أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - جدلية العلاقة بين ثابت المقاومة ومتغير الحوامل














المزيد.....

جدلية العلاقة بين ثابت المقاومة ومتغير الحوامل


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 8473 - 2025 / 9 / 22 - 15:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك البعض إما عن جهل معرفي، أو سوء نية متعمد هدفه التضليل، يمارس الخلط بين مفهومي المقاومة والحوامل، أي بين الثابت اتي هي (المقاومة) والمتغير التي هي (الحوامل).
ذلك أن الحوامل التي هي الأشخاص الطبيعية والمعنوية ليست هي المقاومة، كون المقاومة هي:
فعل تحرري مشروع يتأسس على رفض الاحتلال والاستعمار، و وحالة رفض تاريخية وقانونية وأخلاقية الاستجابة لشرط الإخضاع.
ولأن شرط وجودها هو في كونها نقيض للاحتلال ونفي له، فهي تتسم بالثبات والديمومة طالما استمر الاحتلال. وخي تتكئ في ذلك على الشرعية الدولية (حق تقرير المصير). والبعد الوجودي، الذي يعني؛ أن المقاومة ليست خيارًا تكتيكيًا بل شرط حياة للشعب.
والقاومة بهذا المعنى، ليست ظاهرة قائمة بذاتها، وإنما هي استجابة فعلية أو قولية أو سلوكية، ذات طابع إيجابي أو سلبي، تنشأ نتيجة باعث أو مؤثر محدَّد. فهي ليست حالةً مجردة، بل هي أثر ناتج عن سبب سابق. وتظهر المقاومة عبر أدوات ووسائل متنوّعة، مثل الفعل المباشر، أو التعبير اللفظي، أو أنماط السلوك الأخرى، مما يجعلها نتاجًا لحاملٍ فاعل يُجسّدها ويُعبّر عنها.
أما مفهوم الحامل: فهو يتعلق بالفاعل الاجتماعي او السياسي او الثقافي الذي يملك الشرعية والقدرة على تسخير الأدوات.
وهو أيضا البنية التنظيمية أو الفاعل الفردي أو الجماعي الذي يُفعّل الأداة ويحوّلها إلى ممارسة. لكنها هي المتغير التاريخي، ارتباطا بجملة العوامل الذاتية والموضوعية وشرط اللحظة في الزمان والمكان.
وتتوزع الحوامل بين الحامل الشعبي: التي هي الجماهير، الأفراد العاديون، الفلاحون، العمال، الطلبة.
والحامل الفصائلي: التنظيمات المسلحة أو السياسية (مثل فصائل المقاومة الفلسطينية). والحامل المؤسسي: الأحزاب، النقابات، الجمعيات، مؤسسات المجتمع المدني.
وأيضا الحامل الثقافي: الأدباء، الشعراء، الفنانون، الأكاديميون.
والدبلوماسي – القانوني: السلطة السياسية، الممثليات، الجاليات.
والحامل الخارجي (الداعم): الشعوب المتضامنة، الحركات التحررية، المنظمات الحقوقية الدولية.
ولأن الحوامل هي: الوسائل والتنظيمات التي تحمل مشروع المقاومة وتُمارسه في الواقع. فهي تتغير وفق الظروف (عسكرية، سياسية، ثقافية، إلكترونية…).، بل قد تمرّ بدورات: نشوء – صعود – ذروة – شيخوخة – تجدد.
ولما كانت المقاومة هي الجوهر الثابت، فإن فشل الحوامل لا يعني موت المقاومة، بل يستدعي حوامل جديدة، وإعادة إنتاج أدوات جديدة (من الكفاح المسلح إلى المقاومة الشعبية، من العمل الفصائلي إلى الحركات المدنية، من النضال المحلي إلى تدويل القضية…).
وتخبرنا تجربة المقاومة على امتداد قرن من الصراع مع المشروع الصهيوني، أنها بقيت عبر تجليات مختلفة فيما تغيرت الحوامل ارتباطا بالعاملين الذاتي والموضوعي والشرط التاريخي.
فمن الثورة المسلحة في الستينيات والسبعينيات .إلى الانتفاضة الأولى (مقاومة شعبية). ثم الانتفاضة الثانية (مقاومة مسلحة وشعبية معًا). إلى أشكال المقاومة الرقمية والقانونية اليوم.
الشاهد يقول إن المقاومة شرط تاريخي ثابت ما دام الاحتلال قائمًا.
في حين أن حوامل المقاومة التي الممثلة في القوى والفصائل والحركات، هي ظاهرة متغيرة تخضع لعوامل القوة والضعف، النشوء والشيخوخة، لكنها ليست هي المقاومة ذاتها، بل مجرد تجلّياتها المرحلية.
وهنا يحب التذكير بدور العاملين الذاتي والموضوعي في تحديد شكل المقاومة وحواملها، ففي لحظة ما، قد تكون الحجارة هي أداة المقاومة المركزية (الانتفاضة الأولى). وفي لحظة أخرى، قد تكون العمليات المسلحة أو المقاومة الإلكترونية أو التحرك القانوني والدبلوماسي. لكن الجوهر واحد: المقاومة فعل ثابت، فيما أدواتها تخضع لتغير الظروف.
وعلى هذا الأساس يمكن القول إن الظروف الذاتية والموضوعية تحدد لكل مرحلة طبيعة حوامل المقاومة، لكن هذه الحوامل، مهما اختلفت، تبقى تعبيرًا مرحليًا عن الثابت الجوهري: حق الشعب في التحرر.
ونخلص إلى القول إن المقاومة الفلسطينية ليست حالة جامدة، بل مشروع تاريخي متجدّد؛ قوامه ثوابت الهوية والحق، ووسائله أدوات وحوامل تتبدّل وفق شروط الزمان والمكان. هذا التفاعل الجدلي هو سرّ ديمومة المقاومة وخلودها.
ويتضح من التجربة الفلسطينية الممتدة على قرنٍ من الزمن أنّ المقاومة ليست خيارًا عابرًا، بل شرطًا وجوديًّا تفرضه حالة الاحتلال الطارئة بالمعنى التاريخي أمام ديمومة ثبات الشعب وتجذّره في أرضه. إلا أنّ طبيعة هذه المقاومة، من حيث شكلها وأسلوبها، تتحدد دائمًا بتفاعل جدلي بين الظروف الذاتية (وعي الشعب، قدرات التنظيمات، الوحدة أو الانقسام) والظروف الموضوعية (الموقف الدولي، البيئة الإقليمية، التطور التكنولوجي، الدعم الخارجي). ومن هذا التفاعل تنبثق حوامل المقاومة المتجددة وتتكامل، وفق معطيات أسلوب المقاومة، المحكومة بشرط اللحظة في الزمان والمكان، من البندقية إلى الحجارة، ومن الكلمة إلى الفعل. حتى النصر.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرط الاحتلال..يستوجب شرط المقاومة.. حتى النصر
- صمت قاعدة العيديد يكشف أن.. -المتغطي بأمريكا عريان-
- الوعي النقدي يحرر الإنسان
- مقاربة في القضية الفلسطينية وثوابت الأرض والإنسان والمقاومة
- القضية الفلسطينية وثابت الأرض والإنسان والمقاومة
- ماذا سيبقى من القضية لو ضاعت الضفة الغربية؟
- هل فات الوقت على تجنيب غزة -أبواب جحيم كاتس-؟
- حتى لا تكون غزة رفح أخرى.. الكرة في ملعب حماس
- مفاوضات الدوحة.. تجربة لبنان كاشفة!
- المثقف.. النقد دور وليس خيارا
- هل يكون العدوان على إيران حافزا.. عِوض أن يكون رادعا؟
- بين دراما النووي الإيراني.. وترسانة الكيان الصهيوني النووية. ...
- نتنياهو.. لا أعرف متى ستنتهي العملية العسكرية في إيران؟
- فلسطين هي القبلة.. وإن طالت الهجرة
- بماذا رد ترامب على مبادرة حماس؟!
- الكيان الصهيوني.. وهندسة سوريا ديموغرافيا وجغرافيا
- سوريا.. أحداث جرمانا وصحنايا بين الذريعة والحقيقة
- عندما يجري تجريم النقد..!
- -بيكفي حرب-.. حراك كسر حاجز الخوف 2/2
- -بيكفي حرب-.. حراك كسر حاجز الخوف 1/2


المزيد.....




- بسبب غزة.. مظاهرات تطال أكبر معرض للأسلحة في بريطانيا
- رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر لـCNN: لا أرى وقف إطلاق ن ...
- رأي.. داود كتّاب يكتب: لماذا يُعدّ الاعتراف بفلسطين أمراً با ...
- صدام حسين، كيف حكم العراق؟
- غضب واسع على مواقع التواصل بعد مقتل أب وأطفاله في غارة إسرائ ...
- بعد الكثير من الجدل حوله..السيسي يرد مشروع قانون الإجراءات ا ...
- الدبابات الإسرائيلية تتوغل في عدد من أحياء مدينة غزة، ومظاهر ...
- موسكو تنفي اختراق أجواء الناتو.. وبوتين يقترح تمديد معاهدة - ...
- بارّاك: حزب الله يتلقى ملايين الدولارات من مصادر مجهولة والح ...
- الرئيس السيسي يصدر عفوا عن الناشط علاء عبد الفتاح


المزيد.....

- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - جدلية العلاقة بين ثابت المقاومة ومتغير الحوامل