صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 8408 - 2025 / 7 / 19 - 20:21
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
رصدت جريدة "طريق الشعب" التابعة للحزب الشيوعي العراقي، رصدت 443 حركة احتجاجية في مدن العراق، اخذت هذه الحركات الاحتجاجية اشكالا عديدة منها "الاعتصامات، والاضرابات، والتظاهرات"، هذا الرقم هو فقط يشير للنصف الأول من هذا العام 2025، أي بمعدل أكثر من حركتين احتجاجيتين في اليوم الواحد، وهذا يعني ان هناك غليانا وفورانا داخل المجتمع ضد سلطة الإسلام السياسي والقومي.
المشكلة في هذه الاحتجاجات انه يغلب عليها الطابع العفوي، فهي تأتي بشكل مفاجأ، أي بغياب تام للقوى الشيوعية واليسارية، والتي من المفترض ان تكون حاضرة بقوة في هذا المشهد الاحتجاجي، بل انها متأخرة جدا على مواكبة تلك الحركات، بسبب ان هذه القوى لم تطور من عملها التنظيمي وتتحول الى قوة اجتماعية ملموسة.
المشكلة الأخرى في هذه الحركات الاحتجاجية انها مشتتة، صحيح انها مطلبية، أي تطالب بالخدمات والكهرباء "وسط وجنوب"، ورواتب في مدن الإقليم، لكنها لا تشكل ضغطا على السلطة بسبب هذا التشتت، بل ان هذا التشتت لا يعطيها قوة ولا يجعلها ملفتة لبقية المجتمع.
هناك أيضا مشكلة تسلق القوى الدينية والقومية على اغلب تلك الحركات، فمثلا حركة سلم الرواتب بقيت تراوح مكانها، ولم تستطع ان تشكل ضغطا على السلطة، رغم ان هذه الحركة كبيرة وواسعة جدا، الا القوى الدينية هي التي تقود تلك الحركة، وهي تلعب على تثويرها حينا وإطفائها حينا آخر، فهي تستخدمها كورقة ضغط على السلطة، ضمن مجال الصراع بين اقطاب السلطة ذاتها.
أيضا يجب ان لا ننسى دور رجال الدين كرعاة للعملية السياسية في وأد الحركة الاحتجاجية، فهم يحولون اية حركة تطالب بالخدمات يحولونها الى قضية طائفية "المذهب في خطر"، ويبدأون بحملة تشويه لهذه الحركات، مما يؤدي الى وأد اغلب تلك الحركات.
أخيرا ما يجعل هذه الحركات تصاب بالفشل هو عمليات القمع الشديدة من قبل السلطة وميليشياتها، فالسلطة تمر بأزمة عميقة، ازمة وجودية، بسبب الأوضاع الإقليمية والدولية، لهذا هي تعامل اية حركة احتجاجية على انها مشروع لإسقاطها، انها خائفة جدا ومرعوبة، تجدها في حالة هستيريا امام اية دعوات للتظاهر، نلمس ذلك في تظاهرات مدينة النجف على واقع تردي الكهرباء.
لا يوجد نقص في الحركة الاحتجاجية في العراق، كل ما هناك هي تحتاج فقط لرسم سياسة تنظيمية عالية الدقة ومنضبطة جدا، لتحويلها أداة ضغط مثمرة.
طارق فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟