أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - نتنجولاني يتصدر المشهد في سوريا














المزيد.....

نتنجولاني يتصدر المشهد في سوريا


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 8403 - 2025 / 7 / 14 - 18:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس معروفا ما يجري في سوريا في مرحلة ما بعد سقوط نظام البعث الأسدي , هل هي مسرحية دموية عبثية ليس لها مؤلف و لا مخرج , ام هي مؤامرة مخابراتية من العيار الثقيل بطلها نتنجولاني , أم هي مجرد تلاقي مصالح متناقضة في ساحة واحدة من اجل اهداف متباينة و متناحرة , لربما أن كل ما يجري في سوريا في هذه المرحلة هو ليس أحد هذه الاحتمالات , بل أنه امر أكثر تعقيدا يخص منطقة الشرق الأوسط من اقصاها الى اقصاها.
ضمن كل الحالات و الاحتمالات صارت سوريا طاولة قمار للاعبين اقليميين و دوليين من أجل الرهان على مصالح جيوسياسية و للحصول على منافع اقتصادية في منطقة غنية بثروات النفط و الغاز , يشترك في هذه المقامرة كل اجنحة مشروع الشرق الأوسط الجديد , اللاعبون المقامرون الأساسيون هم روسيا التي لا تهمها في هذه المقامرة سوى بقائها في قاعدتيها , البحرية في طرطوس و الجوية في اللاذقية , فروسيا لا تريد خسارتهما و مستعدة لدفع ثمن معقول من أجل الاحتفاظ بهما , و إن خسرت روسيا هاتين القاعدتين فقد تهدم المعبد على من فيه لكن ليس بالضرورة في سوريا بل في رقعة جغرافية اخرى , أما اللاعب الرئيسي الأخر فهو أمريكا الترامبية التي تتصرف كتاجر يبحث عن الربح السريع و المباشر , فالقواعد العسكرية الأمريكية في سوريا معروضة للبيع لمن يدفع في طاولة المراهنات الجيوسياسية للتاجر الأمريكي أكثر , قد يكون أوردوغان العثماني , هذا اللاعب المراوغ الخطر , هو صاحب الحظ الاكبر لشراء ما ستعرضه أمريكا الترامبية للبيع , إذ لدى اوردوغان ما يبحث عنه و يحتاجه ترامب و لدى ترامب ما يبحث عنه و يحتاجه اوردوغان .
بالنسبة لإيران اصبح الأمر واضحا وهو أن لا مكان لها في هذه المراهنات الجيوسياسية البراغماتية على الساحة السورية بعد أن فقدت إيران الجزء الأعظم من قدرتها على دعم المقاومين للمشروع الإسرائيلي الحضاري التوسعي الذي هدفه الأساسي هو محو شيء اسمه القضية الفلسطينية من على الخارطة السياسية للساحة الشرق أوسطية , هذا المشروع الذي غايته النهائية هي ترقية إسرائيل لتكون شرطي منطقة الشرق الأوسط بتفويض واضح و صريح من قبل العم سام , لكي تكون إسرائيل هي مَنْ تحدد صفات الملوك و الرؤساء و الأمراء العرب المؤهلين لزعامة و قيادة بلدانهم العربية .
لا شك أن المتغيرات في المنطقة ستجبر إيران الى أن يكون النظام فيها نظاما واقعيا يرعى المصالح الوطنية الإيرانية و أن تتخلى نهائيا عن نهجها في تصدير الثورة الأسلاموية التي اتعبت الشعب الإيراني و اتعبت معه باقي شعوب المنطقة , هذا النهج الذي كلف الاقتصاد الإيراني الكثير من اجل قضية الشعب الفلسطيني التي يفترض انها قضية عربية بالدرجة الأولى و ليست قضية إيرانية .
حول طاولت القمار السورية انقسم قادة الدول العربية الى ثلاثة مجموعات :
المجموعة الأولى : قررت الانسحاب و الابتعاد عن هذه الطاولة للمراهنات لكونها لا تملك ما تقامر به , فأشهرت افلاسها و خرجت بشكل طوعي دون أن تكلف الأطراف الأخرى عناء إبعادها .
المجموعة الثانية : أخذت تراهن ضد اللاعب الأوردوغاني القوي مستعينة بالنفوذ الأمريكي .
المجموعة الثالثة : استسلمت للعثمانية الأوردوغانية عسى ان تكون لدى هذه العثمانية أدوات جديدة يساعدها على مقاومة ضغوط الخصم الإسرائيلي الذي يعمل على إكمال عملية التطبيع القسري وفق المنهج الابراهيمي الجديد .
من كل هذه المشاهد يبدو أن المجموعات العربية الثلاثة لا تعلم أن مدير جلسة الرهان على الساحة السورية هو نتنجولاني .
من الناحية الفعلية صار غالبية الشعب السوري خارج اللعبة التي تقام في بلدهم فهم الان مجرد متفرجين و منتظرين لنتائج اللعبة , فحال شرائح الشعب السوري اصبحت كالتالي :
** قوات سوريا الديمقراطية " قسد " المتمسكة بحلم الدولة الكوردية رغم أنها تدرك جيدا أن هذا الحلم بعيد المنال قد سلمت أمريكا كل ما لديها من أوراق للرهان , و أمريكا سلمت العثماني ما استلمته من " قسد " و ذلك لتدوير المعاناة الكوردية من جديد .
** صار الدروز في سوريا يحلمون بمظلة حماية إسرائيلية تحميهم من همجية التكفيريين بعد أن ادركوا أن ما يجري في سوريا هو مسرحية بطلها نتنجولاني فقرروا الاتفاق مع النتن كي يتقوا شر اتباع الجولاني .
** السوريون في الساحل السوري خسروا كل شيء , خسروا السلطة و النفوذ و الوطن و الأمان و الكرامة , و لم يظهر لحد الان لاعب إقليمي أو دولي مستعد لتوفير الحماية لهم , كما يقول المثل أضاعوا الخيط و العصفور .
** لم يبقي أمام المسيحيين السوريين سوى الهرب الى لبنان و من هناك ربما الى باريس .
** الكثير من المسلمين السنة في سوريا اخذوا ينشدون للخلافة الأموية ضنا منهم أن عجلة التاريخ ممكن أن ترجع الى الوراء .
من المؤكد أن لا أحد يعرف تفاصيل الفصل الأخير لهذه المسرحية الدموية العبثية سوى نتنجولاني الذي ينفذ خطة رسمها عباقرة المخابرات المركزية الأمريكية بالتعاون مع الموساد الإسرائيلي حيث ابتدأ الفصل الأول لهذه المسرحية عند اندلاع ثورات الربيع العربي و سيكون موعد بدأ الفصل الأخير قادم في الزمن القريب .



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس ترامب صورة واضحة للغطرسة و التكبر الأمريكي
- سلاح التجويع ابشع انواع الأسلحة
- الأمة الشعب الوطن و علاقتهم بثلاثية اللغة القومية الدين
- تطبيع ثلاثي الأبعاد ينتظر دول الشرق الأوسط
- بعد إسرائيل , امريكا دخلت الحرب ضد إيران ...؟ ( 4 )
- بعد إسرائيل , امريكا دخلت الحرب ضد إيران ...؟ ( 3 )
- بعد إسرائيل , امريكا دخلت الحرب ضد إيران ...؟ ( 2 )
- بعد إسرائيل , امريكا دخلت الحرب ضد إيران ...؟ ( 1 )
- كتابة التاريخ من كارل ماركس حتى شي جين بينغ ( 3 )
- كتابة التاريخ من كارل ماركس حتى شي جين بينغ ( 2 )
- كتابة التاريخ من كارل ماركس حتى شي جين بينغ ( 1 )
- حلم الدولة الكوردية خطوة الى الأمام خطوة الى الوراء
- حلم الوحدة العربية ظل يراوح بعيدا عن الواقعية ( 2 )
- حلم الوحدة العربية ظل يراوح بعيدا عن الواقعية ( 1 )
- الحشد الشعبي في العراق , انتماء تشكيلاته و مهامها ( 2 )
- الحشد الشعبي في العراق , انتماء تشكيلاته و مهامها ( 1 )
- الدولة العراقية الحديثة و مراحلها السياسية ( 2 )
- الدولة العراقية الحديثة و مراحلها السياسية ( 1 )
- الترامبية تضع نهاية للعولمة الاقتصادية الحالية
- التيار المدني الديمقراطي في العراق لازال في بداية الطريق


المزيد.....




- سانت كاترين.. تجربة روحية فريدة جنوبي سيناء
- محللان: نتنياهو يريد مفاوضات تثبت وقائع عسكرية وتهجر الغزيين ...
- زيلينسكي يعلن عن ترشيحات لـ-أكبر تعديل وزاري- تشهده أوكرانيا ...
- ترامب يوضح آخر التطورات بشأن -مفاوضات غزة-
- بعد معركة طويلة.. والدة الناشط علاء عبد الفتاح تنهي إضرابها ...
- إسبانيا تفكك شبكة دولية لتهريب المخدرات بين مدريد وأنقرة
- نشطاء: الدعم السريع قتل حوالي 300 بشمال كردفان منذ السبت
- جيش لبنان يعلن تفكيك أحد أضخم معامل الكبتاغون قرب حدود سوريا ...
- 9 قتلى وعشرات المصابين بحريق مركز رعاية مسنين في أميركا
- مليشيا -الشفتة- الإثيوبية تهاجم وتنهب 3 قرى سودانية حدودية


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - نتنجولاني يتصدر المشهد في سوريا