أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد السعيدي - تخادم الاثرياء من اصحاب الملايين مع السياسيين














المزيد.....

تخادم الاثرياء من اصحاب الملايين مع السياسيين


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8350 - 2025 / 5 / 22 - 23:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فاضل الدباس وعالية نصيف ومأمون السامرائي وسعد وهيب الصيهود وابراهيم البغدادي وبهاء الاعرجي الى آخره هي اسماء اشخاص لا يبدو من الوهلة الاولى بان ثمة علاقة بينهم. لكننا سنعود اليهم لاحقا في المقالة. فلابد اولا من توضيح بعض الامور.

قطعا تساءل كل منا عما يكون الجواب على السؤال عن سبب او اسباب تخادم الاثرياء من اصحاب الملايين مع السياسيين ؟ الجواب هو لزيادة اموالهم ونفوذهم. والجواب على السؤال حول كيفية حصول هذا هو كالتالي.

لا يصل هؤلاء الاثرياء الذين هم عادة ما يكونون من التجار، الى مرتبة ذوي الملايين او اعلى من كدهم الشخصي فقط. وإنما يصلونها بالحصول على المساعدة والدعم من جهات اخرى. فدائما ما يحرص اي ثري مهما كان مستوى ثرائه على زيادة امواله ومضاعفتها. فكلما زادت هذه وتضاعفت، تزداد عنده الرغبة في مضاعفتها اكثر. إذ ان مضاعفتها تؤمن له النفوذ السياسي او امكانيته وبعلاقة طردية. لهذا الهدف فانه سيذهب لينتقي من السياسيين من يستطيع ان يساعده في الوصول الى المرتبة الآنفة باقل جهد وبالتخادم معه. لكن لماذا السياسي ؟ السياسي وليس كلهم لحسن الحظ تكون لديه اهدافا متشابهة تقريبا مع تلك التي للثري موضوعنا هنا. فالسياسي يريد ان يبقى في مكانه الى ما لا نهاية مثلا لاسباب شتى، منها بناء مجده الشخصي او نفوذه. لهذا فانه دائما ما سيفكر بطريقة لتأمين اعادة انتخابه. واعادة الانتخاب خصوصا إن لم يكن من محبي البرامج الانتخابية تستند دائما الى الاموال. والتمويل هو المفتاح لاطلاق حملات انتخابية قوية تؤمن انتخاب ايا كان الى درجة ستغنيه ربما عن حضوره في الاجتماعات الانتخابية بنفسه والظهور الاعلامي. لهذه الاهداف سيقوم الثري بضخ الاموال الى السياسي الذي سيستخدمها في اسناد حملته الانتخابية. بعد فوز السياسي بالانتخابات ولرد دينه الى مموله سيقوم بمنح الاموال للثري تحت مسمى المساعدات الحكومية او باية حجة او طرق اخرى مموهة. من هذه هي الاعفاءات الضريبية. بهذه سنرى انه بدلا من تأدية الثري ما عليه الى الخزينة العامة حسب القانون يصار الى ايجاد ثغرة او العوبة ما لتقليل مقدار هذه الضريبة المطلوبة الى ادنى حد ممكن. وهذا إن لم يكن بالامكان إلغاؤها له تماما. ومن الاساليب الاخرى التي ستكون بشكل خدمات هي توجيه الزبائن خصيصا الى شركات الثري الذي يكون هو ايضا من التجار كما اسلفنا. وغير هذا تسهيل حصول الثري صاحب الشركات او صاحب الرأسمال على التسهيلات المالية الحكومية الاخرى دون الآخرين من منافسيه حتى ولو خلافا للقانون. هكذا كنا قد اكتشفنا كباقي سكان الارض بان المرشح الجديد المنافس للرئاسة ترامب كان قد استفاد من تخفيضات ضريبية هائلة عن ملياراته قبل اطلاق ترشحه حيث دفع للدولة بضعة مئات من الدولارات عنها فقط. كذلك فقد استخدم الرئيس اوباما خلال فترة ولايته هو الاموال العامة لتمويل تحديث مصانع فورد للسيارات كي تستطيع انتاج سيارات تشابه مثيلاتها الاوروبية. وهو طبعا ليس الرئيس الوحيد الذي يمارس مثل هذه الاعمال مع قاعدته الانتخابية. والى جانب كل هذا هناك الاسلوب المباشر المتمثل بقيام السياسي بخدمة مصالح قاعدته من الاثرياء والاغنياء وذلك بمنع او عرقلة تشريع اية قوانين قد تكون مضرة بمصالح هذه القاعدة الممولة، او بالعكس تشريع اخرى تكون مفيدة لهم. وهو ما يسمى بالمظلة السياسية. وهكذا يستفيد الجميع من الجميع من هذا التخادم.

في العراق توجد الاسماء اللامعة المعروفة للجميع التي اوردناها في بداية المقالة. وقد اوردناهم على سبيل المثال طبعا لا الحصر. ففاضل الدباس بطل اجهزة كشف المتفجرات كان مرتبطا في وقت ما بالسياسي احمد الجبوري من الموصل، واتحاد الصناعات العراقي بعالية نصيف، ومأمون السامرائي بفائق الشيخ علي، وسعد وهيب الصيهود برؤوساء حكومات حزب الدعوة، وابراهيم البغدادي بالعبادي بداية ثم تنقل الى المجلس الاقتصادي في وقت ما قبل ان ينتهي به المطاف الى هيثم الجبوري. وبهاء الاعرجي بسياسيي تياره وعمائمه الى آخره. وهذا طبعا بغض النظر عن حصول تزوير في الانتخابات من عدمه.

ويقوم الاكراد ايضا بنفس العملية. إذ قد صرح جلال الطلباني ذات مرة بان عدد اصحاب الملايين في مدينته قد وصل الى عشرة. وهو ربما كان يريد ان يقول بان لديه قاعدة داعمة من المؤيدين المحليين.

إن نتائج هذا التخادم المتبادل عدا زيادة اموال هذا وذاك من المنتفعين، هي زيادة نفوذ الفاسدين من السياسيين. وهذا يفسر ربما كيفية بقائهم في اماكنهم او اعادة انتخابهم الى ما لا نهاية. وهو ما يتيح لهم بناء نفوذهم السياسي وتنمية علاقاتهم. وهو يكون تهديدا للديمقراطية وافراغا لمحتواها. اي اننا بهذا تكون لدينا قشرة الديمقراطية او مظاهرها، وفي الجوهر وسيلة لخدمة اصحاب الاموال الطائلة وتنميتها من الاثرياء. ويقوم السياسيون الفاسدون الذين قطعا سيتكاثرون الى افادة الاغنياء ممن دعموهم، والى تضليل الشعب بطريق الاعلام المرتزق الذي يتخادمون معه بنفس الطريقة هو ايضا.



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاطعة البضائع الامريكية
- نطالب باحالة مسعود البرزاني الى القضاء لتورطه بالخيانة العظم ...
- نفاق المفوضية الاوروبية ووضاعتها
- محاولات دول الخليج للحصول على التزام عراقي باتفاقية خور عبدا ...
- مرة اخرى حول خرق المادة (47) من الدستور
- رأينا بشأن ظاهرة المتسولين في العراق والطريقة لمعالجتها
- هل العراق ديمقراطية ام دكتاتورية عسكرية ؟
- الاكتتاب وطرح اسهم الشركات العامة للبيع
- نطالب بانشاء شركة حكومية حقيقية لا شكلية للهاتف النقال
- قانون الحشد الجديد الذي يراد تمريره في مجلس النواب
- النفاق الدولي بشأن احداث غزة الاخيرة
- بلينكات
- المزاعم الامريكية بشأن الرحلات الى القمر كاذبة
- اهداف ترامب في التهديد بملف اموال المساعدات للعراق
- هكذا يكون الرد على التهديدات الامريكية بفرض العقوبات على الع ...
- اليكم إحدى طرق ايقاف تمرير القوانين خلافا للدستور
- رئيس الجمهورية وراتبه
- رئيس الجمهورية والالتزام بالدستور
- نطالب باحالة وزير النفط ورئيسه الى القضاء لحنثهم باليمين وخر ...
- لخرقه الدستور واستغلاله لبلدنا بالضد من مصلحته نطالب بحل الح ...


المزيد.....




- قطر عن مقتل اثنين من موظفي سفارة إسرائيل بواشنطن: -نرفض الإر ...
- ليبيا - نواب يقترحون تشكيل حكومة مصغرة لفترة مؤقتة
- عقوبات أمريكية على السودان بسبب -استخدام أسلحة كيماوية-
- وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية تهدد الجامعات بإجراءات إذا سمح ...
- مصر.. تدخل دبلوماسي بعد فيديو اعتداء كفيل سعودي على عمال مصر ...
- 72 شهيدا بغزة وحماس تحذر من إقامة معسكرات اعتقال
- المغرب بعيون إسكندرانية.. من فاس للقاهرة في رحلة عبر مراكش
- مناورات إيران وأذربيجان العسكرية.. تعاون أمني أم رسائل إسترا ...
- لحظة استهداف الجيش الإسرائيلي لمبنى في بلدة تول جنوب لبنان
- سلسلة غارات إسرائيلية على مناطق في الجنوب والبقاع في لبنان


المزيد.....

- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد السعيدي - تخادم الاثرياء من اصحاب الملايين مع السياسيين