أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - الوعي الطبقي بين المقاومة والطقس: قراءة في الفخ الايماني...ج4














المزيد.....

الوعي الطبقي بين المقاومة والطقس: قراءة في الفخ الايماني...ج4


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 8476 - 2025 / 9 / 25 - 20:37
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


البنية الطبقية للحزب: قراءة ماركسية معمقة

فهم البنية الطبقية لأي حزب سياسي لا يمكن اختزاله في المظاهر أو الإحصاءات الشكلية. لا يكفي معرفة عدد أتباعه، أو التركيب الاجتماعي لقيادته، أو شعاراته الرسمية، مهما بدت تقدميّة أو ثورية. هذه المؤشرات، رغم أهميتها السطحية، غالبًا ما تخفي تناقضات عميقة داخل البنية الاجتماعية والسياسية التي ينتمي إليها الحزب. الحزب قد يضم آلاف العمال والفلاحين، وقد يقوده أفراد من برجوازية صغيرة أو متوسطة، وقد يرفع شعارات التحرر والعدالة الاجتماعية، لكن كل ذلك يبقى واجهة خارجية إذا لم يُفحص جوهره الفكري والسياسي.

الأدبيات والفكر السياسي: معيار الجوهر الطبقي

في التحليل الماركسي، الأدبيات الفكرية والسياسية للحزب ليست مجرد نصوص نظرية، بل هي البنية التي تحدد موقع الحزب في الصراع الطبقي. من خلالها يمكن الإجابة عن أسئلة جوهرية:

1. منظور الحزب تجاه الواقع الاجتماعي: هل يفهم الصراعات من منظور الصراع الطبقي والمادية التاريخية، أم يحوّلها إلى رموز دينية أو أسطورية تخفي مصالح الطبقات المهيمنة؟

2. معالجة جذور الاستغلال: هل يتعامل مع البنية الاقتصادية والاجتماعية التي تولّد التفاوت والهيمنة، أم يكتفي بالإصلاحات الشكلية التي تحافظ على الوضع القائم؟

3. بناء وعي الطبقة العاملة: هل يسعى الحزب إلى توعية البروليتاريا بمصالحها الحقيقية ودورها في الصراع الاجتماعي، أم يساهم في إعادة إنتاج الوعي الزائف الذي يُبقي العمال أسرى الهياكل الاجتماعية القائمة؟

العلاقة بين الأيديولوجيا والهيمنة

الأيديولوجيا ليست مجرد أفكار، بل أداة لإضفاء الشرعية على الهيمنة الطبقية. الحزب الذي يغلف مواقفه بالرموز الدينية أو الأسطورية، ويستثمر الرموز التاريخية لتبرير الوضع القائم، يكشف عن انحطاطه الأيديولوجي وارتباطه البنيوي بالطبقات المحافظة أو البرجوازية الصغيرة. مهما كان تركيب الحزب الاجتماعي متنوعًا، فإن الأيديولوجيا تكشف عن موقعه الحقيقي في الصراع الطبقي.

البعد التاريخي والتحولات الديناميكية

الحزب ليس كيانًا ثابتًا؛ تحليله يجب أن يكون ديناميكيًا، يأخذ في الاعتبار التحولات التاريخية والاجتماعية والسياسية. حزب قد يبدو طبقيًا في مرحلة ما، لكنه يتحول إلى أداة لإعادة إنتاج الهيمنة إذا تغيرت تحالفاته أو خفت وعيه الطبقي. الأدبيات الفكرية والسياسية، أكثر من أي مؤشر آخر، تبقى ثابتة نسبيًا، وتكشف مدى ارتباط الحزب بالبروليتاريا أو بالطبقات المهيمنة.

أمثلة تحليلية

1. الحزب الشيوعي الروسي قبل الثورة وبعدها: أدبياته وبرامجه وخططه السياسية خدمت مصالح الطبقة العاملة، وجعلت الصراع الطبقي محور التحليل والتغيير البنيوي.

2. الحركات الدينية الشعبوية: جمعت جماهير عريضة من العمال والفلاحين لكنها حولت الصراع الاجتماعي إلى رمزي وديني، محافظة على مصالح الطبقات الوسطى والبرجوازية الصغيرة.

3. الأحزاب الاشتراكية المزيفة: رفعت شعارات العدالة الاجتماعية لكنها تجنبت معالجة جذور الاستغلال، مفضلة إصلاحات ترقيعية تحافظ على النظام القائم.

المعيار النهائي

الحزب يصبح طبقيًا بالمعنى الماركسي فقط إذا كانت أدبياته الفكرية والسياسية في الجوهر خدمة لمصالح البروليتاريا، تكشف عن فهم شامل للصراع الطبقي، وتساهم في بناء وعي جماهيري حقيقي. أي حزب يعتمد على الرموز الدينية أو الأسطورية، أو يرفع شعارات تقدميّة بلا تغيير فعلي في بنية الهيمنة الاقتصادية والاجتماعية، يكون قد كشف عن انحطاطه الأيديولوجي وارتباطه بالطبقات المحافظة أو البرجوازية الصغيرة.

خلاصة

الأدبيات الفكرية والسياسية هي المرآة الحقيقية للبنية الطبقية، بينما المؤشرات الأخرى—عدد الأعضاء، التركيب الاجتماعي للقادة، الشعارات، الرموز—تبقى ثانوية، وغالبًا مجرد قناع يخفي الجوهر. التحليل الطبقي الحقيقي يبدأ حيث يبدأ الفكر السياسي، حيث تتكشف العلاقات الاجتماعية الحقيقية، وحيث يظهر الصراع بين مصالح الطبقات المتناقضة. كل قراءة طبقية يجب أن تبدأ من النص والفكر، لا من الشكل أو العدد، لأن الجوهر لا يكذب.



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعي الطبقي بين المقاومة والطقس: قراءة في الفخ الايماني...ج ...
- الوعي الطبقي بين المقاومة والطقس: قراءة في الفخ الايماني...ج ...
- الوعي الطبقي بين المقاومة والطقس: قراءة في الفخ الايماني...ج ...
- فخ ثوسيديديس.. قناع إغريقي لتبرير الصراع الأمريكي–الصيني
- الحوثيون والدفاعات الإسرائيلية: دقة الهجمات والدعم الدولي
- باراكون..اسمه...عراق
- توازن الردع الجديد: كيف تعيد السعودية رسم موازين القوى الإقل ...
- لا يا سموترتش: غزة ليست كنزًا عقاريًا فقط، إنها كنز غازي أيض ...
- -قلعة وندسور والمروحية: الرمزية البريطانية–الأمريكية والعراق ...
- الليبرالية الأوروبية والإسلام السياسي: من لندن إلى ( الخريف ...
- مشيخة قطر.. دعم مالي وإعلامي لحركة الإخوان المسلمين
- البعد التاريخي لتواجد الإخوان في قطر
- قطر: راعية حماس تختبئ خلف ستار “وساطة سلام”
- فضلات بغداد إلى أوروبا: تجارة غير متوقعة في بدايات القرن الع ...
- الاقتصاد الرقمي: سلعة وهمية بين الرأسمال الوهمي والوهم السيا ...
- الماركسية اللينينية وفهم الصراع الدولي المعاصر...ج3
- الماركسية اللينينية وفهم الصراع الدولي المعاصر...ج2
- الماركسية اللينينية وفهم الصراع الدولي المعاصر...ج1
- إقليم كردستان.. عقدة الصراع الإقليمي بين تركيا وإيران وإسرائ ...
- إقليم كردستان.. عقدة الصراع الإقليمي بين تركيا وإيران وإسرائ ...


المزيد.....




- اللجنة الوطنية لدعم عاملات وعمال سيكوم/سيكوميك بمكناس: بلاغ ...
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو للمشاركة ال ...
- اضطرابات الأكل تصيب الأثرياء.. لكن الفقراء يدفعون الثمن الأك ...
- محمود عباس يدعو حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى لتسليم سلاحه ...
- رواية -حوريات- للجزائري كمال داود: ضد النظام والإسلامويين وا ...
- العدد 620 من جريدة النهج الديمقراطي
- وفاة صالح حشاد معتقل تازمامارت ، الأثر أكبر من أن يُمحى.
- فصل من كتاب كبزال، مذكرات عايدة وصالح حشاد عن تازمامارت
- صحف غربية: خطاب ترامب استهدف قاعدته السياسية واليمين المتطرف ...
- صحف غربية: خطاب ترامب استهدف قاعدته السياسية واليمين المتطرف ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية(النمو السلبي: مبدأ يزعم أنه يحرك المجتمع إلى ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (من مايوت إلى كاليدونيا الجديدة، الإمبريالية ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (المغرب العربي: الشعوب هى من تواجه الإمبريالية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علم الاعصاب الكمي: الماركسية (المبتذلة) والحرية! / طلال الربيعي
- مقال (الاستجواب الدائم لكورنيليوس كاستورياديس) بقلم: خوان ما ... / عبدالرؤوف بطيخ
- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - الوعي الطبقي بين المقاومة والطقس: قراءة في الفخ الايماني...ج4