معتصم الصالح
الحوار المتمدن-العدد: 8473 - 2025 / 9 / 22 - 21:30
المحور:
الادب والفن
لكن لا تنتظر كبقية الناس.
انتظرني كما ينتظرُ الغيمُ مطرَه،
وكما ينتظرُ الترابُ دفءَ الخطى.
انتظر الحزن حين يلبسُ الأصفر،
حين يهطلُ الثلجُ على قلبٍ مُتعب،
حين يشتدُّ الحرُّ في الأزقّة،
وحين ينسى الجميعُ الأمسَ،
وينامون على وعودٍ بالية.
انتظر،
حتى حين لا تصلك الرسائل،
حتى حين تملُّ الأماكنُ منكَ،
وتملُّ الساعاتُ منكَ،
ولا يبقى في البريد سوى الغبار.
انتظرني وحدك،
حين يجلسُ الأصدقاءُ
حول نارٍ خافتة،
يحتسون مرارة النبيذ
على أرواحٍ لم تعد...
لكن لا تشربْ معهم،
تمهّل...
فكأسك لي،
ولعودتي وحدي.
انتظرني،
رغم أن الموتَ ملَّ الانتظار،
رغم أن الجميعَ أقسموا
أنني لن أعود،
وأنك واهم...
دعهم يقولون:
– لقد ضاع، لقد انتهى،
لكنهم لا يعرفون
أنك كنت تنتظرني
كما يُنتظر الضوء
في ليلٍ بلا قمر.
كيف عدتُ؟
لن يفهم أحد،
سوى أنت.
لأنك كنتَ الوحيد
الذي انتظرني...
بطُهرِ الحنين،
وصبرِ الشجر،
وثقةِ من يعرفُ
أن السماءَ
لا تُخطئ.
أحببتَ البقاء،
وأنا أُتقن الرحيل،
لكنّي اشتريتُ
تذكرةً واحدة،
باتجاه السماء،
وكتبتُ عليها:
"لك... وحدك."
#معتصم_الصالح (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟