أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - رقصات عابرة














المزيد.....

رقصات عابرة


كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي


الحوار المتمدن-العدد: 8478 - 2025 / 9 / 27 - 12:04
المحور: الادب والفن
    


(رقصة الموت (Danse Macabre) هي نوع فني أدبي بصري وموسيقي، ظهر في أواخر العصور الوسطى وتطور عبر العصور، ويُجسّد عالمية الموت وحتمية لقائه مع جميع البشر بغضّ النظر عن طبقاتهم الاجتماعية. يتجلى الموضوع غالبًا في صور هياكل عظمية تقود موكبًا من الأحياء إلى قبورهم، وهو تذكير بـ "فناء الموت" أو عالمية الفناء، مستوحاة من الطاعون الأسود في القرن الرابع عشر وتعتبر رد فعل على هذه الكارثة. )
تنسكب رقصات الموت لنادية الابراهيمي في بعد رمزي،فلا هياكل عظمية ولاجثث.
ولا نغم جنائزي.
انه رقص تم تمثيله بانسنة الجماد،مثل الحبر والضوء والقطرات.
رقص تم التقاطه بعدسة تخيلية حساسة ،قبل تلاشيه .
( رقصة رماد
أوقدت شمعة في العتمة
تراقص اللهب قليلا...
ثم انطفأ
ولم يبق سوى رماد
يتذكّر أنه كان نورا.).
غالبا ما اتت الافعال بصيغة الماضي فيما تنتهي بفعل مضارع.. هذا التنقل الزمني هو انعكاس لتحول سيكولوجي ،قد يعكس تفاؤلا لا شعوريا، او تمازج الزمنين معا.
الفعل تراقص قد يكون صرفيا للمطاوعة او لسواها، ويمكن انتقاء اكثر من مفردة لتمثيل الاشتعال، لكن الكاتبة اختارت اللهب، فهل اتت هذه المفردة لتشبعها بالايحاء مع الدقة او لجمال الايقاع...فبتحييد مفردة العتمة تكون ( اوقدت شمعة) هي ذات النغمة في ( تراقص اللهب) ،فتنتمي لبحر الرجز بزحافات مرقصة مثيرة..(( مستفعلن فعل...اوقدت شمعة)) و( متفعلن فعل. .تراقص اللهب).
وبتجاوز البنية الايقاعية نرى فاجعة النور الذي يتراقص رقصة الموت،لكنها رقصة سريعة سرعان ما تتصحر فيتحول النور لرماد ،انه جثته التي تمتلك ذاكرة حية..
هذا النص ذكرني بشاعر ابحث عنه يروي حكاية كرسي وكيف ينسى اصله الاغصان
(وإن كانَ جسدي خَشَباً، فهذهِ نهايتي لكن روحيَ تذكرُ الشجرةَ، وشمسَ البدايةِ ، أنا كرسيٌّ، ولكنَّي أبقى الشجرةْ التي تحملُ في صمتِها ذكرى خالدة)



رقصــات عابـــرة

رقصة مطر
هبّت السماء بالبكاء
تراقصت القطرات على الأرصفة
وحدها مظلة صغيرة
حملت حوارا صامتا
بين عاشقين.

ـــــــــــــ

رقصة صمت
جلسا متقابلين
الكلمات عالقة في الحلق...
أما العيون
فكانت ترقص
رقصة الاعتراف المؤجل.

ـــــــــــــ

رقصة حبر
انحنى القلم على الورق
سقطت نقطة حبر
كبرت... تمدّدت
حتى ابتلعت الحكاية
قبل أن تولد.

ــــــــــــــ

رقصة ظل
كانت الشمس تغيب
وهو يلاحق ظله الممدود...
كلما اقترب منه
ابتعد أكثر
كأنه يتدرّب على الفقد.

ـــــــــــ

رقصة ندى
على ورقة وحيدة
ارتجفت قطرة ندى
تتمايل خوفا من السقوط...
ثم أشرقت الشمس
فتبخّرت في حضنها.

ـــــــــــــ

رقصة رماد
أوقدت شمعة في العتمة
تراقص اللهب قليلا...
ثم انطفأ
ولم يبق سوى رماد
يتذكّر أنه كان نورا.

#ناديةالإبراهيمي)

2025



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة للامام مذكرات ج2 كتاب كامل
- قراءة في شهوانية رجل سبعيني
- كتاب تسجيل لحكايا برقية
- نظرة للامام مذكرات. ..الرملة
- منتدى افق البيان
- مذكرات ليست مهمة..فلفل بارد
- ظاهرة الالقاب
- كتاب حدائق الصمت نادية الابراهيمي
- كتاب مشاعر هشة نادية الابراهيمي
- اقنعة النقد
- مشاعر لم تشرق عليها شمس البوح يوما
- كتابات حول مشاعر هشة
- جسد الطوائف رواية تجسد العنف باسم الدين
- رانية مرجية تصدر روايتها الأولى الرملة ٤٠٠ ...
- كتاب جدلية الروح والكلمة لرانية مرجية
- الاغتيال والانتحار
- الى بسمة الصباح
- رسالة من المتنبي
- نقد النقد
- نقد سحر الايقاع


المزيد.....




- ماكي صال يُحيّي ذكرى بن عيسى -رجل الدولة- و-خادم الثقافة بل ...
- الأمير بندر بن سلطان عن بن عيسى: كان خير العضيد ونعم الرفيق ...
- -للقصة بقية- يحقق أول ترشّح لقناة الجزيرة الإخبارية في جوائز ...
- الكاتبة السورية الكردية مها حسن تعيد -آن فرانك- إلى الحياة
- إصفهان، رائعة الفن والثقافة الزاخرة
- سينمائيون إسبان يوقعون بيانًا لدعم فلسطين ويتظاهرون تنديدا ب ...
- وفاة الفنانة التركية غُللو بعد سقوطها من شرفة منزلها
- ديمة قندلفت تتألق بالقفطان الجزائري في مهرجان عنابة السينمائ ...
- خطيب جمعة طهران: مستوى التمثيل الإيراني العالمي يتحسن
- أعداء الظاهر وشركاء الخفاء.. حكاية تحالفات الشركات العالمية ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - رقصات عابرة