صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 8360 - 2025 / 6 / 1 - 20:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا أحد يعلم هل ستكون هناك انتخابات هذه المرة ام لا؟ فالعراق كسلطة ونظام هو أيضا مشمول بخارطة الشرق الجديدة، فهو يقع ضمن دائرة القوى الموالية لإيران، التي بدأت تزاح من المشهد شيئا فشيئا، لكن الأهم من ذلك كله هو مفاوضات الملف النووي، فاغلب القضايا متعلقة به، خصوصا السلطة والنظام في العراق، فأي تلكؤ او فشل يصيب هذه المفاوضات فأن الخيار العسكري هو الطرح الأقوى بالنسبة لمعسكر "أمريكا-إسرائيل-الغرب"، وهذا يعني فوضى تامة في المنطقة.
لكن لنفترض ان الأمور جرت بانسيابية، وان الانتخابات حاصلة، هنا نرى مشهدا مكررا، ولا يزال يعاد تكراره بشكل ملل، مشهد إصرار البعض على الترشح للانتخابات بدعوى سخيفة وسمجة هي "التغيير من الداخل"، لكن هذه الدعوى السخيفة والمضحكة تخفي بداخلها "مصالح شخصية صرفة".
تملك النائبة هبه القس عن كتلة "بابليون"، التي يقودها ريان الكلداني، تملك بيتا في المنصور، مساحته أكثر من 300م، لا نعلم هل هو ضمن الهبات من مجلس النواب؟ يحرسه عدد من الجنود الموالين للسيدة النائبة، هؤلاء مكلفين من قبل رئاسة الوزراء "الحشد الشعبي"، تجري فيه ترميمات وتحديثات كبرى، يعمل فيه الكثير من العمال والحرفيين.
في اخر دعاية للسيدة هبه القس، وقد اعادت ترشحها لمجلس النواب، أعلنت عن "ختان جماعي" للأطفال في بغداد!!! وأيضا من اعمالها الخارقة "ادامة وتنظيف مقابر المسيحيين وانارت شوارعها"، وقامت أيضا بتوزيع ملابس للأطفال بسن ثلاث سنوات. هذا ما استطعنا الوصول اليه من إنجازات النائبة هبه القس.
هناك 329 نائب-ة في مجلس النواب، 90% منهم لا أحد يعرفهم من "الشعب الناخب"، هؤلاء يتمتعون بامتيازات ورواتب وحمايات وسفريات وجوازات دبلوماسية وسيارات فاخرة ومنح وهبات وقطع أراض بأفضل الأماكن وبحصانة من كل تساؤل؛ هؤلاء يعيشون حياة مرفهة الى اقصى حد؛ وكلهم بذات الشبه مع السيدة النموذج هبه القس.
لا يمكن الاستمرار بخداع الناس من أن هذا المرشح او تلك الكتلة او ذاك التحالف يريد التغيير من الداخل، هذا وهم وخداع لا يمكن السكوت عليه ابدا، لقد رأينا نواب "امتداد" وبعض "المستقلين من تشرين" ماذا فعلوا عندما دخلوا مجلس النواب؟ تنعموا بكل تلك المنافع واتخموا ولم يسمع منهم-عنهم أي شيء؛ يجب ان تدرك الناس ان الانخراط بالعملية السياسية هذه هو فقط للحصول على "المنافع الشخصية" ليس الا. هل ندرك الان لماذا يترشح المرء للبرلمان؟
طارق فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟