صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 8465 - 2025 / 9 / 14 - 00:13
المحور:
كتابات ساخرة
اظهر شريط متداول شرطي مرور وهو يساوم أحد سائقي الشاحنات ويطلب منه رشوة، هذا المقطع أحدث ضجة ليس عند عموم الناس، بل ضجة داخل وزارة الداخلية، التي سارعت بإصدار بيان تتبرأ فيه من هذه السلوكيات، وقالت انها اتخذت الإجراءات المناسبة بحق رجل المرور، وأضاف البيان ان الوزارة لن تتهاون مع من يستغل منصبه، وان هذا التصرف لا يمثل قيمها ولا شرف الانتماء اليها.
من المعروف للقاصي والداني ان العراق يحتل المراتب الأولى في مؤشر الفساد في العالم في كل عام، فمنذ 2003 وبعد تسلم الإسلاميين للسلطة وهو يتربع على عرش الفساد والنهب، فحجم الأموال المنهوبة منذ 2003 يتراوح ما بين نصف ترليون الى ترليون دولار، وهو رقم فلكي، الخطير في الامر ان لا حلول في الأفق القريب او البعيد في توقف هذا النهب.
وزارة الداخلية هي الأكبر في العراق، بتعداد يزيد عن النصف مليون منتسب، هذه الوزارة تعد أحد أكبر أبواب الفساد والنهب، فهي وزارة "سيادية"، وعندما يقال "سيادية" فهي تعني في مفهوم قوى الإسلام السياسي انها تخضع لمساومات في تقسيم الكعكة، انها تدر على الحزب الذي يديرها أموال طائلة.
أحد الافرع المهمة للنهب في هذه الوزارة هي دائرة المرور، فهناك أكثر من 7 مليون سيارة في العراق، باستثناء مدن الإقليم، وهذا العدد كله يخضع لعمليات جباية وضرائب وعقوبات وووو، انها تدر المليارات، لهذا فأن السمة الأساسية لهذه الدائرة هو الفساد، الجميع يعلم ذلك.
الطريف ان الوزارة عندما اصدرت بيانها، فان أحد المعلقين قال "إذا الداخلية تعلن براءتها من شكو منتسب يأخذ رشوة يبقون 6 نفرات شرطة بالعراق"، هذا المواطن لخص وأوجز بشكل مكثف كل الكلام الذي من الممكن ان يقال، ونحن نضيف له: بل حتى الوزير نفسه سيتبرأ من نفسه.
تبقى سخافات وتفاهات سلطة الإسلام السياسي تعلن عن نفسها في كل مرة، انهم يزدادون تفاهة ورثاثة كلما تقدم بهم العمر، ولا نعلم هل من وقت محدد سيكونون فيه أكثر تعقلا، أم انهم سيمضون حاملين تفاهتهم لقبرهم؟
طارق فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟