رمضان حمزة محمد
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 8477 - 2025 / 9 / 26 - 21:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أزمة المياه الحادة التي يواجهها العراق هذا العام 2025، وحالة الجفاف يمكن توصيفها بأنها إحدى أسوأ موجات الجفاف في تاريخه الحديث. انخفاض تصاريف الأنهار، تدهور الأراضي الزراعية، ونزوح السكان من الأرياف الى ضواحي المدن وخاصة من منطقة الأهوار، تصريحات وزارة الموارد المائية تُفيد بانخفاض احتياطيات المياه في خزانات السدود والبحيرات في البلاد إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من 80 عامًا، حيث لا تتجاوز السعة المتاحة 8-10%، وانخفضت تدفقات الأنهار بنسبة تقارب 27% مقارنةً بالسنوات السابقة. وهذه الاثار لها تأثيرٌ بالغ على الزراعة والنظم البيئية وسبل العيش، لا سيما في المناطق الجنوبية مثل أهوار بلاد الرافدين، وهي موقعٌ مُدرجٌ على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، والتي تجف بسرعة وتُسبب النزوح وفقدان التنوع البيولوجي.
تغير المناخ الذي يرفع درجات الحرارة ويُقلّل من هطول الأمطار، وبناء تركيا وإيران سدودًا في أعالي النهرين تُقيّد تدفقات النهرين، وسوء إدارة المياه الداخلية، الزراعة بالطرق التقليدية، بما في ذلك تسرب من قنوات الري لقلة الصيانة، والاستخدام المفرط للمياه من قِبل صناعات استخراج النفط. إن اعتماد العراق على الأنهار المتشاركة والعابرة للحدود دون اتفاقيات شاملة وملزمة لتقاسم المياه، إلى جانب تدهور البنية التحتية وضغوط قطاع النفط، يُعزز أزمة ندرة المياه.
أن أزمة المياه في العراق لا تقتصر على النقص المؤدي الى الندرة فحسب، بل تشمل أيضًا المرونة والسياسات والضغوط الاجتماعية والنشاط البيئي الناشئ، يُجسد الواقع متعدد الأبعاد. ويتطلب ان توافق جهود النشاط والابتكار، بالإضافة إلى بذل محاولات التعاون الدولي، مع تزايد الاحتجاجات العامة والدعوات إلى تحسين الحوكمة في ظل الأزمات المتصاعدة.
العراق يحتاج الى دراسات موضوعية ومتوازنة وحديثة لمعالجة الأزمات المائية والتكيف مع تغير المناخ. وان يعكس ذلك بدقة التفاعل المعقد بين العوامل المناخية والهيدروسياسية والزراعية وعوامل الحوكمة التي تُقوّض الأمن المائي في العراق، وندعو إلى حلول تحويلية لوضع العراق مثالًا قويًا على كيفية تلاقي تغير المناخ والسياسات الإقليمية لتهديد موارد المياه الحيوية ورفاهية الإنسان في أراضٍ غنية تاريخيًا بالمياه.
#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟