|
مراجعات في قاموس اللهجة العامية في السودان (٩)
عبد المنعم عجب الفَيا
الحوار المتمدن-العدد: 8480 - 2025 / 9 / 29 - 16:17
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
هذه هي الحلقة التاسعة من مراجعاتنا لمعجم الدكتور عون الشريف قاسم الموسوم (قاموس اللهجة العامية في السودان) الصادر في سنة ١٩٧٢ في مجلد واحد ضخم، ويعد المرجع العمدة في بابه، وهذه المراجعات تزيد ولا تنقص من قيمته شيئا.
بارَى: يقول: "بارى في الفصحى: نافس وجارى. وبارى سودانية: اقتفي اثره وتبعه. يقولون: أبراه اي اتبعه". واقول لا أرى سببا للتمييز بين معنى الكلمة في الفصحى ومعناها في اللهجة السودانية. فقوله ان الكلمة تعني في اللهجة السودانية: "اقتفى اثره وتبعه" لا تعني شيئا آخر سوي "جاراه". بدليل قول لسان العرب: "وباراه: عارضه. وباريت فلانا مُباراة إذا كنت تفعل مثل فعله، وفلان يباري الريح سخاء، وفلان يباري فلانا أي يعارضه ويفعل مثل فعله، وهما يتباريان. المُباراة: المُجاراة والمسابقة". وأما قول المؤلف "يقولون: أبراه اي اتبعه". الصحيح انهم يقولون: باريه أو باريهو، لا ابراه. ابراه لها معنى مختلف في اللهجة السودانية. نقول على سيبل المثال : انا ماشي السوق، فيقول أحدهم انا ماشي معك، فترد عليه معترضا: "ما تباريني"، أي لا تتبعني. ويقول الأهل لابنهم: ما تباري ولد الجيران اي لا تتبعه ولا تقلده فيما يفعل. ويقولون في المثل: اليباري الجداد بوديه الكوشة، أي الذي يتبع الدجاج سيقوده الى مكب القمامة. وفي الشعر والغناء نقول: فلان بارى فلان في هذه القصيدة أو الأغنية، أي جاراه ونافسه. جاء في كتاب الطبقات: "وقال الآخر في قافيته البارَى فيها حروف أليف". ص 117 يقصد في قصيدته التي امتدح فيها الشيخ ونظمها على مباراة حروف الأبجدية. وجاء في الطبقات أيضا قوله : "كان صعب الأحكام لا تأخذه في الله لومة لايم، لا يباري ولا يماري ولا يداري". ص 351. لا يباري أي لا يجاري ولا يقلد.
بُوبَى: يقول: "بوبى سودانية: اكتمل. القمر بوبى سودانية شايقية: ضرب من الحلى، فدوة. قال المغني: القمر بوبى عليك تقيل". واقول هذا خلط للمعاني وعدم تمييز بين الأصول والفروع. بوبى القمر في الأصل تعني صار بدرا وشع نوره. وبوبت النار توهجت واضاءت. هذا هو أصل بوبى في اللهجة العامية السودانية ولها معاني أخرى مختلفة بحسب السياق. ثم استعير معنى سطوع القمر وتلالأ نوره، لوصف "موضة" من الحلى الذهبية النسائية تسمى في السودان فدوة، وهي خرس او قرط (حَلَق) في شكل هلال تلبسه النساء، وكانت معروفة في مختلف جهات السودان وقبائله. فاطلق العرف التجاري والاجتماعي كما هي العادة التجارية دائما، اسم "القمر بوبا" على "الموديل" الجديد من هذه الفدوة في تلك الفترة. ثم ادخل اسم الموضة هذا في اغنية شعبية من اغاني الشايقية، وقد عمد الشاعر المجيد اسماعيل حسن الي معالجة هذه الأغنية الشعبية وخلق منها قصيدة غنائة مكتملة، لتصبح من أشهر الأغنيات التي بدأ بها الفنان السوداني الكبير محمد وردي مسيرته الفنية. وقد ورد لفظ بوبى في كتاب الطبقات في أبيات شعرية يمدح فيها أحدهم، حمد ولد ادريس ود الأرباب، حيث يقول: "نار أبوك بوبتْ ضوتْ على الشِّقَّين". ص 158. بوبت النار أي ضوت وسطع نورها. ومن استعمالات بوبى التي اوردها عون الشريف في هذه المادة قولهم: الليل بوبى، اي أليل. قال الحمري: الليل بوبى وحكيمك طن. وقالت العبدلابية: "الليل بابي أو بوبى، لي، العوبة". أي الأوبة. وهي جملة من اغنية شعبية مشهورة.
تخا وطخا: يقول: "تخا سودانية، طخا في الفصحى: الغيم. الواحدة تخاية سودانية. ومن اقوالهم حين يشاهدون الهلال الجديد: إن شاء الله شهر التخا والرخاء. قال الرباطابي: انت كان السماء ابقى ليك تخاية". وأقول الصحيح الغيم والسحاب في الفصحى: طخاء واحدتُه طخاءة وطخية. جاء في لسان العرب: "والطَّخاءُ، بالمد: السَّحابُ الرقيقُ المرتفعُ؛ يقال: ما في السماء طخاءٌ أَي سحاب وظُلْمَة ، واحدتُه طَخاءة . وكلُّ شيئٍ أُلْبِسَ شيئاً طَخاء. وعلى قلبه طَخاءٌ وطَخاءةٌ أَي غَشْيَةٌ وكَرْبٌ، ويقال: وجَدتُ على قلبي طَخاءً من ذلك. وأَصل الطَّخاء الظُّلْمة والغَيم. وفي الحديث: إنَّ للقلبِ طَخاءً كطَخاء القمر أَي شيئاً يَغْشاه كما يُغْشَى القمرُ. والطَّخْيَةُ: السَّحابةُ الرقيقة". قوله: والطخية السحابة، الطخية هنا، هي التخاية ذاتها في اللهجة السودانية.
جرو: يقول: "جرو فصحى وسودانية: ولد الكلب والأسد. والجمع جراو سودانية. يقولون: البلعب مع الجراو بخربشنه. جريوات غرب". وأقول توجد أكثر من ملاحظة على ما ورد في هذه المادة. اولا اللفظ الشائع في مختلف لهجات السودان ليس جرو كما في الفصحى، وإنما جريو بالكسر، وجمعها جريوات، وهو الأكثر شيوعا، وجراو. يقول الشايقي ذما: كلبة وزنو ما شف زي غباها ومن هي جريو باقي مدلعاها وبعد أن طيبت صاحبة الكلبة خاطره قال مادحا: كلبة وزنو من اللوم حاشاها امش شيلك جريوات من جناها (من تراث الشايقية الشعبي، عبد الرحمن بلاص، ٨٤،٨٧ والملاحظة الثانية هي انه غاب عن المؤلف حقيقة ان لفظ جرو في الفصحى، وجريو في اللهجة السودانية، لا يطلق فقط على ولد الكلب والأسد، وإنما يطلق أيضا على انواع معينة من اوعية واقنعة ثمار بعض الأشجار والنبات. ومن ذلك انهم في كردفان يطلقون لفظ جريو على الوعاء الحامل لثمار شجر التبلدي، وهو القنقليس، يسمونه :"جريو حمر" بضم الحاء في حمر. وفي الواقع جراء ثمر التبلدي تشبه في شكلها صغار جراء الكلب حديثة الولادة. يقول معجم لسان العرب: "الجِرْوُ والجرْوةُ : الصغير من كل شيء حتى من الحَنْظل والبطيخ والقِثَّاء والرُّمان والخيار والباذنجان. وأَجْرَت الشجرةُ: صار فيها الجِراءُ. وجِرْوُ الكلب والأسد والسباع وجُرْوُه وجَرْوُه كذلك، والجمع أَجْرٍ ، وأَجْراءٌ وجِراءٌ ، والانثى جِرْوَة. وكَلْبة مُجْرٍ ومُجْرِية ذات جِرْوٍ وكذلك السَّبُعة أَي معها جِرَاؤُها ".
حتل: يقول: "حتل سودانية رسب واستقر في القاع. وقد ذكر الشيخ عبد الله عبد الرحمن انه ليس بعربي، ولكنا نرى انه ماخوذ من كلمة حتالة بالضم، وفي الفصيح حثالة ما يسقط من قشر الشعير أو الأرز وحثالة الدهن وثفله. وعندنا الحثالة ما يكون في أسفل اللبن أو المرق من بقية الثريد والحثالة أيضا آخر البطن. ومن ذلك الفعل حتل بمعنى غطس في القاع". انتهى. وأقول نتفق مع المؤلف حول صحة اشتقاق الفعل حتل من حتالة: حتل يحتل حتلا وحتالة. واصلها حثالة. ابدلت الثاء تاء شان كل ثاء في العامية السودانية. وتستعمل حتل مجازا فيقولون: فلان حتل وين؟ اي أين اختفى واندس اذا تغيب في جهة غير معلومة. فهو حاتل. وكان عبد الله عبدالرحمن في كتابه (العربية في السودان) ١٩٢٢ بعد أن ذكر: الحتالة بالضم في لغتنا ما يكون في أسفل اللبن أو المرق من بقية الثريد والحثالة أيضا آخر الولد"، وهو ما اخده عنه عون الشريف، قال: "وأما حتل بمعنى رسب فليس بعربي". ص ٣٣. فكيف يستقيم لنا القول إن حتالة أصلها حثالة، ثم ننكر الاشتقاق منها. صحيح ان المعاجم العربية لم تذكر الفعل من حثالة، ولكن هذا لا يمنع القول ان حثالة مصدرها حثل يحثل حثالة فهو حاثل، فصارت في العامية السودانية حتل يحتل حتالة فهو حاتل اي راسب في أسفل الوعاء أو الماعون أو في القاع. جاء بمعجم الصحاح للجوهري:" حثل: الحُثَالةُ بالضم ما يسقط من قشر الشعير والأرز والتمر وكل ذي قشارة إذا نقي، وحثالة الدهن ثفله فكأنه الرديء من كل شيء".
حترب: وتسمى الحتالة في اللهجة السودانية ايضا: حترب بالضم. يقول عون الشريف: "حترب بالضم سودانية، وفي الفصحى حثرب: ما ترسب من أوساخ أو رواسب في أسفل الاناء". ونضيف الي ذلك ما جاء في لسان العرب: " حَثرَبَتِ القَلِيبُ: كَدُرَ ماؤُها، واخْتَلَطَتْ به الحَمْأَةُ. والحُثْرُبُ: الوَضَرُ يَبْقَى في أَسْفَلِ القِدْر". والقليب : البئر. وجاء في القاموس المحيط للفيروزآبادي: "حثرب الماء: كدر الماء، والبئر كدر ماؤها واختلط بالحمأة". وأقول ويسمى الحترب أيضا في لغتنا رب بالضم، ويطلق على رب الماء في الغالب يبقى في قاع الماعون. كذلك يسمى في العامية السودانية ما يتبقى من ماء مختلط بالطمي في قاع البركة أو الغدير : طمل. وهي فصيحة. يقول لسان العزب: "والطَّمَلة: الحمْأَة والطينُ، او ما بقي في أَسفل الحوض من الماء الكَدِر . والطِّمْلُ : الماء الكَدِر".
حدا وحضا: يقول: "حداه بالفتح سودانية، حذاه في الفصحى. كان بازائه وجاوره. نقول بيتنا حداكم: بجانبكم مجاورا لكم". انتهى. واقول : حَداه أصلها: حِذاه، أي حِذاؤه أي بمحاذاته: بجنبه او جانبه. ابدلت الذال دالا واسقطت الهمزة. ووردت حدا في كتاب الطبقات، يقول: "ودفق حَداه قرض في الأرض". ص 228. يقول معجم لسان العرب: "الحِذاء: الإزاء والمقابل. وحِذاء الشيء إزاؤه. ويقال حاذيت موضعا إذا صرت بحذائه. وحاذى الشيء: وازاه. وحذوته: قعدت بحذائه". واقول وتنطق حدا في بعض المناطق في السودان ومنها البطانة و شمال كردفان: حضا بالضاد. وسبق الذكر ان الذال تبدل في العامية السودانية اما دالا أو ضادا مثل ضنب في ذنب وضيل في ذيل. وقد وردت حضا بمعنى حدا في شعر الحاردلو، يقول: ما ببرد علي فرق الفويطره مجلا بعد "جيعانة" والملق الحضاها اتملا ظنيته القعاد مسخ لي يا عبد الله قال: "الملق الحضاها" اي الحداها. يقول ابراهيم الحاردلو في شرح هذه الاشطر الثلاثة: "الفويطره تصغير فاطر وهو الثنايا والعارض. مجلا: مجلو. جيعانة: حفير في جبل ريرة. الملق: جمع ملقة وهي الحفرة الصغيرة تجتمع فيها مياه الخريف. حضاها: جاورها". تحقيق وشرح ديوان الحاردلو، ص ١٣١ هذا، وقد توارت حدا وحضا، من لغة الكلام لا سيما في المدن وخطاب جمهور المتعلمين، وحلت محلها كلمة "جنب".
حُوبة: يقول: "حوبة سودانية فصيحة: حاجة. نقول كل شيء له حوبة اي فترة يحتاج الناس اليه فيها. ونقول حوبتك جات اي زمن الحاجة إليك. ومن اقولهم أمانة يا الفقر ما ليك حوبة". واستطرادا نضيف، ويقولون: فارس الحوبة، اي الفارس الذي يحتاجه الناس في أزمنة الشدة والكرب والملمات. ويقال: دخري الحوبات، أي المدخور الي زمن الحاجة. وقالت الشايقية: تعجبني ان قدل بي سيفك وان بشر عن (عند) حوبة الرجال ات التكف الشر قولها: "عند حوبة الرجال" تعني عند الحاجة إليهم. جاء بمعجم لسان العرب في معنى حَوبة: "والحَوبة: الحاجة. وفي حديث الدعاء: إليك أرفع حَوبتي أي: حاجتي. وفي رواية: نرفع حوبتنا إليك أي: حاجتنا. وفي الدعاء على الإنسان: ألحق به الحَوبة أي الحاجة والمسكنة والفقر. والحوب: الغم والهم والبلاء. قال: والحوب: الشدة: والحوب: الهلاك. والحَوب: الوجع. والتحوب: التوجع والشكوى والتحزن. وحَوبة الأم على ولدها وتحوبها: رقتها وتوجعها". انتهى. وقول المعجم: "وفي الدعاء على الإنسان: ألحق به الحَوبة أي الحاجة والمسكنة والفقر". نجد معناه في اللهجات الخليجية. فقد جاء بمعجم الألفاظ الإماراتية: "حوبة: المصيبة والداهية التي تصيب الظالم أثر دعوة المظلوم عليه، فيقال: هذه حوبة فلان". أي ما اصاب الظالم كان بسبب اثمه وظلمه. وقد وردت كلمة حوب في القرآن الكريم بمعنى الإثم والظلم. قال تعالى: (وآتوا اليتامى أموالَهم ولا تتبدلوا الخبيثَ بالطيبِ ولا تأكلوا أموالَهم إلى أموالِكم إنه كان حُوبا كبيرا). النساء-2. تقول كتب التفاسير اخلتف المفسرون في معنى قوله: "حُوبا كبيرا" بعضهم قال: إثما عظيما وبعضهم قال: ظلما عظيما. ولا أرى خلافا، فالظلم إثم، والعكس صحيح.
ختل: يقول: "ختل (غرب) : احتال. قال الحمري: ممنوع البضربو ختل. ختلة سودانية في الحصان أو الحمار عمزة أو عرجة". ولم يزد. وأقول الملاحظة الأولى ان ختل شائعة في مختلف جهات السودان وليس بغربه فقط. والملاحظة الثانية حصره لمعنى ختل في احتال دون بيان فيه قصور عن معنى اللفظ في العامية السودانية. وثالثا لم يذكر أن الكلمة عربية فصيحة لفظا ومعنى. اقول تأتي ختل في العامية السودانية بمعنى غافله أو أخذه على حين غرة. وقول الحمري المستشهد به :"ممنوع الضربو ختل". يعني ان لا أحد يستطيع التعدي عليه الا مخاتلة اي الا ان يغافله. ويقول معجم لسان العرب في مادة ختل:" الخَتْل : تَخادُعٌ عن غَفْلَةٍ. ختَله يَخْتُله ويَخْتِله خَتْلا وخَتَلاناً، وخاتَله: خَدَعه عن غَفْلة ؛ والمُخاتَلة: مَشْيُ الصيّاد قليل قليل في خُفْية لئلا يسمع الصيدُ حِسَّه ، ثم جُعل مثلا لكل شيء وُرِّي بغيره وسُتِر على صاحبه. وفي الحديث: كأَني أَنظر إِليه يَخْتِل الرجل ليَطْعنه أَي يُدَاوِرُه ويَطْلُبه من حيث لا يَشْعُر. ويقال للرجل إِذا تَسَمَّع لِسِرِّ قوم : قد اخْتَتَل ؛ ومنه قول الاعشى: ولا تَرَاها لسِرِّ الجار تَخْتَتِل. وفي نوادر الأعراب: هو يَمْشي الخَوْتَلَى إِذا مَشَى في شِقَّة؛ يقال: هو يَخْلِجُني بعينه ويَمْشي بي الخَوْتَلَى". وأما قوله :"ختلة سودانية في الحصان أو الحمار، غمزة أو عرجة". فهذا صحيح فهي أيضا معروفة على نطاق واسع في العامية السودانية.
خدر: يقول: "خدر سودانية فصحي، خدر العضو : أصابه الخدر . قال بشار : اذا خدرت رجلي شفيت بذكرها* اذاها فأهفو باسمها حين تنكب. خدر بالتشديد العضو، سودانية فصحى: جعله خدرا ومنها المخدر". واقول الخدر بالفتح في معنى ما يصيب أعضاء جسم الإنسان من غياب الاحساس بسبب الاتكاء أو الجلوس لفترات طويلة على سبيل المثال، هو اللفظ الأصيل في العامية السودانية وموجود في مختلف اقاليمه، غير أن هناك كلمة مولدة حديثا اخذت تحل محل خدر شيئا فشيئا الي ان طغت عليها، وهي كلمة نمل ينمل تنميلا اي خدر يخدر خدرا. وهي من لغة المدن. يقال: رجلي أو أيدي نملت اي خدرت. جاء في لسان العرب في مادة خدر : "والخَدَرُ: امْذِلالٌ يغشى الاعضاء: الرِّجلَ واليدَ والجسد. وقد خَدِرَتِ الرِّجْلُ تَخْدَر: ثقل الرِّجل وامتناعها من المشي. خدِر خَدَراً ، فهو خَدِرٌ. وفي حديث ابن عمر، رضي الله عنهما: أَنه خَدِرَتْ رِجْلُه فقيل له: ما لرجْلكَ؟ قال : اجتمع عَصَبُها، قيل: اذْكُرْ أَحَبَّ الناسِ إِليك، قال: يا محمد، فَبَسَطَها. والخَدَرُ من الشراب والدواء: فُتُورٌ يعتري الشاربَ وضعف".
خدار وخداري: يقول: "خدار سودانية: خضار. اخدر سودانية: أخضر في الفصحى. يقول المغني: خداري بحالي ما هو داري* جفاني. والخدرة سودانية: الخضرة في الفصحى. يقولون: فلان أخدر، سودانية: لونه يضرب الي السواد". واقول بل اخدر وخداري وخدرة ذاتها فصيحة، والدال فيها أصيلة من أصل الكلمة، وليست منقلبة عن الضاد كما هو الاعتقاد السائد. يقول معجم لسان العرب في مادة اخدر :" والخَدَرُ والخَدِرُ : الظلم. والخُدْرَةُ: الظلمة الشديدة، وليل أَخْدَرُ وخُدارِيُّ: مظلم؛ قال العجاج يصف الليل: ومُخْدِرُ الأخدارِ أَخْدَرِيُّ. والخُدارِيُّ: السحاب الأسود. وبعير خُدارِيُّ أَي شديد السواد. وناقةٌ خُدارِيَّة والعُقابُ الخُدارِيَّةُ والجارية الخُدارِيَّةُ الشَّعَرِ. وعُقابٌ خُدارِيَّةٌ: سوداء؛ وشَعَرٌ خُدارِيُّ: أَسود". انتهى. واقول، قول المغني المستشهد به: " خداري بحالي ما هو داري". يقصد بالخداري محبوبه الاخدر اللون، اي الأسمر. والطير الخداري، اسم أغنية سودانية مشهورة. وكان اللون الاخدر أي الاسمر، هو مقياس الجمال عند السودانيين، وذلك قبل تاثر بعضهم بمفاهيم الثقافة البيضاء المهيمنة إعلاميا.
اخدر وأخضر : ويقول في ذات السياق: "والعرب كانوا يسموت الأسود أخضر. قال شاعرهم: أخضر الجلدة من بيت العرب. وفي الحديث: الحارث بن الحكم تزوج امرأة خضراء فطلقها، اي سوداء. وقالوا سواد العراق لخضرته". واستطرادا نقول مثلما وردت اخدر بالمعاجم بمعنى اسود في مادة خدر ، وردت أيضا كلمة أخضر بذات المعنى. ونضيف المزيد مما قاله لسان العرب في هذه المادة: "ويقال للأسود أخضر. والخُضر قبيلة من العرب سموا بذلك لخضرة الوانهم. والخضرة في ألوان الناس السمرة. قال اللهبي وهو الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب: وأنا الأخضر من يعرفني؟* أخضر الجلدة من جنس العرب.. يقول أنا خالص لأن ألوان العرب السمرة. قيل أراد انه من خالص العرب وصميمهم لأن الغالب على ألوان العرب الأدمة". انتهى. جاء بكتاب الطبقات: "فقام الشيخ ادريس، رجل اخضر جسيم بلا لحما كثير". ص 241. قال رجلا أخضر، اي اسمر أو اسود كما سبق البيان، وهي تنطق في كلامنا أخدر بالدال، والدال هنا في أصل اللغة، وليست منقلبة عن الضاد كما كنا نظن.
خش: يقول: "خش سودانية فصيحة: دخل". واضيف إلى ذلك، كلمة خش بمعنى دخل من الدخيل في العامية السودانية، وهي من الفاظ المدن التي سادت على كلمة دخل السودانية العربية، وهي مثلها مثل كلمة "طلع" بمعنى خرج والدخيلة هي الأخرى، والتي حلت محل كلمة "مرق" السودانية العربية. وخش كلمة فصيحة قديمة في العربية. يقول معجم لسان العرب: "وخَشَّ في الشيء يخُشُّ خَشًّا وانْخَشَّ: دخل .وخَشَّ الرجل : مضى ونفذ. خَشَّ في الشيء دخل فيه ؛ قال زهير : فخَشَّ بها خِلالَ الفَدْفَدِ أَي دخل بها. وفي حديث عبد اللَّه بن أُنيس: فخرد رجل يمشي حتى خشَّ فيهم أَي دخل".
خمج : يقول: "خمج سودانية اذا عبث بالماء والطين. خمج فصيحة سودانية: فسد. يقال سودانية: ولد خمجان: سيء الأخلاق. قال الشاعر؛ : الزول السمح على دادته ديمة مخمج". وأقول، قوله: خمج تعني فسد، وخمجان تعني سيء الأخلاق"، لا ينطبق على معاني الكلمة في اللهجة السودانية، وإنما هذه معانيها في المعاجم وعدد من اللهجات العربية المعاصرة. وأما في اللهجة السودانية فتختلف استعمالاتها قليلا عن ذلك. مع التأكيد على المعنى الأول الذي أورده هو :" العبث بالماء والطين". وأقول خمج تفيد عندنا التبذير والاسراف والصرف غير المنضبط وافساد نظام الاشياء. وخمجان لا تعني عندنا سيء الأخلاق، وإنما تعني مبذر ومتلاف. والخمج: الاتلاف والتبذير، وقد يكون ذلك بغرض المباهاة. ولذلك فإن مخمج في قول الشاعر المستشهد به :"الزول السمح على دادته ديمة مخمج"، يعني مبذر تبذيرا، اي الزول السمح الكريم تجده دائما متلافا، يغدق في الصرف والانفاق بلامبالاة على دادته. وخمجان اسم ولقب رجل.
خواجة: يقول: "خواجة: الرجل الأوربي. واصلها فارسية كما زعم هافا، وتعني أيضا المدرس بصيغة خوجة، وهي صيغة تركية وعندنا خوجة وهو المعلم.". وأقول كلمة خواجة وجمعها خواجات لا تطلق في السودان على الأوربي الأبيض وحسب، بل تشمل كذلك التجار الشوام والاقباط المقيمين في السودان. وتاريخ الكلمة في الثقافة السودانية سابق الاحتلال الانجليزي في سنة ١٨٩٨ م كما هو سابق للغزو التركي الخديوي للسودان في سنة ١٨٢٠ م. فقد وردت الكلمة في كتاب الطبقات لمؤلفه السوداني محمد النور ود ضيف الله والمخطوط في سنة ١٧٥٣ م. وحيثما وردت في الطبقات فهي تعني التاجر الكبير من غير تحديد لأصله وبلده وتشمل حتى التجار السودانيين الكبار. ففي ترجمة ود ضيف الله للشيخ عبد الحليم بن سلطان المغربي الفاسي يقول عنه: "قَدِم بلاد السودان مع الخواجة عبد الدافع الفضلي حين قدِم من مصر تاجر وحاجا، وزوجه ابنته ست النِسا فولد منها الفقيه عبد الرحمن وقدومه في زمان مُلك الفونج". ص 297. لاحظ هذا الخواجة اسمه: عبد الدافع الفضلي، ومن الاسم والنسبة نرجح انه تاجر سوداني كبير. فان صح هذا فهو يدل على ان لفظ خواجة كان يطلق على كبار التجار السودانيين أيضا. كذلك وردت الكلمة في سيرة الشيخ ادريس ود الأرباب. وذلك في سياق الحديث عن المراسلات التي جرت بين الشيخ ادريس والعالم المصري الشيخ الأجهوري حول اباحة وتحريم التنباك وكان يعني السجاير أو الدخان. فقد افتى الأجهوري باباحته بينما أفتي الشيخ ادريس بتحريمه. وكان الشيخ ادريس قد بعث تلميذه وحواره حمد ولد عقرب الى الأجهوري في مصر. يقول ود ضيف الله في ذلك: "فلما دخل مصر قالوا له الشيخ ما بتلقاه من التدريس والسناجك والبواشي والخوجات الا يوم الجمعة عند دخوله للجامع". ص 53. البواشي كما يقول يوسف فضل محقق كتاب الطبقات، جمع سوداني لكلمة باشا. المرة الثالثة والأخيرة وردت كلمة خواجة بالطبقات في سيرة الشيخ حسن ود حسونة: "قال الشيخ نحن في مصر في رجل خواجة عظيم القدر كثير المال مرضان مرضا عجز الأطبا عن علاجه. اخبروه قالوا له: في رجل بَرِي جِبَته ما بتلمس جلده ما تجيبه يعزم لك. قال: ساقوني وادخلوني عليه عزمت عليه فشفاه الله عن قريب فملا للفقرا اطرافهم قماشا غاليا. واحد فيهم شال طاقة في الحارات ليبيعها قالوا له: هذه الطاقة مياها حق الدراويش، من اين لك؟ قال لهم: من جنسها عندنا كثير. شيخنا عزم للخواجة فلان فعوفي فاعطانا ذلك. فقالوا له الخواجة عزموا له جميع الصالحين ما بقى طيب، شيخكم ساحر". ص 135. والمعنى ان الشيخ حسن ود حسونة في زيارته الى مصر قد نجح في علاج ذلك الخواجة الذي عجز الاطباء والشيوخ المصريون عن علاجه. وواضح من وصف هذا الرجل ومن القماش الذي اهدى منه طاقات عديدة الى حيران الشيخ انه كان تاجرا كبيرا. الأمر الذي يؤكد ان كلمة خواجة كانت تطلق في ذلك الزمان على كبار التجار بغض النظر عن أصلهم أو ديانتهم. أما عن أصل كلمة خواجة، فليس من الثابت تماما هل هي فارسية ام تركية عثمانية؟ فبعض المصادر يذهب الى انها ذات أصل فارسي. والبعض الآخر يرى أن أنها تركية عثمانية. ولكن الثابت أن الكلمة موجودة في كل من اللغتين الفارسية والتركية. والثبات ان الأتراك العثمانيين هم الذين ادخلوها الى العالم العربي. والثابت أيضا ان الكلمة قد تغيرت دلالتها أكثر من مرة لتأخذ في كل عصر وكل بلد معنى ما. أخبرني استاذ آداب جامعي من إيران، متخصص في أدب الطيب صالح، ان الكلمة تكتب في الفارسية "خواجة" وتنطق "خاجة" فهم لا ينطقون هذه الواو ويسمونها الواو المعدولة. وتعني عندهم الرجل العالم الفاضل والاستاذ الكبير الذي يحظى بالاحترام بين الناس ويشمل ذلك رجال الدين والعلماء والمتصوفة. يقولون: الخاجة أو الخواجة فلان. وبتأثير من الأتراك العثمانيين دخلت الكلمة الدول العربية بمعنى السيد أو أحد كبار الأعيان أو التاجر الغني. وتلفظ الكلمة في دول الخليج العربي خاجة (لكنها لا تشير الى الأوربي) وفي بلاد الشام خوجة وخواجة (وتعني معلم وتاجر) وفي مصر والسودان خواجة، وفي المغرب خواجة بمعنى سيد.
دبَر : يقول: "دبَر: البعير سودانية فصيحة: إصابته دبرة، القرحة. يقولون: الكبير فوق الدبر ما يشيل". انتهى. وأقول الدَبَر في لغتنا القروح والجروح على البدن، وتطلق في بعض المناطق على جروح الحيوان دون الإنسان. ولكن في غرب السودان وبعض مناطق بحر النيل، فيشمل الدبر جروح الإنسان والحيوان على السواء، ومن ذلك ما ورد بكتاب الطبقات. يقول في سيرة الشيخ حسن ود حسونة: "ويقال ان اكتافه دبرتْ من لبس قميص العُشر وجلده يزلط ويبرا". ص 135. وأما قول المؤلف المقتبس: "الكبير فوق الدبر ما يشيل". فصحته: "البشيل فوق الدبر ما بميل". وقد ورد في أغنية من أغاني الحماسة وهو في المدح. والمعنى ان الانسان الشهم الذي تعود على تحمل الاعباء والمسؤوليات، لا يميل، اي لا يشكو ولا يئن حتى لو أصابه الدبر في ظهره من جراء حمل هذه الاعباء. جاء بلسان العرب: "والدبرة بالتحريك: قرحة الدابة والبعير والجمع دبر وأدبار. والدَبَر بالتحريك الذي يكون في ظهر الدابة".
دز: يقول: "دز (غرب) ساق أمامه. قال الحمري: يا أم سيدا رشيد الراعي دزاها. وقال الكباشي: يا فارس البي حرها وببردها تدز. اي تمشي. وفي الفصحى دظ: دفع دفعا عنيفا". وأقول الأكثر دقة القول إن دز تعني في العامية السودانية، ما تعنيه دظ في الفصحي: دفع ودفر. يقال: ما تدز، اي لا تدفر. كما تعني أيضا ازاح الشيء ونحاه عن امامه أو دفعه الي الامام. يقولون: دز الصحن لقدام شوية. والأمثلة المستشهد بها تقع كلها في نطاق هذه المعاني. وتأتي أيضا بمعنى ارسل، يقال: فلان دز الجماعة ديل على فلان اي ارسلهم اليه. ودز موجودة في اللهجات الخليجية والعراقية بذات المعاني. يقولون: دزه اي أرسله. واصل الكلمة في الفصحى كما يقول المؤلف: دظ، فنحن نبدل الظاء زايا والعكس صحيح. يقول معجم لسان العرب: "الدَظُّ: هو الشَّلُّ بلغة أَهل اليمن. ذظَّهم في الحرب يَدُظُّهم دَظَّاً: طرَدَهم ، يمانية ، ودَظَظناهم في الحرب ونحن نَدُظُّهم دَظَّاً".
دولاب: يقول: "دولاب ما يحفظ فيه الملابس، وهي من الدخيل واصلها فارسية. والدولاب سودانية فصحي: العجلة التي تدور في الساقية ونحوها ". اضيف، دولاب بمعنى خزانة الملابس في البيت، معروفة في عدد من اللهجات العربية منها على سيبل المثال اللهجة المصرية. جاء المعجم الوسيط لمجمع القاهرة:" الدُّولاب: الآلة التي تديرها الدابة ليستقي بها. والدُّولاب خِزَانةُ الثياب. والجمع: دوَاليبُ". ويقول معجم لسان العرب في معنى دولاب : "والدُّولابُ واحد الدَوالِيبِ . على شكل النَّاعُورةِ ، يُسْتقَى به الماءُ ، فارسيّ معرّب. وقول مسْكِين الدارمي: بأَيديهم مَغارِفُ من حدِيدٍ * أُشَبِّهُها مُقَيَّرةَ الدّوالي. ذهب بعضهم إلى أَنه أَراد مُقَيَّرةَ الدَّوالِيبِ ، فأَبدل من الباءِ ياءً ، ثم أَدغم الياء ، فصار الدَّواليّ، ثم خفف، فصار دَوالي، ويجوز أَن يكون أَراد الدَوالِيب، فحذف الباءَ لضرورة القافية، من غير أَن يقلب".
دودل: يقول: "دودل سودانية هبط. ونزل كانه معلق في السماء". ولم يزد. واقول الصحيح أن دودل في العامية السودانية، فعل متعدي بمعنى جعله متدليا أو علقه وجعله يهوي ويتدلى الي أسفل دون أن يمس الأرض. فهو مدودل. ودودل أصلها في الفصحى دلدل يدلدل وتدلدل دلدلة فهو مدلدل. دلدل رجليه في الماء: وضعهما في الماء. ويقال في العامية السودانية: داك فلان جا مدودل ايديه، اي مدلدل يديه. جاء بمعجم لسان العرب: "والتَّدَلْدُل: كالتَّهَدُّل، وتَدَلْدَل الشيء إِذا تَحَرَّك مُتَدَلِّياً. والدَّلْدَلة: تحريك الرجل رأْسه وأَعضاءه في المشي. والدَّلْدلة: تحريك الشيء المَنُوط. ودَلْدَله دِلْدَالا: حَرَّكه؛ والاسم الدَّلْدال". وجاء المعجم الوسيط لمجمع اللغة العربية: "وتدلدل الشيء: تهدل. وتدلدل تحرك متدليا. وتدلدل فلان في مشيته: اضطرب".
دوكة: يقول: "دوكة سودانية صفحة من الطين المحروق لخبز الكسرة. ولعلها من داك الفصحى. داك الشيء دوكا دقه وسحقه وطحنه. والمداك في الفصحى حجر يسحق عليه أو به الطيب. قال امرؤ القيس: كأن على المتنين منه اذا تنحى * مداك عروس أو صلاية حنظل". واقول لفظ دوكة ذاته عربي فصيح من داك يدوك دوكة، بمعني يعجن ويدحو وهو ما يسمى عندنا "العواسة"، عواسة الكسرة اي دوكها على الدوكة. نقول: عاس يعوس الكسرة عواسة. واما في صنع العصيدة، فيقولون ساط يسوط بالمسواط سواطة وهي فصيحة. يقول معجم لسان العرب: "الدَّوْكُ: دق الشيء وسحقه وطحنه كما يَدُوك البعيرُ الشيء بكَلْكَله. وداكَ الطِّيبَ والشيءَ يَدُوكه دوْكاً ومَداكاً أَي سحقه .والمَداك: الصَّلايةُ التي يُداك عليها الطيب دَوْكاً وهي صَلاية العطر . وفي حديث خيبر: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: لأعطينَّ الراية غداً رجلًا يفتح الله على يديه، فبات الناس يَدُوكون تلك الليلة فيمن يدفعها إليه؛ قوله يَدُوكون أي يخوضون ويموجون ويختلفون فيه . والدَّوْك : الإختلاط . وَقَعَ القوم في دَوْكَةٍ ودُوكة وبُوح أَي وقعوا في اختلاط من أَمرهم. وباتوا يَدوكون دَوْكاً إذا باتوا في اختلاط ودوران". وقد وردت كلمة دوكة بكتاب الطبقات حيث جاء: "زوجة الشيخ قالت: جيبوا لينا دوكة كِسرة". ص 316. وتعاس الكسرة السودانية على الدوكة وهي قطعة مسطحة من الفخار، باستعمال سريحة رقيقة من السعف تسمى القرقريبة لدحي ودوك العجين وهو ما يسمى عندنا العواسة، اي عواسة الكسرة كما تقدم. هذا وقد حلت الأدوات المعدنية مثل الصاج محل دوكة الفخار ولم يعد لها وجود. ودوكة من أسماء الرجال في السودان.
ديوان : يقول: "ديوان البيت سودانية: لاستقبال الضيوف. والديوان في الفصحى المكان يجتمع فيه لفصل الدعاوى أو النظر في أمور الدولة". وأقول ديوان بمعنى المكان المخصص في البيت لاستقبال الضيوف (الصالون) موجودة في عدد من اللهجات العربية، منها على سبيل المثال اللهجة الفلسطينية. (انظر: مذكرات د. إحسان عباس، غربة الراعي). وقد اختفت الان او كادت ديوان مكانا للضيوف في البيت وحلت محلها كلمة صالون الافرنجية. وديوان فارسية الأصل بمعنى سجل ودفتر، ومن ذلك قولهم الشعر ديوان العرب، اي سجل حياتهم. ودخلت ديوان العربية في بدايات عصر التدوين الاسلامي، وجرى التوسع في مدلولها لتشمل المكتب الحكومي، فسميت مكاتب إدارة الدولة: دواوين، بالمعنى السائد الان.
المراجع والمصادر: ١ عون الشريف قاسم، قاموس اللهجة العامية في السودان، المكتب المصري الحديث، القاهرة، ط٢ ١٩٨٥ ٢محمد النور ود ضيف الله، كتاب الطبقات في خصوص الاولياء والصالحين والعلماء والشعراء في السودان، تحقيق وتعليق وتقديم: الدكتور يوسف فضل حسن، دار التاليف والترجمة والنشر- جامعة الخرطوم، الطبعة الرابعة 1992. ٣ ابن منظور المصري، معجم لسان العرب، دار احياء التراث العرب، بيروت، الطبعة الثالثة. ٤ الفيروزآبادي، معجم القاموس المحيط، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الثالثة 2008. ٥ اسماعيل بن حماد الجوهري، معجم الصِحاح، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الأولى 2005. ٦ جلال الدين السيوطي، المزهر في علوم اللغة وانواعها، دار الفكر الطباعة والنشر، بدون تاريخ ٧ المعجم الوسيط لمجمع القاهرة للغة العربية.
٢٨ سبتمبر ٢٠٢٥
#عبد_المنعم_عجب_الفَيا (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مراجعات في قاموس اللهجة العامية في السودان (٨)
-
مراجعات في قاموس اللهجة العامية في السودان (٧)
-
مراجعات في قاموس اللهجة العامية في السودان (٦)
-
مراجعات في قاموس اللهجة العامية في السودان (5)
-
مراجعات في قاموس اللهجة العامية في السودان (٤)
-
مراجعات في قاموس اللهجة العامية في السودان (٣)
-
مراجعات في قاموس اللهجة العامية في السودان (٢)
-
مراجعات في قاموس العامية السودانية
-
أمبرتو ايكو: التمييز بين التأويل واستعمال النص
-
أمبرتو إيكو : آليات القراءة وحدود التاويل
-
نظريات القراءه وجماليات التلقي
-
معاداة السامية : تعني معاداة العرب وكل شعوب الشرق الأوسط!
-
مكانة افلاطون وارسطو في تاريخ الفلسفة
-
انجلز والدفاع عن فلسفة هيجل
-
ذكريات د. إحسان عباس في السودان (١٩٥١
...
-
د. يوسف ادريس : حين داهمنا البوليس السياسي في بيت السودان وق
...
-
الدور السياسي في نشاة خطاب ما بعد الحداثة
-
نظرية -الفوضى- والعلم -ما بعد الحديث-
-
حداثة القديم: بين المتنبي وإليوت
-
جوته والإفادة من تكنيك السرد في -ألف ليلة وليلة- والتناص معه
...
المزيد.....
-
قبيل لقائه مع نتنياهو.. ما هي الملامح الرئيسية لخطة ترامب بش
...
-
هيئة بريطانية: احتراق سفينة إثر إصابتها بمقذوف مجهول قبالة س
...
-
وصول نتنياهو إلى البيت الأبيض.. شاهد رد ترامب على سؤال -هل أ
...
-
فيديو: فرّ على درّاجة.. رجل يفلت من مطاردة دورية لوكالة الهج
...
-
مظاهرة تشتم السيسي في دمشق
-
انطلاق مفاوضات انضمام أوكرانيا ومولدوفا إلى الاتحاد الأوروبي
...
-
انتخابات مولدوفا- فوز مؤيدي أوروبا وسط ترحيب ألماني واتهامات
...
-
الاتحاد الأوروبي يعيد فرض العقوبات على إيران
-
البيت الأبيض بشأن غزة: قريبون جدا من اتفاق
-
بعد فوز حزب مؤيد لأوروبا.. الاتحاد الأوروبي يشيد بنتائج انتخ
...
المزيد.....
-
كتّب العقائد فى العصر الأموى
/ رحيم فرحان صدام
-
السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية)
/ رحيم فرحان صدام
-
كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون
/ زهير الخويلدي
-
كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي
/ تاج السر عثمان
-
كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي
/ تاج السر عثمان
-
برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية
/ رحيم فرحان صدام
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
المزيد.....
|