كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي
الحوار المتمدن-العدد: 8424 - 2025 / 8 / 4 - 17:17
المحور:
الادب والفن
يروي الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد في مذكراته (كان أكرم يوم تعــــــــرّفت عليه طالباً في كلية الحقوق .
اتى إلى جواري شاب نحيف ، شديد الرهافة في كل تقاطيعه .. وسيم ، أبيض البشرة مشرَّب بحمرة خفيفة .. ملوّن العينين .. أصفر الشعر والشاربين ..وديع حدَّ وجع القلب ! .. وكان كل ما فيه يوحي بعدم انتمائه للمقهى التي كنا نجلس فيها .
عرفت بعد ذلك أن أكرم الوتري هو ابن أخ الدكتور المرحوم هاشم الوتري ، عميد كلية الطب العراقية آنذاك ).
لقد عرٍّفني الرائد الراحل بالشاعر اكرم، الوتري وكان صديقه فقال( اكرم وضع ديوانه الاوحد الوتر الجاحد، ولم يكتب شعرا غيره ،حسنا فعل).
كنا نتحدث عن تكرار بعض الشعراء انفسهم.
كتب حسين عبد الزهرة مشيدا بابيات الوتري ( الساعة التعبى تظل تطل من خلل الدخانِ
تحصي المهازل والمآسي بالدقائق والثواني... وبعد سنين لاحقة، يأتي شاعر نادر آخر هو البريكان، يأخذ المشعل من يد الوتري، ويرفعه عالياً، فيقول:بين البروجِ يزيد طولك بالدقائق والثواني
فتفر منك الكائنات، وتختفي وسط الدخانِ غولاً وحيداً. أيها الإنسان من غسق الزمان.)
لقد اخطأ بالحكم فقد عرف عن البريكان لا يتأثر باحد.
قد ينقطع اديب عن الكتابة ثم يعود بعد سنوات وقد يتخلئ عن قلمه للابد، لاسباب عديدة ،لكن من الافضل ان يغادر الكاتب مزاولة الكتابة ان لم يجد في نفسه استعدادا حقيقيا لها..
نحن في مرحلة تكرار بعض الكتاب أنفسهم واصرارهم على الحضور رغم جفاف منابع الموهبة.
---------------------
الدكتور أكرم الوتري( 1930 - 2013)ولد في بغداد . شاعر ، وقاص ، وقانوني ودبلوماسي .. حصل على ليسانس الحقوق من بغداد 1952, ودكتوراه في القانون الدولي من جامعة نوشاتيل وجنيف في سويسرا 1969 .عمل في مراكز كثيرة منها مستشار مجلس شورى الدولة ،وسفير في وزارة الخارجية ورئيس الدائرة القانونية في وزارة الخارجية .
نشر ديوانه الوتر الجاحد سنة 1950 .
#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟