|
مراجعات في قاموس اللهجة العامية في السودان (٧)
عبد المنعم عجب الفَيا
الحوار المتمدن-العدد: 8465 - 2025 / 9 / 14 - 09:26
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
هذه هي الحلقة السابعة من مراجعاتنا لمعجم الدكتور عون الشريف قاسم الموسوم (قاموس اللهجة العامية في السودان) والصادر في مجلد واحد ضخم سنة ١٩٧٢، وهو مرجع عمدة وفريد في بابه، وهذه المراجعات تضيف اليه ولا تقلل من قيمته شيئا.
باصور: يقول: "باصور سودانية سرج الجمل، وتنطق أيضا باسور. قال ود الفراش: بعد باصور بقيت بركب حوية". وقال الشايقي:" لا حوية ولا باسور. وقالت الكردفانية: ول منسمع حس باسورا ولا بقرا لاقى عجولا". واقول نعم الباصور سرج الجمل ولكن الحوية أيضا سرج الجمل! ولم يشرح الفرق بين الحوية والباصور. واقول الحوية بالفتح، هي سرج الجمل العادي الذي يملكه كل صاحب جمل، وتوضع عليه الأحمال. وأما الباصور فهو سرج أغلى قيمة من الحوية ويصنع من خشب مخصوص وبهيئة مخصوصة تختلف عن هيئة الحوية ويستعمله الوجهاء في المناسبات والسفر، ولا يصلح للاحمال. لذلك يقول ابراهيم ود الفراش: ولف حكية دحين يا بقة العسل الروية بعد باصور بقيت بركب حوية والحوية بمعني سرج البعير وردت في المعاجم القديمة. يقول لسان العرب في مادة حوى: "والحَوِية: كساء يحَوى حول سنام البعير ثم يركب. الَحوِية كساء محشو حول سنام البعير ولا تكون إلا للجِمال". وهي ليس مجرد كساء محشو بل سرج بكامل عدته وهيئته، بمعنى السرج المخصص للجمال.
بتن وبتان: يقول:"بتن وبتان سودانية غرب مرة ثانية، كمان، وتستعمل أيضا للزجر والتأكيد، قال ود سعد: انتو والغيركم بتان ما بتنفعوا". واقول بتن وبتان في اللهجة العامية السودانية تعني بتاتا. وبتان في قول ود سعد المستشهد به تعني بتاتا، اي ما بتنفعوا بتاتا.
تب وتبوب: يقول :"تباب سودانية قال الحاردلو : الوادي سال واتقرنن تبابو. والتباب: المنخفضات التي ينحبس فيها الماء. وقد تجمع على تبوب. المفرد تب مستنقع صغير يجمع فيه مياه الأمطار الصافية ". واقول بل تبوب هو الجمع الشائع لكلمة تب. وتباب شعرية جاءت على صيغة منتهى الجموع. وليس ادل على ذلك من الشواهد الاخري التي اوردها وهي قول المحلق: عينيك تبوب خلا وخاتيات ضباب. وقول الحمري: اب عيونا زي موية التبوب الناقعة". والتب هو البركة الطبيعية وتتجمع فيه مياه الوديان من تلقاء نفسها ولا يجمعها احد. والفولة من جنس التب لكنها أكبر منه قليلا.
تبش: يقول :"تبش سودانية نوبية خيار أو فقوس. ويسمى بدو العراق نوعا من البطيخ الصغار دبشي". واقول التبش بالكسر في اللهجة السودانية هو نوع من العجور (الخيار) السوداني المطري، بيضاوي الشكل وتكثر زراعته في كردفان، وهو لا يختلف في الطعم عن العجور والخيار. وأما الفقوس فهو نوع من التبش البري.
يحني تحني: يقول : "تحن: حير. ولعلها لغة في محن. قالت الحمرية: رادي (راديو) عبد السلام* تحني في الكلام". واقول أخشى ان يكون حدث تصحيف من المؤلف، وان اللفظ الصحيح هو تلحن، اي تلحن الكلام من اللحن. ولحن الكلآم معروف في العامية السودانية وشمال كردفان خاصة. وهو صرف الكلام عن ظاهر معانه الي معنى خفي رمزي أو مخاطبة آخر بمعنى خفي لا يفهمه غيره وهو من معاني اللحن في الفصحى. يقولون: لَحْنَّ له. ولحنت لك لكن لم تفهمني. أي حدثه بحديث فيه ترميز وتعريض لا يفهمه غيره. يقول ابن منظور في لسان العرب: "لحن له يلحن لحنا: قال له قولا يفهمه عنه ويخفى على غيره لأنه يميله بالتورية عن الواضح المفهوم". وفي هذا قال الطرماح: وأدت إليَ منهن زولةٌ * تلاحن أو ترنو لقول الملاحن أي تتكلم بمعنى يخفى على غيره من السامعين. وقال آخر يصف حديث جارية: منطق رائع وتلحن أحيانا* وخير الحديث ما كان لحنا "يريد أنها تتكلم بشيء وهي تريد غيره وتعرض في حديثها فتزيله عن جهته، كما قال عز وجل:" ولتعرفنهم في لحن القول". محمد – الآية 30. وعلى فرض انه لم يحدث تصحيف وان لفظ "تحن" صحيح، فانه من حنا يحني في معنى ثنى ولوى. وتحني الكلام: لولوة الكلام. وبذلك يكون معنى قول الحمرية: راديو عبد السلام تحني في الكلام: ان الراديو يلوي الكلام ولا يتحدث حديثا يفهمه عامة الناس الاميين.
تشاشة: يقول: "الشاشة سودانية البيع بكميات صغيرة (خردوات). ومن ذلك في رواية سودانية: زقوم الرشيد القسموه التشاش". واقول التِشاشة تجارة القطاعي لا في الخردوات وحسب، بل في تجارة البقالات بخاصة. والتَّشَاش تاجر القطاعي. يقال في اللهجة السودانية : تاجر جملة وتاجر قطاعي اي يبيع بالقطعة أو المفرق. وأما قوله: "ومن ذلك قولهم في رواية زقوم الرشيد القسموه التشاش". فيشير بذلك الي ما أورده صاحب كتاب الطبقات من أبيات شعرية يمدح فيها أحدهم الشيخ حمد النحلان، بقوله : وجهه كالقمر والشاش* شبه مطر وابل رُشاش زقوم الرشيد القسموه التَّشاش * قُطنا تبقوه وصل المغازل طاش. ص 163. التَّشَاش هنا جمع تاجر القطاعي، قسموه اي فرقوه وباعوه بالقطاعي أو المفرق. وزقوم الرشيد، كما يقول محقق كتاب الطبقات هو: "الملح الرشيدي شبهه به لبياضه". الشاعر يشبه بياض الممدوح ببياض القمر والقطن والملح.
تفر: يقول: "تفر سودانية وفي الفصحى ثفر، السير في مؤخر السرج. وهي لغة كردفانية". واقول هذا صحيح التفر واصله الثفر ابدلت الثاء، تاء، شان كل ثاء في اللهجة السودانية. والتفر هي الكلمة المستعملة في كردفان. وتقابلها كلمة "ضناب" من الضنب اي الذنب في مناطق بحر النيل. والتفر للحمير خاصة. يقول المعجم الوسيط لمجمع اللغة العربية بالقاهرة: "الثفر: سير في مؤخرة السرج ونحوه، يشد على عجز الدابة تحت ذنبها. اثفر الدابة: شدها بالثفر".
تيلاد وتلاد: يقول: "تيلاد بالكسر سودانية وفي الفصحى تلاد بالفتح الموروث من الآباء والاجداد. قال ود تميم في غنم انهن :"تيلاد من ابيه". وقالت العبدلابية: "هيلك من قبيل راجيك بالتيلاد". وقد ذكر الزبيدي في (لحن العوام) ان عامة الأندلس تقول تيلاد في تلاد". وتيلاد من الالفاظ التي اندثرت في لغة التخاطب وبقيت في لغة الشعر والتراث الأدبي السوداني. وقد وردت الكلمة في قصيدة شاعر اغنية الحقيبة محمد ود الرضى ينوحن لي حمامتن، حيث يقول في الرباعية التي يختم بها القصيدة : عسف نيدن خفى جلادن * وضيبن هدد اللادن عفافن عف تيلادن * بسوق القوق على بلادن النيد في الشطر الأول هو الند، وعسف بمعنى اشتد عبقه. الجلاد عطر شعبي يصنع من قط الزباد، وهو القط البري المعروف في السودان. والوضيب: شعر المرأة، وهو في الأصل جريد النخل شبه به الشعر المضفور. واللادن يريد به القوام اللدن. والفعل هدد هنا يعني ارهق واتعب. يقولون في العامية السودانية: هد حيله، وانهد. والمعنى ان الشعر الكثيف المسدل، قد اتعب القامة اللادنة المتمايلة كفرع البان. وأما قول الشاعر "عفافن عف تيلادن". التيلاد اي التلاد وهو هنا الذرية والسلالة والنسل. والمعنى ان "عفافهن" توراثته عنهن بناتهن وبنات بناتهن. وهذا قد وردت كلمة تلاد في هذا المعنى في شعر المتنبي أكثر من مرة. يقول: وما الغضب الطريف وان تقوى * بمنتصف من الكرم التلاد الكرم التلاد، يعني الكرم الموروث والمتاصل في طبع الممدوح. ويقول المتنبي في قصيدة أخرى : عن المقتني بذل التلاد تلاده * ومجتنب البخل اجتناب المحارم التلاد المال الموروث، هكذا فسرها كل شراح المتنبي تقريبا، والمعنى ان الممدوح كريم بالسجية، ينفق من ماله الموروث، ويمقت البخل. والمعنى انه يقتني بذل المال، محل المال الذي يبذله. غير اننا نرى ان تكرار الشاعر لفظ تلاد يشير إلى مال الممدوح الذي ولده (بتشديد الدال) أو جمعه هو بجهده.
تنتن: يقول :"تنتن سودانية عربية زخرف الأطراف. تنتن القماش جعل في اطرافه التنتنة وهي أشكال مزخرفة. قال الحمري: اني خايف الجماعة يتنتنوا الكلمات". أي يقطعوا نميمة. " اقول المشهور في اللهجة السودانية ان تنتن من الالفاظ التي يحاكي لفظها معناها ويفيد أداء عمل ما بأسلوب التنغيم والتوقيع. ومن ذلك على سبيل المثال دق البن وسحقه في الفندك أو الهاون بطريقة موقعة : تن تن تان. تن تن تتن. يقولون: تنتن دق البن. وتنتنة الكلام تنميقه وتنغيمه. وقول الحمري المستشهد به: اني خايف يتنتنوا الكلمات" بمعنى ينمقوها ويزوقوها بغية التملق والمرواغة. وهذا المعنى تعبر عنه الفصحى بلفظة اللحن والتي من معانيها تزويق الكلام وتنميقه بغية المداهنة. قال عز وجل: "ولتعرفنهم في لحن القول". محمد – الآية 30. وجاء في لسان العرب: "لحن له يلحن لحنا: قال له قولا يفهمه عنه ويخفى على غيره لأنه يميله بالتورية عن الواضح المفهوم". قال الشاعر يصف حديث جارية: منطق رائع وتلحن أحيانا* وخير الحديث ما كان لحنا "يريد أنها تتكلم بشيء وهي تريد غيره وتعرض في حديثها فتزيله عن جهته". انتهى.
التوى والطوى: يقول: "التو، هي التوى اي الجوع. قالت شغبة: اهلي البشربوا القارص البسند التو". ويقول في مادة تاوي: "تاوي سودانية وفي الفصحى طاوي: الجائع الضعيف. الهالك الضائع. قال الشكري: مرقت متاوي لا صرف، لا مرابع. اي خائر القوي. وقال حاج الماحي: كم عافيت مريضا تاوي". انتهى. وكان عبد الله عبد الرحمن في كتابه (العربية في السودان) ١٩٢٢ قد ذهب هو الآخر الي القول: "التاوي في لغتنا الجائع. واصل هذه اللفظة من طوي بالطاء كرضي. فهو طاوي". واقول ان الكلمة وردت اصلا في العربية بالتاء والطاء: التوى الطوى. ففي كل المعاجم العربية، وردت الكلمة بالتاء في باب حرف التاء: التوى، كما وردت أيضا في باب حرف الطاء: الطوى، بمعنى الهلاك أو الجوع المهلك، أو بمعاني متداخلة تقع كلها في حقل دلالي واحد. جاء بمعجم لسان العرب:" التوى (مقصور) الهلاك، هلاك المال. توى (بكسر الواو) المال: ذهب. يتوى توى، فهو تو (التنوين وحذف الالف المقصورة): ذهب فلم يرج. وهذا مال تو. وتقول العرب الشح متواه: اذا منعت المال عن حقه اذهبه الله في غير حقه". كما جاء بالمعجم المذكور "الطوى : الجوع. طوى يطوي طوى فهو طو وطيان. طوى الرجل: جاع. طوى الفرس: ضمر وهزل". وقد فضلت اللهجة السودانية التاء على الطاء. يقال: التو في التوى يحذفون الالف المقصورة ترخيما. ويقال: توي فهو تاوي وتويان اي طاوي وطيان، بمعنى مريض من الجوع، وأكثر ما تستخدم في وصف البهائم في فصل المحل اي الجفاف، لا سيما البقر الرزايا التي يهلكها الجوع حتى لا تقوى على النهوض بمفردها. يقال: توي العجل وتوت البقرة فهو تويان وهي تويانة. وقد وردت في الشعر العربي "طيان" بمعنى تويان. يقول الكميت في بيت أورده عبد الله عبد الرحمن: وبات وليد الحي طيان ساغبا* وكاعبهم ذات العفاوة اسغب". َ قوله "طيان" اي طويان من الطوى، وهي تويان من التوى في اللهجة السودانية.
جاب: يقول :"جاب سودانية احضر. جأب في الفصحى كسب المال. وقد تكون لفظة منحوتة من جاء به. قال صاحب القول المقتضب: جاب أتى بالشيء، قاله بعض ائمة اللغة وانكره المجيدي" ص ١٣ واقول لا أرى وجها آخر في اللغة لتخريج لفظة "جاب" الموجودة في كل اللهجات العربية سوى انها منحوتة من: جاء به، حدث فيها نحت فصارت كلمة واحدة مكونة من جيم وألف جاء، وباء به، وادغمت الكلمتان فنطقت: جاب. والنحت معروف في فقه العربية وعلومها. هو تأليف كلمة واحدة من كلمتين أو أكثر. يقول أحمد بن فارس أحد أبرز علماء اللغة في القرن الرابع الهجري في كتابه (الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها) في تعريف النحت: "العرب تنحت من كلمتين كلمة واحدة، وهو جنس من الاختصار". – فقه اللغة ص 209 ومن ذلك على سبيل المثال، يذهب ابن فارس نقلا عن ابن قتيبة ان لفظ "أيان" بمعنى متى أو أي حين، اصلها: أي أوان، فحذفت الهمزة وجعلت الكلمتان كلمة واحدة. قال جل ثناؤه: "أيان يبعثون" أي في أي آوان يبعثون. ص 101. وينقل السيوطي عن كتاب (المجمل) لابن فارس قوله ان كلمة "الأزل" هي من قولهم للقديم "لم يزل" ثم نسب إلى هذا، فلم يستقيم إلا بالاختصار، فقالوا: يزلي، ثم أبدلت الياء ألفا لأنها أخف فقالوا: أزلي". المزهر ص 485. بل ان كلمة "الآن" نفسها يذهب ابن قتيبة الذي نقل عنه ابن فارس، إلى أن أصلها "آوان" منحوتة منها، حذفت منه الألف وغيرت واوه إلى الالف". (تأويل مشكل القرآن ص 279). وهكذا يكون النحت من الكلمة الواحدة ومن الكلمتين والثلاث وأكثر وليس من كلمتين فقط كما ذهب إلى ذلك ابن فارس في تعريفه للنحت المشار إليه أعلاه. والنحت بهذا المفهوم فاشي في اللهجات العربية المعاصرة من ذلك على سبيل المثال: ايش، واصلها: اي شيء هو، وشنو واصلها منحوتة من عبارة : شيء هو. وهسع واصلها: هالساعة الخ.
جبنة : يقول: "جبنة، بالفتح، سودانية إناء فخاري كروي ذو عنق للقهوة. "وهي الجمنة في لهجة اليمن الحديثة، وهي إناء كالابريق يكون من فخار يتخذ للقهوة". واقول الجبنة نفسها اسما في اللهجة السودانية على القهوة ذاتها. ولفظ جبنة للقهوة، هو الغالب عندنا على لفظ القهوة.
جبين: يقول: "جبين سودانية، جزيرة وشمال وغرب، ثمر مثل الليمون اصفر يقوم بروس ذو حب أسود يوضع حبه في اللبن ليجمد، ولعله ماخوذ من عملية صنع الجبنة، إذ بواستطه يتحول اللبن الي جبن". واقول الجبين (بكسر الجيم وامالة الياء) اسم النبات نفسه، وهو نبات قصير شوكي له قدرة على مقاومة الجفاف وحتى عند انقطاع المطر في الخريف تظل عروقه باقية في الأرض لينبت من جديد في موسم الأمطار. ويسمى ثمره أيضا جبين وحبته صغيرة أصغر من حبة الليمون كثيرا، وليس له شبه بالليمون، وأصغر من حبة العنب. وحين تنضج تصير صفراء شديدة الصفار لامعة، لكنها جافة وليس لها ماء. ولها بذور سود في حجم الحبة السوداء يتخذها الرعاة في تحويل اللبن الي جبن مثلما كنا نفعل في الطفولة ولكنها ليست ذات فعالية مفيدة في إحالة اللبن الي جبنة بالمعنى المعروف.
جخنون: يقول: "جخنون (سودانية؟) الموضع المنزوي في أسفل البيت، وقد تستعمل كمخزن". ولم يزد. واقول الكلمة معروفة على نطاق واسع في اللهجة السودانية. وتعني اي مكان أو موقع غير ظاهر للعيان ومنزوي يشبه الوكر، في البيت كان أو السوق أو غيرهما. وجمعها جخانين. وقد توصف بها بيوت السكن العشوائي التي ليس لها شوارع مستقيمة تسهل الوصول اليها. يقال: مكان جخنون اذا لم يهتد إلى التعرف عليه أو الوصول اليه بسهولة. جدع: يقول: "جدع سودانية رمي. يقولون الما بتلحقو جدعو. وايد على ايد تجدع بعيد. وفي الفصحى جدع قطع قولهم جدع أنفه. وتجادعا في الفصحى تخاصما وتشاتما. ولعله من هذا المعنى اخذت مجادعة الدوبيت السودانية، وهي في معنى المطارحة الشعرية. وجادعه في لغة النيل كبربر وشندي شاتمه. وهي عربية ففي القاموس المحيط: وجادع مجادعة، شاتم وخاصم". انتهى. واقول ان جدع في كلامنا بمعنى رمى بالشيء وألقاه وقذف به، ليس مقصورا على اللهجة السودانية بل هو معنى جدع في الفصحى ذاتها، وقد ورد بالمعاجم ولكنه جاء ضمنيا ولم يفطن اليه الدارسون للهجة السودانية العربية. فالمتداول عندهم هو المعنى المصرح به للجدع في المعاجم وهو القطع وبخاصة قطع الاذن والأنف. غير ان الجدع بمعنى الرمي والقذف، جاء مضمنا في شرح المعاجم لبقية المعاني. ومن ذلك ما جاء بمعجم لسان العرب: "وجدعته أي سجنته وحبسته فهو مجدوع. وجدع الرجل عياله اذا حبس عنهم الخير". سجنه وحبسه هنا بمعنى رمى به أو قذف به في السجن. نقول في لغتنا: فلان مرمي في السجن، ورماه في السجن. أما جدع الرجل لعياله بمعنى حبس الخير عنهم فلا يدل إلا على انه رمى بهم وأهملهم. جاء بكتاب الطبقات بسيرة حمد النحلان: "قال: فابيت ان ارفع يدي فجبت معي كراع عنقريب صندل فقلت: يا سيدي بخروا بها الخلوة للعبادة. فجدعها. فقال: يا كيك ذكر الله بطيب ولا بطيبوه". ص 165. وأما جادعه بمعنى شاتمه وخاصمه فهي من باب المجاز. يقول لسان: "وجادعه مجادعة وجِداعا: شاتمه. والمجادعة المخاصمة. قال النابغة الذبياني: أقارعُ عوفٍ لا أحاولُ غيرها* وجوهَ قرودٍ تبتغي من تجادعُ". إذا تأملت ذلك وجدت معنى الرمي والقذف حاضر. فالشتم والإساءة قذف، والقذف في لغة الفقه، الشتم والرمي بالمنكر. وقول النابغة: "وجوه قرود تبتغي من تجادع" يتضمن معنى القذف والتقاذف وهذا ما توحي به كلمة القرود، والقرود مولعة بأن يقذف إليها بالثمر والفاكهة. فكذلك هم، من عناهم الشاعر، مولعون بالقذف والشم والإساءة. و المجادعة في لغتنا في معنى الترامي والتقاذف بالشعر الشعبي (الدوبيت) وهي ان يأتي الشاعر برباعية ثم يأتي زميله بالثانية وهكذا، تدخل في هذا المعنى المجازي، فكأنهم يرمون بعضهم البعض بالشعر أي يتجادعون به. جرن: يقول: "جرن بالضم سودانية فصيحة: البيدر. والجرن (غرب) الكوم من المحصول". واقول جرن سواء في الفصحى أو اللهجة السودانية هو الكوم من المحصول. والجرن غير البيدر. البيدر في الفصحى وفي اللهجات العربية الأخرى مكان تجميع المحصول في مكان واحد لفصل السنبل عن الحبوب. وهو عندنا تقة. والتقة نوبية الأصل على الأرجح، وقد حلت محل كلمة بيدر غير المعروفة في اللهجة السودانية. عند الحصاد تقطع السنابل وتكوم في اكوام تكون في مسافات متباعدة، يسمى الكوم الواحد جرن وجمعها جرون. ثم تجمع هذه الاكوام أو الجرون في مكان واحد يسمى تقة وهي البيدر.
جغب: يقول: "جغبة وجغب الوادي غرب: الضيق بين الجبال". واقول جغب بالضم، هو المساحة المنخفضة غير المستوية من اي قطعة من الأرض، سواء كانت في أماكن السكن أو الزراعة أو الوديان وغيرها. يقال: المحل دا جغب، والحتة دي جغبة، اي منخفضة عن غيرها، وهكذا.
جغم: يقول:" جغم سودانية جغم الماء شرب منه جرعة، والجغمة الجرعة مما يشرب. وهي مقلوب غمج في الفصحى غمج الماءجرعه جرعا متتابعا. والغمجة الجرعة". وهذا صحيح وهو يقع أيضا في باب القلب والابدال في اللغة. والقلب هو تقديم الحروف وتأخيرها. ومن ذلك على سبيل المثال قولهم : صاقعة في صاعقة. وجواز في زواج وغيرها. يقال في اللهجة السودانية: اديني جغمة موية، اي جرعة ماء. ويقال: ما شربت اللبن كله، بقيت منه فرد جغمة. والبقة بالضم الجغمة، يقال: بق يبق في معنى جغم. والبق بالضم: الفم في اللهجة المصرية كما هو معروف، ولكنها لا تستعمل في السودان في غير ما ذكر. (انظر: جقم، أدناه). وفي بقة بمعنى جغمة وجرعة، يقول ابراهيم ود الفراش في قوله الذي سبقت الإشارة إليه: دحين يا بقة العسل الروية بعد باصور بقيت بركب حوية. أن خاصية تقديم حرف على حرف أو تأخيره، خاصية معروفة في اللغة العربية منذ القدم، وقد وقف عندها فقهاء اللغة العرب الأقدمون وصنفوا لها ووضعوا فيها الكتب وأطلقوا عليها مصطلح (القلب). والفرق بينه والابدال هو أن الاخير وضع حرف مكان حرف. (احيانا يستخدم القلب للتعبير عن الابدال فيجب مراعاة ذلك). وقد وضع ابن السكيت (توفي 244 هـ) كتابا في هذه الظاهرة اسماه (القلب والإبدال) نقل عنه معجم الصِحاح قوله: "قال ابن السكيت في كتاب القلب: كلام حوشي ووحشي، والأوباش من الناس: الأخلاط مثل الأوشاب وهو مقلوب". المزهر ص 481. وفي معجمه (الجمهرة) يقول ابن دريد في باب الحروف التي قلبت: "يقال: جبذ وجبذ، وصاعقة وصاقعة، واضمحل وامضحل، ولبكت الشيء وبكلته إذا خلطته. وأسير مكلب ومكبل، وسبسب وبسبس: القفر، وسحاب مكفهر ومكرهف، وشرخ الشباب وشخره: أوله. ولفحته بجمع يدي ولحفته: إذا ضربته. وهجهجت بالسبع وجهجهت به، وطبيخ وبطيخ، وفي الحديث: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الطبيخ بالرطب. وماء سلسال ومسلسل وملسلس...، وذكر في تضاعيف الكتاب: خجّ وجخ إذا نسف التراب برجله في مشيه". انتهى – المزهر ص 477 وفي كتابه (الصاحبي في فقه اللغة ومسائلها وسنن العرب في كلامها): يقول ابن فارس: "ومن أوجه اختلاف لغات العرب: التقديم والتأخير نحو: صاعقة وصاقعة". ص 25 ونحن في السودان نقلب فنقول: صاقعة. جاء في أغنية الحماسة الشهيرة: "الحَسَن صاقعة النجم* بحمي الشهادة والنضم". وفي باب القلب من كتابه المذكور يقول ابن فارس أيضا: "ومن سنن العرب القلب. قولهم: جذب وجبذ، وبكل ولبك، وهو كثير وقد صنفه علماء اللغة". ص١٥٣ والرأي الراجح عند بعض علماء اللغة ان ظاهرة القلب اي تقديم وتأخير الحروف ما هي اختلاف في لهجات العرب. ونحن معهم في هذا النظر.
جقجق: يقول: "جقجق سودانية جمعها جقاجق وهي الامعاء تطبخ طعاما". واقول جقجق فعل وليست اسم فلا تجمع، وإنما جقاجق هو الاسم وهو مشتق من جقجق اي أحدث صوتا هو صوت غليان الطعام وهو يطهي على النار خاصة اللحوم. والجقجقة، ما يعرف بالنسيس. وجقجق من الالفاظ التي يحاكي لفظها معناها. ومن الفعل جقجق اشتق اسم الجقاجق وأطلق على الاكلة السودانية المعروفة.
جقم: يقول: "جقم سودانية أحدث صوتا متقطعا كصوت النحاس مثلا. قالت العبدلابية :"فوق شتم النحاس والدنقر اجقم". واقول اصل الجقم في اللهجة السودانية قرض الشيء بالأسنان ولوكه ومضغه مضغا جافا واكله. ومن ذلك على سبيل المثال قرض قطعة رغيف الخبز ولوكها واكلها بدون إدام. يقال: جقمت العصيدة أو الرغيفة جقم وجقيم اي لكتها واكلتها ناشفة. يقولون: قاعد تجقم في شنو؟. اي ماذا تلوك. وجقم بهذا المعنى من الالفاظ التي يحاكي لفظها معناها، فهو يحاكي حركة المضغ الجاف: جقم جقم. ومن معاني جقم في اللهجة السودانية الفم أو بالأحرى الفم مكسر الأسنان اذ يوصف تكسر أسنان الرضاعة عند الطفل بالجقم. وجقم في هذه الحقول الدلالية المذكورة موجودة في لهجات عربية أخرى منها السورية والاردنية. وأما قول العبدلابية في تقجيم الشتم والنحاس والدنقر، وكلها طبول سودانية معروفة، فهو تصوير مجازي لطريقة ضرب هذه الطبول، وهي الطريقة التي وصفها المؤلف بالصوت المتقطع، ويقصد الصوت المكتوم الموقع، دلالة على التفنن والحماسة في الضرب. ومن ذلك قولهم: حس دلاليكم تتخنق. وقولهم: تخنق الدلوكة وهي الدف، اي تدقها بتفنن دقا بديعا يجعل الصوت يخرج مكتما متقطعا موقعا. جلاد وزباد: يقول :"الجلاد سودانية قط الخلاء يخرج من تحت ابطه وذيله عطر يسمى عطر الجلاد. الجلادة تميمة مصنوعة من الجلاد يلبسها الأطفال لتطيب رائحتهم ومنه عقد الجلاد". واقول هذا القط يسمى الزباد بالفتح وهو قط بري، نوع من قطط الوادي أو الخلاء. ويستخرج العطر الذي يسمى الجلاد بالفتح من كيس في مؤخرة القط. يقول ابراهيم ود الفراش في واحدة من رباعياته في الدوبيت: حسارن في الضمير راقد مغبن طريت خمرة وجلادا ليه كبن حسارن اي شدة الشوق اليهن، مغبن مكتم ومتراكم. والجلاد عطر الزباد. والخمرة بالضم خلطة العطر السوداني الجاف المعروفة. كما يسمى هذا العطر بالزباد على اسم القط نفسه. وقد عرف هذا العطر لدى العرب قديما بعطر الزباد. فقد جاء في القاموس المحيط للفيروزأبادي: "زباد كسحاب، طيب معروف". وهو معروف في دول الخليج العربي. فقد جاء في معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية للمتحدة: "زباد: ضرب من العطور يسمى عطر الزباد". ويقول محقق المعجم المذكور في الهامش: "هو عطر الزباد، يؤخذ من حيوان يسمى سنور الزباد، يحمل تحت اصل ذيله جيبا تتجمع فيه مادة عطرة ممسكة". انتهى. وفي نص نادر يصف الرحالة ثيودور كرمب في رحلته الي السودان (١٧٠٠ - ١٧٠٢) عملية استخراج عطر الجلاد من قط الزياد بالقول: ".. ولم آخذ قطط الزباد. وكل واحد من هذه القطط يعطي أكثر من عشرة جرامات من الزباد كل أسبوع.. ويستخرج الزباد بالطريقة الآتية: ينخس ويلكز الحيوان وهو داخل قفصه، بواسطة عصا ملفوف راسها ببعض الخرق حتى لا تؤذي القط. ويفعل هذا إلى أن يصبح القط في غاية الانزعاج والغضب والهياج، وفي النهاية وبسبب والهياج الكامل فإن الزباد ينسكب من كيس صغير جعلته الطبيعة لهذا الغرض. وبعد ذلك يمسك القط من ذيله ويجر إلى قضبان القفص ويستخرج الزباد الثمين بملعقة صغيرة خاصة صنعت لهذا الغرض. والزباد رمادي في لونه لكنه يصبح بنيا بطول الزمن أو سوء الحفظ". (انظر : ثيودور كرمب، الرحلات السودانية، ترجمة، أحمد المعتصم الشيخ،٢٠١٨).
جاهل وجهال: يقول :"الجاهل سودانية الطفل الصغير وجمعها جهال. وهي لهجة يمنية شائعة حتى اليوم". واقول جاهل وجهال في معنى صغير السن وصغار السن وطفل وأطفال، معروفة في كثير من اللهجات العربية وبخاصة لهجات العراق والخليج العربي واللهجة السودانية وغيرها. وكانت تستخدم في السودان بكثرة في الشعر الشعبي وقصيد الغناء من باب التمليح والتدليل والتدليع. يقول شاعر اغنية (الحقيبة) عبد الرحمن الريح في واحدة من أشهر الاغاني السودانية : جاهل وديع مغرور* في أحلام صباه * ما عرف الهوى.
جوبك: يقول: "جوبك، بامالة الواو، سودانية، جوبك الأمر : عقده" . واقول بل جوبك الأمر أو الشيء أفسد نظامه وجعله غير مستقيم أو عوجه. ومجوبك: غير منتظم، ملولو، متداخل في بعضه، على غير الطريقة المثلى التي يجب أن يؤدى بها.
المراجع والمصادر: ١ عون الشريف قاسم، قاموس اللهجة العامية في السودان، المكتب المصري الحديث، القاهرة، ط٢ ١٩٨٥، ٢محمد النور ود ضيف الله، كتاب الطبقات في خصوص الاولياء والصالحين والعلماء والشعراء في السودان، تحقيق وتعليق وتقديم: الدكتور يوسف فضل حسن، دار التاليف والترجمة والنشر- جامعة الخرطوم، الطبعة الرابعة 1992. ٣ ابن منظور المصري، معجم لسان العرب، دار احياء التراث العرب، بيروت، الطبعة الثالثة. ٤ الفيروزآبادي، معجم القاموس المحيط، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الثالثة 2008. ٦ جلال الدين السيوطي، المزهر في علوم اللغة وانواعها، دار الفكر الطباعة والنشر، بدون تاريخ. ٧ المعجم الوسيط لمجمع القاهرة للغة العربية. ٨ ابن قتيبة، تأويل مشكل القرآن، دار الكتب العلمية، بيروت، طبعة 2002 ٩ ابن فارس، الصاحبي في فقه العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها، الدار العلمية للكتب، بيروت، طبعة 1997 ١٠ ابن سيد البطليوسي، الاقتضاب في شرح أدب الكاتب، دار الجيل، بيروت 1998 ١١ ابن قتيبة، أدب الكاتب، المكتبة العصرية، صيدا، بيروت، 2002. ١٢ أبو علي القالي، كتاب الأمالي، المكتبة العصرية، صيدا-بيروت، 2004. ١٣ عبد الله عبد الرحمن الضرير، العربية في السودان، دار الكتاب اللبناني، بيروت، الطبعة الثانية 1967.
١٢ سبتمبر ٢٠٢٥
#عبد_المنعم_عجب_الفَيا (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مراجعات في قاموس اللهجة العامية في السودان (٦)
-
مراجعات في قاموس اللهجة العامية في السودان (5)
-
مراجعات في قاموس اللهجة العامية في السودان (٤)
-
مراجعات في قاموس اللهجة العامية في السودان (٣)
-
مراجعات في قاموس اللهجة العامية في السودان (٢)
-
مراجعات في قاموس العامية السودانية
-
أمبرتو ايكو: التمييز بين التأويل واستعمال النص
-
أمبرتو إيكو : آليات القراءة وحدود التاويل
-
نظريات القراءه وجماليات التلقي
-
معاداة السامية : تعني معاداة العرب وكل شعوب الشرق الأوسط!
-
مكانة افلاطون وارسطو في تاريخ الفلسفة
-
انجلز والدفاع عن فلسفة هيجل
-
ذكريات د. إحسان عباس في السودان (١٩٥١
...
-
د. يوسف ادريس : حين داهمنا البوليس السياسي في بيت السودان وق
...
-
الدور السياسي في نشاة خطاب ما بعد الحداثة
-
نظرية -الفوضى- والعلم -ما بعد الحديث-
-
حداثة القديم: بين المتنبي وإليوت
-
جوته والإفادة من تكنيك السرد في -ألف ليلة وليلة- والتناص معه
...
-
رمزية زليخا وحاتم في شعر جوته
-
قصيدة -النثر- والبلاغة الكلاسيكية*
المزيد.....
-
من أين أتى؟ علماء يكشفون معلومة صادمة عن تمثال أسد أثري بإيط
...
-
طوله 12 قدمًا.. صائد تماسيح يصاب بالدهشة بعد تمكنه من أضخم ت
...
-
قطر والتلويح بضربها مجددا.. وزير الخارجية الأمريكي يعلق
-
حرب غزة في يومها 709: قتلى في قصف إسرائيلي منذ الفجر وعمليات
...
-
هانوفر .. مركز الجالية السودانية وقلبها النابض في ألمانيا
-
الأرق ليس مجرد تعب.. دراسة تربطه بزيادة خطر الخرف
-
وزير الخارجية الأمريكي في إسرائيل مؤكدا دعم بلاده رغم الضربا
...
-
بكين تجري دوريات في بحر جنوب الصين وتحذر الفلبين من الاستفزا
...
-
شقيقة زعيم كوريا الشمالية تحذر جيرانها من -استعراض متهور للق
...
-
توقيف رئيس بلدية معارض بإسطنبول بتهم فساد وابتزاز
المزيد.....
-
كتّب العقائد فى العصر الأموى
/ رحيم فرحان صدام
-
السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية)
/ رحيم فرحان صدام
-
كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون
/ زهير الخويلدي
-
كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي
/ تاج السر عثمان
-
كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي
/ تاج السر عثمان
-
برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية
/ رحيم فرحان صدام
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
المزيد.....
|