سعد السعيدي
الحوار المتمدن-العدد: 8346 - 2025 / 5 / 18 - 22:29
المحور:
القضية الفلسطينية
منذ مقالتنا السابقة قبل اسبوعين حول المفوضية الاوروبية رأينا تصاعد الدعوات العالمية لايقاف الحرب الاجرامية على غزة. بيد اننا لاحظنا ايضا بطئها الشديد ومحدودية اثرها على الارض. لهذا فاننا نرى بوجوب الذهاب الى ابعد من هذا. وهذا يكون بفرض مقاطعة على البضائع الامريكية بسبب الدعم الامريكي لدولة الكيان في حربه على قطاع غزة وسياسة التجويع التي ينتهجها.
فلما يقوم الرئيس ترامب بتجاهل قرارات قضائية في بلده، احدهما من محكمة اتحادية والآخر من المحكمة العليا، مما يعتبره الشعب الامريكي دكتاتورية وبداية النهاية لدولة القانون في بلدهم، سيكون الامر مسألة وقت قبل ان يبدأ نفس هذا الرئيس بالتجاوز على القوانين الدولية وعلى دول العالم والتغول عليها.
لذلك فيتوجب ايقافه عن حده عالميا كي لا يتمادى. إن الرئيس ترامب هو ليس إلا تاجر يهمه كثيرا تنشيط اقتصاد بلده. لذلك فانه لن يتحمل اعباء اية مقاطعة مثل هذه يمكن ان تقوض ما عمل على انجازه خلال الفترة الاخيرة. تهدف هذه العقوبات الى اجباره على ايقاف تسليحه لقوى العدوان في فلسطين المحتلة. ان الصهاينة يرتكبون افعالهم هذه بدعم كامل من الامريكيين. وانه لولا الاخيرين لما تمكن اولئك من الاستمرار في جرائمهم هذه.
هذه المقاطعة ستكون لمدة اسبوع من كل شهر. وستكون بمثابة عقوبات ضد الامريكيين لاستمرار دعمهم اللا محدود لجرائم الحرب في غزة، وصم آذانهم عن المطالبات لايقاف هذا الدعم ووقف الحرب.
سيشتمل اسبوع العقوبات على مقاطعة شاملة من بلدان العالم كل حسب امكانيته، لكل البضائع المستوردة من امريكا. من ضمنها التوقف عن شراء المنتجات الثقافية الامريكية مثل الافلام السينمائية والمسلسلات المتلفزة. طبعا سيكون تأثير الامر اقوى لو انه طبق طوال السنة. لكننا نعتبر ان فترة اسبوع فقط في كل شهر كفيل مع ذلك رغم قصره على إلحاق الاذى بالاقتصاد الامريكي. سيتوجب خلال هذا الاسبوع عدم ابرام اية اتفاقية تجارية جديدة مع الامريكيين. ايضا ايقاف تحويل مبالغ اية اتفاقيات تجارية الى شركاتهم مما كان قد جرى التوقيع عليها قبل اسبوع المقاطعة. بالتوازي مع هذا، التباطؤ خلال فترة الاسبوع في تسليم ما جرى الاتفاق عليه من بضائع الى الامريكيين قبله.
لقد رأى الجميع كيف تراجع ترامب عن الاستمرار في هجماته ضد اليمنيين بعد عجزه عن هزيمتهم. وذلك بسبب استنزاف قدرات بلده العسكرية خلال مجابهة الشهرين من دون نتائج على الارض. لذلك فان مقاطعة دولية مثل هذه اعلاه ستؤذي اقتصاده اكثر وستدفع به حتما الى اعادة التفكير في قراره تسليح دولة الكيان. ونعتقد بانه يكفي حتى عن الاعلان عن نية القيام بهذا العمل من قبل دول العالم لتسلط ضغوطا نفسية عليه تدفعه الى ايقاف مساعداته العسكرية وغير العسكرية لدولة الصهاينة. بيد انه لابد في نهاية المطاف من تقديم ترامب الى الجنائية الدولية لمشاركته في جرائم الابادة الجماعية في غزة المحتلة.
#سعد_السعيدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟