أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - إعلان نيويورك.. بين الدولة القيمة المطلقة، والدولة الافتراضية














المزيد.....

إعلان نيويورك.. بين الدولة القيمة المطلقة، والدولة الافتراضية


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 8475 - 2025 / 9 / 24 - 08:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما يقول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن "هذا الاعتراف(بدولة فلسطين) تأكيد أن الشعب الفلسطيني ليس شعبا زائدا عن الحاجة، بل هو الشعب القوي بتاريخه وجذوره وكرامته"، فهو ربما يكفر عن مساهمة فرنسا المباشرة، طوال عقود ليس في تبني السردية الصهيونية، بل وفي رعايتها والدفاع عنها وتبني خياراتها العسكرية، والمساعدة في امتلاكها السلاح النووي في مواجهة الشعب الفلسطيني.
ومع ذلك يمكن القول إن موقف فرنسا الشجاع في هذه اللحظة، قد كان محفزا للعديد من الدول على امتلاك الشجاعة، واتخاذ موقف ضد رغبة ووعيد الولايات المتحدة الأمريكية وتهديد الكيان الصهيوني، والاعتراف بالدولة الفلسطينية، كحق قانوني طالما أكدت علية الأمم المتحدة، وكانت الولايات المتحدة تقف عائقا أمامه. لكن أمام حرب الإبادة والتوحش الصهيوني في غزة والضفة، انتصرت الانسانية لدى الكثير من الدول، على الهمجية لدى الكيان الصهيوني وداعميه، فكان هذا السيل من الاعترافات بالدولة الفلسطينية.
وفي ظل ميزان القوى القائم، وفي كون الشعب الفلسطيني لا يواجه رفض الكيان الصهيوني الانصياع للإرادة الدولية الجامعة فحسب، وإنما يواجه عداء ورفض وإنكار الولايات المتحدة الأمريكية لحقوقه، وهذه الإدارة اليمينية التي لا تؤمن بحل الدولتين رغم إجحافه وعدم عدالته بالمعنى القانوني والحقوقي والأخلاقي بالنسبة للشعب الفلسطيني صاحب الأرض كل الأرض.
من ذلك أنه جرى تجاهل رأي محكمة العدل الدولية التي أصدرته في 19 يوليو 2024. وخلصت فيه إلى أن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية غير قانوني، وأن على إسرائيل إنهاء هذا الاحتلال، والكف عن إنشاء مستوطنات جديدة، وإخلاء المستوطنات القائمة بالفعل. وخلصت أيضًا إلى أنه حيثما فقد الفلسطينيون أراضيهم وممتلكاتهم، يجب على إسرائيل دفع تعويضات.
ومع ذلك فإن الجديد في الأمر هذه المرة، هو أن الاعترافات الأوروبية بالدولة الفلسطينية، تكتسب أهميتها من تخلص أوروبا من التبعية الأمريكية في ملف الكيان الصهيوني، سيما من دولتين هما عضوان دائمان في مجلس الأمن. بما يسمح بلعب أوروبا دورا جديدا بتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته من خلال ممارسة الضغط على الكيان الصهيوني وفرض عقوبات عليه، ودفعه لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وإعطاء الحق لأصحابه، والجلوس على طاولة تفاوض سياسية. حيث تتسلح تلك الدول بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة التي اعتمدت بأغلبية ساحقة، "إعلان نيويورك" (وهو مبادرة سعودية فرنسية لإحياء ودعم فكرة حل الدولتين) الذي حدد "خطوات ملموسة ومحددة زمنياً ولا رجعة فيها" نحو حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين.
بل إن الإعلان رسم ملامح هذه الدولة التي هي كما يبدو ستكون بدون أسنان أو حتى أظافر لطمأنة الكيان الصهيوني وأمريكا، من ذلك أنه لضمان اليوم التالي للفلسطينيين والإسرائيليين، أعلنوا الالتزام بدعم نشر بعثة دولية مؤقتة لتحقيق الاستقرار، بناءً على دعوة من السلطة الفلسطينية وتفويض من مجلس الأمن، انسجامًا مع إعلان نيويورك. كما التزموا بتعزيز دعم تدريب وتجهيز قوات الشرطة والأمن الفلسطينية، بالاستفادة من البرامج القائمة مثل بعثة منسق الأمن الأميركي (USSC) وبعثة الشرطة الأوروبية (EUPOL COPPS) وبعثة الاتحاد الأوروبي لمعبر رفح (EUBAM Rafah).
وأكد الإعلان على أهمية توحيد قطاع غزة والضفة الغربية تحت مظلة السلطة الفلسطينية. ورحبوا بسياسة “دولة واحدة، حكومة واحدة، قانون واحد، وسلاح واحد” التي أعلنتها السلطة الفلسطينية، وتعهّدوا بمواصلة دعم تنفيذها. وفي سياق إنهاء الحرب في غزة، أعادوا التأكيد على وجوب إنهاء حكم حركة حماس في القطاع ونزع سلاحها وتسليم أسلحتها إلى السلطة الفلسطينية، بدعم ومشاركة دوليين، انسجامًا مع هدف إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة.
ورأى الإعلان أن هذا المؤتمر والاعتراف المتزايد بدولة فلسطين يهدفان إلى تجسيد دولة فلسطينية مستقلة ديمقراطية وقابلة للحياة اقتصاديًا، تعيش جنبًا إلى جنب في سلام وأمن مع إسرائيل. وفي هذا الصدد، ثمّنوا التعهدات التاريخية التي أعلنها الرئيس محمود عباس، بما في ذلك الالتزام بالتسوية السلمية، والرفض المستمر للعنف والإرهاب، وتصريحه بأن الدولة الفلسطينية لا تنوي أن تكون دولة مسلّحة، واستعدادها للعمل على ترتيبات أمنية تخدم جميع الأطراف مع الاحترام الكامل لسيادتها.
ومع ذلك يجب أن نعي أنه مع أهمية هذا الاعتراف باعتباره خطوة تاريخية لإنصاف الشعب الفلسطيني، فإنه يبقى اعترافا بدولة افتراضية، طالما لم يتمكن الشعب الفلسطيني من السيطرة على الأرض، التي هي إقليم الدولة، ومحل ممارسة سلطتها عليها كصاحبة السيادة المطلقة دون منازع. سيما وقد سبق إعلان استقلال دولة فلسطين في تاريخ 15 نوفمبر 1988 من طرف منظمة التحرير الفلسطينية، في دورة المجلس الوطني الفلسطيني الـ19 المنعقدة في قاعة قصر الصنوبر في الجزائر العاصمة ونالت اعتراف الكثير من الدول.
ومن ثم فإن القيمة المطلقة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، هو في تمكين هذه الدولة من السيطرة على الأرض في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية التي يتغول فيها الاستيطان ويصادر مساحات واسعة منها، وأبضا قطاع غزة، الذي يتعرض إلى احتلال وحرب إبادة، وممارسة السيادة عليها باعتبارها إقليم الدولة الفلسطينية. وهذا هو التحدي الذي يواجه كل الدول التي انتصرت لمظلمة أهل فلسطين، في مواجهة الولايات المتحدة والكيان النازي في فلسطين المحتلة.
لكن يبقى إعلان نيويورك وحتى إشعار آخر، مجرد إعلان عن دولة افتراضية؛ ما لم يصبح قيمة مطلقة، أي دولة في الواقع.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدلية العلاقة بين ثابت المقاومة ومتغير الحوامل
- شرط الاحتلال..يستوجب شرط المقاومة.. حتى النصر
- صمت قاعدة العيديد يكشف أن.. -المتغطي بأمريكا عريان-
- الوعي النقدي يحرر الإنسان
- مقاربة في القضية الفلسطينية وثوابت الأرض والإنسان والمقاومة
- القضية الفلسطينية وثابت الأرض والإنسان والمقاومة
- ماذا سيبقى من القضية لو ضاعت الضفة الغربية؟
- هل فات الوقت على تجنيب غزة -أبواب جحيم كاتس-؟
- حتى لا تكون غزة رفح أخرى.. الكرة في ملعب حماس
- مفاوضات الدوحة.. تجربة لبنان كاشفة!
- المثقف.. النقد دور وليس خيارا
- هل يكون العدوان على إيران حافزا.. عِوض أن يكون رادعا؟
- بين دراما النووي الإيراني.. وترسانة الكيان الصهيوني النووية. ...
- نتنياهو.. لا أعرف متى ستنتهي العملية العسكرية في إيران؟
- فلسطين هي القبلة.. وإن طالت الهجرة
- بماذا رد ترامب على مبادرة حماس؟!
- الكيان الصهيوني.. وهندسة سوريا ديموغرافيا وجغرافيا
- سوريا.. أحداث جرمانا وصحنايا بين الذريعة والحقيقة
- عندما يجري تجريم النقد..!
- -بيكفي حرب-.. حراك كسر حاجز الخوف 2/2


المزيد.....




- هل تقترب سوريا وإسرائيل من اتفاق أمني في نيويورك؟ الشرع: لسن ...
- بدء المحاكمة الثالثة في وقت واحد للمحامي إبراهيم متولي إلى ج ...
- وفاة الصحفي ديفيد هيرست.. 5 عقود من الكتابة المتخصصة عن الشر ...
- محكمة أسترالية تأمر بتعويض صحفية فصلت بسبب منشور عن غزة
- العدوان على مدينة غزة يجبر مسنة تبلغ 100 عام على النزوح
- ماذا تعني قرارات الاعتراف بفلسطين؟
- ما فرص إبرام اتفاق أمني بين دمشق وتل أبيب؟ خبراء يجيبون
- تواصل جهود إطفاء الحرائق بريف اللاذقية
- صحف عالمية: الاعتراف بدولة فلسطين جيد وجهود أوروبا يقابلها ت ...
- أميركا في مواجهة الصين وروسيا.. إلى أين يتجه العالم؟


المزيد.....

- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - إعلان نيويورك.. بين الدولة القيمة المطلقة، والدولة الافتراضية