أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد السعيدي - الاسلام مقابل العرب














المزيد.....

الاسلام مقابل العرب


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8478 - 2025 / 9 / 27 - 20:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تأسس نموذج الدولة الوطنية (القومية) في البلدان العربية على غرار النموذج الأوروبي للدولة الوطنية (القومية) وفق مفهوم اللغة والثقافة المحلية الخاصة لكل منطقة. وذلك بالضد من الفكرة الاسلامية الجامعة التي كانت تقوم الدولة العثمانية على اساسها. وجرى الدفع لقيام أشكاله الأولية ضمن سياق الصراعات والحروب التي استعرت بين الدول الأوروبية على المصالح ومناطق النفوذ والاحتلال في مختلف قارات العالم، طوال القرن التاسع عشر امتداداً إلى القرن العشرين.

بالمقابل تقوم الفكرة الاسلامية على الدين الاسلامي وفكرته الجامعة من حيث تطبيقها على الجميع دون مراعاة للحدود السياسية ولا من اعتراف باللغة المحلية ولا بالخصوصيات الثقافية. وتتبع الامة الاسلامية الناتجة قيادة واحدة وتتبع دستورا واحدا يعتمد على الدين كمصدر وحيد للتشريع. وفكرة الدولة الاسلامية تناقض وتعاكس فكرة الدولة القومية التي ينظر اليها وكأنها فكرة تجزيئية للفكرة الاسلامية الجامعة تكاد تقترب من حد المؤامرة. ونموذج الدولة الاسلامية الجامعة هو ما كان شائعا خلال فترات التاريخ العربي والاسلامي حتى تلقيه ضربة موجعة خلال الحرب العالمية الاولى.

ثمة ما يراد به استغلال امر الفكرة الاسلامية الجامعة المراد استعادتها وهو في وضعها مقابل الدول العربية. فحجم سكان الدول الاسلامية لوحدها المنظوية تحت راية الامة الاسلامية ستكون اكبر من مجموعة الدول العربية التي من ضمنها. بالنتيجة ستكون القيادة للمجموعة الاولى دون العرب الذين وإن كانت الدعوة المحمدية قد ظهرت تاريخيا عندهم، إلا انهم وبفعل وضع الاقلية العددية التي سيجدون انفسهم فيها سيكونون هم وموقعهم الاستراتيجي محكومون لا حاكمون.

بهذا الشكل يمكن فهم السياسات الايرانية في ضرب التوجهات القومية العربية في العراق بعد سقوط النظام السابق. فايران تعمل وفق المنظور الاسلامي اياه حيث الدين هو المنظومة الجامعة لاية مجموعة سكانية ضمن فكرة يراد لها ان تكون واحدة تفرض على الجميع، على حساب التوجهات القومية المغايرة. هذه السياسات الايرانية هي ما نرى تطبيقها في محاولات فرض نظرية ولاية الفقيه في العراق التي هي التجسيد لهذه التوجهات الاسلامية. ومثال آخر في محاولات عزل العراق عن محيطه العربي، عن طريق الاعلام التابع لايران تمهيدا لابتلاع العراق وفق دعوات ايرانية تحت قناع الوحدة مع نظام الدولة الاسلامية. ومثال ثالث وهو ما جرى الترويج له خلال المعارك الاخيرة ضد الكيان الصهيوني تحت عنوان وحدة الساحات، تكون تحت القيادة الايرانية. ولعل البعض كان يتصور اقتصارها فقط على الامور العسكرية. وهي قد تكون كذلك، إلا اننا لا نستطيع فصلها عن الامر السياسي الذي ننبه اليه هنا والذي يراد فرضه على العراق بعدما جرى اقحامه في امر هذه الوحدة.

وليست ايران هي وحدها المتهمة هنا، فتركيا تحاول ايضا اتباع نفس اللعبة وإن بتأثير اقل. وهذا سيحتاج ربما الى دراسة اوسع من مجال هذه المقالة.

انه من المؤسف رؤية تطور هذه الامور بهذا الشكل. اي بوجود محاولات لاستغلال الاسلام لتحويله الى رافعة سياسية للسيطرة على بلدان اخرى. وهو ما يستدعي الانتباه اليه والعمل على مجابهته.



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاتفاق الثلاثي مع الاقليم.. نجاح غير واضح لحكومة السوداني
- المزاعم الامريكية بشأن الرحلات الى المريخ كاذبة
- هذا هو سر فترة السنة المفروضة بين طلب الانسحاب الامريكي وبدئ ...
- نطالب السوداني باستعادة اموالنا المنهوبة من سوريا
- حقائق بشأن اتفاقية خور عبدالله ونسخها المختلفة وتوضيحاتنا حو ...
- على السوداني حل عصابة الحشد
- رأينا حول نتائج التحقيق بشأن المسيرات القاصفة
- المطالبات الكردية بالاستقلال هي غطاء بهدف سرقة النفط وخدمة ا ...
- السوداني يبيع للمرة الثانية ويتنازل عن خور عبد الله
- رأينا في اسباب الخروقات الامنية التي ظهرت خلال الحرب الاسرائ ...
- بزشكيان المتغطرس ومطالباته بشأن الاجواء العراقية
- مرة اخرى مع الكسور في قانون سانت ليغو وخوار مفوضية الانتخابا ...
- تخادم الاثرياء من اصحاب الملايين مع السياسيين
- مقاطعة البضائع الامريكية
- نطالب باحالة مسعود البرزاني الى القضاء لتورطه بالخيانة العظم ...
- نفاق المفوضية الاوروبية ووضاعتها
- محاولات دول الخليج للحصول على التزام عراقي باتفاقية خور عبدا ...
- مرة اخرى حول خرق المادة (47) من الدستور
- رأينا بشأن ظاهرة المتسولين في العراق والطريقة لمعالجتها
- هل العراق ديمقراطية ام دكتاتورية عسكرية ؟


المزيد.....




- منتدى للخبراء في طشقند تمهيدا لافتتاح مركز الحضارة الإسلامية ...
- مؤرخ يهودي شهير: لم أعد أؤمن بالصهيونية وأؤيد حماس
- حضور عالم دين في صلاة الجمعة بسيارة تويوتا حربية
- ولي عهد البحرين يعتزم زيارة الفاتيكان وإيطاليا
- باسم يوسف يعود للظهور في برنامج عبر قناة مصرية بعد 12 عامًا. ...
- القس منذر إسحق: سياسات الفصل العنصري الإسرائيلية وراء تهجير ...
- فرنسا: النيابة تطلب السجن لثلاث نساء بتهمة الانتماء إلى تنظي ...
- ستارمر: ادعاء ترمب بأن لندن قد تطبق الشريعة الإسلامية -هراء- ...
- مصر توجه رسالة لكيان-إسرائيل- عبر لجنة يهودية أمريكية
- مستعمرون يعتدون على عائلة شمال سلفيت


المزيد.....

- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد السعيدي - الاسلام مقابل العرب