صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 8340 - 2025 / 5 / 12 - 20:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ويدخل البلد كله في حالة من الطوارئ، وزير الكهرباء يجتمع بالكوادر المتقدمة في الوزارة ويبحث استعدادات الوزارة للقمة العربية، ويؤكد على انارة الطرق، خصوصا تلك التي يمر بها الرؤساء والملوك؛ وزير الداخلية يجتمع بقيادات الوزارة لبحث الاستعدادات الأمنية للقمة العربية، ويؤكد على منع أي تظاهرة في بغداد لحين انتهاء القمة؛ وزارة الدفاع تفعل "انذار ج" للجيش، وتصدر اوامر بالالتحاق لكل الجنود المجازين؛ امانة بغداد توعز كوادرها بالاستمرار بتنظيف شارع المطار ليل نهار؛ إدارة مطار بغداد تستنفر كل طاقتها لاستقبال الوفود العربية؛ القصور الرئاسية والفنادق تم تجهيزها؛ التعاقد مع شركات عربية وعالمية خاصة باستقبال الضيوف والسهر على راحتهم؛ ميزانية مفتوحة لكل ما تحتاجه الوزارات والهيئات التي لها علاقة بالقمة؛ منح عطلة من الخميس الى الاثنين القادم.
سوف يأتي مجموعة من الرؤساء والملوك المكروهين من شعوبهم، بطائرات خاصة جدا، تهبط طائراتهم على ارض مطار بغداد، سيستقبلهم رئيس وزراء إسلامي مكروه جدا، سيعزف الجوق الموسيقي "السلام الجمهوري" مثلما عزف في جامعة التراث، ستأخذهم سيارات فارهة جدا، بموكب كبير جدا، وعبر شارع المطار-الذي تم تبليطه الف مرة-باتجاه المنطقة الخضراء، هناك سيتم تجميعهم، مجموعة من الرؤساء والملوك القذرين عبر التاريخ، بعد ذلك يتجمعون في قاعة خاصة بالقمة، سيلقي كل واحد منهم كلمته، ينام من ينام، ويشرب العصير او القهوة من يشرب، ويلعب بتلفونه من يلعب، ثم يعلنون اختتام القمة العربية؛ هكذا كل عام.
سيرون بغداد من خلال المطار وفتيات الاستقبال وشارع المطار والقصور الرئاسية والقاعة الفخمة والاستقبال الباذخ، ليقولوا ان بغداد عادت الى "الحضن العربي"؛ لا يعلمون بأن سكنة بغداد مسجونين، مقطوعة عليهم الكهرباء، والشرطة والجيش والامن الوطني والمخابرات تنتشر في كل الشوارع والازقة، وأي تظاهرة او احتجاج سيتم اعتقالهم او قتلهم، بأمر وزير الداخلية.
هذه القمة هي أحد أفضل أبواب الفساد والنهب، فميزانيتها مفتوحة، وأي وزير او مسؤول او رجل امن يطلب مبلغا من المال سيصرف له بدون سؤال، انها أيام ذهبية لقوى الإسلام السياسي، فهم سادة النهب والفساد، والقمة تعتبر بالنسبة لهم "عيدا نهبيا" لتعزيز ثرواتهم، لهذا فلهم الحق بإدخال البلد ب "انذار ج".
طارق فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟