صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 8431 - 2025 / 8 / 11 - 21:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يبدو ان هناك سباقا حول من يرسم الصورة ومن يحدد المشهد، هذا السباق بانت الكثير من ملامحه في الفترة الأخيرة، هدف هذا السباق الجوهري هو الاذرع المسلحة في المنطقة، فالولايات المتحدة الامريكية تريد إزالة هذه الميليشيات والاذرع المسلحة، تعدها تهديدا لمصالحها وقواتها واصدقاؤها، وتراها من جانب آخر امتداد لقوى إيران في المنطقة.
لهذا تصاعدت حدة اللهجة الامريكية تجاه حكومات البلدان التي تتواجد فيها تلك الاذرع، خصوصا "العراق، لبنان"، لأن هذين البلدين يتمتعان بقوة ميليشيات واضحة وفاعلة جدا، بل نستطيع القول ان الدولة مكونة بشكل ما من هذه الميليشيات، العراق كدولة نموذج واضح لهذا التأسيس، لهذا فأن المشكلة معقدة بأكثر مما يتصور المرء.
في العراق الميليشيات تسعى للاعتراف الرسمي بها، فهي تدفع باتجاه سن قانون يحميها ويعطيها صفة شرعية، وهي قوية وثرية جدا، ولها صلاحيات غير محدودة، الولايات المتحدة الامريكية كقوة راعية للعملية السياسية ترفض سن ذلك القانون بشكل قاطع، وتعده ضربه قوية لمصالحها فيما إذا اقر، وهددت بفرض مجموعة إجراءات وعقوبات، بل قالت انها ستصنف العراق ك "دولة راعية للإرهاب"، وهذا من شأنه ان يسقط النظام فيما بعد.
إيران تعافت الى حد ما من الضربات العسكرية من قبل أمريكا وإسرائيل، أدركت ان ملفها لا يمكن حله، وليس هناك في الأفق ما يلوح من حلول، فالشروط التي تفرضها واشنطن على طهران بخصوص الملف النووي قاسية ومهينة جدا، الموافقة عليها يمثل انتحارا، لهذا قامت بلملمة قواها المسلحة في المنطقة، عبر تصريحات واشارات بالرفض القاطع لأي اجراء من شأنه حل هذه القوى وتجريدها من سلاحها.
لاريجاني جاء الى بغداد في وقت حساس جدا، وقت تشكل لجان تحقيقية على الميليشيات، ويتم معاقبتها، وهذا مؤشر خطير بالنسبة لإيران، أيضا في وقت يحتدم الجدل على مشروع قانون "الحشد الشعبي"، بين رافض ومؤيد؛ زيارة لاريجاني جاءت لتؤكد للقوى المسلحة بأنهم سيقفون معهم وسيساندونهم ويدعمونهم بكل قوة.
سلطة الإسلاميين تعيش ازمة جوهرية حقيقية، وهذه الزيارة ستعمق من أزمتهم، خصوصا ان أمريكا عينها على ردود أفعال السلطة، وما تنوي فعله في الأيام القادمة.
طارق فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟