صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 8477 - 2025 / 9 / 26 - 22:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الديوانية احدى أكثر المدن خرابا في العراق، فما ان تصل لهذه المدينة الفراتية حتى ترى مشاهد الخراب، مشاهد مؤلمة جدا، لا بناء أو اعمار أو خدمات من أي نوع كان؛ تعد ثاني مدينة من حيث مستوى الفقر والبطالة وانعدام الخدمات في العراق، تسيطر عليها الميليشيات، فهي قد نهبت كل ثرواتها؛ اقضيتها هي الأكثر بؤسا وفقرا؛ مجرد مرورك بقضاء الدغارة او السنية او الشامية تصاب بصدمة كبيرة.
هذا الواقع المعيشي في الديوانية يزداد سوءً يوما بعد آخر، فقوى الإسلام السياسي الماسكة للسلطة تتقصد وتتعمد نشر الخراب والبؤس في هذا البلد، والا ما يعني ان تكون هذه المدينة بهذه الحال؟ أكثر من عقدان مرت على حكمهم البغيض والكريه جدا، وحال المدن يزداد سوءً، سمة وخصيصة حكمهم التي امتازوا بها هي فقط النهب والفساد والذيلية.
المشكلة انهم لا يخجلون من افعالهم، لا يخجلون من ان يقوموا بزيارة لتلك المدن المنكوبة بهم وبسببهم، ها هو أحد اركان العملية السياسية، واحد اقطاب قوى الإسلام السياسي "همام حمودي" يزور الديوانية، يلتقي بتلاميذ احدى المدارس؛ وكالعادة من هذه القوى فأن الحديث الذي يوجه دائما سيكون عن "تهذيب الاخلاق وغرس القيم"؛ فهم يبحثون عن النقص الذي يعانون منه، فهم بلا اخلاق او قيم.
يحثون التلاميذ على التمسك بالأخلاق، لا يتحدثون عن التعليم المنهار، لا يرون الشوارع المدمرة، لا يرون الخراب في هذه المدينة المنكوبة، هل يتصور أحد ان قوى الإسلام السياسي تتحدث عن الاخلاق والقيم؟ لكن ما شكل الاخلاق التي يريدونها؟ الا يرون الى المجتمع كيف عكسوا اخلاقهم عليه، لقد مثلوا كل الانحطاط الأخلاقي.
هناك شارع في مدخل الديوانية يسمى "شارع الامل"، انه البؤس الحقيقي، انه الخراب الفعلي، انه يخبرك الى اين دخلت، وينبئك ماذا سترى وتشاهد، أنه يكسر نفسيتك بالكامل، اكيد ان همام حمودي قد مر عليه، بموكبه الفاخر من السيارات الفارهة والضخمة، همام حمودي الذي ذهب مرتديا عمامته قاصدا الديوانية ليحدثهم عن الاخلاق والقيم؛ فيا لبؤس هذه المدينة، بل يا لبؤس هذا البلد.
طارق فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟