محمد بسام العمري
الحوار المتمدن-العدد: 8477 - 2025 / 9 / 26 - 04:51
المحور:
الادب والفن
في زمنٍ تتكاثر فيه المنابر كما يتكاثر الغبار، خرج علينا قومٌ من الأدعياء يرفعون رايات الأدب، وما عرفوا من الأدب إلا اسمه. ينحتون من فراغٍ كلمات، ويبيعون من الوهم قصائد، يطلبون التصفيق أكثر مما يطلبون الصدق، ويتوهمون أنهم يحفرون أسماءهم في التاريخ، بينما هم لا يتركون سوى خدوشٍ باهتة على جدار النسيان.
هنا قصائد "سنرو" قصيرة، لاذعة، ترسم هجاءهم بخفة الظل ومرارة الحقيقة.
قصائد سنرو
1
قصيدة رديئة،
مليئة بالفراغ،
يسمّيها "ملحمة".
2
يكتب عن الحزن،
ولا يعرف من الدمع،
سوى ماء البصل.
3
شاعر الجوائز،
قصيدته كالعملة،
تُصرف حيث تدفع.
4
كاتب الفيسبوك،
يخلط الحكم بالميمز،
ويظنها فلسفة.
5
كلمات مسروقة،
مزينة بالهامش،
هكذا صار ناقداً.
6
يمدح نفسه،
ثم يصفّق لنفسه،
ثم يصدّق نفسه.
7
على منبرٍ عالٍ،
يتحدث عن التواضع،
وهو يبتلع الكون.
8
كتبتُ كتاباً،
قالها في الحلم،
فاستيقظ فارغ اليدين.
9
ينشر ديواناً،
في مطبعةٍ مجهولة،
ثم ينصب تمثالاً لنفسه.
10
يكره القراءة،
لكنّه ناقد كبير،
ما أوسع جهله!
11
في كل أمسية،
يقرأ قصيدة واحدة،
ويعيدها ألف مرة.
12
يطيل المقدمة،
يضيع في الاستطراد،
وينسى المعنى.
13
يكتب عن الوطن،
وفي جيبه عقدٌ،
مع سفارةٍ غريبة.
14
أديب المهرجانات،
حقائبه ممتلئة،
بالدعوات لا بالنصوص.
15
حين تسأله: "لماذا تكتب؟"
يقول: "للشهرة فقط"،
صدق وهو لا يدري.
الأدب يا أصدقائي ليس صراخاً على منصات، ولا صوراً على أغلفة ملونة، ولا ألقاباً تتكاثر كالأعشاب الضارة. الأدب روح، صدق، وجرح مفتوح يسيل على الورق. أما الأدعياء، فمصيرهم أن يذوبوا في ضوضاء زمنٍ عابر، وأن تبقى كتاباتهم غباراً يذروه أول هبوب للريح.
ولعلّ السخرية هنا ليست شماتة، بل تذكرة: أن يكون الأديب أميناً مع نفسه أولاً، ومع قلمه ثانياً، ومع قارئه دائماً.
#محمد_بسام_العمري (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟