صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 8429 - 2025 / 8 / 9 - 20:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عرفان صديق هو السفير البريطاني المعين حديثا في بغداد، اثار هذا السفير لغطا وضجة داخل أوساط العملية السياسية في تصريحاته الأخيرة، والتي تحدث فيها عن عدم الحاجة لوجود "الحشد الشعبي"، وطالب بحله وامتثاله للقيادة الأمنية العليا في البلاد؛ هذه التصريحات حول "الحشد الشعبي" تأتي ضمن سياق حملة لتفكيك وتجريد القوى والميليشيات المسلحة في المنطقة، خصوصا التابعة لإيران.
تصريحات السفير البريطاني ليست مفاجئة، وليست خارجة عن نطاق السياسة البريطانية-الامريكية، فهذه التصريحات هي لتنبيه النظام في العراق وتحذيره بضرورة الإسراع في حل مؤسسة "الحشد الشعبي"، فهذه المؤسسة حسب الولايات المتحدة وبريطانيا هي ميليشيا مسلحة خارجة عن سلطة الدولة، ويجب تفكيكها.
الطريف بالامر ان احد أعضاء مجلس النواب عن كتلة الاطار "فالح الخزعلي" طالب السفير البريطاني بعدم التدخل بالشأن العراقي، وهدد بتقديم طلب رسمي لوزارة الخارجية بطرد السفير، ولا نعرف مدى السخرية في مطالب كهذه، كان على الخارجية ان توضح للسيد فالح الخزعلي ان السفير البريطاني هو ثالث اهم سفير في العراق، بعد أمريكا وإيران، وان السفارة البريطانية تتمتع بنفوذ واسع على السلطة في بغداد، فهي احد صناع العملية والنظام السياسي في العراق، وفالح جزء من هذه العملية، لكن لا بأس ببعض النكات من أعضاء مجلس النواب بين الحين والآخر.
السفير البريطاني "لا ينطق عن الهوى" ابداً، اختار توقيتا ملائما، ليس بعيدا عن حادثة الدورة، وليس بعيدا عن اصدار الحكومة اللبنانية قرارا بتجريد حزب الله من سلاحه، وليست بعيدة عن تصريحات عراقجي، وأيضا اختياره للألفاظ كان دقيقا جدا "عدم الحاجة...دمجه.. تنظيم الحشد بشكل أكثر انضباطا"، كل هذه اللغة تهدف في نهاية الامر الى نتيجة واحدة "اننا لا نريد وجود الحشد الشعبي".
تبدو الخارطة السياسية والأمنية في المنطقة ذاهبة الى تعقيدات أكثر، وربما سنرى مشاهد جديدة في هذه اللعبة الامريكية- البريطانية، فهم وحدهم بيدهم الخير والشر، وهم على كثير أشياء قادرون.
طارق فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟