صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 8416 - 2025 / 7 / 27 - 19:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما بين "الدگة" العشائرية واشتباكات الميليشيات
هذا هو المشهد الطبيعي والمألوف في عراق اليوم، لا غرابة ولا اندهاش، ميليشيات تشتبك مع القوى الأمنية، هذه الميليشيات هي قوى رسمية، تأخذ رواتب من الدولة، ولديها مقرات علنية في بغداد وبقية المدن، ولديها أيضا علاقات بدول الجوار، بالإضافة الى ان قادة هذه الميليشيات هم قادة الكتل السياسية، وأعضاء البرلمان هم أعضاء هذه الميليشيات.
القوى الأمنية هي أيضا في الحسابات الأخيرة تأخذ شكل الميليشيات، أو انها الوجه الاخر للميليشيات، لأن الدولة هذه هي دولة ميليشيات وفصائل مسلحة، فكل القوى الأمنية الرسمية هي بالنتيجة النهائية ميليشيات، لكن هذه القوى الأمنية تتقاطع في بعض الأحيان مع المليشيات الرسمية الأخرى، فتحصل اشتباكات بين الحين والآخر، لكنها سرعان ما تنتهي، بسبب ان قادة الكتل يتصلون فيما بينهم لإيقاف تلك الاشتباكات.
العشائر هي أيضا اخذت تتسلح بشكل كبير، لأنها تنظر للدولة على انها دولة ميليشيات، أي ان القانون المفروض حاليا هو قانون الميليشيات، وهذه العشائر المسلحة تريد ان تجد لها موطأ قدم في هذا البلد، لهذا هي تستعرض قوتها في مناسبات معينة مثل "الدگة العشائرية-مثلما حصل في النجف" أو عند وفاة زعيم قبيلة، أو عند اصطدامها بالقوى الأمنية أو الميليشيات الرسمية في بعض الأحيان.
التكوين الفعلي لدولة الإسلام السياسي في العراق ميليشيات+عشائر، أي انسان خارج هذا التصنيف هو انسان ضعيف، لا يقدر على حماية نفسه، لهذا تجد الكثير من الناس تسخر ممن يقول "القانون يأخذ لي حقي".
ان ما حصل في احدى مديريات وزارة الزراعة في منطقة السيدية هو مشهد عادي جدا، رأيناه على مدى أكثر من عقدين، وحتما سنشاهده يتكرر، صراع ميلشيات على مصالح فيما بينها لن ينتهي الا بنهايتهم؛ وما رأيناه في مدينة النجف هو الاخر مشهد طبيعي، صراع عشائر منتشر في كل المدن، لهذا من الخطأ ترديد القول "وينها القوات الأمنية"؟ لقد رأينا هذه القوات وما فعلته ابان الانتفاضة، وما تفعله بشباب الناصرية الان، فلنكف عن ترديد هذا الهٌراء.
طارق فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟