معتصم الصالح
الحوار المتمدن-العدد: 8402 - 2025 / 7 / 13 - 00:45
المحور:
الادب والفن
وماذا في هذه المدينة؟
نخيل، أسطح بيضاء، شريط من الرمل مُخيّطٌ بشريط من البحر،
عند قدميك يستلقي الموج، يلهث بحرارة…
لقد تعب،
تعب من حكاياتك…
تعب من كثرة ما سمع.
****
من صوت المدينة:
كم مرة جلستَ عندي،
تحكي لي عن حبك الأول، والثاني، والذين لم يكتملوا…
تفرش حزنك على أرصفتي كمناديل ورقية،
وتترك ضحكتك الثقيلة في زوايا مقاهيّ،
كأنها آخر محاولاتك لتبدو بخير.
ظننتَ أني لا أتعب؟
أن الموج لا يتعب من الارتطام بأقدامك؟
أن نخلي لا يملّ من انكسارك عند جذوعه؟
أنا مدينة...
لا أنسى، لكنني لا أُعاتب.
فقط... أسكت.
وأتمنى لو تصمت أنت أيضًا، ولو مرة،
وتسمعني.
****
الآن، لا شيء يتغير.
نفس القصص، ونفسك.
حتى حزنك... بات مألوفًا لي أكثر من لون البحر.
تمشي، فتخطئ الطرق عمداً،
كأنك تريد أن تضيع،
أو أن تبحث عني من جديد.
لكنني لم أختفِ،
أنا فقط...
لم أعد أراك كما كنت.
*****
في هذه المدينة التي نسجتك،
لم أعد أجدك في الزوايا القديمة.
لم تعد أنت — بل شبحك.
والمكان لم يضِق بك،
أنت من ضاق بك قلبه.
لذا ارحل،
لا لأنني انفيك ،
بل لأنك تعبت من العودة إليّ
دون أن تأتي فعلاً.
#معتصم_الصالح (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟