أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - التراجع الإسرائيلي الأمريكي في الحرب على غزة , الأسباب و النتائج















المزيد.....

التراجع الإسرائيلي الأمريكي في الحرب على غزة , الأسباب و النتائج


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 8482 - 2025 / 10 / 1 - 18:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل أشهر و حتى قبل أيام كان صوت القوة و الغطرسة الإسرائيلية المدعومة من قبل الترسانة العسكرية الأمريكية الهائلة وعلى لسان نتنياهو رئيس وزراء حكومة اليمين العنصري المتطرف الإسرائيلية يعلو على أصوات كل المطالبين بوقف المجازر البشعة و الإبادة الجماعية للمدنيين الفلسطينيين من أهالي غزة .
سنتان و إسرائيل مستمرة في ارتكاب المجازر و الإبادة المنظمة الجماعية لأهل غزة لإجبارهم على ترك وطنهم فلسطين , لكن الرئيس الأمريكي ترامب ظهر فجاءة على سطح الأحداث في الشرق الأوسط و معه خطة لوقف القتل المنظم للمدنيين في غزة .
السؤال : ما هي الأسباب و ما الذي حصل كي نجد هذا الرئيس الأمريكي الذي لم يكترث يوما لما يحصل للأبرياء الفلسطينيين في هذا القطاع من قتل و تجويع لحد الموت بالإضافة الى أكبر عملية تدمير منظمة جرت خلال القرن الواحد و العشرين لقطاع سكني الذي مساحته بحدود 365 كيلو متر مربع و عدد سكانه اكثر من مليونين و ثلاثمئة الف فلسطيني , حوالي 65% منهم دون سن ال 30 سنة , هذا التدمير المتعمد الذي شمل كل البنى التحتية في هذا اقطاع , مستشفيات , مدارس , دور عجزة , دور ايتام , مراكز اتصالات , محطات توليد الطاقة الكهربائية , محطات ضخ مياه الشرب , محطات الصرف الصحي , كل شيء له علاقة بحياة الأنسان , لم يبقي شيء دون أن تطاله ألة التدمير الإسرائيلية , حتى صار هذا القطاع و باعتراف و إقرار هيئة الأمم المتحدة منطقة غير صالحة للحياة البشرية حيث وصفت هذه الهيئة ما جرى في هذا القطاع على يد المحتل الإسرائيلي بالإبادة الجماعية .
لماذا تحرك الان الرئيس الأمريكي ترامب لوقف اطلاق النار في غزة و الغاء خطط تهجير سكان غزة كما كان يطرحها سابقا حين كان يقترح انشاء منتجع سياحي فيها أسماه ريفيرا الشرق الأوسط ...؟ , للإجابة على هذا السؤال لا بد من مراجعة ما جرى بخصوص هذا الموضوع خلال الفترة من اليوم الأول بعد عملية طوفان الأقصى أي من يوم 8 تشرين الأول " اكتوبر" 2023 و لغاية الأن من حقائق و التي يمكن تلخيصها بما يلي :
اولا : الصمود الأسطوري للفلسطينيين من أهالي غزة و تشبثهم العظيم بأرضهم و رفضهم لمشروع اليمين العنصري المتطرف الإسرائيلي الرامي الى تهجيرهم من وطنهم فلسطين و إنشاء دولة إسرائيل الكبرى عليه و ذلك لتحقيق أحلام عنصرية مريضة .
ثانيا : فشل إسرائيل و معها أمريكا و بعض دول حلف الناتو في كسب مصر الى جانبها أو إجبارها للقبول بمشروعها العنصري في أنشاء دولة إسرائيل الكبرى على حساب الحق الفلسطيني في أرضه التاريخية , و كذلك على حساب أراضي من دول عربية أخرى و بالأخص سيناء التي تحقق لهم حلم أنشاء دولة اسرائيل من النيل للفرات و عاصمتها القدس بشرقها و غربها و ما يتضمنه ذلك في مراحل لاحقة تتمثل في هدم المسجد الأقصى الحالي و إعادة بناء الهيكل على ارضه .
ثالثا : تصاعد رفض الدول العربية و الإسلامية للمشروع الإسرائيلي المدعوم أمريكيا في انشاء شرق أوسط جديد وفق المقاسات الإسرائيلية , من ابرز أوجه هذا الرفض تشكل نوع من التحالفات العسكرية و السياسية لردع أي تهديد إسرائيلي لدول المنطقة , أن اهم هذه التحالفات :
** اتفاقية الدفاع المشترك التي وقعتها باكستان مع السعودية .
** التقارب المصري التركي الذي وصل الى مراحل متقدمة من التنسيق العسكري منها إجراء مناورات بحرية مشتركة مصرية تركية أمام سواحل مصر المطلة على البحر الأبيض المتوسط .
** خطوات جادة لتطبيع العلاقة بين إيران و دول عربية و بالأخص مع السعودية و مصر .
رابعا : موجة الاعترافات بالدولة الفلسطينية و خصوصا من قبل دول أوربية هم اعضاء في حلف الناتو , ان هذا الأمر قد ارعب دون ادنى شك الأوساط السياسية لليمين المتطرف في إسرائيل لدرجة جعلتهم يصفون بعض رؤساء دول حلف الناتو بمعادات السامية , مثل هذا الوصف لم تطلقه إسرائيل على حلفاء أمريكا من قبل أطلاقا .
خامسا : نجاح المؤتمر الدولي الذي رعته فرنسا و السعودية و الذي جرى تحت إشراف هيئة الأمم المتحدة من أجل حشد الدعم الدولي لمشروع حل الدولتين حيث ساهم نجاح هذا المؤتمر في وضع أمريكا في موقف صعب جعلها غير قادرة على السير وراء إسرائيل بدون قيد أو شرط أو دون الاكتراث للرأي العام العالمي أو لمواقف العديد من دول العالم حتى تلك التي تعتبرها أمريكا حليفة لها لأن ذلك سيضعها في عزلة دولية واضحة .
سادسا : وصول رد الفعل الشعبي و الحكومي ضد جرائم إسرائيل في غزة الى ابعد دول العالم عن الشرق الأوسط , الى دول في امريكا اللاتينية و في افريقيا .
سابعا : اضطرار الولايات المتحدة الأمريكية على استخدام حق النقض " الفيتو " لستة مرات ضد قرارات لمجلس الأمن الدولي الداعية الى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة و السماح بإدخال المساعدات الانسانية و الاغاثية اليه , هذه القرارات التي وافقت عليها باقي الدول الأعضاء في مجلس الأمن جميعا , بضمنهم دول حليفة لأمريكا .
ثامنا : صدور استدعاء من محكمة الجنايات الدولية و أمر بالقبض على رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو و وزرائه الأمنيين لارتكابهم جرائم وصفتها المحكمة بالإبادة الجماعية و جرائم ضد الإنسانية .
تاسعا : صدور أدانة واضحة من محكمة العدل الدولية ضد ممارسات إسرائيل بحق الفلسطينيين بالإضافة الى صدور بيان من سكرتارية هذه المحكمة يدين أمريكا لاستخدام نفوذها في مجلس الأمن لتعطيل و منع صدور قرار يدعو الى وقف حرب الإبادة في غزة .
عاشرا : التبدل الكبير في الرأي العام الأوربي تجاه إسرائيل الذي فضح الروح العدوانية و العنصرية لليمين العنصري المتطرف الإسرائيلي الداعم لسياسية نتنياهو رئيس حكومة إسرائيل , فخروج اكثر من 150 الف متظاهر في مدينة واحدة في دولة أوربية مثل هولندا يطالبون بوقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في غزة هو أمر لم يحدث في دولة أوربية من قبل , أو موقف اسبانيا حكومة و ملكا و شعبا بجانب الحق الفلسطيني و المطالبة بوقف فوري للإبادة الجماعية في غزة , مثل هذا الرفض و هذه المواقف لم تكن في حسابات الدوائر الصهيونية أو في مقرات صنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية , ليس هذا فقط إذ لم تبتعد معظم مدن الدول الأوربية الأخرى من النهوض لمساندة الشعب الفلسطيني , إن سبب هذا التبدل في الرأي العام الأوربي يعود للمأزق الأخلاقي الذي يعاني منه المواطن الأوربي , فمن جهة يعتبر المواطن الأوربي أن انسانيته عالية ترفض انتهاك حقوق الانسان و من جهة أخرى يرى حكومته المنتخبة ديمقراطيا تدعم النظام العنصري في إسرائيل بكل الوسائل العسكرية و الدبلوماسية و المادية و حتى الإعلامية , لا شك أن هذا العامل هو أهم العوامل التي قلبت موازين القوى و جعلت الرئيس الأمريكي ترامب يعيد النظر في موقفه الداعم لجرائم إسرائيل ضد الإنسانية و يجعله اقل اندفاعا في دعمه لإسرائيل لأن ذلك سيجعله مكشوفا بشكل أكبر و أوضح أمام العالم باعتباره رئيس دولة عظمى داعمة للعنصرية و لإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل .
من خلال ما جرى لإسرائيل في السنتين الماضيتين خصوصا خسارتها لكل السمعة المصطنعة التي احاطت نفسها بها على اساس انها كيان ديمقراطي في منطقة الشرق الأوسط مطوق من قبل أنظمة دكتاتورية استبدادية , هذه السمعة التي أقنعت المجتمعات الحرة الديمقراطية في أوربا على تقديم الدعم الكامل لإسرائيل , إلا أن هذه المجتمعات الاوربية اكتشفت أن حقيقة إسرائيل هي ليست كذلك و إن حكام إسرائيل على استعداد لارتكاب ابشع الجرائم ضد الإنسانية وفق دوافع عنصرية تحركهم هرطقات مريضة مشبعة بروح الانتقام , و بعد تعري إسرائيل أخلاقيا أمام المجتمع الدولي وجد الرئيس الأمريكي ترامب أن الخيار الأفضل للحفاظ على ما تبقى لإسرائيل من رصيد أخلاقي في بلدان الغرب طرح خطته المكونة من 21 فقرة .
دون الخوض في تفاصيل خطة الرئيس ترمب فهي بالإضافة الى اعتراف واضح و صريح من قبل إسرائيل و أمريكا بأن تهجير أهل قطاع غزة من وطنهم هو أمر مستحيل فأنها تحمل عناصر ايجابية أخرى أهمها :
1- وقف عملية القتل المستمرة للأبرياء في قطاع غزة التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي بدعم غير محدود من قبل أمريكا .
2- إدخال المساعدات الإنسانية و الإغاثية لأهالي غزة .
3- انسحاب كامل من قطاع غزة رغم أن هذا الانسحاب سيتم على مراحل دون وجود برنامج زمني لهذا الانسحاب .
4- إعادة اعمار غزة .
بجانب العناصر الإيجابية التي تضمنتها خطة الرئيس ترامب هنالك غموض كبير في فقرات هذه الخطة و التي قد تقود الى مسارات ليست في صالح قضية الشعب الفلسطيني خصوصا ما يخص تنفيذ حل الدولتين , إذ من المستبعد أن تقبل إسرائيل بسهولة التخلي عن مشروع إنشاء دولة إسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات إلا بعد تغيير حقيقي في ميزان القوى في الشرق الأوسط و السقوط النهائي لمرحلة القطب الأمريكي الأوحد و اكتمال بناء عالم متعدد الأقطاب و نشوء علاقات دولية جديدة أكثر عدلا و انصافا .
لقد تضمن قرار الرئيس الأمريكي ترامب قيام حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) بإعلان موافقتها على خطته و إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين الأحياء لديها دفعة واحدة و تسليم جثث الميتين منهم خلال ثلاثة أو أربعة ايام , الوقت يمر بسرعة على حماس و من المرجح موافقتها على خطة ترامب بضمانة من تركيا و مصر و قطر , هذه الدول الثلاثة التي ستتابع تنفيذ خطة ترامب .



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغضب الترامبي على الهند , أسبابه و تداعياته
- انهيار الأركان الاقتصادية للعولمة الرأسمالية ( 2 )
- انهيار الأركان الاقتصادية للعولمة الرأسمالية ( 1 )
- مشاريع الأطراف المتصارعة في الساحة السورية ( 2 )
- مشاريع الأطراف المتصارعة في الساحة السورية ( 1 )
- بطولات اتباع الجولاني تتجسد في حلق شارب شيخ درزي
- نتنجولاني يتصدر المشهد في سوريا
- الرئيس ترامب صورة واضحة للغطرسة و التكبر الأمريكي
- سلاح التجويع ابشع انواع الأسلحة
- الأمة الشعب الوطن و علاقتهم بثلاثية اللغة القومية الدين
- تطبيع ثلاثي الأبعاد ينتظر دول الشرق الأوسط
- بعد إسرائيل , امريكا دخلت الحرب ضد إيران ...؟ ( 4 )
- بعد إسرائيل , امريكا دخلت الحرب ضد إيران ...؟ ( 3 )
- بعد إسرائيل , امريكا دخلت الحرب ضد إيران ...؟ ( 2 )
- بعد إسرائيل , امريكا دخلت الحرب ضد إيران ...؟ ( 1 )
- كتابة التاريخ من كارل ماركس حتى شي جين بينغ ( 3 )
- كتابة التاريخ من كارل ماركس حتى شي جين بينغ ( 2 )
- كتابة التاريخ من كارل ماركس حتى شي جين بينغ ( 1 )
- حلم الدولة الكوردية خطوة الى الأمام خطوة الى الوراء
- حلم الوحدة العربية ظل يراوح بعيدا عن الواقعية ( 2 )


المزيد.....




- رفض طلب شون -ديدي- كومز بإلغاء إدانته قبل موعد الحكم عليه
- يمكنها ضرب قلب روسيا.. ما هي صواريخ -توماهوك- الأمريكية؟
- كلفته 22 مليار دولار..نظرة على نظام مترو الرياض في السعودية ...
- آلاف يحتجون في عاصمة مدغشقر مطالبين باستقالة الرئيس أندري را ...
- هل يؤدي -مجلس السلام- إلى جائزة سلام لترامب؟ - الإندبندنت
- المغرب: استمرار المظاهرات الشبابية وسط اشتباكات عنيفة مع الش ...
- الاتحاد الأوروبي يناقش في الدانمارك تعزيز دفاعاته الجوية في ...
- منصات التعليم الرقمي في تونس.. حل بديل في ظل ازدحام الزمن ال ...
- أبرز المحطات والدوافع التي قفزت بالمعدن الأصفر إلى مستويات ق ...
- مخاوف إيرانية من تحول العقوبات لتهديد عسكري مشرعن دوليا


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - التراجع الإسرائيلي الأمريكي في الحرب على غزة , الأسباب و النتائج