أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - حلم الوحدة العربية ظل يراوح بعيدا عن الواقعية ( 1 )















المزيد.....

حلم الوحدة العربية ظل يراوح بعيدا عن الواقعية ( 1 )


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 8332 - 2025 / 5 / 4 - 20:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشأت النواة الأولى للمشروع العروبي في العصر الحديث على يد المستعمر البريطاني من أجل جعله أداة لمحاربة الإمبراطورية العثمانية و ازاحة سيطرتها عن البلدان العربية لتحل محلها سيطرة الاستعمار البريطاني و حلفائه على هذه البلدان .
كان التشكيل الأول للمشروع العروبي في بداية القرن العشرين و خلال الحرب العالمية الأولى هي انطلاق الشرارة الاولى في سنة 1916 للثورة العربية الكبرى من الحجاز في الجزيرة العربية بدعم عسكري و مادي و اعلامي من بريطانيا التي نصبت الشريف حسين بن علي الهاشمي قائدا لتلك الثورة .
تشكلت الثورة العربية الكبرى نتيجة لتلاقي طموح العرب في أن يكون لهم كيان سياسي يوحدهم في دولة واحدة و مصالح بريطانيا التي دخلت في حرب مفتوحة مع الإمبراطورية العثمانية , فنقطة الالتقاء التي جمعت الموقف البريطاني و الطموح العربي في مرحلة اطلاق ثورة العرب الكبرى هي محاربة عدوهم المشترك , الإمبراطورية العثمانية .
مع تداعي و تهالك قوة الإمبراطورية العثمانية حصل فراغ في السلطة على الحجاز و الشام ادى الى تمكن فصائل الثورة العربية بمساعدة القوات البريطانية من السيطرة على هاتين المنطقتين و طرد ما تبقى من الجيوش العثمانية من منطقة المشرق العربي .
كان الهدف المعلن للثورة العربية الكبرى هو إنشاء اتحاد من البلدان العربية يشمل كل من الجزيرة العربية و منطقة سوريا الكبرى ( بلاد الشام ) و العراق وصولا الى ساحل الخليج العربي , اجتذب هذا الهدف المعلن الكثير من الشباب العربي المتحمس الذي يحلم بوجود دولة عربية كبرى من المحيط الى الخليج العربي و دفعهم لتأييد الثورة العربية ضد الاستعمار العثماني رغم ادراكهم أن تلك الثورة كانت ذات إطار بريطاني .
لقد ساهمت الثورة العربية الكبرى في سرعة اسقاط الإمبراطورية العثمانية من قبل الحلفاء الذين تقودهم بريطانيا و فرنسا .
بمجرد تخلص العرب من الاستعمار و الهيمنة العثمانية حتى بدأت القوى الاستعمارية الجديدة , بريطانيا و فرنسا , تضع الخطط كي لا يصبح المشروع العروبي الذي رفع رايته الأولى قادة الثورة العربية الكبرى و اولهم الشريف حسين حقيقة تفرض نفسها على الواقع الجديد , حيث بدأت فرنسا و بريطانيا مرحلة تقاسم الغنائم التي غنموها من الإمبراطورية العثمانية و تنفيذ خطة إجهاض المشروع العربي الوحدوي .
أول خطوة قامت بها بريطانيا لغرض تفكيك المشروع العربي الوحدوي هي سلخ الجزيرة العربية عن اهداف الثورة العربية الكبرى فقد قامت بتسليم منطقتي نجد و الحجاز في الجزيرة العربية الى عشيرة ال سعود لغرض تشكيل دولة تسيطر على الجزيرة العربية باسم " المملكة العربية السعودية " , ثم جاءت بعدها الخطوة الثانية في مسار تفكيك مشروع الاتحاد العربي الذي قامت على اساسه الثورة العربية الكبرى و ذلك بجعل سوريا من حصة فرنسا , بعد هذه الخطوة لم يبقى من مشروع الاتحاد العربي سوى العراق و الأردن و فلسطين .
في مرحلة لاحقة تم سلخ فلسطين عن مشروع الاتحاد العربي تنفيذا لوعد بلفور البريطاني في إقامة دولة إسرائيل كوطن لليهود في فلسطين .
نتيجة لعزل الجزيرة العربية و سوريا و فلسطين عن مشروع الاتحاد العربي اقتصر هذا الاتحاد على دولتين فقط هما العراق و الاردن اللذان اصبحا تحت حكم العائلة المالكة الهاشمية , فتشكلت المملكة العراقية الهاشمية و المملكة الاردنية الهاشمية بدعم بريطاني مباشر , و هكذا تحولت نواة الثورة العربية الكبرى الى نواة للهيمنة الاستعمارية البريطانية و الفرنسية على المشرق العربي بأكمله .
بعد الحرب العالمية الثانية تصاعد من جديد الشعور القومي العروبي و خصوصا في سوريا , انجب هذا الشعور القومي اهم حزب قومي عروبي هو حزب البعث العربي الذي اسسه ميشيل عفلق و صلاح البيطار في دمشق سنة 1947 , هدف هذا الحزب واضح من تسميته " البعث العربي " , يقصد به النهضة أو الصحوة العروبية , ثم اعاد هذا الحزب تشكيل نفسه بإطار ايديولوجي جديد أكثر تطورا بعد توحده سنة 1952 مع الحزب العربي الاشتراكي الذي اسسه أكرم الحوراني , ليكون في الساحة العربية حزب قومي عربي يدعو الى الوحدة العربية الشاملة و الاشتراكية العربية , يقصد بها الاشتراكية ذات الخصائص العربية , حمل هذا الحزب , الذي تشكل من اندماج حزبين , اسم " حزب البعث العربي الاشتراكي " و شعاره الأساسي " امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة " .
في الطرف الأخر من الساحة العربية , في مصر , كان هنالك تياران سياسيان في طور النمو , تيار للإسلام السياسي الذي أنشأ حركة الإخوان المسلمين و التيار القومي الذي تشكلت منه لاحقا حركة القوميين الناصريين , نسبة الى الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر .
بعد نجاح الثورة المصرية في تموز 1952 من خلال انقلاب عسكري قاده مجموعة من الضباط المصريين , يحمل بعضهم ايديولوجية قومية عروبية و البعض الأخر ايديولوجية اسلامية , مع تطور الأحداث في مصر تبنى قادة مصر و على رأسهم الرئيس جمال عبد الناصر مشروعا قوميا يدعو الى الوحدة العربية الشاملة .
اعتبرت الحركة القومية الناصرية الرئيس جمال عبد الناصر رمزهم الأوحد , ففي ايديولوجية هذه الحركة أيمان مطلق بأن الأمة العربية بحاجة الى قائد يتبعه العرب ليقودهم نحو هدفهم القومي في الوحدة العربية و القائد الذي تمسكوا به هو جمال عبد الناصر .
تمكنت الحركة الناصرية من تحقيق اولى نجاحاتها في تشكيل نواة للوحدة العربية الشاملة بإعلان الوحدة بين مصر و سوريا في شباط 1958.
في نفس سنة الوحدة بين مصر و سوريا انهار مشروع الاتحاد الهاشمي بين العراق و الاردن على اثر نجاح ثورة 14 تموز 1958 في العراق التي تم تنفيذها من خلال انقلاب عسكري قاده الزعيم العراقي الراحل عبد الكريم قاسم .
لم يكن للداعين للوحدة العربية من بعثيين و ناصريين و غيرهم من الحركات القومية العربية نهجا واقعيا يؤدي في نهاية الطريق الى تشكل اتحاد عربي متين .

(( يتبع ))



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحشد الشعبي في العراق , انتماء تشكيلاته و مهامها ( 2 )
- الحشد الشعبي في العراق , انتماء تشكيلاته و مهامها ( 1 )
- الدولة العراقية الحديثة و مراحلها السياسية ( 2 )
- الدولة العراقية الحديثة و مراحلها السياسية ( 1 )
- الترامبية تضع نهاية للعولمة الاقتصادية الحالية
- التيار المدني الديمقراطي في العراق لازال في بداية الطريق
- الدستور العراقي و التحديات في الساحة السياسية العراقية ( 2 )
- الدستور العراقي و التحديات في الساحة السياسية العراقية ( 1 )
- البعث الصدامي تسبب بالاحتلال الأمريكي للعراق ( 2 )
- البعث الصدامي تسبب بالاحتلال الأمريكي للعراق ( 1 )
- محطات في طريق الصراع العربي الإسرائيلي ( 2 )
- محطات في طريق الصراع العربي الإسرائيلي ( 1 )
- ماذا لو لم يسقط نظام الشاه في إيران ...؟
- الجولاني من ارهابي خطير الى رئيس دولة
- عصر الاستعمار و الهيمنة ينحسر بشكل مستمر
- عيد نو روز في حضارات وادي الرافدين
- ماذا بعد انتهاء الحرب في أوكرانيا .. ؟ ( 2 )
- ماذا بعد انتهاء الحرب في أوكرانيا .. ؟ ( 1 )
- لغات حضارات وادي الرافدين ( 2 )
- لغات حضارات وادي الرافدين ( 1 )


المزيد.....




- إدانات دولية وتحذيرات بعد الهجوم الإيراني على قاعدة العديد ا ...
- إيران: ضرباتنا ضد إسرائيل -استمرت حتى اللحظة الأخيرة-
- هجوم صاروخي إيراني جديد على إسرائيل
- البيت الأبيض: ترامب منفتح على الحوار لكن الإيرانيين قد يسقطو ...
- ترامب يعلن نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران
- كشف كواليس التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران ...
- مسؤول إيراني يؤكد موافقة طهران على وقف الحرب مع إسرائيل
- ترامب يتوقع استمرار وقف القتال بين إسرائيل وإيران -للأبد-
- فيديو: انفجارات قوية تهز العاصمة الإيرانية طهران
- وزير خارجية إيران: لا اتفاق على وقف إطلاق النار -حتى الآن- ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - حلم الوحدة العربية ظل يراوح بعيدا عن الواقعية ( 1 )