أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - مشاعر لم تشرق عليها شمس البوح يوما














المزيد.....

مشاعر لم تشرق عليها شمس البوح يوما


كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي


الحوار المتمدن-العدد: 8464 - 2025 / 9 / 13 - 23:12
المحور: الادب والفن
    


تحت عنوان(سيميائية_العنوان
ديوان "مشاعر_هشّة") اكدت الكاتبة هبة الخالق ،بان اللغة هي العامل الحاسم بتفرد النصوص،وانها موكب من العلامات المشفرة.
( إن ما يمنح النصوص الأدبية صفة الأدبية خلافا للنصوص الأخرى على إختلاف ميادينها هو اللغة، فالسرّ كله يندسّ في هذا الكائن العجيب المتمثّل في اللغة.
إن اللغة كائن متطوّر و مرن مرونة الإنسان نفسه لذلك كان لكل زمان لغته و مفرداته التي تأخذ حيويتها من الواقع نفسه لكي تستمر و تؤدي ما لها و ما عليها، فاللغة الأدبية إن صحّ القول موكب من العلامات المشفّرة تستدعي من القارئ أن يعوّل على عدّته اللغوية و عتاده الثقافي و ذكائه العاطفي للإبحار العميق نحو سبر أغوارها و تحديد انعكاساتها لغويا و نفسيا و اجتماعيا.

يجنح الشعراء إلى لغة الإيحاء و الترميز في معظم قصائدهم لخلق حالة من الغموض اللذيذ و التماهي المقصود لإحداث دوّامة من الاستنفار الذهني ، و ذلك بترسانة من المجازات و الاستعارات و الماكياج اللفظي للوصول بالذائقة إلى عرش الجمالية و هذا هو مبتغى النفس الخفي الذي لن تجاهر به في كل الأحوال و لو أنكرت ذلك.

يحمل الديوان عنوان مشاعر هشّة
العنوان متكون من مفردتين مؤنثتين نكرتين مرفوعتين على سبيل مسند و مسند إليه، كلمة مشاعر جاءت بصفة الجمع لا الإفراد و التنكير لا التعريف، و إن دلّ الجمع إنما يدلّ على تراكمات و ترسّبات السنين من عواطف تعتّقت و انبجست على شكل خواطر حملت العديد من الآحاسيس التي تراوحت مابين الحنين و الفقد و الغربة والاغتراب و البحث عن كنه هذه الذات في خضم مواقف ضبابية .......
لقد جسّد التنكير نوع من الإقصاء الذي مارسته الأديبة نحو هذه المشاعر كأنها مشاعر لا تخصّها ، فهذا يعكس حالة نفسية عند الأديبة جعلتها تفطم هذه المشاعر و تتركها مهملة في عنابر الانتظار و التأجيل، ليس إهمالا و إنما هي ضرورة اقتضتها مرحلة عمرية خاصة بكل متطلّباتها ، فكان لابد من التماسك و عدم الخوض في هذا النوع من المشاعر، فكانت مشاعر و فقط .
أما كلمة هشّة جاءت مفردة نكرة تتأرجح بين الوصف و الإخبار فمرة كانت صفة لمبتدأ، تصف لنا نوعية هذه المشاعر دون أن تحمل على عاتقها مسؤولية هذا الوصف....و أحيانا ظهرت على أنها خبر ، لتقف الكلمة بكل ثقة تتحمّل مسؤولية الإخبار...فالتارجح مابين الوصف و الإخبار هو ما وثّق حالة الارتباك الخفية.
أما التنكير لم يأت اعتباطيا بل إنه يؤكد هذا التردّد العاطفي عند الأديبة ،فالمشاعر رغم كونها مشاعرها كما قلت سابقا إلا أن التهميش الذي طالها كان سببه الهشاشة التي لم تكن لتناسب سبيل الصلابة و العقلانية التي كانت الاديبة مجبرة علي السير فيه ، لكن رغم ذلك أبقت على خيط رفيع غير مرئي ، قد يمكن تحسّسه لدى البعض ، لذلك كلمة هشّة هي من عرّت هذه المشاعر التي تنكّر لها العقل ظاهريا و احتواها القلب ضمنيا و بعنفوان.
أما معنى الهشاشة قد يفهم عند البعض على أنه ضعف، اهتراء، ...هزال عاطفي....جفاف.....ذبول لكن ما حوت عليه القصائد يعكس عكس ذلك تماما فالهشاشة هنا تمخضت عن قوّة و صلابة منقطعة النظير، عن شخص ظل واقفا في معترك الحياة بشراسة ، لذلك كان الديوان عبارة عن جولة داخل تلك الحجرة المتناسى أمرها داخل الروح، هو بمثابة استضافة برحابة صدر داخل غابات مطيرة ظلّت تهطل داخل القلب بصمت و في مكان نائي عن شعاع شمس، هي نافذة لأول مرة يمسح عنها غبار السنين العجاف، و من هنا أتت هشاشة هاته المشاعر، هي مشاعر لم تشرق عليها شمس البوح يوما، مشاعر مازالت غضّة و نديّة و طازجة ، لم يجفّفها الاعتراف و التعوّد و الشكوى....هي مشاعر كتب لها أن تبقى مؤجلة لسنوات لضرورات قصوى.
مثلما تأخذ الكلمات معانيها من السياقات، أيضا نحن البشر نستقي اختياراتنا من سياقاتنا النفسية و الاجتماعية و الأسري ....فالأسلوب بصمة و البصمة لا تمثّل إلا صاحبها.
و الأديبة نادية الإبراهيمي بصمت على قصائدها بتواضعها و حيائها و عزّة نفسها و كبريائها المتواري خلف السطور فكانت هشاشتها من نوع فريد، هشاشة كلها أنفة و شموخ و إيحاءات أنثوية خجولة.)
هبة الخالق.
-------
هبة الخالق مختصة في النقد الحديث والمعاصر من الجزائر أديبة وقاصة لها رواية على "ضفاف الوادي " ومجموعة كبيرة من المقالات المتنوعة



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتابات حول مشاعر هشة
- جسد الطوائف رواية تجسد العنف باسم الدين
- رانية مرجية تصدر روايتها الأولى الرملة ٤٠٠ ...
- كتاب جدلية الروح والكلمة لرانية مرجية
- الاغتيال والانتحار
- الى بسمة الصباح
- رسالة من المتنبي
- نقد النقد
- نقد سحر الايقاع
- كتاب احاديث من التراث لازدهار الكيلاني
- اكرم الوتري الصمت بعد الوتر الجاحد
- لقد قتل الفقد روح الكلبة
- تسجيل لحكايا برقية ج7
- قانون حرية التعبير في العراق
- انطولوجيا السرد العربي من اهم المواقع العربية
- انطولوجيا السرد العربي من اهم المواقع العربية.
- ملاحظات حول الكتابة
- المودة اول حزب نسوي في العراق
- المحامية زينب الاعتقال والتشهير
- اتفاقية خور عبد الله بين الكويت والعراق


المزيد.....




- فنانون أتراك يدعمون حملة -جسر القلوب من أوسكودار إلى غزة-
- أمل مرقس: -في فلسطين الغناء لا يوقف الحروب، لكنه فعل صمود وم ...
- عُمرٌ مَجرورٌ بالحياةِ
- إشهار كتاب ( النزعة الصوفية والنزعة التأملية في شعر الأديب ا ...
- باراماونت تنتقد تعهد فنانين بمقاطعة شركات سينمائية إسرائيلية ...
- إنقاذ كنز أثري من نيران القصف الإسرائيلي على مدينة غزة
- يُرجح أنه هجوم إيراني.. عشرات الممثلين الإسرائيليين يقعون ضح ...
- غزة... حين تعلو نغمات الموسيقى على دوي الانفجارات والرصاص
- غزة: الموسيقى ملاذ الشباب الفلسطيني وسط أجواء الحرب والدمار ...
- سياسي من ديمقراطيي السويد يريد إيقاف مسرحية في مالمو – ”تساه ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - مشاعر لم تشرق عليها شمس البوح يوما