل بجمهوريتهم الأولى في مهاباد من انحلال و تفكك سريع .
بعد حل جمهورية مهاباد هرب معظم قادتها الى الأحاد السوفيتي و منهم الزعيم الكوردي العراقي الراحل الملا مصفى البرزاني و هو والد السيد مسعود البرزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني في العراق .
بحل جمهورية مهاباد انتهت هذه المرحلة من مراحل تنفيذ المشروع الكوردي في تأسيس الدولة الكوردية , فقد كان موقف الاتحاد السوفيتي في هذه المرحلة داعم بقدر محدود و تكتيكي لحقوق الكورد في إنشاء دولتهم القومية .
شهدت إيران منذ انهيار جمهورية مهاباد ليومنا هذا حركات مسلحة كوردية دخلت في مواجهة مع القوات الحكومية الإيرانية في زمن الشاه و كذلك بعد سقوط نظام الشاه , لم تحقق هذه الحركات المسلحة أي شيء مهم في مسار تحقيق حلم الدولة الكوردية .
ثانيا : الجزء العراقي من المشروع القومي الكوردي :
ان نشاط الحركة القومية الكوردية في العراق كان أقدم من نشاطها في أيران الذي نتج عنه إنشاء جمهورية مهاباد .
أولى الحركات الكوردية المسلحة في العراق بدأت في سنة 1931 بقيادة الزعيم الكوردي الشيخ احمد البرزاني و هو الأخ الأكبر للملا مصطفى البرزاني , تم اخماد هذه الحركة من قبل السلطة الملكية العراقية بدعم من القوات البريطانية المحتلة للعراق حيث قصفت الطائرات البريطانية منطقة برزان في شمال العراق و ادى هذا القصف حسب بعض التقارير الى مقتل حوال الف مواطن كوردي بين عسكري و مدني .
بعد سقوط النظام الملكي في العراق و انبثاق النظام الجمهوري بدلا عنه على إثر نجاح حركة 14 تموز 1958 الانقلابية التي قادها الزعيم العراقي الوطني عبد الكريم قاسم اعادت الحركة القومية الكوردية العراقية تمردها المسلح في العراق من اجل تحقيق هدفها المعلن و هو الحصول على الحقوق القومية للكورد ضمن إطار الدولة العراقية و الذي كان يخفي ورائه الهدف الأبعد و هو تحقيق الحلم الكوردي في إنشاء دولتهم الكوردية , فقد عاد الملا مصطفى البرزاني الى العراق في تشرين اول سنة 1958 بعد ان اصدر النظام الجمهوري الجديد في العراق عفوا شاملا لكل المشاركين في التمرد الكوردي المسلح الذي حصل في العراق في العهد الملكي .
لقد رحب الزعيم عبد الكريم قاسم و القيادة الجديدة في العراق بعودة القادة الأكراد و زعيمهم الملا مصطفى البرزاني الى العراق ظنا منهم أن قادة الحركة الكوردية سيكونون أحد اركان المشروع الوطني العراقي , لكن الملا مصطفى البرزاني شهر السلاح بوجه حكومة عبد الكريم قاسم حال انتقاله من بغداد و تمركزه في جبال الشمال العراقي , في هذا المفترق التاريخي انقلبت تحالفات الحركة القومية الكوردية من اعتمادها على الاتحاد السوفيتي الى ان تكون اداة بيد الغرب لضرب التجربة التقدمية الوطنية في العراق .
بسبب تغير موقف الكورد و اعلانهم الحرب على حكومة عبد الكريم قاسم حصل التمرد الكوردي المسلح في العراق الذي قاده الملا مصطفى البرزاني على دعم نظام الشاه في إيران دعما عسكريا و ماديا و لوجستيا بالإضافة الى اسناد المخابرات الغربية و على رأسها المخابرات الأمريكية و البريطانية للحركة المسلحة الكوردية لغرض زعزعة الاستقرار في العراق تمهيدا لسقوط الحكم الوطني الذي شكله الزعيم عبد الكريم قاسم , لم يغب الموساد الإسرائيلي عن هذا المشهد فقد مد الموساد يد المساعدة للزعيم الكوردي الملا مصطفى البرزاني , فصعود عبد الكريم قاسم للسلطة في العراق اثار مخاوف إسرائيل فهي تعرف جيدا مدى دعم عبد الكريم قاسم للحق الفلسطيني .
من المؤكد أن الزعيم الكوردي الملا مصطفى البرزاني قد اقتنع بأن تغير اتجاه تحالف الحركة القومية الكوردية , من التحالف مع الشرق الاشتراكي الى التحالف مع الغرب الرأسمالي هو أمر ضروري لتحقيق حلم إنشاء الدولة الكوردية , و بذلك تقدم حلم الدولة الكوردية خطوة الى الأمام بدعم غربي معادي للاتحاد السوفيتي في مرحلة الحرب الباردة .
بعد نجاح انقلاب 8 شباط 1963 في اسقاط حكومة عبد الكريم قاسم الوطنية ظلت الحركة القومية الكوردية تراوح في مكانها و في نزاعات مسلحة مع الحكومات العراقية المتعاقبة تتخللها توقفات مؤقتة للصراع المسلح حتى انتهى الحال بها في سنة 1975 للتراجع الكبير , فبعد توقيع اتفاقية الجزائر بين صدام حسين و شاه إيران تنازل نظام البعث في العراق بوجب هذه الاتفاقية عن جزء من سيادة العراق على شط العرب لصالح إيران مقابل وقف نظام الشاه دعمه للتمرد الكوردي المسلح الذي يقوده الملا مصطفى البرزاني الذي وافق مكرها على حل البيشمركة الكوردية و تسليم سلاحها للحكومة العراقية مع ضمان رحيله الآمن عن العراق , لكنه رحل ليس للاتحاد السوفيتي كما فعل اول مرة حين انهارت جمهورية مهاباد بل رحل الى الولايات المتحدة الأمريكية التي قبلته لاجئا سياسيا لديها , و بذلك تراجعت الحركة القومية الكوردية بخطوة كبيرة الى الوراء في مسار تحقيق حلمها بإنشاء دولة قومية كوردية .
لم يبقى حلم أنشاء الدولة الكوردية في حالة التراجع بل نهض من جديد بعد فشل نظام صدام حسين من احتلال الكويت و تعرض الجيش العراقي لانكسار و هزيمة مروعة على يد تحالف من 33 دولة تقوده الولايات المتحدة الأمريكية و حدوث انتفاضة شعبية في الجنوب العراقي ذات الغالبية من العرب الشيعة و في شماله ذات الغالبية الكوردية , ادت هذه الانتفاضة الى تشكل وضع جديد في العراق , حيث حصلت محافظات العراق الشمالية الثلاثة , اربيل و دهوك و السليمانية على حماية مباشرة و خاصة من قبل القوات الأمريكية , فتشكل اقليم كوردستان العراق من هذه المحافظات الثلاثة , كانت هذه الخطوة مهمة جدا لتحقيق حلم إنشاء الدولة الكوردية و دفعت بهذا الحلم الى الأمام .
لابد من الاشارة هنا الى أنه منذ سنة 1991 و لغاية سقوط نظام البعث الصدامي في نيسان 2003 و إقليم كوردستان تحت الحماية الأمريكية المباشرة , و لولا هذه الحماية لما استطاع اي جبل من جبال شمال العراق حماية قادة الأحزاب القومية الكوردية من بطش جيوش صدام حسين .
ثم تقدم حلم إنشاء الدولة الكوردية خطوة اخرى الى الأمام بعد سقوط مدينة الموصل العراقية بيد تنظيم داعش الإرهابي في 10 حزيران 2014 حين تمكنت قوات البيشمركة الكوردية بعد انكسار الجيش العراقي أمام تنظيم داعش من استغلال هذه الفرصة و السيطرة على مدينة كركوك الغنية بالنفط و سهل نينوى و مناطق عراقية أخرى و ضمها لإقليم كوردستان , في تلك الفترة ظن السيد مسعود البرزاني أن قوات الحركة القومية الكوردية قد وصلت الى مرحلتها الحاسمة فأجرى استفتاء على الانفصال عن العراق و تأسيس دولة كوردستان على ارض تشمل اقليم كوردستان و المناطق المتنازع عليها مع حكومة العراق الاتحادية التي سيطرت عليها البيشمركة الكوردية , لكن نتيجة التوازنات الإقليمية بعد أن رفضت إيران و تركيا أي مشروع لتقسيم العراق و إنشاء دولة كوردية لكونها تهدد وحدة و استقرار هذين البلدين عاد حلم إنشاء الدولة الكوردية بضعة خطوات الى الوراء بعد أن رفضت الإدارة الأمريكية دعم مشروع السيد مسعود البرزاني في انفصال إقليم كوؤدستان العراق عن العراق و سمحت لجيش الحكومة الاتحادية من أجبار البيشمركة الكوردية على الانسحاب من كركوك و باقي المناطق المتنازع عليها , و بذلك اعادت قوات الحكومة العراقية الاتحادية رفع علم جمهورية العراق الاتحادي فوق المباني الحكومية في كركوك و المدن التي استعادة سيطرتها عليها بعد أن انزلت علم إقليم كوردستان عنها .
لازال وضع الحركة القومية الكوردية في العراق يراوح في محله في انتظار مستجدات الوضع في المنطقة بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا و انهيار المشروع الإيراني المسمى وحدة ساحات المقاومة في فلسطين و لبنان و العراق و اليمن , في أي اتجاه ستسير الأحداث في العراق بعد هذه التغيرات الكبيرة في منطقة الشرق الاوسط هذا ما ستفزره الصراعات الإقليمية و الدولية في الفترة القادمة .
ثالثا : الجزء التركي من المشروع القومي الكوردي :
نشط الجزء التركي من المشروع القومي الكوردي بعد تأسيس حزب العمال الكوردستاني التركي في تشرين الثاني سنة 1978 علي يد مؤسس هذا الحزب الزعيم الكوردي التركي عبد الله اوجلان , دمج هذا الحزب بين أيديولوجية النهج اليساري الاشتراكي الثوري و الطموح القومي الكوردي , حيث اعتمد هذا الحزب سنة 1984 اسلوب الكفاح المسلح النشط ضد القوات الحكومية التركية .
لقد اتخذت الحركة المسلحة لحزب العمال الكوردستاني التركي من المثلث الحدودي التركي العراقي الايراني مركزا لانطلاق عملياتها العسكرية لما توفره طبيعة منطقة هذا المثلث الحدودي من امكانيات كبيرة تساعد على اعتماد اسلوب حرب العصابات و الكفاح السياسي المسلح لكونها منطقة جبلية وعرة جدا و طرقها معقدة لا تساعد الجيوش النظامية في خوض أي معركة برية فيها بالإضافة الى ان هذا المثلث يوفر ممرات تسهل الانتقال بين اراضي الدول الثلاثة تركيا و إيران و العراق .
تمكن حزب العمال الكوردستاني التركي من تكبيد الجيش التركي خسائر ليست بالقليلة خلال هذه الفترة الطويلة من كفاحه المسلح ألا انه تكبد ايضا خسائر كبيرة و اعتقال قائده و مؤسسه عبد الله اوجلان و سجنه منذ شباط 1999 لذا يمكن القول أن الحركة القومية الكوردية في تركيا ظلت تراوح محالها و لم تحقق شيء ذات اهمية في مسار تحقيق حلم أنشاء الدولة الكوردية فمعظم نشاط هذه الحركة كان عبارة عن خطوة الى الأمام تليها خطوة الى الوراء , انتهى اخيرا المطاف بمؤسس حزب العمال الكوردستاني التركي عبد الله اوجلان بإطلاق مبادرة من داخل سجنه تتضمن نزع سلاح هذا الحزب و انخراط اعضائه بالنشاط السياسي السلمي , لكن لم تكن هنالك استجابة واضحة من الدولة التركية على هذه المبادرة و بقى مصير حزب العمال الكوردستاني التركي غامضا .
رابعا : الجزء السوري من المشروع القومي الكوردي :
لم يكن هنالك نشاط ذات تأثير للحركة القومية الكوردية في سوريا قبل اندلاع انتفاضة الشعب السوري ضد نظام بشار الأسد الاستبدادي الدموي .
خلال المواجهة المسلحة بين فصائل الثورة السورية و قوات نظام بشار الأسد توفرت للقوميين الاكراد فرصة كبير لتنظيم قواهم و اجتذاب اكراد سوريا خلفهم خصوصا بعد تصاعد المد الإرهابي لتنظيم داعش , فقد تمكن قادة القوميين الكورد السوريين من تشكيل فصيل عسكري باسم قوات سوريا الديمقراطية ( قسد ) المدعوم بشكل مباشر و قوي من قبل القوات الامريكية التي صار لها حضور على الأرض السورية .
استطاعت قوات سوريا الديمقراطية ( قسد ) بإسناد و مشاركة القوات الأمريكية من قتل أو اعتقال معظم الدواعش في سوريا و تأسيس منطقة حكم ذاتي في منطقة شرق الفرات شملت ثلاثة محافظات سورية هي الرقة و دير الزور و الحسكة و جزء من محافظة حلب , في نفس هذه الفترة توفرت ايضا فرصة لقوات حزب العمال الكوردستاني التركي من أن يكون له وجود مسلح في سوريا بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية ( قسد ) .
لا شك أن سيطرة قوات سوريا الديمقراطية ( قسد ) الخاضعة لسلطة الأحزاب القومية الكوردية على منطقة شرق الفرات التي تشكل حوالي 20% من مساحة ارض الدولة السورية يعتبر خطوة كبيرة الى الأمام نحو تحقيق حلم إنساء الدولة الكورية .
بعد سقوط نظام بشار الأسد و تزايد نفوذ تركيا في سوريا و تعدد الأطراف الإقليمية و الدولية التي لها حضور مهم في المشهد السوري الحالي اصبحت الإجابة على السؤال " سوريا الى أين ..؟ " اكثر صعوبة .
من خلال دراسة برامج الأحزاب القومية الكوردية و اهدافها في الدول الأربعة , إيران و العراق و تركيا و سوريا , يتضح بكل بساطة أن هنالك خلل كبير في هذه البرامج و أهم اركان هذا الخلل ما يلي :
اولا : تعتمد برامج الأحزاب القومية الكوردية على استغلال الفرص لتحقيق مكاسب مؤقتة كما حصل في العراق عند سقوط مدينة الموصل العراقية في حزيران 2014 على يد تنظيم داعش مما ادى الى إشاعة مزيد من الفوضى و الخراب في العراق في تلك الفترة . فقد ظنت قيادات الأحزاب القومية الكوردية في العراق أن انكسار القوات الحكومية العراقية ممكن أن يوفر لها فرصة للتقدم خطوة الى الأمام على طريق تحقيق حلم إنشاء الدولة الكوردية , لذا تعايشت هذه الأحزاب في فترة تنفيذ مؤامرة سقوط مدينة الموصل العراقية مع داعش لإضعاف الحكومة الاتحادية العراقية و أنهاك موارد الدولة العراقية كي تسهل عملية تفكك العراق الى دويلات عسى أن تكون دويلة كورددستان احدى هذه الدويلات .
ثانيا : ظنت قيادات الأحزاب القومية الكوردية بأن امريكا ممكن أن تستبدل تحالفها الاستراتيجي مع تركيا العضوة في حلف شمال الاطلسي ( الناتو ) بتحالفها مع البيشمركة ,
ثالثا : استهانت قيادات الأحزاب القومية الكوردية كثيرا بإيران و بقدراتها و امكانياتها على قلب الطاولة على مشروع أنشاء الدولة الكوردية , هذا الخلل الكبير دفع بهذه القيادات للعمل على تهدئة الغضب الإيراني الذي أصبح اكثر وضوحا بعد أن تم إسقاط عاصمة الخلافة الداعشية في مدينة الموصل العراقية و بداية المواجهة بين قوات الحكومة الاتحادية في العراق المسنودة بفصائل الحشد الشعبي العراقي من جهة و البشمركة الكوردية من جهة أخرى التي تمكنت من خلالها الحكومة الاتحادية العراقية من إعادة السيطرة على المدن و المناطق التي سيطرت عليها البيشمركة الكوردية و أهمها مدينة كركوك العراقية و حقولها النفطية .
الكثير من المؤشرات تؤكد أن إسرائيل تسعى بقوة لدعم مشروع إنشاء دولة كوردية انطلاقا من الوضع الحالي في منطقة شرق الفرات في سوريا التي تسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية ( قسد ) و بالاستفادة من الضعف الكبير الحالي في كيان الدولة السورية حيث يعتقد قادة إسرائيل أن مثل هذه الدولة ستكون حليفا قويا و موثوقا لإسرائيل يساعدها على بسط هيمنتها على المنطقة , إلا أن تأسيس دولة كوردية ليس بالأمر الهين , إذ من المؤكد أن امكانية تأسيسها أمر صعب جدا إن لم يكن مستحيلا , فتأسيس هذه الدولة يتطلب تقسيم اربعة دول هي ايران و تركيا و العراق و سوريا , مَنْ سيعارض تنفيذ مثل هذا المشروع التفكيكي هم معظم دول العالم و على رأسهم الدول الأوربية و سيؤدي الى ظهور تحالفات إقليمية و دولية ليست في مصلحة تحقيق حلم إنشاء الدولة الكوردية و تدفع بهذا الحلم الى الوراء بخطوات لم يسبق لها أن حصلت في المراحل السابقة .



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلم الوحدة العربية ظل يراوح بعيدا عن الواقعية ( 2 )
- حلم الوحدة العربية ظل يراوح بعيدا عن الواقعية ( 1 )
- الحشد الشعبي في العراق , انتماء تشكيلاته و مهامها ( 2 )
- الحشد الشعبي في العراق , انتماء تشكيلاته و مهامها ( 1 )
- الدولة العراقية الحديثة و مراحلها السياسية ( 2 )
- الدولة العراقية الحديثة و مراحلها السياسية ( 1 )
- الترامبية تضع نهاية للعولمة الاقتصادية الحالية
- التيار المدني الديمقراطي في العراق لازال في بداية الطريق
- الدستور العراقي و التحديات في الساحة السياسية العراقية ( 2 )
- الدستور العراقي و التحديات في الساحة السياسية العراقية ( 1 )
- البعث الصدامي تسبب بالاحتلال الأمريكي للعراق ( 2 )
- البعث الصدامي تسبب بالاحتلال الأمريكي للعراق ( 1 )
- محطات في طريق الصراع العربي الإسرائيلي ( 2 )
- محطات في طريق الصراع العربي الإسرائيلي ( 1 )
- ماذا لو لم يسقط نظام الشاه في إيران ...؟
- الجولاني من ارهابي خطير الى رئيس دولة
- عصر الاستعمار و الهيمنة ينحسر بشكل مستمر
- عيد نو روز في حضارات وادي الرافدين
- ماذا بعد انتهاء الحرب في أوكرانيا .. ؟ ( 2 )
- ماذا بعد انتهاء الحرب في أوكرانيا .. ؟ ( 1 )


المزيد.....




- ترامب يعلن عن اتفاق بين إسرائيل وإيران على وقف مؤقت لإطلاق ن ...
- مسؤول عراقي: مسيرة مجهولة استهدفت قاعدة التاجي
- رئيس صربيا: أوقفنا بيع الذخيرة إلى إسرائيل
- مصادر توضح لـCNN موقف إيران وإسرائيل من إعلان ترامب عن وقف إ ...
- وزير الخارجية الأميركي يدعو الصين لثني إيران عن إغلاق مضيق ه ...
- السيسي يوجه الحكومة بـ-اتخاذ كل الاحتياطات المالية والسلعية- ...
- ما قصة المسيرة الإيرانية -شاهد 101- التي سقطت في العاصمة الأ ...
- إيران تفعل دفاعاتها الجوية وإسرائيل تحذر سكان طهران مع إعلان ...
- المرصد يتناول حرب السرديات بين إيران وإسرائيل
- مباشر: دونالد ترامب يعلن موافقة إيران وإسرائيل على -وقف تام ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - حلم الدولة الكوردية خطوة الى الأمام خطوة الى الوراء