|
مسرحية: -عباءة الطابور الخامس-..كوميديا
احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)
الحوار المتمدن-العدد: 8471 - 2025 / 9 / 20 - 17:55
المحور:
الادب والفن
كوميديا ساخرة في تسعة فصول تكشف زيف الطابور الخامس وأسيادهم
مقدمة نقدية: تأملات في مسرحية الواحة وصراع الحقيقة
إن المسرح، بوصفه مرآة الروح الإنسانية، ليس مجرد فضاء للترفيه، بل هو ساحة للمواجهة، حيث تتصارع الأفكار والمثل والأكاذيب، وتُكشف الأقنعة التي يرتديها الأفراد والمجتمعات على حد سواء. في مسرحية "الواحة"، التي تنبض بالحياة عبر مشاهدها المشحونة بالتوتر السياسي والإنساني، نجد أنفسنا أمام عمل فني يتجاوز حدود القصة المحلية ليصبح تأملًا عميقًا في طبيعة السلطة، الخيانة، والمقاومة. هذه المسرحية، ببنيتها المتقنة وشخصياتها المعقدة، لا تقدم مجرد سرد درامي، بل تقدم نقدًا حادًا للآليات التي تحكم المجتمعات الحديثة، حيث تتلاعب النخب بالروايات، وتتشابك المصالح الشخصية مع الأجندات السياسية، ويصبح الشعب، بكل تناقضاته، هو البطل والضحية في آن واحد.
تبدأ المسرحية في قلب "الواحة"، مدينة رمزية تحمل في طياتها تناقضات العالم المعاصر: الفقر والرفاهية، الأمل واليأس، الحقيقة والخداع. هذه المدينة ليست مجرد خلفية جغرافية، بل هي كيان حي يتنفس عبر شخصياته، من إبراهيم، الدمية المزيفة التي تتلاعب بها خيوط الأسياد، إلى علي، البطل التقدمي الذي يحمل شعلة المقاومة. المسرحية، بأسلوبها الذي يمزج بين الواقعية الحادة والرمزية الشاعرية، تستلهم تقاليد المسرح السياسي العظيم، حيث تتحول الساحة العامة إلى مسرح لصراع الأفكار، والزقاق الضيق إلى فضاء للتأمل في مصير الإنسان. إن اختيار الواحة كإطار للأحداث ليس اعتباطيًا؛ فهي تمثل الوعد بالحياة وسط الصحراء، لكنها أيضًا مكان يمكن أن يتحول إلى سراب إذا ما سقط في أيدي الخونة.
الشخصيات في "الواحة" ليست مجرد أفراد، بل هي تجسيدات لقوى أكبر. إبراهيم، بكاريزميته المصطنعة وعباءته المطرزة بالذهب، هو رمز للقائد الشعبوي الذي يبيع وعودًا كاذبة، مستغلاً الإيمان والعاطفة الجماعية لتحقيق مكاسب شخصية. لكنه، في الوقت ذاته، شخصية مأساوية، لأنه ليس سوى أداة في يد أسياد أكثر دهاءً، مثل أرنولد فريدمان وفيكتوريا مالاند، اللذين يمثلان النخبة الاستعمارية التي تتحكم بالخيوط من وراء الكواليس. هذه الشخصيات، ببرودها المحسوب وخبثها الاستراتيجي، تذكرنا بأن السلطة الحقيقية لا تكمن في الخطب العصماء، بل في الغرف المغلقة حيث تُصنع الصفقات وتُكتب الروايات. على النقيض، علي ورفاقه – عبد الرحمن، ماهر، بشير، ومظفر – يمثلون صوت المقاومة، ليس فقط ضد الخيانة المحلية، بل ضد نظام عالمي يستغل الشعوب تحت ستار الدين أو السيادة أو الحرية. إن هذه الثنائية بين الخائن والمقاوم هي جوهر الصراع الدرامي في المسرحية، وهي تعكس الصراع الأبدي بين الحقيقة والخداع.
من الناحية الفنية، تبرع المسرحية في استخدام الفضاء المسرحي لتعزيز التوتر الدرامي. الساحة العامة، بصخبها وفوضاها، تصبح رمزًا لصوت الشعب، بينما الغرف المغلقة، بإضاءتها الخافتة وجدرانها الخشبية، تمثل عالم النخبة المنفصل عن الواقع. هذا التباين بين الفضاءات يعكس التوتر بين الظاهر والباطن، بين ما يُقال وما يُخفى. الإضاءة تلعب دورًا حاسمًا أيضًا؛ ففي مشاهد الساحة، تكون ساطعة ومفتوحة، كأنها تدعو الجمهور إلى رؤية الحقيقة، بينما في مشاهد المكاتب الفخمة، تكون خافتة ومشحونة بالظلال، كأنها تعكس السرية والخداع. هذه التقنيات ليست مجرد زخارف بصرية، بل هي جزء لا يتجزأ من اللغة الدرامية التي تستخدمها المسرحية لنقل رسالتها.
لغة المسرحية هي مزيج رائع من الشاعرية والواقعية. الحوارات، سواء كانت خطب علي المشحونة بالعاطفة أو مناقشات أرنولد وفيكتوريا الباردة والمحسوبة، تعكس تناقضات الشخصيات ودوافعها. إبراهيم، على سبيل المثال، يتحدث بلغة مزخرفة مليئة بالشعارات الدينية والوطنية، لكنها تفتقر إلى العمق، مما يكشف عن ضعفه واعتماده على الخداع. على النقيض، لغة علي بسيطة لكنها قوية، تعتمد على الحقائق والمبادئ، مما يجعله صوتًا يتردد صداه في قلوب الجمهور. هذا التباين في الأسلوب اللغوي يعكس الصراع الأعمق بين الأصالة والزيف، بين الإيمان الحقيقي بالتغيير والاستغلال الرخيص للمثل العليا.
إن أحد أبرز إنجازات المسرحية هو قدرتها على تحويل قضية محلية إلى نقاش عالمي. فالواحة، بكل تفاصيلها الملموسة – الزقاقات الضيقة، الأسواق المزدحمة، الشاشات العامة – تصبح رمزًا لأي مجتمع يعاني من التلاعب بالروايات والاستغلال السياسي. المسرحية تطرح أسئلة جوهرية: من يكتب الرواية التي نعيشها؟ من يملك الحقيقة؟ وكيف يمكن للشعب أن يستعيد صوته؟ هذه الأسئلة ليست جديدة، لكن المسرحية تقدمها بطريقة تجمع بين العمق الفلسفي والإلحاح العملي، مما يجعلها عملًا يتحدث إلى العقل والقلب معًا.
من منظور نقدي، يمكن مقارنة "الواحة" بأعمال المسرح السياسي العظيمة التي استخدمت الدراما لكشف تناقضات المجتمع. لكن ما يميز هذه المسرحية هو قدرتها على الجمع بين الإرث الثقافي المحلي والرؤية العالمية. فالشخصيات مثل علي ورفاقه تستلهم روح المقاومة التي نراها في حركات تحررية تاريخية، بينما أرنولد وفيكتوريا يذكراننا بالنخب الاستعمارية التي لا تزال تحكم من وراء الكواليس في عالم اليوم. هذا التفاعل بين المحلي والعالمي يجعل المسرحية عملًا متعدد الطبقات، يمكن قراءته على مستويات مختلفة: كقصة عن الخيانة والمقاومة، كنقد للهيمنة الاستعمارية، أو كتأمل في قوة الشعب عندما يستعيد صوته.
الصراع في المسرحية ليس مجرد صراع بين شخصيات، بل هو صراع بين روايتين متنافستين: رواية الأسياد، التي تعتمد على الأكاذيب والشعارات، ورواية الشعب، التي تستمد قوتها من الحقيقة. هذا الصراع يتجلى بوضوح في مشاهد الساحة العامة، حيث يتحول الجمهور من متفرج سلبي إلى فاعل نشط، يهتف ويطالب بالعدالة. إن هذا التحول هو جوهر المسرحية، لأنه يذكرنا بأن الشعب، على الرغم من استغلاله وتغييبه، يملك دائمًا القدرة على تغيير مجرى التاريخ. هذه الرؤية الأملية، رغم واقعيتها، تجعل المسرحية عملًا يتجاوز حدود النقد السياسي ليصبح دعوة إلى العمل والتغيير.
من الناحية الرمزية، تعمل المسرحية على مستوى أعمق من خلال استخدامها لصورة الواحة. الواحة، كرمز للأمل والحياة، تصبح ساحة للصراع بين الذين يريدون استغلالها والذين يريدون تحريرها. هذا الرمز يتردد في جميع أنحاء المسرحية، من الزقاقات الضيقة التي تمثل مقاومة الشعب إلى الغرف الفخمة التي تمثل سلطة النخبة. إن الواحة ليست مجرد مكان، بل هي حالة وجودية، تمثل الصراع الأبدي بين الطموح الإنساني والجشع السياسي. هذا الرمز يعطي المسرحية بعدها العالمي، لأنه يتحدث إلى أي شعب يسعى لاستعادة كرامته في مواجهة الظلم.
في الختام، تُعد مسرحية "الواحة" عملًا فنيًا استثنائيًا يجمع بين القوة الدرامية والعمق الفكري. إنها ليست مجرد قصة عن خيانة ومقاومة، بل هي تأمل في طبيعة السلطة وإمكانيات الشعب. من خلال شخصياتها المعقدة، حواراتها الحادة، وفضاءاتها المسرحية المتقنة، تقدم المسرحية نقدًا لاذعًا للأنظمة التي تستغل الشعوب، ودعوة ملهمة لاستعادة الحقيقة. إنها عمل يذكرنا بأن المسرح، في أفضل حالاته، هو أداة للتغيير، مرآة تعكس عيوبنا، وشعلة تضيء الطريق نحو مستقبل أفضل. المقدمة المكان: مدينة رمزية تُدعى "الواحة"، مزيج من دمشق وباريس ودبي، حيث تتقاطع المؤامرات والأقنعة. الزمان: زمن مشوش، يمزج الحاضر بالماضي الاستعماري، حيث الشعارات الكبيرة تخفي الخيانات الأكبر. الجو: شارع مضطرب، أصوات مكتومة للجماهير، وأضواء كاشفة تسلط على منصة مزيفة يقف عليها الخونة بثياب الدين. النبرة: سخرية لاذعة، مستوحاة من عمق النفس البشرية وخفة الأسلوب الساخر، مع لمسات رمزية تكشف التناقضات.
الشخصيات الرئيسية: علي (البطل الإيجابي): يساري تقدمي، مقاوم، قلبه مع غزة وجنوب لبنان، ذكي، ساخر، يحمل هم الشعب. عبد الرحمن، ماهر، بشير، مظفر: مقاومون، كل منهم يمثل جانبًا من النضال (الشجاعة، الحكمة، الإصرار، الروح). إبراهيم، نجيب، سعد الدين: خونة يرتدون عباءات الدين، يرفعون شعارات السيادة بينما يخدمون الغزاة. أرنولد فريدمان: دبلوماسي غربي، يمثل الأوليغارشية المالية، سلس اللسان، يخفي نواياه. فيكتوريا مالاند: مستشارة إعلامية صهيونية، ذكية، تتلاعب بالروايات. مقرن الذهبي: أمير خليجي، رمز لمحميات الخليج، متعجرف، جبان، يمول الخيانة. ماريون: صحفية غربية، تمثل الإعلام الذي يكشف نصف الحقيقة ويخفي النصف الآخر.
الفصل الأول: المسرح المزيف
المشهد ينفتح على ساحة عامة في مدينة "الواحة"، مكان رمزي يمزج بين أزقة دمشق القديمة، وشوارع باريس المزدحمة، وبريق دبي المصطنع. السماء ملبدة بغيوم رمادية، كأنها تعكس الارتباك الذي يعم الجماهير المتجمعة في الساحة. في المركز، منصة خشبية مزينة بأعلام خضراء وبيضاء تحمل شعارات مثل "السيادة الوطنية" و"الدين أولاً". الأعلام ترفرف بلا نسيم، كأنها مثبتة بعناية لتبدو طبيعية. خلف المنصة، لافتة ضخمة مكتوب عليها: "نريد الحرية!"، لكن الحروف تبدو متعبة، كأنها كتبت على عجل. الجمهور مزيج من وجوه متعبة، عيون متشككة، وأفواه تهتف بحذر. أصوات متفرقة تملأ الفضاء: بائع متجول ينادي على بضاعته، طفل يبكي، وشاب يهمس لصديقه بشيء عن "الخدعة الكبرى".
على المنصة، يقف إبراهيم، رجل في الأربعينيات، يرتدي عباءة سوداء مطرزة بخيوط ذهبية، لحيته مشذبة بعناية مفرطة، ونظراته تحمل مزيجًا من الحماس المصطنع والقلق المكبوت. يرفع يديه كقائد أوركسترا، محاولاً جذب انتباه الجمهور. بجانبه نجيب وسعد الدين، شريكاه في الأداء، يرتديان عباءات مماثلة لكن بجودة أقل، كأنهما تابعان يحاولان تقليد الأصل. نجيب، رجل نحيف ذو وجه طويل، يمسك بميكروفون احتياطي، بينما سعد الدين، قصير القامة وممتلئ الجسم، يحمل لافتة صغيرة كتب عليها "عدالة السماء". الاثنان يتبادلان النظرات، ويبدو أن نجيب يحاول إخفاء ضحكة عندما يتلعثم إبراهيم في كلماته.
إبراهيم يبدأ خطابه بصوت عالٍ، يحاول أن يكون مسرحيًا لكنه يبدو كمن يقلد خطيبًا رآه في فيديو قديم: "يا شعب الواحة العظيم! يا أبناء الأرض المقدسة! لقد جئناكم اليوم لنحرركم من الظلم، من الطغيان، من الفساد الذي ينخر عظام هذه الأمة! نحن حماة الدين، حراس السيادة، وسنعيد لكم كرامتكم!" الجمهور يصفق بحذر، بعضهم يهتف "الله أكبر"، لكن الأغلبية تبدو غير مقتنعة. امرأة عجوز في الصف الأول تهز رأسها وتهمس لجارتها: "كلام فارغ، نفس الخطب منذ سنين."
نجيب، الذي يقف خلف إبراهيم، يميل نحوه ويهمس بصوت خافت لكنه واضح لمن حوله: "هل أرسل أرنولد الأموال؟ العباءة الجديدة كلفتني ثروة!" إبراهيم يرمقه بنظرة غاضبة، لكنه يحافظ على ابتسامته المصطنعة ويواصل: "نعم، يا إخوتي! سنقيم دولة العدل، دولة الشريعة، حيث يعيش الجميع في سلام وكرامة!" سعد الدين، الذي يبدو أقل تركيزًا، يرد على نجيب بهمس مماثل: "لا تقلق، مقرن الذهبي وعد بنصف مليون إذا رفعنا شعار الشريعة مرة أخرى." الكلام يصل إلى أذني شاب في الجمهور، يرتدي قميصًا بسيطًا ويحمل حقيبة ظهر مهترئة. هذا هو علي، البطل اليساري التقدمي، الذي يقف بين الجمهور، عيناه تلمعان بالذكاء والسخرية.
علي يتقدم خطوة، يرفع صوته ليسمعه الجميع: "سيادة؟ أي سيادة؟ سيادة الدولار أم سيادة القصر الذي يحميكم؟" صوته قاطع، لكنه يحمل نبرة ساخرة تجعل الجمهور يضحك رغمًا عنه. بعض الشباب يهتفون موافقين، بينما آخرون ينظرون إليه بحذر. إبراهيم يرتبك للحظة، يمسح عرقًا وهميًا من جبينه، ثم يحاول استعادة السيطرة: "لا تستمعوا إلى المشككين! هؤلاء هم أعداء الدين، أعداء الواحة!" لكن الجمهور بدأ يتململ، وصوت همهمة يرتفع كأنه موجة بحر تبدأ بالهيجان.
في الخلفية، يظهر أرنولد فريدمان، رجل في الخمسينيات، يرتدي بدلة رمادية مصممة بعناية، شعره مشذب بدقة، وابتسامته تحمل خبثًا لا يخفى. يقف بعيدًا عن المنصة، لكنه قريب بما يكفي ليراه الجميع. يصفق ببطء، كأنه يشجع إبراهيم، لكن عينيه تتجولان بين الجمهور، كأنه يقيم ردود أفعالهم. بجانبه، فيكتوريا مالاند، امرأة في الأربعينيات، ترتدي معطفًا أسود طويلًا، وجهها صلب كأنه منحوت من الحجر، لكن عينيها تلمعان بدهاء. تحمل جهازًا لوحيًا، تكتب ملاحظات بسرعة، وتهمس لأرنولد: "إبراهيم جيد، لكنه بحاجة إلى مزيد من الحماس. الجمهور ليس مقتنعًا بعد." أرنولد يومئ برأسه، ثم يشير إلى مقرن الذهبي، الذي يقف على بعد خطوات، يرتدي دشداشة بيضاء مطرزة بخيوط ذهبية، وجهه يعكس قلقًا ممزوجًا بالتعجرف. مقرن يمسك بهاتفه، يرسل رسالة نصية، ثم يهمس لفيكتوريا: "قلت له أن يرفع شعار الشريعة أكثر، لكن يبدو أنه نسي النص."
علي، الذي لاحظ وجود أرنولد وفيكتوريا ومقرن، يتقدم خطوة أخرى، يرفع صوته مرة أخرى: "يا إبراهيم، من كتب خطابك؟ هل هو نفس الشخص الذي أرسل لك العباءة الجديدة؟" الجمهور ينفجر بالضحك، وإبراهيم يشعر بالحرارة ترتفع في وجهه. يحاول الرد: "أنت، أيها اليساري الملحد، تريد أن تشوه صورتنا! لكن الشعب يعرف الحقيقة!" لكن كلامه يبدو ضعيفًا، كأنه يردد جملًا حفظها عن ظهر قلب دون اقتناع. نجيب يحاول مساندته، يصرخ: "الشعب معنا! الشعب يريد الدين!" لكن صوته يتلاشى وسط ضحكات الجمهور.
في هذه اللحظة، تدخل ماريون، الصحفية الغربية، تحمل ميكروفونًا وكاميرا صغيرة. وجهها يحمل ملامح الجدية المصطنعة، كأنها تمثل دور المراسلة المحايدة. تقترب من إبراهيم، توجه الميكروفون نحوه: "سيد إبراهيم، يقول البعض إن حركتكم تهدد استقرار الواحة. ما ردكم؟" إبراهيم يبتسم ابتسامة عريضة، يحاول استعادة ثقته: "هذه أكاذيب الإعلام الغربي! نحن هنا لنحمي الواحة، لنعيد لها عزتها!" لكن ماريون، بدلاً من متابعة السؤال، تلتفت إلى الكاميرا وتقول: "كما ترون، الواحة تعيش صراعًا بين الحرية والتطرف. تابعونا لمعرفة المزيد." كلامها يبدو محايدًا، لكن نبرتها تحمل تلميحًا يشير إلى أنها تعرف أكثر مما تقول.
علي، الذي يراقب المشهد بعناية، يقترب من مجموعة من الشباب في الجمهور. يهمس لهم: "هل رأيتم كيف يتحكمون بالمسرح؟ إبراهيم ليس سوى دمية، والخيوط بيد أرنولد ومقرن." أحد الشباب، فتاة ترتدي حجابًا بسيطًا، ترد: "لكن الإعلام يقول إنهم يدافعون عنا!" علي يبتسم بسخرية: "الإعلام؟ إنهم يكتبون نصف الحقيقة، ويخفون النصف الآخر. انتظروا، سأريكم من يحرك الدمى." يخرج هاتفه من جيبه، يبدأ بتصوير إبراهيم وهو يتلقى إشارة من أرنولد، الذي يرفع إبهامه موافقًا على شيء ما.
الجمهور يبدأ بالتفرق تدريجيًا، بعضهم يهتف لإبراهيم، لكن الأغلبية تبدو مشوشة. امرأة في منتصف العمر تصرخ: "نريد عملًا، نريد خبزًا، لا شعارات!" رجل عجوز يضيف: "كفى خطابات! أين الماء النظيف؟ أين المدارس؟" إبراهيم يحاول تهدئتهم: "صبرًا، يا إخوتي! الجنة تنتظرنا!" لكن كلامه يقابل بضحكات ساخرة. نجيب وسعد الدين يتبادلان النظرات، يبدوان قلقين. نجيب يهمس: "إذا استمر هذا، سنخسر الجمهور. يجب أن نتصل بمقرن الليلة." سعد الدين يومئ: "وأرنولد أيضًا. ربما يحتاجون إلى عرض جديد."
في هذه اللحظة، يظهر عبد الرحمن، أحد رفاق علي، رجل طويل القامة، ذو لحية خفيفة وعينين تلمعان بالتصميم. يقترب من علي، يهمس: "رأيتهم بالأمس، إبراهيم وأرنولد في مقهى فخم. كانوا يتفاوضون على شيء، وحقيبة مليئة بالنقود كانت على الطاولة." علي يومئ، عيناه تضيئان: "هذا ما نحتاجه. دليل. إذا أظهرنا للشعب من يمول هؤلاء الخونة، سينهار مسرحهم." عبد الرحمن يبتسم: "لكن كن حذرًا، يا علي. هؤلاء ليسوا مجرد دمى، بل لديهم سكاكين حادة."
المشهد يتحول إلى زاوية أخرى من الساحة، حيث تقف فيكتوريا مالاند بعيدًا، تراقب الجمهور بعيني صقر. تهمس لأرنولد: "علي هذا مزعج. إذا استمر في إثارة الشكوك، قد يفسد خطتنا." أرنولد يبتسم بثقة: "لا تقلقي، فيكتوريا. لدينا ماريون والإعلام. يمكننا أن نصوره كمتطرف، شيوعي، أو أي شيء يخيف الجمهور." مقرن الذهبي، الذي يقف بجانبهما، يبدو أقل اقتناعًا. يفرك يديه بعصبية: "لكن ماذا لو ثار الشعب؟ أموالي على المحك!" فيكتوريا تنظر إليه باحتقار: "يا مقرن، أنت مجرد محفظة. إذا ثاروا، سنلقي بإبراهيم لهم ونصنع بطلًا جديدًا."
إبراهيم، على المنصة، يحاول استعادة السيطرة مرة أخرى. يرفع صوته: "يا شعب الواحة! لا تستمعوا إلى المغرضين! نحن هنا لنحميكم من الغزاة، من الكفار، من الذين يريدون تدمير دينكم!" لكن كلامه يقطعه صوت علي، الذي يصرخ من وسط الجمهور: "وأنت، يا إبراهيم، من يحميك؟ أرنولد؟ مقرن؟ أم الدولارات التي تأتيك من قصور الخليج؟" الجمهور يصمت للحظة، ثم تنفجر ضحكات متفرقة. إبراهيم يشعر بالذعر، ينظر إلى نجيب وسعد الدين طالبًا المساعدة، لكنهما يبدوان مشلولين.
ماريون، التي لا تزال تسجل المشهد، تلتقط لحظة الارتباك هذه. تقترب من علي، توجه الميكروفون نحوه: "سيد علي، تتهمون حركة إبراهيم بالخيانة. هل لديكم أدلة؟" علي يبتسم بسخرية: "الأدلة؟ انظري إلى جيوب إبراهيم، انظري إلى من يقف خلفه. الأدلة في عيون الشعب الذي يعاني بينما هؤلاء يرتدون عباءات الذهب." ماريون ترفع حاجبها، لكنها لا ترد. تلتفت إلى الكاميرا: "يبدو أن الواحة تشهد صراعًا بين رؤى متضاربة. تابعونا لمزيد من التفاصيل." لكن نبرتها تحمل تلميحًا إلى أنها تعرف أكثر مما تقول.
الجمهور يبدأ بالتفرق، بعضهم يهتف لإبراهيم، لكن الأغلبية تبدو مرتبكة. صوت امرأة يرتفع: "نريد عملًا، نريد خبزًا، لا شعارات!" رجل آخر يضيف: "كفى خطابات! أين العدالة؟" إبراهيم يحاول تهدئتهم: "صبرًا، يا إخوتي! الجنة تنتظرنا!" لكن كلامه يقابل بضحكات ساخرة. نجيب وسعد الدين يتبادلان النظرات، يبدوان قلقين. نجيب يهمس: "إذا استمر هذا، سنخسر الجمهور. يجب أن نتصل بمقرن الليلة." سعد الدين يومئ: "وأرنولد أيضًا. ربما يحتاجون إلى عرض جديد."
علي يغادر الساحة مع عبد الرحمن، يتحدثان بهدوء. علي يقول: "هذا المسرح لن يستمر طويلاً. الشعب بدأ يرى الخيوط." عبد الرحمن يرد: "لكن الأسياد لن يستسلموا بسهولة. أرنولد وفيكتوريا ومقرن لديهم خطط أخرى." علي يبتسم: "دعهم يخططون. كل خطة تكشف عن وجههم الحقيقي أكثر." المشهد ينتهي مع غروب الشمس فوق الواحة، والأضواء تتلاشى ببطء، تاركة الساحة في ظلام خافت، بينما يظل صوت هتافات الجمهور يتردد في الخلفية، مزيجًا من الأمل والارتباك.
الفصل الثاني: غرفة المؤامرات
المشهد ينفتح على مكتب فخم في قلب "الواحة"، غرفة مغلقة بعيدة عن أعين الجمهور، لكنها تبدو كقلب نابض للمؤامرات. الجدران مغطاة بألواح خشبية داكنة، مزينة بلوحات زيتية تصور معارك قديمة، لكن المعارك تبدو مزيفة، كأنها رسمت لتخدم رواية معينة. في وسط الغرفة، طاولة طويلة من خشب الماهوغاني، عليها أكوام من الوثائق، بضع زجاجات من النبيذ الفاخر، وشاشة كبيرة تعرض تقريرًا إعلاميًا بعنوان "خطر الإسلاميين!"، مع صور لإبراهيم وهو يخطب بحماس، لكن العنوان يبدو مكتوبًا بحروف متسرعة، كأن التقرير أعد على عجل. الإضاءة خافتة، مصابيح ذهبية تلقي ظلالاً طويلة، تعكس جوًا من السرية والخبث. في الخلفية، نافذة كبيرة تطل على الواحة، لكن الستائر نصف مغلقة، كأن من في الداخل يخشون أن يراهم أحد.
يجلس أرنولد فريدمان في رأس الطاولة، يرتدي بدلة رمادية تلمع تحت الإضاءة، ربطة عنقه حمراء كالدم، ووجهه يحمل ابتسامة هادئة تخفي دهاءً عميقًا. عيناه تتحركان ببطء، كأنهما تفحصان كل حركة في الغرفة. بجانبه، فيكتوريا مالاند، ترتدي معطفًا أسود طويلًا، شعرها الأشقر مشدود إلى الخلف، مما يبرز ملامحها الحادة. تحمل جهازًا لوحيًا، أصابعها تتحرك بسرعة عليه، وهي تكتب ملاحظات أو ترسل رسائل. على الجانب الآخر من الطاولة، يجلس مقرن الذهبي، أمير خليجي يرتدي دشداشة بيضاء مطرزة بخيوط ذهبية، تاج صغير يلمع على رأسه، لكنه يبدو مضطربًا، يفرك يديه بعصبية، وينظر إلى أرنولد وفيكتوريا كأنه ينتظر تعليمات. بينهم، كومة من الأوراق النقدية، بعضها بالدولار، وبعضها باليورو، مكدسة بعناية كأنها جزء من الديكور.
أرنولد يبدأ الحديث، صوته هادئ لكنه يحمل سلطة لا تخطئ: "إبراهيم ونجيب وسعد الدين يؤدون دورهم ببراعة، على الأقل حتى الآن. الشعارات الكبيرة تخدع الجماهير، وهذا كل ما نحتاجه." يميل إلى الأمام، يلتقط كأس نبيذ، يديرها ببطء بين أصابعه، ثم يضيف: "لكن علي هذا يقلقني. صوته يصل إلى الشعب، وهذا خطر." فيكتوريا ترفع عينيها عن الجهاز اللوحي، تنظر إلى أرنولد بنظرة باردة: "إنه مجرد يساري حالم. الشعب لا يثق بالحالمين. دع ماريون تكتب تقريرًا عن الخطر الإسلامي ، وسنضمن أن يُنظر إلى إبراهيم كبطل، وإلى علي كتهديد." صوتها حاد، كأنها تقطع الكلمات بسكين، لكنها تضيف بسخرية: "المهم ألا نذكر من صنع إبراهيم. الناس يحبون الأبطال، لا الحقيقة."
مقرن الذهبي، الذي كان صامتًا حتى الآن، يتكلم فجأة، صوته يحمل نبرة قلق: "أموالي جاهزة، لكن أريد ضمانات. إذا ثار الشعب، من سيحميني؟ أنتم تعرفون أن شعب الواحة ليس أغبياء كما تظنون!" ينظر إلى أرنولد وفيكتوريا، ينتظر ردًا، لكنهما يتبادلان نظرة سريعة تحمل مزيجًا من الاستهزاء والتسلية. أرنولد يضحك بخفة، يضع كأس النبيذ على الطاولة: "يا مقرن، أنت مجرد خزنة. أموالك تحرك العجلة، لكن لا تقلق، إذا ثار الشعب، سنلقي بإبراهيم وأتباعه إليهم، ونصنع بطلًا جديدًا. الشعب يحب الأبطال الجدد." مقرن يبتلع ريقه، يحاول الاعتراض: "لكن أنا دفعت الملايين! بنك التقوى في سويسرا، الجمعيات الخيرية، كل هذا من جيبي!" فيكتوريا تقاطعه ببرود: "وجيبك لا يزال ممتلئًا، أليس كذلك؟ استمر في الدفع، وسنستمر في الحماية... مؤقتًا."
الباب يُفتح فجأة، ويدخل إبراهيم، يحمل حقيبة جلدية سوداء تبدو ثقيلة. وجهه يعكس الإرهاق، لكنه يحاول إظهار الثقة. يضع الحقيبة على الطاولة، يفتحها لتكشف عن رزم من الأوراق النقدية. يقول بصوت يحمل نبرة الانتصار: "سيدي أرنولد، الخطبة نجحت! الجمهور كان معنا... أو على الأقل، معظم الجمهور." يتوقف للحظة، ثم يضيف بحذر: "لكن علي بدأ يثير الشكوك. صوته قوي، والشعب بدأ يستمع إليه." أرنولد يرفع حاجبًا، ينظر إلى الحقيبة ثم إلى إبراهيم: "علي؟ مجرد ذبابة مزعجة. لكن الذباب يُسحق بسهولة." يلتفت إلى فيكتوريا: "ما رأيك؟" فيكتوريا تضع الجهاز اللوحي جانبًا، تنهد بتململ: "دع ماريون تتولى الأمر. تقرير واحد في الصحف يصور علي كمتطرف، وسينساه الشعب. الناس يصدقون ما يرونه على الشاشات، لا ما يسمعونه في الشوارع."
إبراهيم يبدو غير مقتنع، يفرك لحيته بعصبية: "لكن الشعب ليس غبيًا كما تظنون. سمعت همهمات اليوم، هم يريدون أجوبة، لا شعارات." مقرن يضحك بسخرية: "الشعب؟ يا إبراهيم، الشعب يريد الخبز والماء. أعطهم شعارات، وستلهيهم عن بطونهم." أرنولد يومئ موافقًا: "بالضبط. لهذا نحن هنا. نحن نصنع الشعارات، وأنت تبيعها. استمر في العمل، يا إبراهيم، وستحصل على مكافأتك." يشير إلى الحقيبة، ثم يضيف: "لكن لا تظن أنك لا يمكن استبدالك. هناك الكثير من الإبراهيمات في الواحة."
فيكتوريا تفتح الجهاز اللوحي مرة أخرى، تعرض صورة لتقرير إخباري على الشاشة. العنوان: "الواحة تحت التهديد: هل الإسلاميون يخططون للاستيلاء؟" الصورة تظهر إبراهيم وهو يرفع يديه في الساحة، لكن الزاوية تجعله يبدو أكثر تهديدًا مما كان عليه. فيكتوريا تقول: "هذا ما سيراه العالم غدًا. ماريون ستنشر هذا في صحيفتها، وسنضمن أن يُنظر إلى إبراهيم كقائد للحرية، بينما علي سيصبح الشرير." إبراهيم يبتسم بارتياح، لكنه يسأل: "وماذا عن الأموال؟ سمعت أن بنك التقوى يواجه مشاكل." مقرن يرد بسرعة: "لا تقلق، الأموال تأتي من قنوات آمنة. USAID، الجمعيات الخيرية، كلها مجرد أغطية. المهم أن تصل إلى جيبك." أرنولد يضيف بسخرية: "وجيبنا، بالطبع."
المشهد يتحول إلى زاوية أخرى من الغرفة، حيث يظهر جهاز عرض يعرض خريطة للواحة. نقاط حمراء تومض على الخريطة، تشير إلى مواقع جمعيات خيرية، مراكز ثقافية، ومساجد. فيكتوريا تشير إلى الخريطة: "هذه شبكتنا. كل نقطة هنا تتلقى تمويلًا من مقرن ومنا. إبراهيم، مهمتك أن تجعل هذه النقاط تبدو كأنها قلب الواحة النابض." إبراهيم يومئ، لكنه يبدو مترددًا: "لكن بعض هذه الجمعيات بدأت تثير الشكوك. الناس يسألون من أين تأتي الأموال." أرنولد يقاطعه: "دعهم يسألون. طالما ماريون تتحكم بالرواية، لن يصلوا إلى الحقيقة."
فجأة، يرن هاتف مقرن. ينظر إلى الشاشة، وجهه يشحب. يرد بصوت خافت: "نعم، سيدي... نعم، الخطبة نجحت... لكن هناك مشكلة صغيرة." يتوقف، يستمع، ثم يضيف: "علي، نعم... سنتولى الأمر." يغلق الهاتف، ينظر إلى أرنولد: "الأوامر من الأعلى. علي يجب أن يُسكت، بأي وسيلة." فيكتوريا تبتسم: "هذا سهل. دعونا نصنع قصة. حادث، فضيحة، أو اتهام بالإرهاب. الإعلام سيفعل الباقي." إبراهيم يبدو قلقًا: "لكن إذا فشلنا؟ الشعب قد ينتفض." أرنولد يضحك: "ينتفض؟ يا إبراهيم، الشعب لا ينتفض إلا إذا سمحنا له. نحن نتحكم بالمسرح، بالدمى، وبالجمهور."
الغرفة تصبح أكثر ظلمة، كأن الإضاءة تتلاشى مع كل كلمة. صوت خافت من الخارج يبدأ بالارتفاع، همهمات الشعب في الشوارع. فيكتوريا تلاحظ الصوت، تنظر إلى النافذة: "يبدو أن الشعب بدأ يتحرك. يجب أن نكون أسرع." أرنولد يومئ: "سنرسل إبراهيم لخطبة أخرى غدًا. اجعلها أكثر حماسًا، يا إبراهيم. تحدث عن الجنة، عن العدو الخارجي، عن أي شيء يلهيهم." إبراهيم يومئ، لكنه يبدو متعبًا، كأن الدور الذي يلعبه بدأ يثقل كاهله.
المشهد ينتهي مع صوت ساعة حائط تدق ببطء، كأنها تعد الثواني حتى انهيار المسرح المزيف. أرنولد يرفع كأسه، يقول بهدوء: "إلى الواحة... وإلى من يملكونها." فيكتوريا ومقرن يرفعان كأسيهما، لكن إبراهيم يظل صامتًا، ينظر إلى الحقيبة المملوءة بالنقود، وكأنه يرى فيها مصيره.
الفصل الثالث: شارع المقاومة
المشهد ينفتح على زقاق ضيق في قلب "الواحة"، بعيدًا عن بريق الساحات العامة وصخب المنصات المزيفة. الجدران متشققة، مغطاة بملصقات ممزقة تحمل شعارات قديمة للثورة، بعضها يتحدث عن الحرية، وبعضها عن العدالة. رائحة الخبز المحروق تملأ الهواء، مختلطة برائحة الغبار والعرق. مصباح قديم معلق على عمود متآكل يومض بشكل متقطع، يلقي ظلالًا متذبذبة على الأرض المرصوفة بحجارة مكسورة. في الخلفية، يسمع صوت أطفال يلعبون في زقاق مجاور، ضحكاتهم تمتزج بصوت بائع متجول ينادي على بضاعته: "خبز ساخن! خبز ساخن!" لكن صوته يحمل نبرة يأس، كأنه يعلم أن قليلين يملكون المال للشراء. الزقاق مكتظ بالناس، لكنهم يتحركون بهدوء، كأن الخوف والأمل يتصارعان في قلوبهم. بعضهم يحمل أكياسًا مهترئة، وآخرون يتكئون على الجدران، يتبادلون الأحاديث بصوت خافت.
في وسط الزقاق، يقف علي، البطل اليساري التقدمي، مرتديًا قميصًا بسيطًا ممزقًا عند الأكمام، وحقيبة ظهر بالية معلقة على كتفه. وجهه يحمل آثار الإرهاق، لكن عينيه تلمعان بمزيج من الذكاء والتصميم. يقف بجانبه عبد الرحمن، رجل طويل القامة، لحيته خفيفة، يرتدي سترة عسكرية قديمة، كأنها تذكار من معركة سابقة. عبد الرحمن يحمل دفترًا صغيرًا، يكتب فيه ملاحظات بخط سريع، وينظر حوله بحذر. بجانبهما، ماهر، شاب نحيف ذو نظارات مكسورة، يبدو كطالب جامعي تحول إلى مقاوم، يحمل كتابًا قديمًا تحت إبطه، وعينيه تفحصان الزقاق كأنه يبحث عن شيء. بشير، رجل في الثلاثينيات، قوي البنية، يرتدي قميصًا أسود، يقف بثقة، لكنه يحمل ابتسامة خفيفة تخفي قلقًا عميقًا. أما مظفر، الأصغر بينهم، فهو شاب ذو شعر أشعث وعينين مشتعلتين بالحماس، يحمل عصا خشبية يعبث بها كأنه يستعد لمعركة.
علي ينظر إلى رفاقه، صوته هادئ لكنه حاد: "إبراهيم وأتباعه يبيعون الواحة للغزاة. لقد رأيتهم، عبد الرحمن، أليس كذلك؟" عبد الرحمن يومئ، يغلق الدفتر ويضعه في جيبه: "بالأمس، في مقهى فخم في الجانب الآخر من الواحة. إبراهيم كان يجلس مع أرنولد فريدمان. حقيبة مليئة بالنقود كانت على الطاولة، وفيكتوريا مالاند كانت تراقب من بعيد." ماهر يدفع نظارته إلى أعلى أنفه، يتكلم بنبرة تحليلية: "لكن الشعب مغيب. الإعلام يصور إبراهيم وأتباعه كأبطال، بينما نحن... نحن الأشرار، المتطرفون، الملحدون." يضحك بسخرية، يضيف: "ماريون وصحيفتها يعملون ليل نهار ليجعلوا من إبراهيم قديسًا."
بشير، الذي كان صامتًا، يبتسم بثقة: "دعهم يلعبون. كلما رفعوا شعاراتهم، كشفوا أنفسهم أكثر. الشعب ليس أغبياء، يا ماهر. هم يرون التناقضات، لكنهم يحتاجون إلى شرارة." مظفر، الذي يعبث بالعصا، يقاطع بحماس: "وشرارتنا هي الحقيقة! علي، ما خطتك؟ يجب أن نتحرك الآن، قبل أن يضعوا إبراهيم على عرش الواحة!" علي ينظر إلى الزقاق، يرى وجوه الناس المتعبة، الأطفال الذين يلعبون بكرة مهترئة، النساء اللواتي يحملن أكياسًا خفيفة لا تكفي لإطعام عائلاتهن. يتنهد، ثم يقول: "سنستخدم سلاحهم: الإعلام. لكننا سنكشف النصف الآخر من الحقيقة. من يمول إبراهيم؟ من يكتب خطاباته؟ من يقف خلفه؟"
عبد الرحمن يومئ، يخرج هاتفه من جيبه، يعرض صورة غامضة لإبراهيم وهو يتسلم حقيبة من أرنولد في زاوية مظلمة من المقهى. الصورة ليست واضحة تمامًا، لكنها كافية لتثير الشكوك. يقول: "هذه بداية. لكننا نحتاج إلى المزيد. الناس لن يصدقوا صورة واحدة." ماهر يضيف: "صحيح. الإعلام يتحكم بالرواية. ماريون وصحيفتها يمكنهم تحويل هذه الصورة إلى فضيحة ضدنا، يقولون إنها مفبركة." بشير يضحك: "مفبركة؟ دعها تكون مفبركة! الشعب يعرف رائحة الخيانة. فقط أعطهم دليلاً صغيرًا، وسيبدأون بالتساؤل." مظفر يرفع عصاه بحماس: "إذن، دعونا نذهب إلى المقهى الليلة! ربما نجد المزيد من الأدلة!"
علي يرفع يده، يطلب الهدوء: "ليس بهذه السرعة، يا مظفر. إبراهيم ليس وحده. أرنولد وفيكتوريا ومقرن الذهبي يتحكمون باللعبة. إذا هاجمنا الآن دون خطة، سيسحقوننا." يتوقف، ينظر إلى الزقاق، ثم يضيف: "لكن بشير محق. الشعب يحتاج إلى شرارة. سنبدأ ببث شكوك صغيرة، نزرعها في الشوارع، في الأسواق، بين الناس. ثم، عندما نكون جاهزين، نكشف كل شيء." عبد الرحمن يبتسم: "مثل مقاومة غزة وجنوب لبنان. لا يهاجمون إلا عندما يكونون مستعدين." علي يومئ: "بالضبط. نحن لسنا مجرد متمردين، نحن مقاومة. ومقاومتنا تبدأ بالحقيقة."
فجأة، يسمع صوت من بعيد، صوت مذيعة تلفزيونية يتردد من جهاز راديو صغير يحمله بائع متجول. الصوت هو صوت ماريون، تقدم تقريرًا: "الإسلاميون يهددون الواحة! حركة إبراهيم تطالب بالشريعة، لكن هل هذا تهديد للحرية؟" الكاميرا، التي يبث من خلالها التقرير، تلتقط بالخطأ لقطة سريعة لأرنولد وهو يهمس لإبراهيم في زاوية الساحة العامة. علي ينتبه للقطة، يبتسم: "انظروا! حتى الكاميرا لا تستطيع إخفاء الحقيقة إلى الأبد." يخرج هاتفه، يسجل المقطع من الراديو، ثم يقول: "هذه بدايتنا. سننشر هذا المقطع، لكن ليس الآن. يجب أن ننتظر اللحظة المناسبة."
ماهر يبدو متشككًا: "لكن كيف سننشرها؟ الإعلام تحت سيطرتهم. قنواتهم، صحفهم، كلها تخدم أرنولد وفيكتوريا." بشير يضحك: "يا ماهر، الشعب هو الإعلام الحقيقي. انشرها في الأسواق، في المقاهي، بين الجيران. الناس يتحدثون، والكلام ينتشر كالنار." مظفر يضيف بحماس: "وأنا أعرف شبابًا في الجامعة يمكنهم نشرها على الإنترنت! لديهم حسابات لا يمكن تعقبها!" علي يومئ: "جيد. لكن يجب أن نكون حذرين. أرنولد وفيكتوريا لديهما عيون في كل مكان."
الزقاق يصبح أكثر ازدحامًا، حيث تبدأ مجموعة من الشباب بالتجمع حول علي ورفاقه. فتاة شابة، ترتدي حجابًا ملونًا، تقترب: "سمعتكم تتحدثون عن إبراهيم. هل صحيح أنه يأخذ أموالاً من الخارج؟" علي ينظر إليها، يبتسم: "اسألي نفسك، لماذا يرتدي عباءة مطرزة بالذهب بينما أطفال الواحة يتضورون جوعًا؟" الفتاة تهز رأسها: "لكن الإعلام يقول إنه يدافع عن الدين!" عبد الرحمن يرد: "الإعلام يكذب. انظري إلى من يقف خلفه. أرنولد، فيكتوريا، مقرن الذهبي. هم من يكتبون القصة." الفتاة تبدو مترددة، لكنها تومئ: "سأخبر أصدقائي. ربما حان الوقت لنفكر بأنفسنا."
الشمس تبدأ بالغروب، تلقي ضوءًا برتقاليًا على الزقاق. صوت الراديو يستمر في البث، لكن الناس في الزقاق يبدأون بالتجمع، يتحدثون بصوت أعلى، يتبادلون القصص عن إبراهيم وشعاراته. علي ينظر إلى رفاقه: "هذه هي البداية. الشعب يتحرك، لكنه يحتاج إلى دليل قاطع. يجب أن نجد طريقة للوصول إلى بنك التقوى، إلى وثائق التمويل." عبد الرحمن يرد: "لدي صديق في سويسرا، كان يعمل في بنك. ربما يستطيع مساعدتنا." ماهر يضيف: "وأنا أعرف شخصًا في الإعلام، ليس ماريون، بل صحفي مستقل. قد يساعدنا إذا أعطيناه الدليل." بشير يبتسم: "ومن جهتي، أعرف بعض الشباب الذين يمكنهم التسلل إلى مكتب إبراهيم. ربما نجد شيئًا هناك." مظفر يرفع عصاه: "وأنا جاهز لأي شيء! فقط قولوا متى!"
علي ينظر إلى السماء، يتنهد: "لن ننجح إلا إذا عملنا كفريق واحد. مثل إخوتنا في غزة وجنوب لبنان. المقاومة ليست مجرد سلاح، بل إرادة. وإرادتنا هي الحقيقة." الزقاق يصبح أكثر هدوءًا، لكن الهمهمات تستمر، كأن الشعب بدأ يستيقظ. المشهد ينتهي مع صوت الراديو يتلاشى تدريجيًا، تاركًا خلفه صوت خطوات الناس في الزقاق، خطوات تحمل أملًا حذرًا وغضبًا مكبوتًا.
الفصل الرابع: قاعة القمار
المشهد ينفتح على صالة فاخرة في قلب "الواحة"، مكان يشبه الكازينوهات الفخمة التي تبدو كأنها تنتمي إلى عالم آخر، بعيد عن شوارع الواحة المتربة وزقاقاتها الضيقة. الجدران مغطاة بألواح من الرخام الأسود اللامع، مزينة بأنماط ذهبية معقدة تتشابك كأنها شبكة عنكبوت. الإضاءة خافتة، تأتي من ثريات كريستالية ضخمة معلقة في السقف، تلقي وهجًا متذبذبًا على الأرضية المغطاة بسجاد قرمزي سميك. في وسط الصالة، طاولة بوكر دائرية كبيرة، مغطاة بقماش أخضر، محاطة بكراسي جلدية سوداء. على الطاولة، أوراق لعب مبعثرة، كؤوس نبيذ نصف فارغة، وصناديق صغيرة تحتوي على رقائق ليست من النوع المعتاد في الكازينوهات، بل تحمل شعارات مثل "السيادة"، "الدين"، و"الشعب". في الخلفية، شاشة كبيرة تعرض صورًا متتالية لإبراهيم وهو يخطب في الساحة العامة، مع تعليقات إخبارية تمدح "حركة التحرير" التي يقودها. الصوت في الشاشة خافت، لكنه يحمل نبرة ماريون، الصحفية الغربية، وهي تتحدث عن "الأمل الجديد للواحة".
على الطاولة، يجلس إبراهيم، يرتدي عباءته السوداء المطرزة بخيوط ذهبية، لكنه يبدو متعبًا، عيناه محاطتان بهالات داكنة، كأن الخطب التي ألقاها أرهقته أكثر مما ألهمته. بجانبه نجيب، نحيف ومتوتر، يعبث بأوراق اللعب كأنه يحاول إخفاء قلقه. سعد الدين، الممتلئ الجسم، يجلس بتراخٍ، لكنه يلقي نظرات متكررة نحو الباب، كأنه يتوقع دخول شخص ما. أمامهم، أرنولد فريدمان، يرتدي بدلة رمادية تلمع تحت الإضاءة، يبتسم ابتسامة هادئة لكنها تخفي خبثًا لا يُخطئ. بجانبه فيكتوريا مالاند، ترتدي معطفًا أسود طويلًا، شعرها مشدود إلى الخلف، وهي تمسك بجهاز لوحي، أصابعها تتحرك بسرعة وكأنها تسجل كل لحظة. مقرن الذهبي يجلس في الطرف الآخر، دشداشتة البيضاء المطرزة تلمع، لكنه يبدو الأكثر توترًا، يفرك يديه باستمرار، وينظر إلى أرنولد كأنه ينتظر أوامر.
أرنولد يبدأ اللعبة، يوزع الأوراق بمهارة، صوته هادئ لكنه يحمل سلطة: "حسنًا، يا سادة، دعونا نرى من يملك أقوى الرهانات اليوم." ينظر إلى إبراهيم، يرفع حاجبًا: "إبراهيم، ما الذي تقدمه؟" إبراهيم يبتلع ريقه، يلقي بطاقة على الطاولة، عليها كلمة "الدين". يقول بنبرة تحاول أن تكون واثقة: "أراهن بشعار الدين أولاً . الشعب يحب هذا الشعار، إنه يلهمهم." نجيب يسرع لدعمه، يلقي بطاقة أخرى مكتوب عليها "السيادة": "وأنا أرفع الرهان بشعار السيادة الوطنية . الخطبة الأخيرة جعلت الناس يهتفون!" سعد الدين، الذي يبدو أقل حماسًا، يلقي بطاقة مكتوب عليها "الحرية": "وأنا أضيف الحرية . لكن، يا سادة، يجب أن نكون حذرين. علي بدأ يثير الشكوك."
أرنولد يضحك، ضحكة خافتة لكنها تقطر سخرية: "يا لكم من أغبياء! أنتم تراهنون بشعبكم، وأنا أربح دائمًا." يلقي بطاقة على الطاولة، عليها كلمة "السيطرة". يميل إلى الأمام، ينظر إلى إبراهيم: "شعاراتكم جميلة، لكنها لا تعني شيئًا بدون أموالنا. أليس كذلك، يا مقرن؟" مقرن يومئ بسرعة، يخرج حقيبة صغيرة من تحت الكرسي، يفتحها ليكشف عن رزم من الأوراق النقدية: "كل شيء جاهز. بنك التقوى أرسل الدفعة الأخيرة. لكن، يا أرنولد، يجب أن نضمن أن الشعب لن يكتشف مصدر الأموال." فيكتوريا، التي كانت صامتة، تتكلم بنبرة باردة: "لا تقلق، يا مقرن. الإعلام تحت سيطرتنا. ماريون ستقدم تقريرًا جديدًا غدًا، ستصور إبراهيم كبطل الواحة، وستتجاهل أي شيء عن بنك التقوى."
فجأة، يدخل النادل، شاب يرتدي زيًا بسيطًا، يحمل صينية عليها كؤوس نبيذ إضافية. النادل هو علي، متخفيًا، عيناه تفحصان الغرفة بسرعة. يقترب من الطاولة، يضع الكؤوس ببطء، لكنه يستمع إلى كل كلمة. يسمع أرنولد وهو يقول: "إبراهيم، خطبتك الأخيرة كانت جيدة، لكنها بحاجة إلى مزيد من الحماس. تحدث عن الجنة، عن الأعداء الخارجيين، عن أي شيء يجعل الشعب ينسى جوعه." إبراهيم يرد بصوت متعب: "لكن الشعب بدأ يسأل أسئلة. سمعت همهمات في الساحة. يريدون خبزًا، لا شعارات." فيكتوريا تقاطعه: "لهذا نحن هنا. أعطهم الشعارات، وسنتكفل بالباقي." علي، الذي يقف خلفهم، يخرج هاتفه من جيبه، يسجل المحادثة سرًا، حركاته حذرة لكي لا يلاحظه أحد.
نجيب، الذي يبدو الأكثر توترًا، ينظر إلى الحقيبة المملوءة بالنقود: "هل هذا يكفي؟ سمعت أن علي يخطط لشيء ما. لديه أنصار في الزقاق، يتحدثون عن المقاومة." سعد الدين يضيف: "ويقولون إنه يملك صورًا لنا. صور من المقهى." أرنولد يرفع يده، يطلب الهدوء: "صور؟ دعوه يلتقط صورًا. الإعلام سيجعلها تبدو مفبركة. الشعب لا يثق بالصور، بل بالقصص. ونحن من يكتب القصص." فيكتوريا تبتسم، تضيف: "بالضبط. دعونا نكتب قصة جديدة. علي المتطرف، علي العدو، علي الذي يهدد استقرار الواحة. ماريون جاهزة لنشرها."
مقرن الذهبي، الذي كان صامتًا، يتكلم فجأة: "لكن ماذا لو فشلنا؟ الشعب قد ينتفض. أموالي على المحك، وأنتم تعرفون أنني لا أستطيع العودة إلى الخليج إذا انهارت الخطة!" أرنولد ينظر إليه باحتقار: "يا مقرن، أنت مجرد خزنة. إذا انهارت الخطة، سنلقي بإبراهيم وأتباعه للشعب، وسنصنع بطلًا جديدًا. هناك دائمًا إبراهيم آخر." إبراهيم يشحب وجهه، يحاول الاعتراض: "لكن أنا أعمل بجد! أنا من يواجه الشعب كل يوم!" فيكتوريا تقاطعه: "وأنت تفعل ذلك لأننا ندفع لك. لا تنسَ مكانك، يا إبراهيم."
علي، الذي لا يزال يقف خلفهم، يهمس لنفسه: "قوادون في صالات القمار، يبيعون الشعب ويسمونها سيادة." يتحرك ببطء نحو الباب، لكنه يلاحظ شيئًا على الطاولة: وثيقة صغيرة، مكتوب عليها "بنك التقوى – تحويلات مالية". يميل قليلاً، يحاول رؤية التفاصيل، لكنه يسمع صوت أرنولد: "من هناك؟" علي يستقيم بسرعة، يبتسم ويقول: "مجرد النادل، سيدي. هل تريدون المزيد من النبيذ؟" أرنولد ينظر إليه بحذر، لكنه يومئ: "لا، اتركنا الآن." علي يخرج، لكنه يحمل معه التسجيل، وعيناه تلمعان بالأمل.
المشهد يتحول إلى زاوية أخرى من الصالة، حيث تقف فيكتوريا بجانب شاشة تعرض خريطة الواحة، مليئة بالنقاط الحمراء التي تشير إلى الجمعيات الخيرية والمراكز الثقافية. تقول: "هذه شبكتنا. كل نقطة هنا تتلقى أموالاً من مقرن ومنا. إبراهيم، مهمتك أن تجعل هذه النقاط تبدو كأنها قلب الواحة النابض." إبراهيم يرد بصوت متعب: "لكن بعض هذه الجمعيات بدأت تثير الشكوك. الناس يسألون من أين تأتي الأموال." أرنولد يضحك: "دعهم يسألون. طالما ماريون تتحكم بالرواية، لن يصلوا إلى الحقيقة."
الصالة تصبح أكثر ظلمة، كأن الإضاءة تتلاشى مع كل كلمة. صوت خافت من الخارج يبدأ بالارتفاع، همهمات الشعب في الشوارع. فيكتوريا تلاحظ الصوت، تنظر إلى النافذة: "يبدو أن الشعب بدأ يتحرك. يجب أن نكون أسرع." أرنولد يومئ: "سنرسل إبراهيم لخطبة أخرى غدًا. اجعلها أكثر حماسًا، يا إبراهيم. تحدث عن الجنة، عن الأعداء الخارجيين، عن أي شيء يلهيهم." إبراهيم يومئ، لكنه يبدو متعبًا، كأن الدور الذي يلعبه بدأ يثقل كاهله. المشهد ينتهي مع صوت أوراق اللعب وهي تُرمى على الطاولة، كأنها تعد الرهانات على مصير الواحة، بينما ظل علي يتلاشى خارج الصالة، حاملاً معه أمل المقاومة.
الفصل الخامس: الانفجار الإعلامي
المشهد ينفتح على استوديو إعلامي فخم في قلب "الواحة"، مكان يبدو كأنه معبد للروايات المصنوعة بعناية. الجدران مغطاة بشاشات عملاقة تعرض مشاهد متكررة من خطب إبراهيم في الساحة العامة، ممزوجة بصور لأطفال يبتسمون وأعلام ترفرف تحت شعارات مثل "السيادة" و"الدين أولاً". الإضاءة ساطعة بشكل مبالغ فيه، كأنها تهدف إلى إبهار المشاهدين وإخفاء أي ظلال للحقيقة. في وسط الاستوديو، منصة دائرية مرتفعة، عليها مكتب زجاجي لامع يجلس خلفه ماريون، الصحفية الغربية، ترتدي بدلة رسمية زرقاء داكنة، شعرها مشدود إلى الخلف، ووجهها يحمل تعبيرًا محايدًا يخفي دهاءً عميقًا. أمامها، ميكروفون فضي وجهاز لوحي تعرض عليه نصوص التقرير الذي ستبثه. خلفها، شاشة كبيرة تعرض عنوانًا بالخط العريض: "الخطر الإسلامي: هل الواحة على حافة الفوضى؟" الاستوديو مزدحم بطاقم التصوير، فنيين يتحركون بسرعة، ومنتج يقف في الزاوية يعطي إشارات بيديه، كأنه يدير أوركسترا من الأكاذيب.
ماريون تبدأ بثها، صوتها هادئ لكنه يحمل نبرة دراماتيكية مصممة لجذب الانتباه: "أهلاً بكم في نشرتنا الخاصة من الواحة. اليوم، نناقش التهديد المتزايد لحركة إبراهيم، التي تدعو إلى الشريعة وتثير مخاوف من تقويض استقرار الواحة. لكن هل هذه الحركة تمثل أمل الشعب، أم خطرًا يهدد الحرية؟" تتوقف للحظة، تنظر إلى الكاميرا بعينين تلمعان بالثقة، ثم تضيف: "لدينا تقرير خاص يكشف تفاصيل جديدة." الشاشة خلفها تعرض لقطات لإبراهيم وهو يخطب، مختارة بعناية لتظهره كقائد كاريزمي، بينما تظهر لقطات أخرى لاحتجاجات صغيرة في الزقاقات، مع تعليق صوتي يصفها بـ"الفوضى التي يقودها المتطرفون".
في هذه اللحظة، يظهر اضطراب طفيف في الاستوديو. أحد الفنيين يهمس للمنتج، يشير إلى شاشة صغيرة في الزاوية تعرض مقطعًا غريبًا: تسجيل فيديو يظهر إبراهيم وهو يتسلم حقيبة من أرنولد فريدمان في مقهى فخم، بينما مقرن الذهبي يقف في الخلفية يبتسم. المقطع غير واضح تمامًا، لكنه كافٍ لإثارة الشكوك. المنتج يبدو مرتبكًا، يحاول إيقاف البث، لكن المقطع ينتقل فجأة إلى الشاشة الرئيسية خلف ماريون. صوت علي، البطل اليساري التقدمي، يتردد في الاستوديو: "يا شعب الواحة! إبراهيم وأتباعه ليسوا أبطالًا، بل دمى للغزاة! هذه وثائق تمويلهم من محميات الخليج والغرب!" ماريون تجمد في مكانها، عيناها تتسعان، لكنها تحاول الحفاظ على رباطة جأشها. تنظر إلى الكاميرا، تقول بصوت متلعثم: "هذا... أمر غير متوقع. يبدو أن هناك وثائق... ربما مفبركة. سنتحقق من الأمر."
خارج الاستوديو، في شوارع الواحة، تبدأ الشاشات العامة في الأسواق والمقاهي ببث المقطع نفسه. الناس يتوقفون، يتجمعون حول الشاشات، همهماتهم ترتفع تدريجيًا. امرأة عجوز تحمل سلة خضروات تصرخ: "كنت أعلم! إبراهيم ليس سوى خائن!" شاب يرتدي قبعة ممزقة يضيف: "انظروا إلى الحقيبة! هذه أموال الغزاة!" الجمهور في الشوارع يبدأ بالهتاف: "كفى خيانة! كفى خيانة!" الصوت يتردد في الزقاقات، يصل إلى الأسواق، ويبدأ بالانتشار كالنار في الهشيم. في الزقاق الضيق حيث يختبئ علي ورفاقه، يقف عبد الرحمن، ماهر، بشير، ومظفر، يراقبون الشاشات من بعيد. عبد الرحمن يبتسم: "لقد فعلتها، يا علي. المقطع انتشر." ماهر يدفع نظارته إلى أعلى أنفه: "لكن هذا ليس كافيًا. ماريون ستحاول قلب الحقيقة." بشير يضحك: "دعها تحاول. الشعب بدأ يرى."
داخل الاستوديو، ماريون تحاول استعادة السيطرة. تلتفت إلى الكاميرا، تقول بنبرة أكثر ثقة: "أيها المشاهدون، هذه مجرد محاولة لتشويه صورة حركة إبراهيم. سنحقق في هذه الوثائق، لكن دعونا نذكركم أن الواحة تواجه تهديدات من المتطرفين مثل علي وأتباعه." لكن كلامها يقطعه صوت آخر من المقطع، حيث يظهر صوت إبراهيم وهو يقول: "سيدي أرنولد، الخطبة نجحت، لكن علي بدأ يثير الشكوك." الجمهور في الشوارع ينفجر بالغضب، يبدأ بإلقاء الحجارة على الشاشات العامة. ماريون تنظر إلى المنتج، تهمس: "أوقفوا البث الآن!" لكن المنتج يهز رأسه: "لا يمكننا! النظام تم اختراقه!"
في الزقاق، علي يقف مع رفاقه، يراقبون ردود فعل الشعب. مظفر يرفع قبضته بحماس: "هذه هي اللحظة! الشعب يستيقظ!" عبد الرحمن يضيف: "لكن يجب أن نكون حذرين. أرنولد وفيكتوريا لن يقفوا مكتوفي الأيدي." ماهر ينظر إلى هاتفه، يقول: "لدينا مقطع آخر. وثيقة من بنك التقوى، تظهر تحويلات مالية إلى جمعيات إبراهيم. إذا نشرناها الآن، ستنهار روايتهم تمامًا." علي يهز رأسه: "ليس الآن. دع الشعب يهضم هذا أولاً. إذا ضربنا بقوة كبيرة، قد يشكون أنها مؤامرة." بشير يبتسم: "حكيم كالعادة، يا علي. مثل إخوتنا في غزة، نضرب في الوقت المناسب."
في هذه الأثناء، في مكتب فخم قريب من الاستوديو، يجلس أرنولد فريدمان وفيكتوريا مالاند ومقرن الذهبي، يراقبون البث على شاشة خاصة. أرنولد يضرب الطاولة بقبضته: "من فعل هذا؟ كيف وصل هذا المقطع إلى الشاشات؟" فيكتوريا، التي تبدو هادئة بشكل مخيف، ترد: "علي، بالطبع. لكنه ليس وحده. لديه شبكة، ربما أنصار في الزقاقات." مقرن الذهبي، الذي يبدو مرعوبًا، يصرخ: "أموالي! إذا انهار إبراهيم، سأخسر كل شيء!" أرنولد ينظر إليه باحتقار: "اهدأ، يا مقرن. أنت مجرد خزنة. إذا انهار إبراهيم، سنصنع بطلًا جديدًا." فيكتوريا تضيف: "لكن يجب أن نتحرك بسرعة. دع ماريون تنشر تقريرًا يتهم علي بالإرهاب. ويجب أن نجد طريقة لإسكاته... نهائيًا."
في الاستوديو، إبراهيم يدخل فجأة، وجهه شاحب، يرتجف من الغضب والخوف. يصرخ في ماريون: "ماذا تفعلين؟ هذا المقطع يدمرني!" ماريون تنظر إليه ببرود: "اهدأ، يا إبراهيم. سنتولى الأمر. لكن يجب أن تكون أكثر حذرًا. من سمح لعلي بالتصوير؟" إبراهيم يهز رأسه: "لا أعرف! كنت أتبع أوامر أرنولد!" ماريون تتنهد، تلتفت إلى الكاميرا، تحاول استعادة السيطرة: "أيها المشاهدون، هذه محاولة لتشويه صورة حركة إبراهيم. سنعود بعد الفاصل مع المزيد من التفاصيل." لكن الجمهور في الشوارع لم يعد يستمع. الهتافات ترتفع: "إبراهيم خائن! إبراهيم خائن!"
في الزقاق، علي ورفاقه يراقبون الشاشات، يستمعون إلى هتافات الشعب. عبد الرحمن يقول: "هذه بداية الانهيار. لكن يجب أن نكون مستعدين. أرنولد وفيكتوريا سيضربان بقوة." ماهر يضيف: "لدينا وثائق أخرى. إذا نشرناها الآن، يمكننا إنهاء إبراهيم." علي يهز رأسه: "ليس بعد. دع الشعب يستوعب. المقاومة لا تنجح بالضربات السريعة، بل بالصبر." بشير يبتسم: "مثل جنوب لبنان، أليس كذلك؟" علي يومئ: "بالضبط. المقاومة هي إرادة، والإرادة هي الحقيقة." المشهد ينتهي مع صوت الهتافات في الشوارع، كأن الواحة تستيقظ من سباتها، بينما ظل إبراهيم يتلاشى في الاستوديو، محاطًا بأضواء ساطعة تخفي خوفه.
الفصل السادس: المواجهة
المشهد ينفتح على ساحة عامة في قلب "الواحة"، حيث تتجمع الجماهير في فوضى منظمة، كأنها بحر هائج ينتظر لحظة الانفجار. السماء ملبدة بغيوم سوداء ثقيلة، والهواء مشبع برائحة الغبار الممزوج بالتوتر. المنصة التي كان إبراهيم يخطب عليها في الفصل الأول لا تزال قائمة، لكنها تبدو مهترئة الآن، الأعلام الخضراء والبيضاء ممزقة جزئيًا، واللافتة الكبيرة التي كتب عليها "نريد الحرية!" مائلة، كأنها على وشك السقوط. الجمهور مزيج من الغضب والحيرة: نساء يحملن أطفالهن، رجال يلوحون بقبضاتهم، وشباب يهتفون بشعارات متضاربة. بعضهم يردد "إبراهيم بطلنا!"، بينما آخرون يصرخون "إبراهيم خائن!" صوت بائع متجول يحاول الاستمرار في مناداته على بضاعته، لكن صوته يغرق وسط الضجيج. في الخلفية، شاشة عامة لا تزال تبث تقرير ماريون، لكن الصورة متقطعة، وصوتها مشوش بعد انتشار مقطع علي الذي كشف لقاء إبراهيم مع أرنولد فريدمان.
في وسط الساحة، يقف علي، مرتديًا قميصه البسيط الممزق عند الأكمام، وحقيبة ظهره البالية معلقة على كتفه. عيناه تلمعان بالتصميم، لكنه يحافظ على هدوء ظاهري، كأنه قائد يعرف أن المعركة بدأت للتو. بجانبه عبد الرحمن، طويل القامة، لحيته الخفيفة مغطاة بالغبار، يحمل دفترًا صغيرًا يسجل فيه ملاحظاته، وعيناه تفحصان الجمهور بحذر. ماهر، النحيف ذو النظارات المكسورة، يقف خلفهما، يحمل كتابًا قديمًا كأنه درعه الوحيد، لكنه يبدو أكثر ثقة من المعتاد. بشير، قوي البنية، يقف بثبات، يبتسم ابتسامة خفيفة تخفي غضبًا مكبوتًا. مظفر، الأصغر سنًا، يحمل عصاه الخشبية، يتحرك بحماس كأنه مستعد للقفز إلى المعركة في أي لحظة. الخمسة يشكلون جبهة موحدة، كأنهم جيش صغير يواجه بحرًا من الشكوك والغضب.
على المنصة، يقف إبراهيم، عباءته السوداء المطرزة تبدو أقل لمعانًا الآن، وجهه شاحب، وعيناه تتحركان بقلق بين الجمهور. بجانبه نجيب وسعد الدين، يبدوان أكثر ارتباكًا منه. نجيب يمسك بميكروفون بيد مرتجفة، بينما سعد الدين يحمل لافتة صغيرة كتب عليها "الدين يحمينا"، لكنه يبدو كأنه يفكر في الهروب. الجمهور يهتف بصوت عالٍ، بعضهم يلقي بالطماطم والأحذية نحو المنصة، بينما آخرون يحاولون تهدئة الوضع. إبراهيم يرفع يديه، يحاول استعادة السيطرة، صوته يرتجف: "أيها الشعب العظيم! لا تستمعوا إلى الأكاذيب! نحن حماة الدين، حماة الواحة! هذه المقاطع مفبركة، مؤامرة من أعداء السيادة!" لكن كلامه يقابل بصيحات استهزاء، وامرأة من الجمهور تصرخ: "مفبركة؟ وماذا عن الحقيبة التي أخذتها من أرنولد؟"
علي يتقدم خطوة إلى الأمام، يرفع صوته ليسمعه الجميع: "إبراهيم، كفى كذبًا! الشعب ليس أغبياء! أنت وأتباعك قوادون للغزاة! أين دينكم عندما تسلمتم الأموال من أرنولد فريدمان؟" الجمهور ينفجر بالهتاف، بعضهم يضحك بسخرية، وآخرون يبدأون بإلقاء المزيد من الأحذية نحو المنصة. إبراهيم يتراجع خطوة، ينظر إلى نجيب وسعد الدين طالبًا المساعدة، لكنهما يبدوان مشلولين. نجيب يحاول التدخل، يصرخ في الميكروفون: "أنتم خونة! علي وأتباعه يريدون تدمير الواحة!" لكن صوته يغرق وسط صيحات الجمهور: "كفى خيانة! كفى خيانة!"
عبد الرحمن يتقدم، يرفع يده لتهدئة الجمهور، ثم يتكلم بنبرة هادئة لكنها قوية: "يا شعب الواحة! دين إبراهيم هو الدولار، وسيادته هي العبودية! لقد رأيتم المقطع، رأيتم الحقيبة. هؤلاء ليسوا أبطالًا، بل دمى تحركها خيوط أرنولد وفيكتوريا ومقرن الذهبي!" الجمهور يهتف موافقًا، وشاب يرتدي قبعة ممزقة يصرخ: "أين أموالنا؟ أين الخبز؟ أين المدارس؟" امرأة عجوز تضيف: "كفى شعارات! نريد الحقيقة!" إبراهيم يحاول الرد، لكنه يتلعثم: "أنتم... أنتم لا تفهمون! نحن نحميكم من الغزاة!" لكن كلامه يقابل بضحكات ساخرة، والجمهور يبدأ بإلقاء المزيد من الأحذية والطماطم.
في الخلفية، بعيدًا عن المنصة، تقف ماريون، تحمل ميكروفونها وكاميرا صغيرة، تسجل المشهد بحذر. وجهها يحمل تعبيرًا محايدًا، لكن عينيها تتحركان بسرعة، كأنها تحاول تقييم الوضع. تهمس لفني الكاميرا بجانبها: "ركز على إبراهيم، لكن تجنب تصوير علي مباشرة. يجب أن نظهره كمثير للشغب." الفني يومئ، لكن يبدو مترددًا، كأنه يشعر بأن الرواية بدأت تنهار. ماريون تلتفت إلى الكاميرا، تبدأ بثًا مباشرًا: "أيها المشاهدون، نشهد الآن مواجهة في ساحة الواحة. حركة إبراهيم تواجه اتهامات خطيرة، لكن هل هذه محاولة لتشويه صورة قائد شعبي؟" لكن صوتها يغرق وسط هتافات الجمهور، وشاشة قريبة تبدأ بإعادة بث مقطع علي، مما يثير المزيد من الغضب.
ماهر يقترب من علي، يهمس: "الجمهور معنا، لكن إبراهيم لن يستسلم بسهولة. لديه أنصار في الزاوية الشرقية من الساحة." بشير يضيف: "ورأيت بعض الرجال المسلحين يقفون بعيدًا. ربما هم رجال أرنولد." مظفر يرفع عصاه بحماس: "دعونا نواجههم الآن! الشعب معنا!" علي يرفع يده، يطلب الهدوء: "ليس بالعصي سننتصر، يا مظفر. الشعب هو سلاحنا. دعوهم يرون الحقيقة، وسيهدمون هذا المسرح بأنفسهم." عبد الرحمن يخرج هاتفه، يعرض وثيقة جديدة: "لدينا دليل آخر. تحويلات مالية من بنك التقوى إلى جمعيات إبراهيم. إذا نشرناها الآن، سينهار كل شيء." علي يهز رأسه: "انتظر. دع إبراهيم يكشف نفسه أكثر. كل كلمة يقولها الآن هي حبل يشنق به نفسه."
إبراهيم، على المنصة، يحاول مرة أخيرة استعادة السيطرة. يرفع صوته، يصرخ: "يا شعب الواحة! لا تستمعوا إلى المغرضين! علي وأتباعه يريدون تدمير دينكم، تدمير سيادتكم!" لكن كلامه يقطعه شاب من الجمهور يلقي حذاءً يصيب المنصة بجانب إبراهيم. الجمهور ينفجر بالضحك، وإبراهيم يتراجع، ينظر إلى نجيب وسعد الدين بعيون مليئة بالذعر. نجيب يهمس له: "يجب أن نهرب الآن! الشعب لن يسامحنا!" سعد الدين يرد: "وأين نذهب؟ أرنولد لن يحمينا إذا انهارت الخطة!" إبراهيم يهز رأسه، يحاول التماسك: "لا، سأحاول مرة أخرى. الشعب يحبني!"
لكن قبل أن يتكلم، يتقدم علي إلى حافة المنصة، يرفع صوته: "يا إبراهيم، إذا كنت بطل الشعب، فلماذا تخاف من الحقيقة؟ أخبرنا، من أين تأتي أموالك؟ لماذا تلتقي بأرنولد وفيكتوريا في الخفاء؟" الجمهور يهتف موافقًا، وصوت امرأة يرتفع: "أجب، يا إبراهيم! أجب!" إبراهيم يتلعثم، يحاول الرد: "هذه... هذه أكاذيب! أنا لا أعرف أرنولد!" لكن صوته يرتجف، والجمهور يبدأ بالاقتراب من المنصة، كأنهم جيش يستعد لاقتحام قلعة.
في هذه اللحظة، يظهر أرنولد فريدمان في الخلفية، يقف بعيدًا عن المنصة، يراقب المشهد بعينين باردتين. بجانبه فيكتوريا مالاند، تحمل جهازها اللوحي، تكتب بسرعة. تهمس لأرنولد: "إبراهيم انتهى. يجب أن نجد بديلًا الآن." أرنولد يومئ: "دعه يسقط. الشعب يحتاج إلى كبش فداء. سنصنع بطلًا جديدًا غدًا." مقرن الذهبي، الذي يقف خلفهما، يبدو مرعوبًا: "لكن أموالي! إذا انهار إبراهيم، سأخسر كل شيء!" فيكتوريا تنظر إليه باحتقار: "يا مقرن، أنت مجرد خزنة. إذا خسرت أموالك، سنجد خزنة أخرى."
الجمهور يواصل الاقتراب من المنصة، يلقون المزيد من الأحذية والطماطم. إبراهيم يتراجع، يحاول الهروب، لكن مجموعة من الشباب تقطع طريقه. نجيب وسعد الدين يحاولان التسلل بعيدًا، لكن الجمهور يلاحقهما. علي يرفع يده، يطلب الهدوء: "يا شعب الواحة! لا حاجة للعنف. الحقيقة هي سلاحنا. دعوا إبراهيم وأتباعه يواجهون مصيرهم." الجمهور يهدأ قليلاً، لكنه يواصل الهتاف: "إبراهيم خائن! إبراهيم خائن!" ماريون، التي لا تزال تسجل المشهد، تلتفت إلى الكاميرا، تحاول إنقاذ الرواية: "أيها المشاهدون، نشهد الآن فوضى في الواحة. لكن يجب أن نتساءل: من يقف وراء هذه الاضطرابات؟" لكن صوتها يغرق وسط هتافات الجمهور.
عبد الرحمن يقترب من علي، يهمس: "لقد نجحنا، لكن هذه ليست النهاية. أرنولد وفيكتوريا سيحاولان الانتقام." ماهر يضيف: "ولدينا المزيد من الوثائق. إذا نشرناها الآن، يمكننا كشف الشبكة بأكملها." بشير يبتسم: "لكن دعونا نستمتع بهذه اللحظة. الشعب بدأ يرى الحقيقة." مظفر يرفع عصاه: "وأنا جاهز للمعركة القادمة!" علي ينظر إلى الجمهور، يرى وجوههم المتعبة لكنها مشتعلة بالأمل، ثم يقول: "مثل إخوتنا في غزة وجنوب لبنان، نحن لا نقاتل من أجل النصر فقط، بل من أجل الحقيقة. والحقيقة بدأت تنتصر." المشهد ينتهي مع صوت هتافات الجمهور، كأن الواحة تستيقظ من كابوس طويل، بينما ظل إبراهيم يتلاشى على المنصة، محاطًا بأحذية الشعب وغضبهم.
الفصل السابع: خيانة الأسياد
المشهد ينفتح على مكتب فخم في قلب "الواحة"، بعيد عن صخب الساحات العامة وزقاقات المقاومة. الجدران مغطاة بألواح خشبية داكنة، مزينة بلوحات زيتية تصور مشاهد استعمارية قديمة، كأنها تذكير دائم بمن يتحكم بالسلطة. الإضاءة خافتة، تأتي من مصابيح ذهبية معلقة في الزوايا، تلقي ظلالاً طويلة على الأرضية المغطاة بسجاد قرمزي سميك. في وسط المكتب، طاولة كبيرة من خشب الماهوغاني، عليها أكوام من الوثائق، جهاز عرض يعرض خريطة الواحة مرسومة بنقاط حمراء تشير إلى الجمعيات الخيرية والمراكز الثقافية، وشاشة كبيرة في الخلفية تعرض تقريرًا إخباريًا متكررًا من ماريون، لكن الصوت خافت، كأن التقرير أصبح مجرد ضوضاء خلفية. النافذة الوحيدة في الغرفة مغلقة بستائر ثقيلة، كأن من في الداخل يخشون أن يرى العالم ما يحدث. الهواء مشبع برائحة السيجار والعطر الباهظ، لكن هناك رائحة خفيفة من التوتر، كأن الغرفة نفسها تشعر بالقلق.
يجلس أرنولد فريدمان في رأس الطاولة، يرتدي بدلة رمادية تلمع تحت الإضاءة، ربطة عنقه الحمراء مشدودة بعناية، لكن وجهه يحمل علامات التوتر، عيناه ضيقتان كأنهما تفحصان كل حركة في الغرفة. بجانبه فيكتوريا مالاند، ترتدي معطفًا أسود طويلًا، شعرها الأشقر مشدود إلى الخلف، وجهها صلب كالحجر، لكن أصابعها تتحرك بسرعة على جهازها اللوحي، كأنها تحاول إعادة كتابة الرواية قبل أن تنهار. على الجانب الآخر، يجلس مقرن الذهبي، دشداشتة البيضاء المطرزة بخيوط ذهبية تبدو أقل لمعانًا الآن، وجهه شاحب، يفرك يديه بعصبية، وعيناه تتحركان بين أرنولد وفيكتوريا كأنه ينتظر حكمًا نهائيًا. على الطاولة، كؤوس نبيذ نصف فارغة، وثيقة مفتوحة تحمل شعار "بنك التقوى"، ورزم من الأوراق النقدية مبعثرة كأنها تذكير بثمن الخيانة.
أرنولد يبدأ الحديث، صوته هادئ لكنه يحمل نبرة غضب مكبوت: "إبراهيم أصبح عبئًا. المقطع الذي نشره علي دمر سمعته، والشعب بدأ يتحرك. يجب أن نلقي به للجماهير ونصنع بطلًا جديدًا." يميل إلى الأمام، يلتقط كأس نبيذ، يديرها ببطء بين أصابعه، ثم يضيف: "لقد أخبرتكم من البداية أن إبراهيم مجرد دمية. الدمى تُستبدل عندما تتلف." فيكتوريا ترفع عينيها عن الجهاز اللوحي، تنظر إلى أرنولد بنظرة باردة: "لكن إبراهيم كان مفيدًا. شعاراته ألهمت الشعب لفترة. المشكلة ليست فيه، بل في علي. يجب أن نركز على إسكاته." صوتها حاد، كأنها تقطع الكلمات بسكين، لكنها تضيف بسخرية: "الشعب يحب الأبطال، لكنه يكره المثيرين للشغب. دع ماريون تصوره كإرهابي، وسينساه الجميع."
مقرن الذهبي، الذي كان صامتًا، ينفجر فجأة، صوته مرتجف من الخوف: "لكن ماذا عني؟ أنا مولت كل شيء! بنك التقوى، الجمعيات الخيرية، الخطب! إذا انهار إبراهيم، سأكون التالي! الشعب سيلاحقني!" ينظر إلى أرنولد وفيكتوريا، ينتظر ردًا، لكنهما يتبادلان نظرة تحمل مزيجًا من الاستهزاء واللامبالاة. أرنولد يضحك بخفة، يضع كأس النبيذ على الطاولة: "يا مقرن، أنت مجرد خزنة. أموالك تحرك العجلة، لكن لا تظن أنك لا يمكن استبدالك. هناك الكثير من المقرنات في الخليج." فيكتوريا تضيف ببرود: "عندما تنتهي صلاحيتك، سنستبدلك. الشعب يحتاج إلى كبش فداء، وإبراهيم هو الخيار الأول الآن."
في هذه اللحظة، يدخل إبراهيم إلى المكتب، وجهه شاحب، عباءته السوداء المطرزة متسخة من الطماطم والغبار بعد المواجهة في الساحة. يصرخ بنبرة يائسة: "ماذا تفعلون؟ الشعب يلاحقني! المقطع الذي نشره علي دمرني! لقد وعدتموني بالحماية!" أرنولد ينظر إليه بابتسامة ساخرة: "يا إبراهيم، لقد أديت دورك. لكن الدمى التي تتلف يجب أن تُرمى." إبراهيم يهز رأسه، يحاول الاعتراض: "لكن أنا عملت بجد! واجهت الشعب، تحملت إهاناتهم، رفعت شعاراتكم!" فيكتوريا تقاطعه: "وشعاراتنا خدمتك أيضًا، أليس كذلك؟ الحقائب المملوءة بالنقود، العباءات الذهبية، القصور. لا تتظاهر بالبراءة." إبراهيم يتراجع، يبدو كأنه يدرك لأول مرة أنه مجرد أداة في لعبة أكبر.
في الخارج، في شوارع الواحة، يستمر الجمهور في الهتاف: "إبراهيم خائن! إبراهيم خائن!" شاشات عامة في الأسواق تبث مقطع علي مرة أخرى، مما يزيد من غضب الناس. امرأة عجوز تحمل سلة خضروات تصرخ: "كنا نثق به، وهو يبيعنا!" شاب يرتدي قبعة ممزقة يضيف: "وأين أموالنا؟ أين المدارس؟ أين الخبز؟" الشوارع تمتلئ بالهتافات، وبعض الشباب يبدأون بحرق لافتات إبراهيم. في زقاق قريب، يقف علي مع عبد الرحمن، ماهر، بشير، ومظفر، يراقبون المشهد من بعيد. عبد الرحمن يقول: "لقد نجحنا، يا علي. الشعب استيقظ." ماهر يدفع نظارته إلى أعلى أنفه: "لكن أرنولد وفيكتوريا لن يستسلما. سيحاولان قلب الرواية." بشير يبتسم: "دعهم يحاولون. الشعب لم يعد يصدق شعاراتهم." مظفر يرفع عصاه بحماس: "حان الوقت لنضرب مرة أخرى! لدينا وثائق أخرى، أليس كذلك؟" علي يرفع يده، يطلب الهدوء: "صبرًا، يا مظفر. المقاومة لا تنجح بالضربات العشوائية. يجب أن نضرب في الوقت المناسب."
داخل المكتب، يظهر خبر عاجل على الشاشة: "إبراهيم يُسجن بتهمة الخيانة!" أرنولد ينظر إلى الشاشة، يبتسم بسخرية: "حسنًا، لقد بدأ الشعب يلتهم دميته. هذا سيمنحنا الوقت لإعادة ترتيب اللعبة." فيكتوريا تكتب بسرعة على جهازها اللوحي: "سنرسل إشارة إلى ماريون. يجب أن تنشر تقريرًا جديدًا، يتهم علي بإثارة الفوضى. يمكننا أن نصوره كمتطرف، شيوعي، أو حتى إرهابي." مقرن الذهبي ينهار على كرسيه، يمسح عرقًا من جبينه: "لكن ماذا عني؟ إذا اكتشفوا دوري، سأكون التالي!" أرنولد ينظر إليه ببرود: "يا مقرن، إذا أصبحت عبئًا، سنلقي بك للشعب أيضًا. هناك دائمًا خزنة أخرى." فيكتوريا تضيف: "لكن لا تقلق الآن. أموالك لا تزال مفيدة. استمر في الدفع، وسنحافظ على سلامتك... مؤقتًا."
في الشوارع، يستمر الجمهور في التجمع، يحيطون بسجن محلي حيث يُقال إن إبراهيم قد أُودع هناك. الهتافات ترتفع: "إبراهيم إلى العدالة!" بعض الشباب يحملون لافتات كتب عليها "كفى خيانة!" و"الشعب يقرر!" امرأة في منتصف العمر تصرخ: "كنا نثق به، وهو يبيعنا للغزاة!" شاب آخر يضيف: "وأين أرنولد؟ أين فيكتوريا؟ هم من يقف وراءه!" في زقاق قريب، علي ورفاقه يراقبون المشهد. عبد الرحمن يقول: "الشعب بدأ يرى الخيوط. لكنهم لن يتوقفوا عند إبراهيم. سيبحثون عن الأسياد." ماهر يضيف: "لدينا وثائق أخرى عن بنك التقوى. إذا نشرناها، يمكننا كشف أرنولد وفيكتوريا." بشير يبتسم: "لكن دعونا نتركهم يتخبطون قليلاً. إبراهيم هو الدمية الأولى التي تسقط، والأسياد سيبدأون بالذعر." مظفر يرفع عصاه: "وأنا جاهز لمواجهتهم! دعونا نذهب إلى مكتبهم الآن!"
علي يرفع يده، يطلب الهدوء: "ليس بعد، يا مظفر. الأسياد أقوى مما تعتقد. لكنهم يرتكبون خطأً كبيرًا الآن: يظنون أن الشعب يمكن خداعه إلى الأبد. لكن الشعب مثل إخوتنا في غزة وجنوب لبنان، يصبر طويلاً، لكنه عندما يتحرك، لا يتوقف." عبد الرحمن يومئ: "لقد بدأنا بإبراهيم، لكن الهدف الحقيقي هو أرنولد وفيكتوريا ومقرن. يجب أن نكشف شبكتهم بأكملها." ماهر يخرج هاتفه، يعرض صورة لوثيقة جديدة: "هذه تحويلات مالية من بنك التقوى إلى جمعيات مقرن. إذا نشرناها، سينهار كل شيء." علي ينظر إلى الوثيقة، يبتسم: "حسنًا، لكن ليس الآن. دع الأسياد يعتقدون أنهم يتحكمون باللعبة. كل خطوة يقومون بها الآن تكشفهم أكثر."
داخل المكتب، يستمر أرنولد وفيكتوريا في التخطيط. أرنولد يقول: "سنرسل إشارة إلى ماريون. يجب أن تنشر تقريرًا جديدًا، يصور إبراهيم كضحية وعلي كالسبب في الفوضى." فيكتوريا تكتب بسرعة: "وسنحتاج إلى بطل جديد. ربما نجيب أو سعد الدين؟" أرنولد يهز رأسه: "لا، هم ضعفاء جدًا. نحتاج إلى وجه جديد، شخص يمكنه إلهام الشعب مرة أخرى." مقرن يقاطعه، صوته مرتجف: "لكن ماذا عني؟ إذا اكتشفوا دوري، سأكون التالي!" فيكتوريا تنظر إليه ببرود: "يا مقرن، إذا أصبحت مشكلة، سنتخلص منك. لكن الآن، استمر في الدفع." مقرن ينهار على كرسيه، يمسح عرقًا من جبينه، كأنه يرى نهايته تقترب.
في الشوارع، يستمر الجمهور في الهتاف، يحيطون بالسجن، يطالبون بمحاسبة إبراهيم. شاشة عامة قريبة تبث خبرًا عاجلاً: "إبراهيم يعترف بتلقي أموال من مصادر خارجية!" الجمهور ينفجر بالغضب، يبدأ بإلقاء الحجارة على الشاشات. في الزقاق، علي ينظر إلى رفاقه، يقول: "هذه بداية النهاية لإبراهيم. لكن الأسياد هم الهدف الحقيقي. يجب أن نكون مستعدين للمعركة القادمة." عبد الرحمن يومئ: "مثل إخوتنا في المقاومة، نصبر ونخطط." ماهر يضيف: "وثائق بنك التقوى هي سلاحنا التالي." بشير يبتسم: "والشعب هو جيشنا." مظفر يرفع عصاه: "والحقيقة هي درعنا!" المشهد ينتهي مع صوت هتافات الجمهور، كأن الواحة تستعد لمعركة أكبر، بينما ظل إبراهيم يتلاشى في السجن، وأرنولد وفيكتوريا يخططان في الظل، غافلين عن قوة الشعب الذي بدأ يستيقظ.
الفصل الثامن: صوت الشعب
المشهد ينفتح على ساحة الواحة في قلب المدينة، حيث تتجمع الجماهير في موجة بشرية هائلة، كأنها نهر خرج عن مجراه، يحمل في تياره الغضب والأمل معًا. السماء مفتوحة الآن، الغيوم السوداء التي كانت تلوح في الأفق قد تبددت، وأشعة الشمس تلقي ضوءًا ذهبيًا على الوجوه المتعبة لكن المشتعلة بالتصميم. الساحة، التي كانت في السابق مسرحًا لخطب إبراهيم المزيفة، تحولت إلى فضاء للشعب، مليئ بالهتافات واللافتات المكتوبة بخطوط متعجلة: "الشعب يقرر!"، "كفى خيانة!"، "الحقيقة هي سلاحنا!". المنصة القديمة، التي كانت تحمل شعارات "السيادة" و"الدين أولاً"، قد هدمها الجمهور جزئيًا، وبقاياها مبعثرة على الأرض كرمز لسقوط الأكاذيب. الشوارع المحيطة بالساحة مكتظة بالناس، من نساء يحملن أطفالهن إلى رجال مسنين يتكئون على عصيهم، وشباب يلوحون بأعلام مرسومة يدويًا تحمل صورة شجرة مقاومة. رائحة الخبز المحمص تمتزج برائحة الغبار والعرق، وصوت بائع متجول ينادي على بضاعته يتردد بشكل خافت، لكنه يغرق وسط هتافات الشعب.
في وسط الساحة، يقف علي، البطل اليساري التقدمي، مرتديًا قميصه البسيط الممزق عند الأكمام، وحقيبة ظهره البالية معلقة على كتفه. وجهه يحمل آثار الإرهاق، لكن عينيه تلمعان بالأمل والثقة، كأنه قائد يعرف أن المعركة لم تنته بعد، لكن النصر بدأ يلوح في الأفق. بجانبه عبد الرحمن، طويل القامة، لحيته الخفيفة مغطاة بالغبار، يحمل مكبر صوت صغير، وعيناه تفحصان الجمهور بحذر وحماس. ماهر، النحيف ذو النظارات المكسورة، يقف خلفهما، يحمل كتابًا قديمًا كأنه درعه، لكنه يبتسم الآن، كأن الثقة بدأت تنمو في قلبه. بشير، قوي البنية، يقف بثبات، يوزع أوراقًا مطبوعة تحمل وثائق بنك التقوى، وابتسامته تخفي غضبًا مكبوتًا. مظفر، الأصغر سنًا، يحمل عصاه الخشبية، يتحرك بحماس بين الجمهور، يوزع لافتات صغيرة كتب عليها "الحقيقة تنتصر!".
عبد الرحمن يتقدم إلى مركز الساحة، يرفع مكبر الصوت، ويبدأ خطابه بنبرة قوية لكنها مشبعة بالعاطفة: "يا شعب الواحة العظيم! لقد كشفنا أقنعة الخونة! إبراهيم وأتباعه لم يكونوا أبطالًا، بل دمى تحركها خيوط الغزاة! الشعب ليس أغبياء، الشعب يرى الحقيقة!" الجمهور ينفجر بالهتاف، يلوحون باللافتات ويرددون: "الشعب يقرر! الشعب يقرر!" امرأة عجوز في الصف الأول تصرخ: "كنا نثق بهم، وهم يبيعوننا!" شاب يرتدي قبعة ممزقة يضيف: "وأين أرنولد؟ أين فيكتوريا؟ هم من يقف وراء كل هذا!" عبد الرحمن يواصل: "لن ننسى إخوتنا في غزة وجنوب لبنان! مقاومتهم هي منارة الحرية، ونحن هنا نكمل مسيرتهم! الواحة ستكون حرة، لأن الشعب قرر!" الهتافات ترتفع، كأن الساحة تهتز تحت وطأة أصوات الجمهور.
علي يتقدم، يأخذ مكبر الصوت من عبد الرحمن، ويتكلم بنبرة هادئة لكنها تخترق القلوب: "يا شعب الواحة، الحقيقة هي سلاحنا الأقوى. لقد رأيتم كيف باع إبراهيم أحلامكم، كيف تلقى الأموال من أرنولد فريدمان ومقرن الذهبي. لكن هذه ليست النهاية. الأسياد لا يزالون في الظل، يخططون لمسرحية جديدة. لكننا لن نسمح لهم!" الجمهور يهتف: "علي! علي!" امرأة تحمل طفلًا صغيرًا تصرخ: "نريد العدالة! نريد الحرية!" علي يبتسم، يرفع يده لتهدئة الجمهور: "العدالة تأتي بالصبر والعمل. مثل إخوتنا في المقاومة، نحن لا نقاتل من أجل النصر فقط، بل من أجل الحقيقة. والحقيقة تنتصر دائمًا."
ماهر يقترب من علي، يهمس: "لدينا وثائق أخرى. تحويلات مالية من بنك التقوى إلى جمعيات مقرن الذهبي. إذا نشرناها الآن، يمكننا كشف الشبكة بأكملها." علي يهز رأسه: "ليس الآن، يا ماهر. الشعب بحاجة إلى هضم ما حدث. دعونا نركز على بناء الأمل أولاً." بشير يوزع المزيد من الأوراق بين الجمهور، ويقول: "هذه الوثائق تثبت أن إبراهيم كان مجرد واجهة. لكن الأسياد الحقيقيون هم أرنولد وفيكتوريا. يجب أن نصل إليهم." مظفر يرفع عصاه بحماس: "وأنا جاهز لمواجهتهم! دعونا نذهب إلى مكتبهم الآن!" علي يضحك بخفة: "صبرًا، يا مظفر. المقاومة تحتاج إلى خطة، لا مجرد حماس."
في الخلفية، بعيدًا عن الساحة، تقف ماريون، الصحفية الغربية، تحمل ميكروفونها وكاميرا صغيرة، تسجل المشهد بحذر. وجهها يحمل تعبيرًا محايدًا، لكن عينيها تتحركان بسرعة، كأنها تحاول تقييم الوضع. تهمس لفني الكاميرا بجانبها: "ركز على الجمهور، لكن تجنب تصوير علي مباشرة. يجب أن نظهر هذا كفوضى، لا انتصار." الفني يومئ، لكن يبدو مترددًا، كأنه يشعر بأن الرواية التي كانوا يكتبونها بدأت تنهار. ماريون تلتفت إلى الكاميرا، تبدأ بثًا مباشرًا: "أيها المشاهدون، نشهد الآن تجمعًا في ساحة الواحة، حيث يطالب الشعب بمحاسبة إبراهيم. لكن يجب أن نتساءل: من يقف وراء هذه الاضطرابات؟ هل هي حركة شعبية، أم مؤامرة لزعزعة الاستقرار؟" لكن صوتها يغرق وسط هتافات الجمهور، وشاشة قريبة تبدأ بإعادة بث مقطع علي، مما يثير المزيد من الغضب والحماس.
في مكتب فخم بعيد عن الساحة، يجلس أرنولد فريدمان وفيكتوريا مالاند، يراقبان البث على شاشة خاصة. أرنولد يضرب الطاولة بقبضته: "كيف سمحنا لهذا أن يحدث؟ علي هذا أصبح خطرًا حقيقيًا!" فيكتوريا، التي تبدو هادئة بشكل مخيف، ترد: "اهدأ، يا أرنولد. إبراهيم كان مجرد دمية، وكبش فداء مفيد. الآن يجب أن نركز على علي. يجب أن نصوره كمتطرف، إرهابي، أي شيء يجعل الشعب يكرهه." أرنولد يومئ، لكنه يبدو قلقًا: "لكن الشعب بدأ يثق به. هذه ليست مجرد فوضى، إنها ثورة." فيكتوريا تبتسم ببرود: "الثورات يمكن إخمادها. دع ماريون تنشر تقريرًا جديدًا، وسنرسل رجالنا لإثارة الفوضى في الساحة. إذا تحولت إلى عنف، يمكننا لوم علي."
في الساحة، مظفر يوزع المزيد من اللافتات، يتحدث بحماس مع مجموعة من الشباب: "إخوتنا في غزة وجنوب لبنان علّمونا أن المقاومة هي الطريق! لن نسمح للغزاة بسرقة الواحة مرة أخرى!" الشباب يهتفون موافقين، يرفعون لافتاتهم. امرأة في منتصف العمر تقترب من علي، تقول: "لقد كنا نثق بإبراهيم، لكننا الآن نراكم. أخبرنا، ما الخطوة التالية؟" علي يبتسم: "الخطوة التالية هي بناء الواحة التي نريدها. واحة تحترم شعبها، لا أسيادها. لكن يجب أن نكون حذرين. الأسياد لن يستسلموا بسهولة." الجمهور يهتف: "علي! عبد الرحمن! الحرية للواحة!"
فجأة، يظهر اضطراب في زاوية الساحة. مجموعة من الرجال المسلحين، يرتدون ملابس سوداء وأقنعة، يبدأون بإلقاء الحجارة على الجمهور. الشعب يتراجع، لكن سرعان ما يتجمعون، يردون بالهتافات بدلاً من العنف. علي يرفع مكبر الصوت: "لا تستجيبوا للعنف! هذه خدعة من الأسياد! الحقيقة هي سلاحنا!" عبد الرحمن يقترب، يهمس: "هؤلاء رجال أرنولد. يحاولون تحويل هذا إلى فوضى." ماهر يضيف: "يجب أن ننشر الوثائق الآن. إذا كشفنا شبكتهم، لن يستطيعوا الاختباء." بشير يبتسم: "والشعب سيهتم بالباقي." مظفر يرفع عصاه: "دعونا نواجههم! الشعب معنا!"
في المكتب، أرنولد وفيكتوريا يراقبان المشهد. أرنولد يقول: "إذا نجح رجالنا في إثارة الفوضى، يمكننا لوم علي وسيخسر ثقة الشعب." فيكتوريا تكتب بسرعة: "وسأرسل إشارة إلى ماريون. يجب أن تنشر تقريرًا يتهم علي بإثارة العنف." لكن قبل أن تكمل، يظهر خبر عاجل على الشاشة: "وثائق جديدة تكشف تحويلات مالية من بنك التقوى إلى جمعيات مقرن الذهبي!" أرنولد يصرخ: "من فعل هذا؟" فيكتوريا تنظر إلى الشاشة، وجهها يشحب: "علي... لقد ضرب مرة أخرى."
في الساحة، الجمهور يرى الخبر العاجل، ينفجر بالهتافات: "أرنولد خائن! فيكتوريا خائنة! مقرن خائن!" علي يرفع مكبر الصوت مرة أخرى: "يا شعب الواحة! هذه هي الحقيقة! الأسياد يحاولون خداعكم، لكنكم أقوى منهم! لن نبني الواحة بالعنف، بل بالحقيقة!" الجمهور يرد: "الحقيقة! الحقيقة!" المشهد ينتهي مع صوت الهتافات يرتفع كالرعد، كأن الواحة تستعد لمعركة أكبر، بينما ظل ماريون يتلاشى في الخلفية، تحاول كتابة تقرير جديد، لكن يدها ترتجف، كأنها تعلم أن الرواية بدأت تنهار.
الفصل التاسع: سقوط الأقنعة
المشهد ينفتح على مدينة الواحة في حالة من الاضطراب المنظم، كأنها جسد حي يتنفس الغضب والأمل في آن واحد. الساحة العامة، التي شهدت خطب إبراهيم المزيفة وهتافات الشعب الغاضب، أصبحت الآن مركزًا لثورة شعبية حقيقية. الشوارع المحيطة مكتظة بالناس، من أطفال يحملون لافتات مرسومة باليد إلى شيوخ يتكئون على عصيهم، وشباب يلوحون بأعلام مرتجلة تحمل شعارات "الحقيقة تنتصر" و"الشعب يقرر". السماء صافية، كأنها تعكس وضوح اللحظة، لكن الهواء مشبع برائحة الغبار والعرق، ممزوجة برائحة خفيفة من الدخان الناتج عن حرق لافتات إبراهيم القديمة. الشاشات العامة في الأسواق والمقاهي تعرض الآن وثائق بنك التقوى التي كشفها علي ورفاقه، مع عناوين بارزة: "تحويلات مالية إلى جمعيات مقرن الذهبي!" و"أرنولد وفيكتوريا: الأسياد الحقيقيون وراء الخيانة!" الجمهور يهتف بصوت واحد: "كفى خيانة! كفى خيانة!" صوت بائع متجول يحاول مناداة بضاعته يتردد بشكل خافت، لكنه يغرق وسط ضجيج الشعب.
في وسط الساحة، يقف علي، مرتديًا قميصه البسيط الممزق عند الأكمام، وحقيبة ظهره البالية معلقة على كتفه. وجهه يحمل آثار الإرهاق، لكن عينيه تلمعان بالثقة، كأنه قائد يعرف أن المعركة اقتربت من نقطة تحول. بجانبه عبد الرحمن، طويل القامة، لحيته الخفيفة مغطاة بالغبار، يحمل مكبر صوت صغير، وعيناه تفحصان الجمهور بحذر وحماس. ماهر، النحيف ذو النظارات المكسورة، يقف خلفهما، يحمل جهازًا لوحيًا يعرض وثائق جديدة، ويبدو أكثر تصميمًا من أي وقت مضى. بشير، قوي البنية، يوزع أوراقًا مطبوعة على الجمهور، تحمل تفاصيل التحويلات المالية من بنك التقوى، وابتسامته تخفي غضبًا عميقًا. مظفر، الأصغر سنًا، يتحرك بحماس بين الجمهور، يوزع لافتات صغيرة ويصرخ: "الحقيقة تنتصر! الشعب يقرر!" الخمسة يشكلون جبهة موحدة، كأنهم جيش صغير يقود ثورة بالحقيقة بدلاً من السلاح.
علي يرفع مكبر الصوت، صوته قوي وواضح: "يا شعب الواحة العظيم! لقد كشفنا الأقنعة! إبراهيم كان مجرد دمية، لكن الأسياد الحقيقيون هم أرنولد فريدمان وفيكتوريا مالاند ومقرن الذهبي! هؤلاء هم من سرقوا أحلامكم، من باعوا الواحة لمصالحهم!" الجمهور ينفجر بالهتاف، يلوحون باللافتات ويرددون: "أرنولد خائن! فيكتوريا خائنة! مقرن خائن!" امرأة عجوز في الصف الأول تصرخ: "لقد خدعونا سنين! كنا نثق بهم!" شاب يرتدي قبعة ممزقة يضيف: "أين أموالنا؟ أين المدارس؟ أين المستشفيات؟" علي يواصل: "الأسياد ظنوا أنكم ستبقون مغيبين، لكنكم أثبتم أنكم أقوى من خدعهم! مثل إخوتنا في غزة وجنوب لبنان، أنتم المقاومة الحقيقية!"
في مكتب فخم بعيد عن الساحة، يجلس أرنولد فريدمان وفيكتوريا مالاند، يراقبان البث المباشر من الساحة على شاشة كبيرة. أرنولد يضرب الطاولة بقبضته، وجهه مشتعل بالغضب: "كيف سمحنا لهذا أن يحدث؟ علي هذا دمر كل شيء!" فيكتوريا، التي تحافظ على هدوئها المخيف، ترد بنبرة باردة: "اهدأ، يا أرنولد. إبراهيم كان مجرد دمية، ومقرن مجرد خزنة. يمكننا استبدالهما. لكن علي هو المشكلة الحقيقية. يجب أن نوقفه الآن." أرنولد ينظر إليها، عيناه تضيءان بخبث: "ماذا تقترحين؟ حادث؟ فضيحة؟" فيكتوريا تبتسم: "فضيحة لن تكفي. الشعب بدأ يثق به. يجب أن نلجأ إلى الحل النهائي." أرنولد يومئ ببطء: "إذن، سنرسل رجالنا. لكن يجب أن يبدو الأمر كحادث شعبي، لا اغتيال." فيكتوريا تكتب بسرعة على جهازها اللوحي: "وسأخبر ماريون أن تعد تقريرًا يتهم علي بإثارة العنف. إذا سقط، يمكننا إعادة كتابة الرواية."
في الخارج، في زقاق قريب من الساحة، يجتمع علي ورفاقه لتخطيط الخطوة التالية. عبد الرحمن يقول: "الشعب معنا، لكن الأسياد سيضربون بقوة. رأيت رجالًا مسلحين في الزوايا الشرقية من الساحة." ماهر يضيف: "لدينا وثائق أخرى. رسائل بريد إلكتروني بين أرنولد وفيكتوريا تثبت أنهما خططا لكل شيء منذ البداية. إذا نشرناها، سينهار نظامهما." بشير يبتسم: "لكن دعونا نتركهم يتخبطون قليلاً. الشعب بدأ يرى الحقيقة، والحقيقة هي سلاحنا الأقوى." مظفر يرفع عصاه بحماس: "وأنا جاهز لمواجهتهم! دعونا نذهب إلى مكتبهم الآن!" علي يرفع يده، يطلب الهدوء: "صبرًا، يا مظفر. المقاومة لا تنجح بالاندفاع، بل بالتخطيط. مثل إخوتنا في المقاومة، نضرب في الوقت المناسب."
في هذه اللحظة، يظهر اضطراب في الساحة. مجموعة من الرجال المسلحين، يرتدون ملابس سوداء وأقنعة، يبدأون بإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع على الجمهور. الشعب يتراجع، لكنه لا يهرب. نساء يحملن أطفالهن يردن بالهتافات: "لن نخاف! لن نهرب!" شباب يلتقطون الحجارة، يلقونها على الرجال المسلحين، لكن علي يتقدم بسرعة، يرفع مكبر الصوت: "لا تستجيبوا للعنف! هذه خدعة من الأسياد! الحقيقة هي سلاحنا!" الجمهور يهدأ قليلاً، لكنه يواصل الهتاف: "الشعب يقرر! الشعب يقرر!" عبد الرحمن يهمس لعلي: "هؤلاء رجال أرنولد. يحاولون تحويل هذا إلى فوضى." ماهر يضيف: "يجب أن ننشر الرسائل الآن. إذا كشفنا أرنولد وفيكتوريا، سينهار نظامهم." بشير يبتسم: "والشعب سيهتم بالباقي."
في المكتب، أرنولد وفيكتوريا يراقبان المشهد على الشاشة. أرنولد يصرخ: "لماذا لا تنجح خطتنا؟ الشعب كان يجب أن ينهار الآن!" فيكتوريا ترد ببرود: "لأنهم لم يعودوا يصدقون أكاذيبنا. علي جعلهم يرون الحقيقة." فجأة، يظهر خبر عاجل على الشاشة: "رسائل مسربة تكشف تورط أرنولد فريدمان وفيكتوريا مالاند في تمويل إبراهيم!" أرنولد يصرخ: "من فعل هذا؟" فيكتوريا تنظر إلى الشاشة، وجهها يشحب: "علي... لقد ضرب مرة أخرى." في الساحة، الجمهور يرى الخبر، ينفجر بالهتافات: "أرنولد إلى العدالة! فيكتوريا إلى العدالة!" الرجال المسلحون يتراجعون، كأنهم يدركون أن الشعب لم يعد خائفًا.
ماريون، التي كانت تسجل المشهد من بعيد، تحاول إنقاذ الرواية. تلتفت إلى الكاميرا، تقول بنبرة متلعثمة: "أيها المشاهدون، هذه اتهامات جديدة، ربما مفبركة... يجب أن نتحقق..." لكن صوتها يغرق وسط هتافات الجمهور. فجأة، يظهر شاب من الجمهور، يلقي حذاءً نحو ماريون، يصيب الكاميرا ويكسرها. الجمهور يضحك، يهتف: "كفى أكاذيب!" ماريون تتراجع، وجهها شاحب، كأنها تعلم أن الرواية التي كانت ترويها قد انهارت.
في الزقاق، علي ورفاقه يراقبون المشهد. عبد الرحمن يقول: "لقد نجحنا، يا علي. الشعب كشف الأسياد." ماهر يضيف: "لكن يجب أن نكون حذرين. أرنولد وفيكتوريا سيحاولان الهروب." بشير يبتسم: "لن يستطيعوا. الشعب يحاصرهم الآن." مظفر يرفع عصاه: "وأنا جاهز لمواجهتهم!" علي ينظر إلى الجمهور، يرى وجوههم المشتعلة بالأمل، ثم يقول: "مثل إخوتنا في غزة وجنوب لبنان، نحن لا نقاتل من أجل النصر فقط، بل من أجل الحرية. والحرية قادمة." المشهد ينتهي مع صوت هتافات الجمهور، كأن الواحة تستعد لبناء مستقبل جديد، بينما أقنعة الأسياد تسقط واحدًا تلو الآخر، وماريون تتلاشى في الخلفية، محاطة بأحذية الشعب وغضبهم.
#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)
Ahmad_Saloum#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مسرحية: الحقيقة تتألق بين الانقاض..-Veritas in Ruinas-
-
مسرحية -إمبراطورية التكفير-
-
مسرحية -جعجعة كابريه-
-
خيبة التريليونات: من خردة الغرب إلى دروع الشرق
-
الضربة الصهيونية لمحمية قطر وسياقات الصراع الإقليمي
-
مقدمة لمسرحية : شايلوك يحلم بريفييرا غزة : وحشية الطمع الاست
...
-
مسرحية: شايلوك يحلم بريفييرا غزة
-
رواية : شجرة الكرز الحزين
-
رواية : امواج الحقيقة الهادرة
-
رواية : لمن ترفع اليافطة !
-
رواية : نبوءة الرياح في شوارع شيكاغو
-
تحالف الإرهاب والمال والنفوذ الصهيوني في قلب فرنسا
-
نهاية عصر لوبيات الصهاينة
-
رواية : كوميديا الفردوس السومري..رواية تاريخية
-
رواية : عبيد ماستريخت: دراكولا كرئيس للمفوضية
-
رواية : صحراء السراب
-
رواية : دموع الأرض المحلقة
-
رواية : أصداء الخفاء
-
رواية: عشرة أعوام من الرماد
-
رواية :رأس ابو العلاء المهشم !
المزيد.....
-
السينما مرآة القلق المعاصر.. لماذا تجذبنا أفلام الاضطرابات ا
...
-
فنانون ومشاهير يسعون إلى حشد ضغط شعبي لاتخاذ مزيد من الإجراء
...
-
يوجينيو آرياس هيرانز.. حلاق بيكاسو الوفي
-
تنامي مقاطعة الفنانين والمشاهير الغربيين لدولة الاحتلال بسبب
...
-
من عروض ايام بجاية السينمائية... -سودان ياغالي- ابداع الشباب
...
-
أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة
...
-
وَجْهٌ فِي مَرَايَا حُلْم
-
أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة
...
-
نظارة ذكية -تخذل- زوكربيرغ.. موقف محرج على المسرح
-
-قوة التفاوض- عراقجي يكشف خفايا بمفاوضات الملف النووي
المزيد.....
-
الرملة 4000
/ رانية مرجية
-
هبنّقة
/ كمال التاغوتي
-
يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025
/ السيد حافظ
-
للجرح شكل الوتر
/ د. خالد زغريت
-
الثريا في ليالينا نائمة
/ د. خالد زغريت
-
حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول
/ السيد حافظ
-
يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر
/ السيد حافظ
-
نقوش على الجدار الحزين
/ مأمون أحمد مصطفى زيدان
-
مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس
...
/ ريمة بن عيسى
-
يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|