مقال(أنا لست تروتسكيًا، ولكن... )بقلم :خواكين مورين.حزب العمال الماركسى الموحد (POUM)1936.اسبانيا.

عبدالرؤوف بطيخ

الحوار المتمدن-العدد: 8482 - 2025 / 10 / 1 - 02:47
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

منذ فترة، تُشنّ حملة شرسة ضد حزبنا، وضدّي شخصيًا. تُمطرنا الإهانات وتُوصفنا بـ"المرتدين" و"المعادين للثورة" و"التروتسكيين" وما إلى ذلك.
سأبدأ بالقول إن مصطلح "تروتسكي" لا يحمل، في رأيي، معنىً ازدرائيًا، تمامًا كما هو الحال مع لينيني أو ستاليني أو ديازي!، على سبيل المثال. خصومنا، المهتمون جدًّا بنجاحات حزب العمال الماركسي الماركسي (POUM) وصلابة مواقفنا، في مقابل ضعف وضعف مواقفهم، يلقون علينا لقب "تروتسكيين"، ويتخيلون، عندما يقولون هذا، أنهم ألقوا علينا كيسًا كاملًا من اللعنات!.
من الواضح الآن أن العديد ممن عادوا من موسكو بهذه النزعة المعادية للتروتسكية المحمومة كانوا لا يزالون من أتباع جوقة الثورة الروسية خلال سنواتها الصعبة والبطولية، أو نشطوا في حركة الشباب الكاثوليكي، أو، كطلاب مدارس، كانوا يقرؤون الأدب المتمرد بشغف أكثر من الأدب الماركسي. نحن الذين كنا، منذ البداية، في صف الثورة الروسية، نحن الذين ذهبنا إلى روسيا قبل خمسة عشر عامًا وشاركنا في المؤتمرات الأولى للأممية الشيوعية، نحن بعيدون كل البعد عن هذا الحشد من المبتدئين الذين يدّعون أنهم لا يفعلون شيئًا أقل من إعطاء دروس لنا، نحن القدماء، نحن الذين اجتزنا نار عشرين عامًا وأكثر من النضال الثوري.
أعداء التروتسكية، هم! بالطبع، بما أن تروتسكي ليس في السلطة! ستالينيون، هم؟ بالطبع، بما أن ستالين هو من يمسك بزمام السلطة!.
هذا هو السبب الوحيد، ولا يوجد سبب آخر. السلطة تجذب كل حمقى وكل فقراء الروح. ليس في متناول الجميع السباحة ضد التيار رغم كل الصعاب.
توجد، في الحركة العمالية والبرجوازية على حد سواء، فئة من الناس غير المحددين الذين ينحازون دائمًا إلى جانب المسيطر. إنهم الأكثر حماسةً في الدفاع عن مواقفهم، لكنهم أيضًا الأسرع في تغيير آرائهم عند تغير الوضع.
لكل شخص الحق في أن يكون ستالينيًا. لكن ما لا جدال فيه هو أن الستاليني لا يمكنه الاستناد إلى فكرة أو مبدأ كحجة. ستكون لديه أسباب أخرى، وهو حر في امتلاكها. أما الحجج العقائدية، فلا ستالين، رغم أتباعه وأتباعه، رجل دولة - الدولة السوفيتية - وليس مُنظّرًا أو مُفسّرًا للماركسية بأي حال من الأحوال. يُغيّر ستالين سياسته مع تغيُّر الوضع الدولي ومتطلبات بلاده، دون أن يأخذ في الاعتبار أبدًا البروليتاريا العالمية.
ليس من المستغرب أن يكتشف رجالٌ قضوا حياتهم في تأمل الاشتراكية الإصلاحية المبتذلة، أو لم يصلوا إليها حتى، اليوم في ستالين "قائد الثورة العالمية" وفي تروتسكي "معادٍ للثورة". بل إن العكس هو ما يثير الدهشة: فهذا يعني أنهم اكتسبوا ذكاءً وقناعةً اشتراكية، وهذا ليس صحيحًا.
لكن لنعد إلى صلب الموضوع. أنا لست تروتسكيًا. لقد هاجمني تروتسكي أكثر من مرة. يمكنك الآن شراء كُتيّب له عن الثورة الإسبانية، يهاجمني فيه بشدة. لا أتفق مع طريقة طرح تروتسكي لبعض المشاكل، لا سيما في مسائل التنظيم. لكن هذه الاختلافات مع تروتسكي لم تُطمس ذكائي - وأنا ذكي - لدرجة أن تجعلني أنكر الحقيقة المجردة وما سأقوله.
كان تروتسكي، ولا يزال، من أكثر العقول تنظيمًا التي أنتجتها الحركة الاشتراكية على الإطلاق. ليس تروتسكي فقط ليس مضادًا للثورة، بل كان ولا يزال من أعظم الثوار الذين أنتجتهم البروليتاريا على الإطلاق. كان تروتسكي رجل ثورة أكتوبر، وأعظم قائد بلشفي بعد لينين.
إن الحملة الصحفية الستالينية التي تربط تروتسكي بالحركات البيضاء المضادة للثورة هي فضيحة حقيقية.
انتقد تروتسكي سياسات ستالين الداخلية والدولية لأنه، باعتباره ماركسيًا، لم يكن لديه الحق في القيام بذلك فحسب، بل كان من الواجب القيام بذلك.
إن وجهة نظر المتحولين الجدد، العزيزة على قلوب أولئك الذين لا ينتقدون لأنهم غير قادرين على التفكير بأنفسهم، والتي ترى أنه لا ينبغي لنا أن ننتقد ستالين أو سياساته، هي أكثر لاهوتية من الماركسية، التي تشكل نقيضها.
إن إصرار هذه المجموعة الأخيرة من الشيوعيين والمتشيعيين على وصف أي شخص لا يتفق معهم بالثوريين المضادين يلقي في الواقع الضوء على اللاوعي لديهم.لأنه، دعونا نرى، الثوار غير المسبوقين:
هل من الثوري أن نعتبر أي منظور اشتراكي بمثابة تصفية وتقييد الحركة العمالية بعربة البرجوازية، كما تفعل الأممية الشيوعية السابقة اليوم؟.
هل يعتبر الانضمام إلى عصبة الأمم والتعاون مع الدول الإمبريالية أمرا ثوريا؟.
هل يعتبر التبشير بالاتحاد المقدس، كما يفعل الحزب الشيوعي الفرنسي، أمرا ثوريا؟.هل من الثوري أن نقول:
"نحن وطنيون"، و"نريد جيشاً جمهورياً" برجوازياً، وهذا أمر واضح، كما قال "زعيم الثورة الإسبانية" بيبي دياز، للكورتيس، مما أثار بالطبع رضا البرجوازية بأكملها؟.
هل كان من الثوري أن نعمل على تفاقم انقسام الطبقة العاملة في ألمانيا بالأمس وأن نتفق في بعض الأحيان مع الفاشيين ضد الديمقراطية الاجتماعية؟.
فهل كانت سياسة الأممية الشيوعية في الصين ثورية، وهي السياسة التي كانت تتلخص في مساعدة الكومينتانغ على جمع المصالح القومية حتى يتمكن بعد ذلك من التحول ضد الحركة العمالية؟.
هل كان دعم انتصار يمين تارديو وبوانكاريه ثوريًا في فرنسا خلال انتخابات عام ١٩٢٨؟ وهل يُعدّ العمل على انتصار اليسار ثوريًا اليوم؟.
هل كان تقسيم الحركة النقابية العمالية والحركة السياسية للطبقة العاملة أمراً ثوريا؟.
هل من الثوري أن "نتحد" اليوم لنبدأ من جديد غدًا؟.
ماذا يستطيع هؤلاء المبتدئون في الشيوعية، والذين سيعمل أكثر من واحد منهم على تعزيز صفوف المنظمات الفاشية ـ ولن يشوهوها ـ أن يجيبوا على هذا السؤال؟.
هل هذا ما يعتبرونه "تروتسكية"؟.
أنا لست تروتسكيًا، ولكن تروتسكي أعلى بألف قدم من حشد هؤلاء "الثوريين!" الجدد جدًا "الثوريين!" منذ أن ضحت الأممية الشيوعية بكل الميول الثورية على مذابح "الاتحاد المقدس" و"الوطن" و"الديمقراطية البرجوازية".
-(نشرةالمعركة، 1 مايو 1936).
_________________
ملاحظة المترجم:
المصدر:موقع حزب العمال الماركسى الموحد (POUM)الفرعى على ارشيف الماركسيين-الفرع الفرنسى.
رابط المقال الأصلى:
https://marxists.architexturez.net/francais//poum/works/1936/05/maurin.htm
رابط موقع حزب العمال الماركسى الموحد:
https://marxists.architexturez.net/francais//poum/index.htm
-الاسكندرية22يوليو2019.

#عبدالرؤوف_بطيخ (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل