مفهوم السعادة والشقاء

محمد بسام العمري

الحوار المتمدن-العدد: 8476 - 2025 / 9 / 25 - 04:34
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

مجموعة من المتقاعدين ، طُرحت سؤالا أساسيا يعبر عن حالة عامة من القلق وعدم الرضا: "لماذا نحن غير سعداء في هذا الزمان؟" هذا السؤال يفتح باب النقاش حول مفهوم السعادة والشقاء في الزمن المعاصر، ويثير العديد من التساؤلات حول العوامل التي قد تؤثر على مشاعر السعادة والشقاء لدى الأفراد في المجتمع. من خلال هذه الدراسة، سنستعرض الأسباب المحتملة لعدم شعور الناس بالسعادة في الزمن الحالي من خلال منظور علمي وأدبي وفلسفي واجتماعي، مستعينين بشواهد ودراسات علمية لتحديد مفهوم السعادة والشقاء.
تُعرّف السعادة بأنها حالة من الرفاهية العقلية والعاطفية التي تتميز بمشاعر الفرح والرضا والإشباع.
الشقاء: يُعرّف الشقاء بأنه حالة من التعاسة أو البؤس، ترتبط بمشاعر الحزن والإحباط والضيق.
الأسباب المحتملة لعدم السعادة في الزمن الحالي
تزايد الضغوط النفسية بسبب الحياة المعاصرة والعمل والتكنولوجيا قد يؤدي إلى الشعور بالتوتر والقلق والاكتئاب.
في هذا الموضوع وجدت دراسة أجرتها الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA) أن الضغوط المرتبطة بالعمل والتكنولوجيا تساهم بشكل كبير في زيادة مستويات القلق والاكتئاب بين الأفراد.
التغيرات السريعة في المجتمعات والتحولات الاقتصادية والسياسية يمكن أن تؤدي إلى عدم استقرار الشعور بالأمان الاجتماعي.
مثلا في الجزائر، التحولات الاقتصادية والبطالة والفساد قد تؤثر على الشعور العام بالرضا والسعادة. تعكس رواية "نجمة" للكاتب الجزائري كاتب ياسين هذا الشعور بالمعاناة والصراع من أجل الحرية والاستقلال، مما يعكس جزءاً من تجربة الشعب الجزائري في البحث عن السعادة وسط الظروف الصعبة.
التفاعل الاجتماعي المتناقص بسبب التكنولوجيا الحديثة يؤدي إلى الشعور بالعزلة والوحدة.
أظهرت دراسة من جامعة شيكاغو أن العزلة الاجتماعية يمكن أن تزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض النفسية مثل الاكتئاب.
الفيلسوف فيكتور فرانكل أشار إلى أن البحث عن المعنى في الحياة هو أحد العوامل الأساسية لتحقيق السعادة. في زمننا الحالي، قد يشعر الكثيرون بالفراغ الوجودي.
في كتابه "الإنسان يبحث عن معنى"، يوضح فرانكل أن افتقار الشخص للمعنى في حياته يؤدي إلى الشعور بالفراغ والضياع.
تعبر رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" للكاتب السوداني الطيب صالح عن صراع الشخصية الرئيسية بين ثقافتين وتأثير ذلك على إحساسه بالسعادة والشقاء، مما يعكس البحث المستمر عن الهوية والمعنى.
يعكس الأدب الحديث حالة من القلق والتوتر النفسي الذي يشعر به الأفراد في المجتمعات الحديثة.
في الأدب الجزائري، نجد العديد من الأعمال التي تعبر عن التحديات النفسية والاجتماعية التي يواجهها الأفراد، مثل رواية "الأسود يليق بكِ" لأحلام مستغانمي، التي تقدم رؤية عن تأثير الحروب والصراعات الداخلية على الحالة النفسية للأفراد.
مثال آخر: رواية "الأرض" للكاتب المصري عبد الرحمن الشرقاوي، التي تعبر عن الشقاء الذي يعانيه الفلاحون في مصر نتيجة الاستغلال والظروف الاقتصادية الصعبة، وكيفية بحثهم عن الكرامة والسعادة.
• دراسة هارفارد للسعادة: بدأت هذه الدراسة الطويلة الأمد في 1938 وتابعت حياة مجموعة من الرجال على مدار 75 عامًا. أظهرت الدراسة أن العلاقات الجيدة والمستقرة هي العامل الأهم في تحقيق السعادة.
• دراسة الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA): أشارت إلى أن التكنولوجيا الحديثة والعمل المكثف يزيدان من مستويات التوتر والقلق، مما يؤثر سلبًا على السعادة.

إن عدم شعور الناس بالسعادة في الزمن الحالي يمكن أن يُعزى إلى مجموعة من العوامل النفسية والاجتماعية والفلسفية والأدبية. لفهم هذا الشعور بشكل أفضل، يجب النظر إلى السعادة والشقاء من منظور متعدد الأبعاد يأخذ في الاعتبار التغيرات الاجتماعية السريعة، الضغوط النفسية المتزايدة، البحث عن المعنى في الحياة، وانعكاسات الأدب والثقافة. تعزيز العلاقات الاجتماعية الصحية، البحث عن المعنى الشخصي، والتوازن بين العمل والحياة قد تكون خطوات فعالة لتحقيق مستوى أعلى من السعادة في المجتمعات الحديثة.

#محمد_بسام_العمري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل