أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد صالح سلوم - مسرحية: الحقيقة تتألق بين الانقاض..-Veritas in Ruinas-















المزيد.....



مسرحية: الحقيقة تتألق بين الانقاض..-Veritas in Ruinas-


احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)


الحوار المتمدن-العدد: 8471 - 2025 / 9 / 20 - 17:49
المحور: الادب والفن
    


مقدمة نقدية

في قلب العاصمة الاعلامية للإمبريالية الأمريكية ، نيويورك، حيث تمتزح الأصوات والأفكار في صخب لا نهائي، تبرز مسرحية " الحقيقة تتألق بين الانقاض " كعمل درامي يتحدى التقاليد، ويستفز الضمير، ويعيد صياغة مفهوم المقاومة في عصر تهيمن فيه وسائل الإعلام والسلطة على السرديات. هذه المسرحية، ببنيتها الدرامية المتقنة وشخصياتها المعقدة، ليست مجرد سرد لحدث معاصر، بل هي تأمل عميق في الصراع الأبدي بين الحقيقة والقمع، بين الصوت الفردي والقوة الجماعية للأنظمة التي تسعى لإسكاته. إنها عمل يحمل في طياته الغضب الشعري والتحليل السياسي، متجذر في واقع اجتماعي ملتهب، لكنه يتجاوز الواقع إلى فضاء رمزي يتحدث إلى كل إنسان يبحث عن معنى الحرية في عالم مشوه بالتلاعب والقوة.

المسرحية تبدأ بمشهد مكتب توماس ليندسي، المسؤول الإداري الذي يمثل السلطة المؤسسية، وتنتهي في ميدان التايمز، حيث يتحول الحشد إلى جوقة إنسانية تهتف بالحقيقة. هذا التحول من الفضاء المغلق إلى العراء العام هو أكثر من مجرد انتقال مكاني؛ إنه استعارة لتحرر الصوت المكبوت، لتحول الفرد إلى جماعة، ولانتصار الإرادة الإنسانية على القيود البيروقراطية. الكاتب ينسج بنية درامية تتأرجح بين السخرية اللاذعة والمأساة العميقة، مستخدمًا الحوار كسلاح لتفكيك الخطابات المهيمنة. عز الدين، الطالب الفلسطيني، وسيلين، الناشطة الأمريكية، وفرانشيسكا، الأستاذة المثقفة، وإدوارد، الموسيقي الثوري، وتمارا، الناشطة المهاجرة، ليسوا مجرد شخصيات، بل هم تجسيدات لأصوات متعددة تتصارع من أجل البقاء في عالم يحاول إسكاتهم. كل منهم يحمل صوتًا فريدًا، لكنهم معًا يشكلون سيمفونية مقاومة، تتردد أصداؤها في أرجاء المسرح وخارجه.

من الناحية الأسلوبية، تعتمد المسرحية على تقنية الحوار السريع المتقطع، الذي يعكس إيقاع العصر الرقمي، حيث تتحرك الأفكار بسرعة الضوء عبر منصات مثل X. هذا الإيقاع ليس مجرد خيار جمالي، بل هو انعكاس للتوتر الذي يعيشه الشباب في مواجهة أنظمة السلطة. الحوارات، المشبعة بالسخرية والتحدي، تستلهم تقاليد المسرح السياسي، لكنها تتجاوزها من خلال دمج الوسائط المتعددة: شاشات تعرض صورًا من غزة، تسجيلات مسربة، وبث مباشر يحاكي ديناميكية الاحتجاجات المعاصرة. هذا الدمج بين المسرح التقليدي والتكنولوجيا الحديثة يخلق تجربة مسرحية هجينة، تعكس الواقع الذي يعيشه الجمهور، حيث الحدود بين العالم الحقيقي والافتراضي تتلاشى.

الشخصيات في "الحقيقة تتألق بين الانقاض" ليست مجرد أبطال أو أشرار تقليديين، بل هم تجسيدات لصراعات أخلاقية وسياسية معقدة. عز الدين، بصوته الهادئ ولكنه الحازم، يحمل عبء تمثيل شعب بأكمله، لكنه ليس بطلًا خارقًا؛ إنه إنسان يعاني من الخوف والشك، لكنه يختار المقاومة. سيلين، بغضبها الشبابي وسخريتها اللاذعة، تمثل الجيل الذي يرفض الصمت أمام الظلم، لكنها أيضًا تكافح مع حدود قوتها كفرد داخل نظام أكبر. فرانشيسكا، بكتابها عن القانون الدولي، تجسد الإيمان بالعقل والمنطق في مواجهة العنف، لكنها تواجه خطر فقدان وظيفتها، مما يكشف عن هشاشة المثقف في مواجهة السلطة. إدوارد، بغيتاره وأغانيه، يحمل روح الاحتجاج الشعري، مستحضرًا أرواح الثوار الموسيقيين من الماضي، بينما تمارا، بمنشوراتها ولهجتها الروسية، تمثل الهجرة والنضال من أجل الانتماء في عالم يرفض الغرباء. على الجانب الآخر، توماس ليندسي وجون غراهام وكارين بليك ليسوا مجرد أشرار كرتونيين؛ إنهم تجسيدات للنظام الذي يعتمد على التلاعب والخوف للحفاظ على السلطة. توماس، بغروره المؤسسي، وكارين، بحضورها الإعلامي المصطنع، وجون، بتبريراته الأكاديمية، يكشفون عن هشاشة النظام الذي يدافعون عنه، حيث ينهار تحت وطأة الحقيقة التي يكشفها الطلاب.

الرمزية في المسرحية هي إحدى نقاط قوتها الأساسية. زنزانة محمود خليل، التي تظهر في الفصل السادس، ليست مجرد مكان مادي، بل هي استعارة للقمع الذي يواجهه كل من يجرؤ على قول الحقيقة. صوت محمود، الذي يتردد من التسجيلات، يصبح حضورًا شبحيًا يحفز المتظاهرين، كأنه روح المقاومة التي لا تموت. الشاشات العملاقة في ميدان التايمز، التي تحولت من إعلانات تجارية إلى منصات للحقيقة، ترمز إلى انتصار الصوت الجماعي على التلاعب الإعلامي. حتى كتاب فرانشيسكا عن القانون الدولي يصبح أكثر من مجرد كائن مادي؛ إنه رمز للعقل في مواجهة العنف، للمنطق في مواجهة الفوضى. الكاتب يستخدم هذه الرموز ببراعة لخلق طبقات من المعنى، مما يجعل المسرحية عملًا يتحدث إلى الجمهور على مستويات متعددة: السياسي، الفلسفي، والشعري.

من الناحية السياسية، "الحقيقة تتألق بين الانقاض " هي عمل ينتمي إلى تقليد المسرح الملتزم، لكنه يتجاوز الحدود التقليدية للالتزام السياسي. المسرحية لا تقدم خطابًا أحادي الجانب، بل تطرح أسئلة معقدة حول طبيعة المقاومة، حدود حرية التعبير، ودور الفرد في مواجهة الأنظمة القمعية. الكاتب لا يكتفي بإدانة السلطة، بل يكشف عن تناقضاتها الداخلية: توماس ليندسي، الذي يدافع عن "القيم الأمريكية"، يكشف عن خيانته لهذه القيم من خلال تعاونه مع قوى خارجية؛ كارين بليك، التي تدعي تمثيل الحقيقة، تكشف عن نفسها كأداة للتلاعب الإعلامي؛ وجون غراهام، الأكاديمي الذي يفترض أن يدافع عن الحرية الفكرية، يصبح متواطئًا في قمعها. هذه التناقضات تعكس نقدًا عميقًا للنظام الرأسمالي العالمي، الذي يستخدم الديمقراطية كقناع لتبرير الظلم.

منصة X، التي تظهر كعنصر مركزي في المسرحية، ليست مجرد أداة تكنولوجية، بل هي فضاء درامي بحد ذاته. إنها تعكس ديمقراطية الفوضى، حيث يمكن للأصوات المهمشة أن تجد مكانًا للتعبير، ولكنها أيضًا عرضة للتلاعب والتشويه. الكاتب يستخدم هذه المنصة لاستكشاف التوتر بين الحرية والسيطرة في العصر الرقمي، حيث يمكن للحقيقة أن تنتشر بسرعة، ولكن يمكن أيضًا أن تُطمس تحت وابل من الأكاذيب. هذا التوتر يظهر بوضوح في الفصل الخامس، عندما يقاطع الطلاب بث كارين بليك، في لحظة درامية تعكس انتصار الصوت الشعبي على الإعلام التقليدي. لكن الكاتب لا يقدم هذا الانتصار كنهائي؛ إنه انتصار مؤقت، يذكرنا بأن المعركة من أجل الحقيقة هي نضال مستمر.

من الناحية الجمالية، المسرحية تستلهم تقاليد المسرح الملحمي، حيث يتم تقديم القصة كسلسلة من المشاهد المنفصلة التي تخدم فكرة أكبر. لكنها تضيف إلى هذا التقليد لمسة معاصرة من خلال دمج العناصر البصرية والسمعية، مثل الشاشات والتسجيلات، مما يجعل الجمهور جزءًا من الحدث. الإضاءة تلعب دورًا حاسمًا في تعزيز الجو الدرامي: المكاتب المغلقة مضاءة ببرودة تعكس العزلة المؤسسية، بينما المعسكر الاحتجاجي وميدان التايمز يغمرهما ضوء دافئ يرمز إلى الأمل والوحدة. الموسيقى، التي يقدمها إدوارد عبر غيتاره، ليست مجرد خلفية، بل هي عنصر درامي يدفع السرد إلى الأمام، يحفز الجمهور على الانخراط عاطفيًا وسياسيًا.

الصراع المركزي في المسرحية هو بين الحقيقة والقمع، لكنه ليس صراعًا ثنائيًا بسيطًا. الكاتب يقدم الحقيقة كشيء هش، يتطلب شجاعة وتضحية للحفاظ عليه. عز الدين، الذي يواجه خطر الترحيل، يمثل هذه الهشاشة، لكنه أيضًا يجسد القوة التي تأتي من الإيمان بالقضية. سيلين، بغضبها وسخريتها، تمثل الطاقة الشبابية التي ترفض الخضوع، لكنها أيضًا تكافح مع حدود قوتها. فرانشيسكا، بإيمانها بالقانون، تمثل الأمل في العقل، لكنها تواجه خطر فقدان مكانتها الأكاديمية. هذه الشخصيات، بتعقيدها وتناقضاتها، تجعل المسرحية عملًا إنسانيًا عميقًا، يتحدث إلى الجمهور ليس فقط كمتفرجين، بل كمشاركين في النضال من أجل الحقيقة.

الخاتمة، التي تتكشف في ميدان التايمز، هي لحظة ذروة درامية تجمع بين الاحتفاء والتحدي. الكاتب لا يقدم انتصارًا نهائيًا، بل يترك الجمهور مع شعور بالأمل الممزوج بالتوتر. الحشد، الذي يملأ الميدان، يصبح جوقة إنسانية، تعكس قوة الوحدة في مواجهة القمع. صوت محمود خليل، الذي يتردد من زنزانته، يصبح رمزًا للمقاومة التي لا تموت، بينما الشاشات العملاقة، التي تنقل الحقيقة إلى العالم، تؤكد على قوة التكنولوجيا في خدمة العدالة. لكن الكاتب يذكرنا أن هذا الانتصار مؤقت؛ المعركة مستمرة، والحقيقة تتطلب نضالًا دائمًا.

من الناحية الأخلاقية، المسرحية تطرح سؤالًا جوهريًا: ما هو ثمن الحقيقة؟ عز الدين يواجه الترحيل، سيلين تفقد منحتها الدراسية، فرانشيسكا تعرض وظيفتها للخطر، ومع ذلك، يختارون جميعًا المقاومة. هذا الاختيار ليس بطوليًا بالمعنى التقليدي، بل هو إنساني، مليء بالخوف والشك، لكنه مدفوع بالإيمان بقضية أكبر. الكاتب يدعو الجمهور إلى التفكير في دورهم في هذا النضال: هل نحن متفرجون، أم مشاركون؟ هل الصمت خيار، أم خيانة؟

في النهاية، "الحقيقة تتألق بين الأنقاض " ليست مجرد مسرحية، بل هي دعوة للعمل. إنها عمل يتحدى الجمهور للنظر إلى العالم بعيون جديدة، للتساؤل عن السرديات التي يستهلكونها، وللوقوف مع الحقيقة، مهما كان الثمن. الكاتب، ببراعته في نسج الرمزية والواقعية، يخلق عملًا يتجاوز حدوده المسرحية ليصبح صوتًا عالميًا، يتردد في القلوب والضمائر. إنها مسرحية لا تُنسى، لأنها لا تتحدث عن الماضي أو الحاضر فقط، بل عن المستقبل الذي نصنعه بأصواتنا، بمقاومتنا، وبحقيقتنا.


مسرحية كوميدية ساخرة في سبعة فصول المقدمة:

تدور أحداث المسرحية في ربيع 2025، في قلب نيويورك، حيث يغلي الحرم الجامعي والشوارع باحتجاجات شبابية تدعم فلسطين وقضية محمود خليل، الطالب الفلسطيني المعتقل بتهمة "إثارة الكراهية". المسرحية تجمع بين السخرية اللاذعة والعمق النفسي للشخصيات، مستلهمة من أساليب أدبية غنية بالتفاصيل الإنسانية والصراعات الأخلاقية. البطلان، عز الدين وسيلين، يقودان حركة مقاومة فكرية وسياسية، بينما يواجهان خصومًا يمثلون النظام الإمبريالي والصهيوني. المسرحية تستعرض تناقضات الغرب وتكشف زيف ادعاءاته بحرية التعبير، مع لمسة كوميدية ساخرة تبرز سخافة الدعاية الغربية.
الشخصيات
الشخصيات الإيجابية:
عز الدين: شاب فلسطيني في العشرينيات، طالب دراسات عليا في جامعة كولومبيا، يساري تقدمي، ذكي، ساخر، يحمل همّ فلسطين، مستلهم من روح المقاومة.
سيلين: شابة أمريكية من أصول أوروبية، ناشطة يسارية، طالبة دكتوراه، ساحرة الكلام، تجمع بين العاطفة والعقل.
إدوارد: طالب أمريكي من أصول إفريقية، ثائر، يحب الموسيقى ويستخدمها لنشر الوعي.
تمارا: طالبة روسية مهاجرة، ناشطة بيئية، حادة الذكاء، تسخر من النفاق الغربي.
فرانشيسكا: إيطالية، أستاذة شابة في الفلسفة، تجمع بين الرومانسية والثورية.
توم: طالب بريطاني، هادئ لكنه جريء في مواجهة القمع الأكاديمي.
الشخصيات السلبية:
جاريد: طالب أمريكي من أصول يهودية، مؤيد للصهيونية، متعجرف، يعمل كمخبر لإدارة الجامعة.
جون غراهام: أستاذ اقتصاد، يدافع عن النيوليبرالية، متورط مع "لوبي العولمة".
توماس ليندسي: مسؤول إداري في الجامعة، متملق، ينفذ أوامر اللوبيات.
كارين بليك: إعلامية من شبكة إخبارية غربية، تستخدم اتهامات "معاداة السامية" لتشويه المتظاهرين.
مايكل ستون: ضابط شرطة سابق تحول إلى مستشار أمني، يمثل العنف المؤسسي.
شخصيات ثانوية:
محمود خليل (يظهر في مشاهد رمزية): رمز المقاومة، يظهر في رؤى أو خطابات مسجلة.
مجموعة طلاب ومتظاهرين: يمثلون صوت الشارع والحرم الجامعي.




الفصل الأول: ساحة واشنطن سكوير

المشهد يفتتح في ساحة واشنطن سكوير، نيويورك، في ربيع 2025. الجو مشحون بالتوتر والحماس. الشمس ترسل أشعتها المترددة بين الأشجار، لكن الحرارة الحقيقية تأتي من الحشود التي تملأ الساحة. مئات الشباب والشابات، طلاب جامعات ونشطاء، يتجمعون حول منصة مؤقتة. لافتات مرفوعة تحمل صور محمود خليل، الطالب الفلسطيني المعتقل، إلى جانب صور أطفال غزة تحت الركام. عبارات مكتوبة بخط عريض: "حرروا محمود! حرروا غزة!" و"كفى ظلمًا!" تتمايل مع الريح. أصوات الهتافات تملأ الفضاء، مزيج من الغضب والأمل. عز الدين، شاب فلسطيني في أواخر العشرينيات، يقف على المنصة، يمسك بمكبر صوت. ملامحه حادة، عيناه تلمعان بذكاء ساخر، لكنه يحمل ألمًا عميقًا في صوته. إلى جانبه سيلين، شابة أمريكية من أصول أوروبية، طالبة دكتوراه، شعرها الأشقر مربوط بعفوية، ونظرتها تجمع بين التحدي والثقة. الحشد يضم إدوارد، طالب أمريكي من أصول إفريقية يحمل غيتارًا، وتمارا، ناشطة روسية مهاجرة ذات حضور قوي، وفرانشيسكا، أستاذة فلسفة إيطالية شابة، وتوم، طالب بريطاني هادئ لكنه جريء. في الخلفية، جاريد، طالب أمريكي من أصول يهودية، يتسلل بين الحشود، يحمل هاتفًا يسجل به، وجهه يعكس مزيجًا من الغرور والتوتر.

عز الدين (بصوت قوي، يتردد في الساحة):
يا سادة، يا آنسات! مرحبًا بكم في أعظم مسرحية في العالم: "أمريكا، أرض الحرية"! (يرفع يده بسخرية) اليوم، سنعلمكم كيف تدافعون عن الحقيقة... ثم تُسجنون بتهمة "إثارة الكراهية"!

الحشد ينفجر بالضحك، لكن الضحكات سرعان ما تتحول إلى هتافات: "حرية! حرية!" سيلين تقف إلى جانب عز الدين، تضع يدها على كتفه، ثم تمسك المكبر بنفسها.

سيلين (بابتسامة ساخرة):
لا تنسَ، عز، إذا قلتَ كلمة "فلسطين" ثلاث مرات أمام مرآة، ستظهر كارين بليك من قناة "الحقيقة المزيفة" لتصرخ: "معاداة السامية!"

الجمهور يضحك بصوت أعلى. إدوارد يرفع غيتاره ويعزف نغمة قصيرة، كأنه يضيف تعليقًا موسيقيًا على سخرية سيلين. تمارا، التي تقف قرب المنصة، توزع منشورات مطبوعة تحمل تقارير الأمم المتحدة عن الإبادة في غزة.

تمارا (بلهجة روسية، بنبرة حادة):
في بلدي القديم، كانوا يسمون هذا "كوميسار". هنا يسمونه "طالب ملتزم"! (تشير إلى جاريد، الذي يتراجع خطوة) جاريد، لماذا لا تنضم إلينا؟ أم أن هاتفك مشغول جدًا بإرسال تقارير إلى توماس ليندسي؟

جاريد (يحاول الدفاع عن نفسه، لكنه مرتبك):
أنا... أنا فقط أوثق الحدث! هذا حقي!

إدوارد (يقترب منه، يبتسم بسخرية):
حقك؟ يا جاريد، هل تسجل لتذكار العائلة؟ أم لإيباك؟

الحشد يضحك مجددًا. جاريد يحمر وجهه، يحاول الرد لكنه يتراجع بين المتظاهرين، يمسك هاتفه بقوة أكبر. فرانشيسكا، التي كانت تقف في الخلفية، تتقدم إلى المنصة، تحمل كتابًا قديمًا عن القانون الدولي.

فرانشيسكا (بصوت هادئ لكنه عميق):
القانون واضح، أصدقائي. الشعوب المحتلة لها الحق في المقاومة. (ترفع الكتاب) هذا ليس رأيي، هذا القانون الدولي. لكن في هذه الساحة، يبدو أن الحقيقة جريمة!

توم (من بين الحشد، بنبرة هادئة):
جريمة؟ إنهم لا يكتفون بتجريم الحقيقة. إنهم يريدون تجريم التفكير نفسه. لماذا يخافون منا؟ لأننا نرى ما لا يريدوننا أن نراه: غزة ليست مجرد أرض، إنها مرآة تعكس جرائمهم.

الهتافات ترتفع مجددًا. الحشد يتحرك مثل موجة، يرفع اللافتات أعلى. في الخلفية، يظهر ظل سيارات الشرطة، أضواؤها الحمراء والزرقاء تومض في الأفق. مايكل ستون، ضابط شرطة سابق تحول إلى مستشار أمني للجامعة، يقف على حافة الساحة، يراقب المشهد بعيون ضيقة. إلى جانبه، توماس ليندسي، المسؤول الإداري، يرتدي بدلة رسمية، يتحدث عبر هاتف محمول، وجهه يعكس التوتر.

مايكل ستون (يهمهم لتوماس):
هؤلاء الفتيان والفتيات يظنون أنفسهم أبطالاً. لكن إذا أعطيتني الإشارة، سأفرق هذا التجمع في دقائق.

توماس ليندسي (بصوت منخفض، يمسح عرقًا من جبهته):
ليس الآن، مايكل. يجب أن نكون ذكيين. إذا هاجمناهم مباشرة، سيتحولون إلى شهداء. دع كارين بليك تتولى الأمر أولاً.

مايكل (يبتسم ببرود):
كارين؟ تلك المرأة تستطيع تحويل راهبة إلى "إرهابية" في خمس دقائق على الهواء!

على المنصة، عز الدين يسلم المكبر إلى سيلين، التي تستعد لإلقاء كلمة. لكن قبل أن تبدأ، يظهر جون غراهام، أستاذ الاقتصاد المتورط مع "لوبي العولمة"، يشق طريقه بين الحشد، مرتديًا سترة تويد تقليدية، وجهه يعكس غرورًا أكاديميًا.

جون غراهام (بصوت عالٍ، متعجرف):
كفى هراء! أنتم تلوثون هذه الساحة بأكاذيبكم! فلسطين؟ مقاومة؟ هذه دعاية إرهابية! إسرائيل تدافع عن نفسها، وأنتم تهددون أمننا القومي!

الحشد يصدر همهمة غاضبة. سيلين تتقدم، تضع يدها على وركها، وتنظر إليه بسخرية.

سيلين:
أمن قومي؟ يا أستاذ غراهام، هل تقصد أمن الـ12 مليار دولار التي ترسلها أمريكا لإسرائيل سنويًا؟ أم أمن القنابل التي تقتل أطفال غزة؟ لأنني، بصراحة، لا أرى أي تهديد هنا سوى كذبكم!

الجمهور يهتف بحماس. جون غراهام يحاول الرد، لكنه يتلعثم. إدوارد يعزف نغمة ساخرة على غيتاره، مما يثير ضحكات أكثر.

إدوارد (يغني بصوت منخفض):
"جون غراهام، يا رجل النيوليبرالية،
يبيع الحقيقة لأجل حفنة دولارات زهيدة!"

جون غراهام (يصرخ):
هذا تشهير! سأبلغ إدارة الجامعة!

تمارا (تقترب منه، تلوح بمنشور):
بلغ من شئت، يا أستاذ! لكن اقرأ هذا أولاً: تقرير الأمم المتحدة، 50 ألف قتيل في غزة. هل هذا أيضًا "دفاع عن النفس"؟

جون غراهام يتراجع، وجهه يحمر. الحشد يهتف: "غزة حرة!" بينما يختفي جون بين المتظاهرين، يحاول الحفاظ على كرامته. عز الدين يعود إلى المكبر، عيناه تلمعان بتحدٍ.

عز الدين:
أصدقائي، إنهم يخافون منا لأننا نرى الحقيقة. غزة ليست مجرد أرض، إنها رمز لكل شعب يقاوم الظلم. محمود خليل ليس مجرد طالب، إنه صوتنا جميعًا. (يرفع قبضته) لن نسكت حتى تتحرر فلسطين!

الحشد يهتف بحماس. سيلين تنظر إلى عز الدين، عيناها تعكسان إعجابًا وقلقًا. فجأة، يظهر جاريد مرة أخرى، يقترب من توماس ليندسي، الذي يقف على حافة الساحة. يهمس له وهو يشير إلى عز الدين وسيلين.

جاريد (بهدوء):
لقد سجلتهم. عز الدين يحرض على "المقاومة". سيلين تتحدث عن القنابل. هذا يكفي لاتهامهم.

توماس (يومئ برأسه، يبتسم):
جيد، جاريد. سأرسل هذا إلى اللجنة. عز الدين سيكون التالي بعد محمود.

في هذه الأثناء، فرانشيسكا توزع كتيبات صغيرة على الحشد، تحمل اقتباسات من القانون الدولي. إحدى الطالبات، شابة ترتدي حجابًا، تأخذ الكتيب وتقرأ بصوت عالٍ:

الطالبة:
"حق الشعوب المحتلة في المقاومة مكفول بموجب ميثاق الأمم المتحدة." (تنظر إلى فرانشيسكا) إذا كان هذا القانون، فلماذا يسجنون محمود؟

فرانشيسكا (بحزن):
لأن القانون لا يعني شيئًا عندما يخدم "لوبي العولمة". لكنه يعني كل شيء بالنسبة لنا.

توم يقترب، يحمل جهازًا لوحيًا يعرض منشورًا على منصة X. يرفعه ليراه الجميع.

توم:
انظروا! فيديو عز الدين ينتشر الآن. مليون مشاهدة في ساعة! العالم يستمع إلينا!

الحشد يهتف بحماس أكبر. لكن التوتر يتصاعد مع اقتراب سيارات الشرطة. مايكل ستون يتقدم، يحمل مكبرًا خاصًا به.

مايكل ستون (بصوت عالٍ):
هذا تجمع غير قانوني! غادروا الساحة الآن، أو سنضطر إلى استخدام القوة!

سيلين (ترد بسرعة):
القوة؟ يا سيد ستون، أنتم تستخدمون القوة ضد أطفال غزة منذ عقود. لا تعتقد أن بضع هراوات ستخيفنا!

الحشد يهتف وراءها. عز الدين يرفع لافتة كتب عليها: "الحقيقة هي مقاومتنا". إدوارد يبدأ بالعزف على غيتاره، لحنًا ثوريًا يرفع معنويات الجميع. تمارا توزع المزيد من المنشورات، بينما فرانشيسكا تقف إلى جانب عز الدين، تحمل كتابها كدرع رمزي.

فرانشيسكا:
إذا كانت الحقيقة تهديدًا، فليكن! نحن هنا لنقولها، مهما كلفنا ذلك.

فجأة، يظهر جون غراهام مجددًا، يحاول استعادة السيطرة على الموقف. يقترب من مايكل ستون، يهمس له بشيء، ثم يرفع صوته.

جون غراهام:
هؤلاء الطلاب يهددون استقرار الجامعة! إنهم يروجون للكراهية! يجب إيقافهم الآن!

عز الدين (يرد بصوت هادئ لكنه حاد):
يا أستاذ غراهام، إذا كانت الحقيقة كراهية، فماذا تسمي القنابل التي تمولها أمريكا؟ ماذا تسمي اعتقال محمود خليل لأنه تجرأ على الحديث؟

الحشد يهتف: "عار عليكم!" جون غراهام يتراجع، يبدو عاجزًا عن الرد. توماس ليندسي، الذي يراقب من بعيد، يبدأ بالتحدث عبر هاتفه مرة أخرى، وجهه يعكس الغضب.

توماس (عبر الهاتف):
نعم، سيدي، الأمور تخرج عن السيطرة. نعم، سنتحرك قريبًا. عز الدين هو الهدف الرئيسي.

في هذه الأثناء، سيلين تلاحظ حركة غريبة في الحشد. جاريد يقترب من مجموعة من رجال الأمن، يشير إلى عز الدين. تنظر إلى عز الدين بقلق.

سيلين (بهمس):
عز، جاريد يخطط لشيء. أعتقد أنهم سيستهدفونك.

عز الدين (يبتسم بحزن):
دعيهم يحاولون. إذا كان صوتي يخيفهم، فهذا يعني أننا على الطريق الصحيح.

التوتر يتصاعد. أصوات سيارات الشرطة تقترب أكثر. المتظاهرون يشكلون سلسلة بشرية، يرفعون اللافتات والهتافات. إدوارد يواصل العزف، بينما تمارا تصرخ:

تمارا:
إنهم يظنون أن بإمكانهم إسكاتنا بالخوف! لكننا أقوى من خوفهم!

فرانشيسكا ترفع كتابها، كأنها تتحدى العالم. توم يواصل تصوير المشهد بهاتفه، يبثه مباشرة على منصة X.

توم:
العالم يشاهد! لن يستطيعوا إخفاء الحقيقة!

فجأة، يظهر فيديو على شاشة كبيرة أقيمت في الساحة، يُبث من هاتف أحد المتظاهرين. صور من غزة: أطفال يبكون تحت الركام، مستشفيات مدمرة، عائلات تبحث عن ملجأ. صوت محمود خليل يتردد من التسجيل:

محمود (صوت من الفيديو):
واجبي ليس فقط تحرير فلسطين، بل تحرير الظالم من كراهيته. الحقيقة هي سلاحنا.

الحشد يصمت للحظة، ثم ينفجر بالهتافات. عز الدين وسيلين يتبادلان نظرة، كأنهما يستمدان القوة من كلمات محمود. مايكل ستون يتقدم خطوة، لكنه يتردد. توماس ليندسي يصرخ في هاتفه:

توماس:
ما الذي يحدث؟ لماذا لا تتحركون؟

مايكل (يهمهم):
هؤلاء ليسوا مجرد طلاب. العالم يشاهدهم الآن. إذا تحركنا، سيكون الأمر كارثيًا.

سيلين (ترفع المكبر):
اسمعوا، يا أصدقاء! إنهم يريدون إسكاتنا، لكن صوتنا يصل إلى العالم! غزة تقاوم، ونحن نقاوم! محمود خليل لن يُرحل، وفلسطين لن تُنسى!

الحشد يهتف بحماس لا نهائي. إدوارد يعزف لحنًا ثوريًا، بينما تمارا توزع المزيد من المنشورات. فرانشيسكا تقف بجانب عز الدين، عيناها تلمعان بالأمل. توم يرفع جهازه اللوحي، يظهر عدد المشاهدات على منصة X: خمسة ملايين ويتزايد.

عز الدين (يصرخ):
هذه ليست نهاية المعركة، إنها بدايتها! سنواصل حتى تنهار أكاذيبهم!

المشهد ينتهي بالحشد يغني لحن إدوارد، بينما تظهر أضواء سيارات الشرطة في الأفق، لكنها تبدو مترددة. ظل محمود خليل يظهر رمزيًا على الشاشة الكبيرة، يبتسم، كأنه يحثهم على الاستمرار. الستار يسدل ببطء، تاركًا الجمهور في حالة من التوتر والأمل.






الفصل الثاني: قاعة المحاضرات

المشهد يبدأ في قاعة محاضرات صغيرة، مدفونة في أحد مباني جامعة كولومبيا، نيويورك، ربيع 2025. القاعة مظلمة بعض الشيء، النوافذ مغطاة بستائر سوداء لمنع أي عيون فضولية. مصباح قديم يتدلى من السقف، يلقي ضوءًا خافتًا على طاولة خشبية مركزية، محاطة بكراسي غير متطابقة جمعت على عجل. على الطاولة، خرائط قديمة لفلسطين، تقارير الأمم المتحدة، وكتب قانون دولي مفتوحة على صفحات مليئة بالتعليقات اليدوية. فرانشيسكا، الأستاذة الإيطالية الشابة في الفلسفة، تقف في مقدمة القاعة، ترتدي سترة خفيفة ونظارة دائرية تجعلها تبدو كما لو خرجت من رواية وجودية. عيناها تلمعان بشغف وقلق، وهي تمسك بورقة مطبوعة تحمل نص ميثاق الأمم المتحدة. الحضور قليل، لكنه متأجج بالطاقة: عز الدين، سيلين، إدوارد، تمارا، توم، وبضعة طلاب آخرين يجلسون في دائرة، يتبادلون النظرات بين التحدي والخوف. الجو مشحون، كأن الجميع يعلم أن هذه المحاضرة السرية قد تكون آخر ما يسمحون به قبل أن تضرب يد الإدارة. في الخارج، يمر جاريد، الطالب الموالي للإدارة، يحوم قرب النافذة، يحاول استراق السمع أو التسجيل.

فرانشيسكا (بصوت هادئ لكنه عميق، وهي تشير إلى الخريطة):
هذه ليست مجرد خريطة. هذه قصة شعب. فلسطين، 1948، النكبة. (تتنقل بنظرها بين الحاضرين) القانون الدولي واضح: الشعوب المحتلة لها الحق في المقاومة، بكل الوسائل. غزة ليست استثناءً. لكن هنا، في "أرض الحرية"، إذا نطقتَ بهذا، ستُتهم بـ"الإرهاب".

سيلين (تبتسم بسخرية، لكن عينيها جادتان):
إرهاب؟ يا فرانشيسكا، الإرهاب الحقيقي هو ما يحدث في غزة. 50 ألف قتيل، 70% منهم أطفال ونساء. (ترفع تقريرًا) هذه أرقام الأمم المتحدة، ليست دعايتنا. لكن إذا قرأتَ هذا في قاعة المحاضرات، سيقولون إنك "تحرض على الكراهية".

إدوارد (يضع غيتاره على الأرض، يميل إلى الأمام):
تحريض على الكراهية؟ (يضحك بمرارة) يعني، إذا قلتَ إن قتل الأطفال خطأ، أنت المشكلة؟ يا إلهي، هذه الجامعة أصبحت مسرحية هزلية!

تمارا (بلهجتها الروسية، وهي تلوح بقلم):
مسرحية هزلية؟ لا، إدوارد، إنها مأساة. في بلدي القديم، كانوا يسجنونك لقراءة كتاب. هنا، يسجنونك لقراءة الحقيقة. (تشير إلى التقرير) لكن الحقيقة لا تحتاج إلى إذن من توماس ليندسي!

توم (بهدوء، وهو ينظر إلى جهازه اللوحي):
بالمناسبة، الفيديو من ساحة واشنطن سكوير حصد عشرة ملايين مشاهدة على منصة X. (يبتسم) العالم يشاهد، حتى لو حاول جون غراهام إقناعنا بأننا "إرهابيون".

عز الدين (يجلس متكئًا على كرسيه، ينظر إلى الخريطة):
العالم يشاهد، لكن ماذا يرى؟ يرى غزة تنزف، ومحمود خليل في زنزانة لأنه تجرأ على قول الحقيقة. (ينظر إلى الحاضرين) لكن الحقيقة ليست مجرد كلمات. إنها نار تحرق أكاذيبهم.

فرانشيسكا (تومئ برأسها، ثم ترفع صوتها):
لهذا نحن هنا اليوم. ليس فقط لنتحدث عن فلسطين، بل لنفهم لماذا يخافون منا. (تشير إلى الكتاب) القانون الدولي يكفل حق المقاومة. لكن "لوبي العولمة" لا يريدنا أن نعرف ذلك. لماذا؟ لأن الحقيقة تهدد امتيازاتهم.

فجأة، يُسمع صوت طرق خفيف على الباب. الجميع يصمت، يتبادلون النظرات. سيلين تقترب بحذر، تفتح الباب قليلاً، لتجد طالبة شابة، ترتدي حجابًا، تحمل حقيبة مليئة بالكتب.

الطالبة (بهدوء):
آسفة على التأخير. سمعت عن المحاضرة من توم. هل لا يزال بإمكاني الانضمام؟

فرانشيسكا (تبتسم، تفتح الباب أكثر):
بالطبع. هذه ليست محاضرة، إنها مقاومة. تفضلي.

الطالبة تدخل، تجلس قرب تمارا، التي تمرر لها تقريرًا. الجو يعود إلى التوتر المشحون بالحماس. عز الدين يقف، يتجول في القاعة، ينظر إلى الخريطة.

عز الدين:
هذه الخريطة... (يضع يده عليها) كل نقطة فيها تحكي قصة. قريتي في فلسطين، دمرت في النكبة. جدي كان يروي لي عن الأشجار التي زرعها، عن البيت الذي بناه بيديه. الآن، تلك الأشجار تحت سيطرة مستوطنين، والبيت أصبح ركامًا. (ينظر إلى الحاضرين) لكن هل تعتقدون أن هذا يجعلني أكره؟ لا. إنه يجعلني أؤمن أكثر بالمقاومة.

سيلين (تنظر إليه، عيناها تلمعان):
عز، أنت تجعل الأمر يبدو بسيطًا. لكن هنا، في هذه القاعة، نحن نتحدى إمبراطورية. (تبتسم) وأنا أحب هذا التحدي.

إدوارد (يضحك):
إمبراطورية؟ أنتِ لطيفة جدًا، سيلين. إنهم مجرد مجموعة من الأوغاد يرتدون بدلات باهظة الثمن! توماس ليندسي، جون غراهام، كارين بليك... كلهم يعملون لنفس "اللوبي".

تمارا (تضيف بسخرية):
واللوبي يعمل لمن؟ لنفس الأقلية التي تملك البنوك، شركات الأسلحة، والإعلام. إنهم لا يدافعون عن إسرائيل، إنهم يدافعون عن أرباحهم!

فجأة، يُسمع صوت خطوات ثقيلة في الرواق الخارجي. الجميع يتجمد. فرانشيسكا ترفع إصبعها إلى شفتيها، تشير إلى الجميع بالصمت. توم يقترب من النافذة بحذر، ينظر عبر فتحة صغيرة في الستارة.

توم (بهمس):
إنه جاريد. يقف هناك، يسجل شيئًا على هاتفه.

سيلين (تغضب):
جاريد مرة أخرى؟ هذا الرجل مثل ظل خبيث! يظن نفسه جيمس بوند، لكنه مجرد مخبر رخيص.

عز الدين (يبتسم بهدوء):
دعوه يسجل. إذا كان صوتنا يخيفهم، فهذا يعني أننا نفعل شيئًا صحيحًا.

فرانشيسكا (تعود إلى المحاضرة، تحاول استعادة التركيز):
حسنًا، دعونا نكمل. (ترفع تقريرًا) هذا تقرير الأمم المتحدة لعام 2025. 50 ألف قتيل في غزة، 120 ألف جريح، 80% من المباني مدمرة. هذه ليست حرب، إنها إبادة. لكن لماذا لا نسمع عنها في الإعلام؟ لأن "لوبي العولمة" يتحكم بالرواية.

الطالبة (ترفع يدها، بنبرة مترددة):
لكن... إذا كانت هذه الحقائق موجودة، لماذا لا يتحرك العالم؟ لماذا يسمحون باعتقال محمود خليل؟

فرانشيسكا (تنظر إليها بحزن):
لأن الحقيقة وحدها لا تكفي. تحتاج إلى أصوات تقولها، وقلوب تؤمن بها. (تشير إلى الحاضرين) وهذا ما نحن هنا لنفعله.

عز الدين (يضيف):
محمود لم يكن زعيمًا ثوريًا. كان طالبًا مثلنا، يحلم بحياة هادئة. لكنهم اختاروه لأنهم يريدون إسكاتنا جميعًا. (يرفع صوته) لكننا لن نسكت. غزة تقاوم، ونحن هنا لنكون صوتها!

الحاضرون يهتفون بهدوء: "غزة حرة!" لكن الصوت يتوقف فجأة عندما يدخل جون غراهام القاعة، يفتح الباب بعنف. وجهه متجهم، يرتدي سترته المعتادة، ويحمل ملفًا في يده.

جون غراهام (بغرور):
يا للعار! أنتم تلوثون هذه القاعة بأكاذيبكم! فلسطين؟ مقاومة؟ هذه دعاية إرهابية! إسرائيل تدافع عن الديمقراطية، وأنتم تهددون استقرار الجامعة!

سيلين (تقف، تضع يدها على وركها):
ديمقراطية؟ يا أستاذ غراهام، هل تقصد تلك الديمقراطية التي ترسل 100 صفقة أسلحة إلى إسرائيل؟ أم التي ترحل محمود خليل لأنه قال "كفى ظلمًا"؟ (تبتسم بسخرية) أخبرني، كم دفع لك "اللوبي" هذا الأسبوع؟

الحاضرون يضحكون. إدوارد يعزف نغمة ساخرة على غيتاره. جون غراهام يحمر وجهه، يحاول الرد لكنه يتلعثم.

جون غراهام:
هذا... هذا تشهير! أنتم مجموعة من المتطرفين! توماس ليندسي لن يتسامح مع هذا العصيان!

عز الدين (بهدوء حاد):
يا أستاذ، النار التي تخيفك هي الحقيقة. وهي تحترق في غزة منذ عقود. إذا كنتَ تخاف من كلماتنا، فماذا ستفعل عندما يسمع العالم صوت غزة؟

جون غراهام (يصرخ):
ستندمون على هذا! سأبلغ الإدارة!

تمارا (تلوح بالتقرير):
بلغ من شئت! لكن هذا التقرير لن يختفي. الحقيقة لن تختفي!

جون غراهام يخرج غاضبًا، يغلق الباب خلفه بعنف. الحاضرون يتبادلون النظرات، مزيج من الخوف والتحدي. فرانشيسكا تستعيد السيطرة، توزع أوراقًا مطبوعة تحمل نصوصًا من القانون الدولي.

فرانشيسكا:
لا تدعوا جون غراهام يخيفكم. إنه مجرد أداة. (ترفع الأوراق) هذه هي أسلحتنا: الحقيقة، القانون، العقل.

سيلين (تنظر إلى عز الدين):
لكن الحقيقة تأتي بثمن. سمعتُ أن توماس ليندسي يخطط لترحيلك، عز. جاريد يسجل كل كلمة نقولها.

عز الدين (يبتسم بحزن):
إذا كان صوتي يهددهم، فليكن. غزة لم تصمت تحت القنابل، وأنا لن أصمت تحت تهديداتهم.

إدوارد (يرفع غيتاره):
هذا هو الحل! دعونا نكتب أغنية عن جاريد! (يغني بسخرية) "جاريد، يا جاريد، المخبر الصغير، يحلم بمكافأة من اللوبي الكبير!"

الجميع يضحكون، لكن الضحك يحمل توترًا. توم يرفع جهازه اللوحي، يظهر منشورًا جديدًا على منصة X.

توم:
انظروا، فيديو آخر من غزة. مستشفى مدمر، أطفال تحت الركام. (ينظر إلى الحاضرين) إذا أردنا أن نكون صوت غزة، يجب أن نكون مستعدين لكل شيء.

فرانشيسكا (تومئ):
لهذا نحن هنا. لن نكتفي بالكلام. سننظم، سننشر، سنقاوم. (تنظر إلى عز الدين) عز، كيف يمكننا الوصول إلى المزيد من الطلاب؟

عز الدين (يفكر للحظة):
من خلال الحقيقة. لن نتحدث فقط عن غزة، بل عن كل شعب يعاني من الإمبريالية. (يشير إلى الخريطة) العراق، أفغانستان، سوريا، اليمن... كلهم ضحايا نفس النظام الذي يدعم الإبادة في غزة.

سيلين (تضيف):
ونحتاج إلى وسائل التواصل. منصة X هي سلاحنا. يمكننا نشر هذه التقارير، هذه الحقائق، مباشرة إلى العالم.

تمارا (تبتسم):
وفي الوقت نفسه، يمكننا السخرية منهم. كارين بليك، جون غراهام، توماس ليندسي... دعونا نجعلهم مادة للضحك!

إدوارد (يضحك):
أحب هذه الفكرة! دعونا نكتب منشورًا على X: "جون غراهام يدافع عن الإبادة، لكنه لا يستطيع الدفاع عن نفسه أمام طلاب!"

الجميع يضحكون، لكن التوتر يعود عندما يُسمع صوت خطوات أخرى في الرواق. توم ينظر من النافذة، يرى جاريد لا يزال يحوم.

توم (بهمس):
إنه لا يزال هناك. يجب أن نكون حذرين.

فرانشيسكا (بصوت حازم):
لا يهم. سنواصل. (توزع المزيد من الأوراق) هذه نصوص من القانون الدولي. اقرؤوها، انشروها، شاركوها. إذا أرادوا إسكاتنا، سنجعل صوتنا يصل إلى كل ركن في العالم.

الطالبة (ترفع يدها):
لكن... ماذا لو اعتقلوا المزيد منا؟ ماذا لو أغلقوا القسم؟

عز الدين (ينظر إليها بحزم):
إذا أغلقوا قسمًا، سنحول كل ركن في هذه الجامعة إلى قسم للحقيقة. إذا اعتقلونا، سيكون صوتنا أعلى من زنازينهم.

سيلين (تبتسم):
وإذا حاولوا ترحيلك، عز، سأقود مظاهرة أمام البيت الأبيض بنفسي!

الجميع يضحكون، لكن الضحك يحمل إحساسًا بالمخاطرة. إدوارد يبدأ بالعزف على غيتاره، لحنًا هادئًا يحمل طابعًا ثوريًا. تمارا تكتب ملاحظات على هاتفها، تخطط لمنشور جديد على منصة X. توم يواصل مراقبة النافذة، يتأكد من أن جاريد لم يقترب أكثر.

فرانشيسكا (تعود إلى الخريطة):
دعونا نركز. هذه الخريطة ليست مجرد تاريخ، إنها دليل على أن المقاومة ليست خيارًا، بل واجبًا. (تشير إلى غزة) هنا، في هذه البقعة الصغيرة، شعب يقاوم آلة إبادة مدعومة بمليارات الدولارات. إذا استطاعوا الصمود، فلماذا لا نستطيع؟

عز الدين (يضيف):
لأننا لسنا وحدنا. غزة ليست وحدكم. (ينظر إلى الحاضرين) كل واحد منكم هنا هو جزء من هذه المقاومة. كل كلمة تقولونها، كل منشور تنشرونه، هو رصاصة في قلب أكاذيبهم.

فجأة، يُسمع صوت جلبة في الرواق. الباب يُفتح بعنف مرة أخرى، ويدخل مايكل ستون، المستشار الأمني، برفقة اثنين من رجال الأمن. وجهه بارد، لكنه يحمل غضبًا مكبوتًا.

مايكل ستون (بصوت عالٍ):
هذا تجمع غير قانوني! أنتم تروجون لأفكار معادية للسامية! غادروا هذه القاعة الآن!

سيلين (تقف، تتحداه):
معاداة السامية؟ يا سيد ستون، هل قراءة تقارير الأمم المتحدة أصبحت معاداة للسامية؟ أم أن الحقيقة هي التي تزعجك؟

مايكل (يحاول الحفاظ على هدوئه):
لا تلعبي بذكاء، يا آنسة. لدينا تقارير عنكم. عز الدين، أنت على رأس القائمة.

عز الدين (يبتسم بهدوء):
شرف لي أن أكون على قائمتكم. لكن دعني أخبرك بشيء: لن توقفوا الحقيقة بهراواتكم.

إدوارد (يرفع غيتاره، يعزف نغمة تحدٍ):
اسمع، مايكل، إذا كنتَ تريد إيقافنا، جرب أن توقف هذا اللحن أولاً!

الحاضرون يضحكون، لكن التوتر يتصاعد. رجال الأمن يتقدمون خطوة، لكن فرانشيسكا تقف أمامهم، تحمل كتابها كدرع.

فرانشيسكا:
إذا أردتم اعتقالنا، فافعلوا. لكن كل كلمة قلناها هنا ستنتشر. العالم يشاهد، وسيحكم.

مايكل ستون (يتراجع قليلاً، ينظر إلى رجاله):
لديكم خمس دقائق للمغادرة. إذا لم تفعلوا، ستتحملون العواقب.

يخرج مايكل ورجاله، لكنهم يتركون الباب مفتوحًا. الحاضرون يتبادلون النظرات. سيلين تقترب من عز الدين، تضع يدها على كتفه.

سيلين:
عز، هم جادون هذه المرة. يريدونك أنت بالذات.

عز الدين (ينظر إليها، عيناه مليئتان بالعزيمة):
إذا أرادوني، فليأتوا. لكنني لن أصمت. غزة لم تصمت، وأنا لن أفعل.

فرانشيسكا (تجمع الأوراق):
حسنًا، لن نضيع الوقت. (توزع الأوراق على الجميع) خذوا هذه، انشروها. إذا أغلقوا هذه القاعة، سنجد أخرى. إذا اعتقلونا، سيكون صوتنا أعلى.

توم (يرفع جهازه):
لقد بدأت البث المباشر. العالم يرى ما يحدث هنا.

إدوارد (يغني بهدوء):
"غزة تقاوم، والحقيقة تنتصر،
مهما حاولوا، لن يوقفوا الصوت الأخير!"

تمارا (تكتب على هاتفها):
سأنشر هذا على X. دعونا نجعل جاريد ومايكل نجوم اليوم!

الطالبة (تنظر إلى التقرير في يدها):
أنا خائفة... لكنني سأنشر هذا. يجب أن يعرف الجميع.

فرانشيسكا (تبتسم لها):
الخوف طبيعي. لكن الشجاعة هي أن تفعلي ما هو صحيح رغم الخوف.

المشهد ينتهي بصوت إدوارد وهو يعزف لحنًا هادئًا، بينما يتفرق الحاضرون حاملين الأوراق والتقارير. عز الدين وسيلين يتبادلان نظرة تحدٍ، بينما ظل جاريد يظهر عبر النافذة، يسجل المشهد بهاتفه. الستار يسدل ببطء، تاركًا الجمهور في حالة من التوتر الممزوج بالأمل.





الفصل الثالث: مكتب توماس ليندسي

المشهد يبدأ في مكتب فخم في مبنى إدارة جامعة كولومبيا، نيويورك، ربيع 2025. المكتب مزين بديكور يعكس السلطة: مكتب خشبي ضخم، كراسي جلدية سوداء، ورفوف مليئة بالكتب التي تبدو وكأنها لم تُمس منذ سنوات. على الحائط، صورة مؤطرة لتوماس ليندسي، المسؤول الإداري، وهو يصافح شخصية سياسية بارزة، ربما عضو في الكونغرس أو لوبي مؤثر. نافذة كبيرة تطل على حرم الجامعة، حيث يمكن رؤية معسكر الاحتجاج الطلابي من بعيد، مع لافتات ترفرف تحمل شعارات مثل "حرروا محمود!" و"غزة حرة!". توماس ليندسي، رجل في أواخر الأربعينيات، يرتدي بدلة رمادية مصممة بعناية، يجلس خلف مكتبه، يتحدث عبر هاتف محمول بصوت منخفض ومتوتر. وجهه يعكس مزيجًا من القلق والغرور، وهو يمسح عرقًا خفيفًا من جبهته بمنديل حريري. جاريد، الطالب الموالي للإدارة، يقف أمامه، يرتدي قميصًا أبيض مكويًا بعناية، يحمل هاتفًا يعرض تسجيلات من ساحة واشنطن سكوير وقاعة المحاضرات. في الخلفية، صوت خافت لمكيف الهواء يمزج مع همهمة بعيدة لهتافات المتظاهرين.

توماس ليندسي (يتحدث عبر الهاتف، بنبرة متملقة):
نعم، سيدي، كل شيء تحت السيطرة. لقد حددنا قادة التمرد. عز الدين وسيلين هما المحرضان الرئيسيان. (يومئ برأسه) بالطبع، لدينا تسجيلات. جاريد قام بعمل ممتاز. سنتخذ إجراءات فورية.

جاريد (يتقدم خطوة، بنبرة متعجرفة):
لقد سجلتهم في الساحة، وفي المحاضرة السرية تلك. (يرفع هاتفه) عز الدين يتحدث عن "المقاومة"، وسيلين تذكر القنابل الإسرائيلية. لدي أسماء أخرى: إدوارد، تمارا، فرانشيسكا. كلهم يروجون لنفس الأفكار الخطيرة.

توماس (يبتسم ببرود، يضع الهاتف على المكتب):
جيد، جاريد. جيد جدًا. (يميل إلى الخلف في كرسيه) هؤلاء الشباب يظنون أنفسهم أبطالًا في فيلم هوليوود. لكنهم لا يعرفون أننا نلعب لعبة أكبر. سنقطع تمويلهم، سنغلق أقسامهم، وسنرسل عز الدين إلى حيث ينتمي.

جاريد (يبتسم بخبث):
وإذا اتهمناهم بـ"معاداة السامية"؟ كارين بليك مستعدة لبرنامج خاص على قناتها. تقول إنها تستطيع تحويل هؤلاء المتظاهرين إلى "إرهابيين" في أقل من ساعة!

توماس (يضحك بصوت خافت):
كارين؟ تلك المرأة سلاح سري. (ينظر إلى جاريد) لكننا بحاجة إلى أكثر من دعاية. نحتاج إلى إجراءات. (يشير إلى النافذة) هذا المعسكر الاحتجاجي يجب أن يختفي. مايكل ستون ينتظر أوامري.

جاريد (بنبرة متلهفة):
وإذا استخدمنا القوة؟ أعني، الشرطة جاهزة. يمكننا تفريق هذا الحشد في دقائق.

توماس (يهز رأسه):
ليس بهذه السرعة، جاريد. إذا هاجمناهم الآن، سيتحولون إلى شهداء. (يبتسم) دع كارين تبدأ حملتها الإعلامية أولًا. دع العالم يراهم كـ"متطرفين". ثم، عندما يفقدون الدعم، نضرب.

جاريد (يومئ، ينظر إلى هاتفه):
لدي تسجيل آخر من المحاضرة. فرانشيسكا تتحدث عن القانون الدولي، وكأنها محامية في الأمم المتحدة. (يقلد صوتها بسخرية) "الشعوب المحتلة لها الحق في المقاومة!" يا لها من دراما!

توماس (يضحك، لكنه يبدو متوترًا):
فرانشيسكا تلك مزعجة. أستاذة فلسفة تريد أن تلعب دور البطلة. (يميل إلى الأمام) لكن لدينا خطة لها أيضًا. قسم دراسات الشرق الأوسط سيكون التالي. سنغلقه بذريعة "الترويج لأفكار معادية للسامية".

فجأة، يُسمع صوت هاتف توماس يرن. ينظر إلى الشاشة، وجهه يتجهم. يرفع الهاتف إلى أذنه مرة أخرى.

توماس (بنبرة متملقة أكثر):
نعم، سيدي. نعم، أفهم. سنتأكد من أن عز الدين هو الهدف الأول. (يصمت، يستمع) بالطبع، لن نسمح لهؤلاء الطلاب بتعطيل خططنا. إسرائيل شريك استراتيجي، ونحن ملتزمون.

جاريد (ينظر إلى توماس بحماس):
إذن، هل سنبدأ بترحيل عز الدين؟ سمعت أنه فلسطيني. سيكون من السهل إثبات أنه "تهديد".

توماس (يبتسم بمكر):
بالضبط. لدينا مذكرة سرية تصفه بـ"مؤثر محتمل في الحركات المناهضة لإسرائيل". (يفتح درجًا، يخرج ملفًا) هذا كافٍ لإقناع قاضي الهجرة.

جاريد (يفرك يديه):
وماذا عن سيلين؟ إنها الأكثر إزعاجًا. دائمًا تتحدث، دائمًا تسخر. إذا أسكتناها، سينهار الحشد.

توماس (يفكر للحظة):
سيلين مشكلة، لكنها أمريكية. لا يمكننا ترحيلها. لكن يمكننا تعليق منحتها الدراسية، أو إقصاؤها من الجامعة. (يبتسم) دعها تشعر بثمن كلماتها.

في هذه الأثناء، يُسمع صوت خافت من الخارج، كأن شخصًا يتحرك قرب الباب. جاريد ينظر بحذر، يقترب من النافذة، لكنه لا يرى شيئًا. توماس يتجاهل الصوت، يواصل التحدث.

توماس:
المهم الآن هو إسكات هذه الحركة قبل أن تتوسع. (يشير إلى النافذة) هذا المعسكر الاحتجاجي يجذب الإعلام، ومنصة X تنشر كل شيء. إذا لم نتحرك بسرعة، ستصبح قضية محمود خليل رمزًا عالميًا.

جاريد (بسخرية):
رمز؟ إنه مجرد طالب فلسطيني! لماذا يهتم العالم به؟

توماس (ينظر إليه بحدة):
لأن الناس يحبون الأبطال، جاريد. ومحمود، بعفويته، أصبح بطلًا. (يتنهد) لكننا سنحوله إلى "إرهابي". كارين بليك تعرف كيف تفعل ذلك.

جاريد (يضحك):
كارين عبقرية! رأيت برنامجها الأخير. وصفت المتظاهرين بـ"عملاء حماس". (يقلد صوتها) "هؤلاء الطلاب يهددون أمننا القومي!"

توماس (يبتسم، لكنه يبدو قلقًا):
لكن هذه المرة، نحتاج إلى أكثر من كلمات. (يفتح جهاز كمبيوتر محمول) لدينا قائمة بأسماء الطلاب والأساتذة المشاركين في الاحتجاجات. إدوارد، تمارا، فرانشيسكا... كلهم على القائمة.

جاريد (ينظر إلى الشاشة):
وإدوارد يعزف تلك الأغاني السخيفة. يظن نفسه بوب ديلان! (يضحك) يجب أن نوقفه أولاً.

توماس (يهز رأسه):
إدوارد مزعج، لكنه ليس الهدف الرئيسي. عز الدين هو الرأس. إذا أسقطناه، سينهار الباقون.

فجأة، يرن هاتف توماس مرة أخرى. ينظر إلى الشاشة، وجهه يتجهم أكثر. يرد بصوت منخفض.

توماس:
نعم، سيدي. أفهم. (يصمت، يستمع) نعم، لجنة مكافحة الإرهاب الأكاديمي جاهزة. سنبدأ التحقيق غدًا. (يغلق الهاتف، ينظر إلى جاريد) إنهم يضغطون علينا. "اللوبي" يريد نتائج سريعة.

جاريد (بدهشة):
لجنة مكافحة الإرهاب الأكاديمي؟ هذا جدي!

توماس (يبتسم بمكر):
إنه فكرة ترامب الجديدة. مراقبة الأساتذة والطلاب الذين ينتقدون إسرائيل. (يشير إلى الملف) لدينا أدلة كافية ضد عز الدين وسيلين. لكننا بحاجة إلى المزيد ضد فرانشيسكا. إنها أستاذة، وفصلها لن يكون سهلاً.

جاريد (يفكر):
ربما يمكنني التسلل إلى محاضرتها التالية. (يبتسم) سأسجل كل كلمة. إذا تحدثت عن "المقاومة" مرة أخرى، سيكون ذلك كافيًا.

توماس (يومئ):
جيد. لكن كن حذرًا. هؤلاء الطلاب ليسوا أغبياء. إذا اكتشفوك، سينشرونك على منصة X كالمعتاد.

جاريد (يضحك):
لا تقلق. أنا مثل الظل. لا أحد يراني.

فجأة، يُسمع صوت خافت من الرواق. توماس ينظر إلى الباب بحذر. جاريد يقترب من النافذة، ينظر إلى الخارج، لكنه لا يرى شيئًا.

توماس (بهمس):
هل سمعتَ ذلك؟

جاريد (يهز كتفيه):
ربما مجرد طالب يمر. هذا المكان مليء بالفضوليين.

توماس (يبدو متوترًا):
لا، هؤلاء الطلاب ليسوا مجرد فضوليين. إنهم منظمون. (ينظر إلى النافذة) انظر إلى ذلك المعسكر. ينمو كل يوم. إذا لم نسيطر عليه، سيتحول إلى حركة عالمية.

جاريد (بسخرية):
حركة عالمية؟ إنهم مجرد مجموعة من الطلاب يهتفون في ساحة!

توماس (ينظر إليه بحدة):
لا تقلل من شأنهم، جاريد. هؤلاء الطلاب لديهم منصة X، ولديهم الحقيقة. (يتنهد) وهذا ما يجعلهم خطرين.

في هذه الأثناء، يظهر ظلان خارج النافذة. هما عز الدين وسيلين، يقفان في الظلام، يستمعان إلى المحادثة من خلال فتحة صغيرة. سيلين تمسك بهاتفها، تسجل بهدوء. عز الدين يضع إصبعه على شفتيه، يشير إليها بالصمت.

سيلين (تهمس لعز الدين):
هل سمعتَ ذلك؟ يخططون لترحيلك!

عز الدين (يهز رأسه، يبتسم بحزن):
كنت أعرف أن هذا سيأتي. لكن إذا ظنوا أن الترحيل سيوقفني، فهم لا يعرفونني.

سيلين (تنظر إليه بقلق):
عز، هذا ليس مزحة. إنهم يتحدثون عن لجنة مكافحة الإرهاب الأكاديمي. هذا يعني أنهم سيستهدفون الجميع: أنت، أنا، فرانشيسكا...

عز الدين (يضع يده على كتفها):
سيلين، إذا كان صوتنا يخيفهم لهذه الدرجة، فهذا يعني أننا على الطريق الصحيح. (ينظر إلى النافذة) دعيهم يخططون. سنكون دائمًا خطوة إلى الأمام.

في الداخل، توماس يواصل التحدث، غافلًا عن الظلال خارج النافذة.

توماس:
الخطة بسيطة. نبدأ بعز الدين. نتهمه بـ"الترويج للإرهاب". كارين بليك ستبث تقريرًا عنه. ثم ننتقل إلى سيلين وفرانشيسكا. (يبتسم) بحلول نهاية الفصل الدراسي، سيكون قسم دراسات الشرق الأوسط ذكرى بعيدة.

جاريد (يضحك):
وذكرى سيئة! (يفكر للحظة) لكن ماذا عن إدوارد وتمارا؟ إدوارد وأغانيه المزعجة، وتمارا بمنشوراتها السخيفة على X...

توماس (يقاطعه):
إدوارد وتمارا هما الأقل أهمية الآن. دعوهم يغنون وينشرون. بدون عز الدين وسيلين، سينهار الحشد.

جاريد (يومئ):
حسنًا. سأحضر المزيد من التسجيلات غدًا. سأكون في محاضرة فرانشيسكا القادمة.

توماس (يبتسم):
جيد. لكن كن حذرًا. إذا اكتشفوك، ستصبح أنت نجم منصة X التالي!

جاريد (يضحك):
لا تقلق. أنا أعرف كيف أتسلل.

خارج المكتب، عز الدين وسيلين يتراجعان بحذر. سيلين تواصل التسجيل، بينما عز الدين ينظر إلى المعسكر الاحتجاجي في الحرم.

عز الدين (بهمس):
هذا التسجيل هو سلاحنا. إذا نشرناه، سيكشف خططهم.

سيلين (تنظر إليه):
لكن إذا نشرناه، سيعرفون أننا نراقبهم. قد يصبح الأمر أخطر.

عز الدين (يبتسم):
الخطر هو جزء من المقاومة، سيلين. غزة تعيش تحت القنابل كل يوم. إذا استطاعوا الصمود، يمكننا تحمل بعض المخاطر.

سيلين (تومئ، عيناها تلمعان بالعزيمة):
حسنًا. سننشر هذا على X. دع العالم يرى وجه توماس ليندسي الحقيقي.

المشهد يتحول إلى الداخل مرة أخرى. توماس يقف، ينظر إلى النافذة، يرى اللافتات في المعسكر الاحتجاجي.

توماس (لمساعده عبر الهاتف):
نعم، سيدي. سنبدأ التحرك غدًا. عز الدين لن يبقى هنا طويلًا. (يغلق الهاتف، ينظر إلى جاريد) لا أحد يتحدى "لوبي العولمة" وينجو.

جاريد (يبتسم):
سيكون هذا درسًا لهم جميعًا.

المشهد ينتهي بتوماس ينظر إلى المعسكر الاحتجاجي، وجهه يعكس مزيجًا من الثقة والقلق. خارج المكتب، عز الدين وسيلين يبتعدان في الظلام، يحملان التسجيل الذي قد يغير مجرى المعركة. الستار يسدل ببطء، تاركًا الجمهور في حالة من التوتر والترقب.



الفصل الرابع: معسكر الاحتجاج

المشهد يبدأ في قلب حرم جامعة كولومبيا، نيويورك، ربيع 2025، حيث يمتد معسكر احتجاجي صغير ولكنه نابض بالحياة. خيام ملونة مبعثرة عبر العشب، مزينة بأعلام فلسطين ولافتات كتب عليها بخطوط عريضة: "حرروا محمود خليل!" و"غزة حرة!" و"الحقيقة هي مقاومتنا". الجو مشحون بالطاقة، مزيج من التحدي والأمل. طلاب يتجولون بين الخيام، بعضهم يوزع منشورات، وآخرون يرسمون لافتات جديدة. في وسط المعسكر، منصة خشبية مؤقتة، عليها مكبر صوت وميكروفون. إدوارد، الطالب الأمريكي من أصول إفريقية، يجلس على حافة المنصة، يعزف على غيتاره لحنًا ثوريًا يملأ الفضاء بنغمات قوية وحزينة في آن واحد. تمارا، الناشطة الروسية المهاجرة، تقف قرب خيمة، توزع تقارير الأمم المتحدة مطبوعة على ورق رخيص، وجهها يعكس تصميمًا لا يلين. عز الدين وسيلين يتجولان بين المتظاهرين، يتحدثان مع الطلاب، يتفقدان الخيام، ويتبادلان النظرات التي تحمل مزيجًا من القلق والعزيمة. فرانشيسكا، الأستاذة الإيطالية، تجلس داخل إحدى الخيام، تحيط بها مجموعة صغيرة من الطلاب، تشرح نصوص القانون الدولي بصوت هادئ لكنه عميق. توم، الطالب البريطاني، يقف قرب المنصة، يصور المشهد بهاتفه، يبث مباشرة على منصة X. في الخلفية، أضواء سيارات الشرطة تومض من بعيد، ومايكل ستون، المستشار الأمني، يراقب من على بعد، محاطًا بمجموعة من رجال الأمن بزي موحد.

إدوارد (يغني، وهو يعزف على الغيتار):
"أمريكا، أمريكا، أرض الحرية العجيبة!
قل الحقيقة، يرموك في السجن، يا لها من حياة غريبة!"

المتظاهرون يبتسمون، بعضهم يردد كلمات الأغنية. تمارا تقترب من إدوارد، تمرر له زجاجة ماء، ثم ترفع صوتها.

تمارا (بلهجتها الروسية، ساخرة):
إدوارد، إذا استمررت بالغناء هكذا، ستقنع حتى مايكل ستون بالانضمام إلينا! (تشير إلى الخلفية، حيث يقف مايكل) انظر إليه، يبدو كأنه يريد الرقص!

إدوارد (يضحك، يواصل العزف):
مايكل؟ هذا الرجل لا يعرف الرقص إلا مع هراوته! (ينظر إلى الحشد) لكن دعوه يحاول. سنعلمه لحن الحرية!

الحشد يضحك، والهتافات ترتفع: "غزة حرة! حرروا محمود!" سيلين تقترب من المنصة، تحمل مكبر صوت، تنظر إلى عز الدين الذي يقف بين المتظاهرين، يتحدث مع طالبة شابة تحمل لافتة عليها صورة أطفال غزة.

سيلين (لعز الدين، بهدوء):
سمعتُ أن توماس ليندسي يخطط لشيء كبير. جاريد كان في مكتبه أمس. (تنظر إلى الحشد) يجب أن نكون مستعدين.

عز الدين (يومئ، عيناه مثبتتان على اللافتة):
أعرف. لقد سمعناهما. (يبتسم بحزن) يظنون أن ترحيلي سيوقف هذا. (يشير إلى المعسكر) لكنهم لا يفهمون. هذا ليس عني، إنه عن غزة، عن محمود، عن الحقيقة.

سيلين (تضع يدها على كتفه):
لكنهم يستهدفونك أنت بالذات، عز. أنت صوتهم هنا. إذا أخذوك، سيكون الأمر أصعب علينا.

عز الدين (ينظر إليها، عيناه تلمعان بالعزيمة):
إذا أخذوني، ستكونين أنتِ الصوت. وإدوارد، وتمارا، وفرانشيسكا. (يشير إلى الحشد) وكل هؤلاء الطلاب. الحقيقة لا تعتمد على شخص واحد.

في هذه الأثناء، فرانشيسكا تخرج من الخيمة، تحمل كتابًا عن القانون الدولي، تقترب من المنصة. الطلاب يتبعونها، يحملون منشورات وكتيبات صغيرة.

فرانشيسكا (بصوت هادئ لكنه قوي):
أصدقائي، هذا المعسكر ليس مجرد خيام. إنه رمز. (ترفع الكتاب) هذا القانون يقول إن الشعوب المحتلة لها الحق في المقاومة. لكن توماس ليندسي وجون غراهام يريدوننا أن نصمت. (تبتسم) لكننا لن نصمت.

الحشد يهتف بحماس. تمارا توزع المزيد من المنشورات، تتحدث مع طالب شاب يبدو مترددًا.

تمارا (للطالب):
خذ هذا. (تمرر له تقريرًا) 50 ألف قتيل في غزة، 70% منهم أطفال ونساء. هذه ليست أرقام، إنها حيوات. إذا لم نتحدث عنها، من سيفعل؟

الطالب (ينظر إلى التقرير، مترددًا):
لكن... ماذا لو جاءت الشرطة؟ سمعت أنهم يخططون لتفريق المعسكر.

تمارا (تبتسم، تضع يدها على كتفه):
الخوف طبيعي. لكن الشجاعة هي أن تقف هنا رغم الخوف. (تشير إلى عز الدين وسيلين) انظر إليهم. إنهم يعرفون المخاطر، ومع ذلك هم هنا.

فجأة، يظهر مايكل ستون على حافة المعسكر، محاطًا بستة من رجال الأمن، يحملون هراوات ودروعًا. وجهه بارد، لكنه يخفي غضبًا مكبوتًا. يتقدم بخطوات واثقة، يحمل مكبر صوت. الحشد يصمت تدريجيًا، ينظرون إليه بحذر.

مايكل ستون (بصوت عالٍ):
هذا تجمع غير قانوني! لقد حذرناكم مرارًا. غادروا هذا المعسكر الآن، أو سنضطر إلى استخدام القوة!

سيلين (تتقدم، تحمل المكبر):
القوة؟ يا سيد ستون، أنتم تستخدمون القوة ضد أطفال غزة منذ عقود. (تشير إلى اللافتات) هذه الخيام؟ هذه اللافتات؟ إنها لا تهدد أحدًا. لكن الحقيقة التي نقولها؟ تلك هي التي تخيفكم!

الحشد يهتف: "غزة حرة!" مايكل ستون يحمر وجهه، لكنه يحاول الحفاظ على هدوئه. يشير إلى رجاله للتقدم خطوة.

مايكل:
لا تلعبي بذكاء، يا آنسة. لدينا أوامر من الإدارة. هذا المعسكر سيُزال، سواء أردتم أم لا.

فرانشيسكا (تقف إلى جانب سيلين، تحمل كتابها):
يا سيد ستون، إذا كانت هذه الخيام تهديدًا، فلماذا لا تخافون من القنابل التي تمولونها؟ (ترفع الكتاب) القانون الدولي واضح: ما يحدث في غزة هو إبادة. ونحن هنا لنقول ذلك، مهما كلفنا الأمر.

إدوارد (يرفع غيتاره، يعزف نغمة تحدٍ):
اسمع، مايكل، إذا أردتَ إيقافنا، جرب أن توقف هذا اللحن أولاً! (يغني) "مايكل ستون، يا رجل الهراوات، لا يستطيع إيقاف صوت الحقيقة!"

الحشد يضحك ويهتف. مايكل يبدو مرتبكًا، ينظر إلى رجاله، ثم يعود إلى سيلين.

مايكل (بصوت حاد):
لديكم عشر دقائق للمغادرة. إذا لم تفعلوا، ستتحملون العواقب.

عز الدين (يتقدم، يقف إلى جانب سيلين):
العواقب؟ يا سيد ستون، نحن لا نخاف عواقبكم. (يشير إلى الحشد) هؤلاء الطلاب، هذه الخيام، هذه اللافتات... إنها أقوى من هراواتكم. لأنها تحمل الحقيقة.

الحشد يهتف بحماس أكبر. توم يرفع هاتفه، يصور المواجهة، يبثها مباشرة على منصة X.

توم (يصرخ):
العالم يشاهد! منصة X مليئة بالتعليقات! أنتم لا تقاتلوننا فقط، بل العالم كله!

مايكل (يتراجع خطوة، يبدو مترددًا):
ستندمون على هذا.

يغادر مايكل ورجاله، لكنهم يظلون على حافة المعسكر، يراقبون. الحشد يعود إلى الهتافات، لكن التوتر لا يزال ملموسًا. سيلين تنظر إلى عز الدين، عيناها تعكسان القلق.

سيلين (بهمس):
كانوا جادين هذه المرة. يخططون لشيء كبير.

عز الدين (يبتسم):
دعيهم يخططون. نحن أيضًا نخطط. (يشير إلى الحشد) هؤلاء الطلاب هم قوتنا. ومنصة X هي صوتنا.

تمارا (تقترب، تحمل منشورات):
لقد نشرتُ تقرير الأمم المتحدة على X. حصد مليون مشاهدة في ساعة! (تبتسم) دع مايكل ستون يحاول إيقاف هذا!

فرانشيسكا (تخرج من الخيمة، تنظر إلى الحشد):
أصدقائي، هذا المعسكر هو قلب المقاومة. (ترفع صوتها) إنهم يريدون إسكاتنا، لكننا لن نسكت. كل لافتة، كل هتاف، كل منشور، هو رصاصة في قلب أكاذيبهم.

إدوارد (يغني مرة أخرى):
"غزة تقاوم، والحقيقة تنتصر،
مهما حاولوا، لن يوقفوا الصوت الأخير!"

الحشد يردد الأغنية، يشكلون سلسلة بشرية، يرفعون اللافتات أعلى. توم يواصل البث المباشر، يظهر عدد المشاهدات على الشاشة: خمسة ملايين ويتزايد.

توم:
انظروا! العالم يشاهد! من باريس إلى طوكيو، الناس ينشرون هتافاتنا!

فجأة، يظهر جاريد على حافة المعسكر، يحمل هاتفه، يسجل المشهد. سيلين تلاحظه، تشير إليه.

سيلين (تصرخ):
جاريد! هل تسجل لتذكار العائلة؟ أم لتوماس ليندسي؟

الحشد يضحك، وجاريد يتراجع، يبدو مرتبكًا. لكنه يواصل التسجيل من بعيد. عز الدين يقترب من سيلين، ينظر إلى الحشد.

عز الدين:
دعوه يسجل. كل تسجيل يأخذه سيصبح دليلًا ضد أكاذيبهم. (يرفع صوته) أصدقائي، هذه ليست نهاية المعركة، بل بدايتها! غزة علمتني الصمود، ومحمود خليل علمنا الحرية. سنواصل حتى تنهار أكاذيبهم!

سيلين (تبتسم، تضيف):
وسنضحك عليهم في الطريق! (تأخذ المكبر) دعونا نجعل كارين بليك وجون غراهام مادة للسخرية على منصة X!

الحشد يهتف بحماس. إدوارد يعزف لحنًا أقوى، بينما تمارا توزع المزيد من المنشورات. فرانشيسكا تقف بجانب المنصة، تحمل كتابها كدرع رمزي. توم يرفع هاتفه، يظهر تعليقات من جميع أنحاء العالم تدعم المعسكر.

فجأة، يظهر فيديو على شاشة كبيرة أقيمت في المعسكر، يُبث من هاتف أحد المتظاهرين. صور من غزة: أطفال تحت الركام، مستشفيات مدمرة، عائلات تبكي. صوت محمود خليل يتردد من التسجيل.

محمود (صوت من الفيديو):
الحقيقة هي سلاحنا. لا تخافوا من السجن، لأن الحرية في قلوبنا.

الحشد يصمت للحظة، ثم ينفجر بالهتافات. عز الدين يرفع لافتة كتب عليها: "محمود خليل لن يُرحل!" سيلين تقف إلى جانبه، ترفع قبضتها.

سيلين:
هذا ليس مجرد معسكر، إنه صوت العالم! لن نسكت حتى تتحرر فلسطين!

مايكل ستون يراقب من بعيد، يتحدث عبر جهاز لاسلكي.

مايكل (بهدوء):
سنحتاج إلى المزيد من القوات. هؤلاء الطلاب لن يتراجعوا بسهولة.

المشهد ينتهي بالحشد يغني لحن إدوارد، يشكلون سلسلة بشرية أكبر، يرفعون اللافتات والأعلام. توم يواصل البث، يظهر عدد المشاهدات: عشرة ملايين. ظل محمود خليل يظهر رمزيًا على الشاشة، يبتسم، كأنه يحثهم على الاستمرار. الستار يسدل ببطء، تاركًا الجمهور في حالة من التوتر الممزوج بالأمل.



الفصل الخامس: استوديو كارين بليك

المشهد يبدأ في استوديو تلفزيوني لامع في قلب مانهاتن، نيويورك، ربيع 2025. الديكور يعكس بريق الإعلام الأمريكي: أضواء ساطعة، شاشات عملاقة تعرض شعارات "أمريكا أولاً"، وطاولة زجاجية لامعة تحيط بها كراسي مريحة. على الحائط، شعار القناة الإخبارية "الحقيقة المزيفة" يتوهج بحروف نيون حمراء. كارين بليك، المذيعة الشهيرة، تجلس خلف الطاولة، ترتدي بدلة حمراء أنيقة، شعرها الأشقر مصفف بعناية، ووجهها يعكس ابتسامة زائفة تخفي غرورًا واضحًا. إلى جانبها، جون غراهام، أستاذ الاقتصاد المتورط مع "لوبي العولمة"، يرتدي سترة تويد تقليدية، ويحاول الحفاظ على مظهر الجدية الأكاديمية. جاريد، الطالب الموالي للإدارة، يجلس على الجانب الآخر، يرتدي قميصًا أبيض مكويًا، يحمل هاتفه بين يديه، وجهه يعكس مزيجًا من الثقة والتوتر. الجمهور في الاستوديو صغير ولكنه متحمس، يصفق بقوة عند بدء البث. على الشاشة الكبيرة خلف كارين، عنوان البرنامج يظهر بخط عريض: "خطر الإرهاب الأكاديمي". في الخلفية، يمكن سماع موسيقى درامية مشحونة، تضيف توترًا إلى الأجواء. خارج الاستوديو، في حرم الجامعة، يواصل معسكر الاحتجاج الطلابي نشاطه، ومنصة X تنقل الأحداث مباشرة، مما يثير غضب كارين وفريقها.

كارين بليك (تنظر إلى الكاميرا، بابتسامة زائفة):
مرحبًا بكم في برنامجنا الليلة! أنا كارين بليك، وسنكشف عن مؤامرة خطيرة تهدد جامعاتنا، بل أمننا القومي! (تشير إلى الشاشة) طلاب يروجون للكراهية تحت غطاء "التضامن مع فلسطين". لكننا هنا لنكشف الحقيقة! (تنظر إلى جون غراهام) أستاذ غراهام، أخبرنا، ما الذي يحدث في حرم جامعة كولومبيا؟

جون غراهام (يعدل سترته، بنبرة متعجرفة):
شكرًا، كارين. ما يحدث هو تمرد أكاديمي خطير. طلاب مثل عز الدين وسيلين يستغلون حرية التعبير لنشر أفكار معادية للسامية. (يرفع إصبعه) إنهم يتحدثون عن "المقاومة" و"الإبادة"، وهذا تهديد مباشر لإسرائيل، شريكنا الاستراتيجي!

كارين (تهز رأسها بحزن مصطنع):
يا للعار! هؤلاء الطلاب يلوثون قاعاتنا المقدسة. (تنظر إلى جاريد) جاريد، أنت طالب في الجامعة. كيف تشعر وأنت محاط بهذه الأفكار المتطرفة؟

جاريد (يحاول الظهور كضحية):
كطالب يهودي، أشعر بالتهديد كل يوم. (يرفع هاتفه) لدي تسجيلات. عز الدين يتحدث عن "المقاومة"، وسيلين تصف إسرائيل بـ"الإبادة". هذا ليس نقاشًا أكاديميًا، إنه إرهاب!

الجمهور في الاستوديو يصدر همهمة استنكار. كارين تميل إلى الأمام، عيناها تلمعان بحماس.

كارين:
إرهاب في الجامعات! (تنظر إلى الكاميرا) أصدقائي، هذا ليس مجرد تهديد للطلاب مثل جاريد، بل لقيم أمريكا! لكن لا تقلقوا، إدارة ترامب شكلت لجنة لمكافحة الإرهاب الأكاديمي. (تبتسم) سنوقف هؤلاء المتطرفين!

جون غراهام (يومئ):
بالضبط، كارين. هؤلاء الطلاب يستخدمون منصة X لنشر دعايتهم. لكنهم لا يدركون أننا أقوى. إسرائيل تدافع عن الديمقراطية، ونحن هنا لنحمي قيم الحرية!

جاريد (يضيف بسخرية):
ونحمي الجامعة من أمثال فرانشيسكا، التي تتظاهر بأنها أستاذة بينما تحرض على الكراهية!

الجمهور يصفق بحماس. كارين تبتسم، لكن عينيها تتحركان بحذر إلى شاشة صغيرة على الطاولة، تظهر تعليقات من منصة X تدعم المتظاهرين. تتجاهلها وتواصل.

كارين:
دعونا نلقي نظرة على هؤلاء "النشطاء". (تشير إلى الشاشة الكبيرة) هذا مقطع من ساحة واشنطن سكوير. انظروا إلى هؤلاء الطلاب، يهتفون لفلسطين، يرفعون لافتات ضد إسرائيل. هل هذه حرية تعبير؟ أم دعوة للعنف؟

الشاشة تعرض مقطعًا تم تحريره بعناية: عز الدين يتحدث عن "المقاومة"، وسيلين تصرخ "غزة حرة!"، لكن المقطع مقطوع بحيث يبدو وكأنهما يحرضان على العنف. الجمهور يصدر همهمة غضب. جون غراهام يبتسم، بينما جاريد يومئ بحماس.

جون غراهام:
هذا بالضبط ما أتحدث عنه. هؤلاء الطلاب يستخدمون لغة خطيرة. كلمات مثل "مقاومة" و"إبادة" ليست بريئة. إنها رمز للكراهية!

جاريد (يضيف):
ورأيتُ إدوارد يغني أغاني تحرض ضد إسرائيل. وتمارا توزع تقارير مزيفة عن غزة. هؤلاء ليسوا طلابًا، إنهم عملاء لفوضى!

كارين (تنظر إلى الكاميرا):
عملاء فوضى! (تتظاهر بالصدمة) لكن لا تقلقوا، أصدقائي. إدارة الجامعة، بقيادة توماس ليندسي، تعمل مع السلطات لإيقاف هذا التهديد. (تنظر إلى جون) أستاذ غراهام، هل تعتقد أن ترحيل طلاب مثل عز الدين هو الحل؟

جون غراهام (يبتسم):
ترحيل عز الدين سيكون بداية جيدة. إنه المحرض الرئيسي. (يرفع إصبعه) لكننا بحاجة إلى المزيد. يجب إغلاق قسم دراسات الشرق الأوسط، وفصل أساتذة مثل فرانشيسكا. هذه خطوات ضرورية لحماية جامعاتنا!

الجمهور يصفق بحماس أكبر. كارين تبتسم، لكن عينيها تتحركان مرة أخرى إلى شاشة التعليقات. تعليقات على منصة X تظهر دعمًا متزايدًا للمتظاهرين، مع هاشتاغات مثل #FreeMahmoud و#GazaLives. كارين تتجاهلها، لكن توترها ملحوظ.

كارين:
دعونا نأخذ استراحة قصيرة. عندما نعود، سنناقش كيف يمكن للجنة الجديدة أن تحمي جامعاتنا من هذا الخطر! (تنظر إلى الكاميرا) لا تغيروا القناة!

الموسيقى الدرامية ترتفع، والأضواء تخفت. الجمهور يصفق، بينما يتبادل جون غراهام وجاريد النظرات الراضية. في هذه الأثناء، خارج الاستوديو، في معسكر الاحتجاج، يجتمع عز الدين وسيلين وإدوارد وتمارا وفرانشيسكا وتوم في خيمة صغيرة، يشاهدون البث على جهاز لوحي.

سيلين (غاضبة):
هل سمعتِ هذا؟ "عملاء فوضى"؟ كارين بليك تحولنا إلى أشرار في فيلم هوليوود!

إدوارد (يضحك بسخرية):
وأنا "أغني أغاني تحريضية"؟ (يرفع غيتاره) حسنًا، دعني أكتب واحدة الآن! "كارين بليك، يا ملكة الكذب، تبيع الحقيقة لأجل حفنة دراهم!"

تمارا (تضحك، لكنها جادة):
إنهم يلعبون لعبة قذرة. يحرفون كلماتنا، يقطعون التسجيلات. (تنظر إلى عز الدين) لكننا لدينا سلاحهم: منصة X.

عز الدين (يومئ):
بالضبط. إنهم يتحكمون بالإعلام التقليدي، لكن منصة X هي ساحتنا. (ينظر إلى توم) هل يمكننا مقاطعة البث؟

توم (يبتسم، يعبث بجهازه اللوحي):
أعطني خمس دقائق. لدي صديق في قسم تكنولوجيا المعلومات يستطيع اختراق الشاشة الرئيسية للقناة. (يضحك) دعونا نعطي كارين مفاجأة!

فرانشيسكا (تنظر إلى الحاضرين):
لكن يجب أن نكون أذكياء. إذا قاطعنا البث، يجب أن يكون رسالتنا قوية. (ترفع كتابها) الحقيقة هي سلاحنا. دعونا نستخدمها.

سيلين (تبتسم):
لدي فكرة. لدينا تسجيل توماس ليندسي من مكتبه. (تنظر إلى عز الدين) إذا بثثناه، سيكشف خططهم لترحيلك وإغلاق القسم.

عز الدين (يفكر للحظة):
إنه خطر، لكنه يستحق. (يبتسم) دعونا نجعل كارين بليك تندم على دعوتنا "عملاء فوضى".

في الاستوديو، يعود البث بعد الاستراحة. كارين تبتسم للكاميرا، بينما جون غراهام وجاريد يجلسان بثقة.

كارين:
مرحبًا مجددًا! دعونا نناقش الآن كيف يمكننا حماية جامعاتنا. (تنظر إلى جون) أستاذ غراهام، ما الخطوات التي يجب اتخاذها؟

جون غراهام:
أولاً، يجب فصل الطلاب مثل عز الدين وسيلين. ثانيًا، يجب إغلاق الأقسام التي تروج لأفكار معادية للسامية، مثل دراسات الشرق الأوسط. (يبتسم) وثالثًا، يجب مراقبة منصة X. إنها منصة خطيرة تسمح لهؤلاء المتطرفين بنشر دعايتهم!

جاريد (يضيف):
ورأيتُ إدوارد يغني أغاني تدعو إلى العنف! يجب أن نوقفه!

كارين (تتظاهر بالصدمة):
أغاني تدعو إلى العنف؟ يا إلهي! (تنظر إلى الكاميرا) هذا هو الخطر الذي نواجهه، أصدقائي. لكن لا تقلقوا، إدارة الجامعة تعمل مع السلطات لإيقاف هذا التهديد.

فجأة، الشاشة الكبيرة خلف كارين تتحول إلى اللون الأسود. الجمهور يصمت، وكارين تنظر إلى فريق الإنتاج بحيرة. ثم يظهر فيديو: عز الدين في ساحة واشنطن سكوير، يتحدث إلى الحشد.

عز الدين (عبر الفيديو):
كارين، جون، جاريد... إذا كانت الحقيقة إرهابًا، فأنا إرهابي. (يرفع قبضته) لكن دعوني أذكركم: القنابل التي تقتل أطفال غزة ليست "دفاعًا عن النفس". إنها إبادة. والعالم يرى ذلك.

الشاشة تعرض صورًا من غزة: أطفال تحت الركام، مستشفيات مدمرة، عائلات تبكي. صوت محمود خليل يتردد: "الحقيقة هي سلاحنا". الجمهور في الاستوديو يصفق بحماس، مما يربك كارين.

كارين (تصرخ):
قطعوا البث! قطعوا البث!

جون غراهام (يبدو مرتبكًا):
كيف حدث هذا؟ من فعل هذا؟

جاريد (ينظر إلى هاتفه، يبدو مذعورًا):
إنه على منصة X! الفيديو ينتشر الآن! مليون مشاهدة في دقائق!

في المعسكر الاحتجاجي، ينفجر الحشد بالهتافات. توم يرفع جهازه اللوحي، يظهر عدد المشاهدات: خمسة ملايين ويتزايد.

توم (يصرخ):
لقد فعلناها! العالم يرى الحقيقة!

سيلين (تبتسم، تنظر إلى عز الدين):
هذا لك، عز. ولغزة. ول محمود.

عز الدين (يومئ، عيناه تلمعان):
هذه مجرد البداية. إنهم يظنون أن بإمكانهم إسكاتنا بالإعلام، لكن الحقيقة أقوى من كاميراتهم.

إدوارد (يعزف على غيتاره):
دعونا نكتب أغنية عن كارين! "كارين بليك، ملكة الكذب، لا تستطيع إيقاف الحقيقة مهما حاولت!"

تمارا (تكتب على هاتفها):
سأنشر هذا الفيديو مع تعليق: "كارين بليك تحاول إسكاتنا، لكن العالم يصرخ معنا!"

فرانشيسكا (ترفع كتابها):
هذا هو سلاحنا. الحقيقة. القانون. الشجاعة. (تنظر إلى الحشد) دعونا نواصل، مهما حاولوا.

في الاستوديو، كارين تحاول استعادة السيطرة. الشاشة عادت إلى الشعار، لكن الجمهور لا يزال يهمس، وبعضهم ينظر إلى هواتفهم، يشاهدون الفيديو على منصة X.

كارين (تحاول الحفاظ على ابتسامتها):
يبدو أننا واجهنا خللًا تقنيًا بسيطًا. (تضحك بتوتر) لكن دعونا نعود إلى الموضوع. أستاذ غراهام، كيف يمكننا حماية جامعاتنا؟

جون غراهام (يبدو مرتبكًا):
أ... أعتقد أننا بحاجة إلى مراقبة أكثر صرامة. يجب أن نوقف هؤلاء الطلاب قبل أن يتسببوا بمزيد من الفوضى.

جاريد (يحاول الظهور بثقة):
ونحتاج إلى ترحيل عز الدين فورًا! إنه المحرض الرئيسي!

كارين (تنظر إلى الكاميرا):
بالضبط! ونعدكم، أصدقائي، أننا سنواصل كشف هؤلاء المتطرفين! (تبتسم بصعوبة) شكرًا لمشاهدتكم، وسنراكم غدًا!

الموسيقى الدرامية ترتفع، لكن الجمهور يبدو مشتتًا، ينظرون إلى هواتفهم. في المعسكر الاحتجاجي، الحشد يهتف بحماس، يرفعون اللافتات. عز الدين وسيلين يقفان على المنصة، يتبادلان نظرة تحدٍ.

عز الدين (يرفع المكبر):
هذه ليست نهاية المعركة، إنها بدايتها! كارين بليك، جون غراهام، توماس ليندسي... كلهم سيواجهون الحقيقة يومًا ما!

سيلين (تضيف):
ومنصة X هي صوتنا! دعونا نجعل العالم يسمع!

إدوارد (يغني):
"غزة تقاوم، والحقيقة تنتصر،
مهما حاولوا، لن يوقفوا الصوت الأخير!"

المشهد ينتهي بالحشد يغني مع إدوارد، يرفعون اللافتات والأعلام. توم يظهر عدد المشاهدات على منصة X: عشرة ملايين ويتزايد. ظل محمود خليل يظهر رمزيًا على شاشة في المعسكر، يبتسم، كأنه يحثهم على الاستمرار. الستار يسدل ببطء، تاركًا الجمهور في حالة من التوتر الممزوج بالأمل.


الفصل السادس: زنزانة محمود خليل

المشهد يبدأ في مكان يجمع بين الواقع والرمزية، زنزانة صغيرة مظلمة في مركز احتجاز في نيويورك، ربيع 2025. الجدران رمادية، مبللة بالرطوبة، ومصباح خافت يتدلى من السقف، يلقي ظلالاً متذبذبة على الأرض. سرير معدني صغير في الزاوية، عليه بطانية رقيقة. محمود خليل، الطالب الفلسطيني المعتقل، يظهر كحضور رمزي، إما كظل على الحائط أو صوت يتردد من تسجيل، يحمل نبرة هادئة ولكنها قوية، مليئة بالأمل رغم القيود. المشهد ينتقل بين هذه الزنزانة وبخيمة في معسكر الاحتجاج الطلابي بجامعة كولومبيا، حيث يجتمع عز الدين، سيلين، إدوارد، تمارا، فرانشيسكا، وتوم. الخيمة مضاءة بمصابيح محمولة، مليئة بالمنشورات، الكتب، وجهاز لوحي يعرض منشورات منصة X. الجو مشحون بالتوتر والعزيمة، حيث يستمع الجميع إلى تسجيل لكلمات محمود، يبث من جهاز صغير على طاولة خشبية. خارج الخيمة، يستمر المعسكر في النشاط، مع هتافات خافتة: "غزة حرة!" و"حرروا محمود!" في الخلفية، ظلال رجال الأمن بقيادة مايكل ستون تتحرك على حافة المعسكر، مما يزيد من الإحساس بالخطر الوشيك.

الخيمة مضاءة بشكل خافت، والجميع يجلسون في دائرة ضيقة. عز الدين يجلس في المنتصف، عيناه مثبتتان على جهاز التسجيل، وجهه يعكس مزيجًا من الحزن والتحدي. سيلين إلى جانبه، تمسك بيدها تقريرًا من الأمم المتحدة، عيناها تلمعان بدموع مكبوتة. إدوارد يضع غيتاره على الأرض، يستمع بتركيز غير معتاد. تمارا تكتب ملاحظات على هاتفها، وجهها يعكس غضبًا هادئًا. فرانشيسكا تحمل كتابها عن القانون الدولي، تضعه أمامها كدرع رمزي. توم يراقب جهازه اللوحي، يتابع تعليقات منصة X التي تدعم المعسكر. صوت محمود يبدأ بالتردد من التسجيل، واضح وحازم رغم التشويش الخفيف.

محمود (صوت من التسجيل):
واجبي ليس فقط تحرير فلسطين، بل تحرير الظالم من كراهيته. الحقيقة هي سلاحنا. لا تخافوا من السجن، لأن الحرية في قلوبنا. (يتوقف للحظة) كل كلمة تقولونها، كل لافتة ترفعونها، هي خطوة نحو العدالة. لا تتوقفوا.

سيلين (بدموع مكبوتة):
كيف يمكنه أن يكون بهذا الهدوء؟ (تنظر إلى عز الدين) إنهم يريدون ترحيله، عز! يريدون إسكاته، إسكاتنا جميعًا!

عز الدين (يضع يده على كتفها، بنبرة هادئة):
لأنه يعرف أن الحقيقة لا تُسجن. (يبتسم بحزن) محمود ليس مجرد رجل، إنه فكرة. وهم لا يستطيعون قتل فكرة.

إدوارد (ينظر إلى الأرض، بنبرة جادة):
لكن يمكنهم قتلنا. (يرفع عينيه) سمعتُ أن توماس ليندسي يخطط لإغلاق قسم دراسات الشرق الأوسط. ومايكل ستون يجمع قوات لتفريق المعسكر.

تمارا (تضرب الطاولة بيدها):
إغلاق القسم؟ (تضحك بسخرية) يظنون أن إغلاق قسم سيوقف الحقيقة؟ (تشير إلى المنشورات) هذه التقارير، هذه الحقائق، لن تختفي بأمر من توماس ليندسي!

فرانشيسكا (ترفع كتابها):
تمارا محقة. إذا أغلقوا القسم، سنحول كل ركن في هذه الجامعة إلى قسم للحقيقة. (تنظر إلى الحاضرين) لكننا بحاجة إلى خطة. إنهم يستهدفون عز أولاً.

توم (ينظر إلى جهازه اللوحي):
ومنصة X ملتهبة. (يرفع الجهاز) الفيديو الذي قاطع بث كارين بليك حصد 15 مليون مشاهدة. الناس من جميع أنحاء العالم يدعموننا. لكن هذا يجعل الإدارة أكثر غضبًا.

سيلين (تنظر إلى عز الدين):
عز، سمعتُ أنهم يعدون مذكرة ترحيل ضدك. (تتردد) إذا رحلوك، ماذا سنفعل؟

عز الدين (يبتسم، عيناه تلمعان بالتحدي):
إذا رحلوني، ستكونين أنتِ الصوت، سيلين. (يشير إلى الحاضرين) وإدوارد، وتمارا، وفرانشيسكا، وتوم. هذا المعسكر ليس عني، إنه عن غزة، عن محمود، عن كل شعب يقاوم.

إدوارد (يرفع غيتاره):
حسنًا، إذا رحلوك، سأكتب أغنية عنك! (يغني بسخرية) "عز الدين، يا رجل الحقيقة، مهما حاولوا، لن يوقفوا صوت الفكرة!"

الجميع يضحكون، لكن الضحك يحمل توترًا. تمارا تكتب بسرعة على هاتفها، تخطط لمنشور جديد على منصة X.

تمارا:
سأنشر كلمات محمود. (تنظر إلى الحاضرين) إذا كان صوته يصل إلينا من الزنزانة، فيمكننا جعل العالم يسمعه.

فرانشيسكا (تومئ):
جيد. لكن يجب أن نكون أذكياء. إذا نشرنا التسجيل الذي سمعناه من مكتب توماس ليندسي، سيعرفون أننا نراقبهم. (تنظر إلى عز الدين) هل أنت مستعد للمخاطرة؟

عز الدين (يفكر للحظة):
المخاطرة هي جزء من المقاومة. (يبتسم) غزة تعيش تحت القنابل كل يوم. إذا استطاعوا الصمود، يمكننا تحمل بعض المخاطر.

سيلين (تضيف):
لكننا بحاجة إلى توقيت مثالي. إذا نشرنا التسجيل الآن، سيحولونه إلى دعاية ضدهم. لكن إذا انتظرنا، قد يتحركون ضدنا أولاً.

توم (ينظر إلى جهaze اللوحي):
انتظروا لحظة. (يرفع الجهاز) هناك منشور جديد على X. شخص ما نشر تقريرًا عن خطط توماس ليندسي لإغلاق القسم. يبدو أن هناك تسريبًا من داخل الإدارة!

إدوارد (يضحك):
تسريب؟ هذا رائع! (يرفع غيتاره) دعونا نكتب أغنية عن ذلك! "توماس ليندسي، يا رجل الأسرار، لكن الحقيقة تتسرب من تحت الأبواب!"

تمارا (تبتسم):
إدوارد، ركز. (تنظر إلى توم) من نشر هذا؟ هل يمكننا الوثوق به؟

توم (يتصفح الجهاز):
مجهول، لكن التقرير يحمل تفاصيل دقيقة. يتحدث عن اجتماع سري بين توماس و"لوبي العولمة". يذكرون ترحيل عز، وفصل فرانشيسكا، وحتى تعليق منحة سيلين.

سيلين (تغضب):
تعليق منحتي؟ (تضحك بسخرية) يظنون أن ذلك سيوقفني؟ أنا هنا من أجل الحقيقة، وليس من أجل المال!

فرانشيسكا (تنظر إلى الحاضرين):
هذا يعني أننا في خطر أكبر مما كنا نظن. إنهم لا يستهدفون عز فقط، بل الجميع. (ترفع كتابها) لكن هذا يعني أيضًا أنهم خائفون. الحقيقة تهددهم.

عز الدين (يومئ):
لهذا يجب أن نواصل. (يشير إلى جهاز التسجيل) كلمات محمود هي دليلنا. إنه في الزنزانة، لكنه أقوى منهم.

صوت محمود يتردد مرة أخرى من التسجيل، كأنه يجيب على كلمات عز الدين.

محمود (صوت من التسجيل):
لا تخافوا من الظلام، لأن الحقيقة هي النور. كل خطوة تخطونها، كل كلمة تقولونها، هي ضربة للظلم.

سيلين (تنظر إلى عز الدين):
إنه محق. (تضع يدها على الجهاز) صوته يعطيني القوة. لكننا بحاجة إلى خطة. لا يمكننا الاعتماد فقط على منصة X.

إدوارد (يرفع يده):
لدي فكرة. لماذا لا ننظم مظاهرة أكبر؟ (يبتسم) نأخذها إلى شوارع نيويورك. دع العالم يرى أننا لسنا مجرد طلاب في معسكر.

تمارا (تومئ):
فكرة جيدة. لكن يجب أن نكون منظمين. (تكتب على هاتفها) يمكننا تنسيق المظاهرة عبر X، دعوة الطلاب من جامعات أخرى، وحتى نشطاء من خارج المدينة.

فرانشيسكا (تضيف):
ونحتاج إلى رسالة واضحة. (ترفع كتابها) القانون الدولي يدعمنا. يجب أن نركز على حقائق غزة، على قضية محمود. لا يمكنهم تحريف الحقائق إذا كانت مدعومة بالوثائق.

توم (ينظر إلى جهازه):
لكن علينا أن نتحرك بسرعة. (يرفع الجهاز) هناك منشورات تقول إن مايكل ستون يجمع قوات أكبر. يبدو أنهم يخططون لتفريق المعسكر الليلة.

سيلين (تتجمد):
الليلة؟ (تنظر إلى عز الدين) إذا تحركوا الآن، قد لا نتمكن من الصمود.

عز الدين (بهدوء حاد):
سنصمد. (ينظر إلى الحاضرين) غزة صمدت تحت القنابل. نحن هنا، في خيامنا الصغيرة، يمكننا الصمود أمام هراواتهم.

إدوارد (يرفع غيتاره):
حسنًا، إذا كانوا قادمين، دعونا نعطهم حفلة! (يعزف لحنًا ثوريًا) سنغني حتى يتراجعوا!

تمارا (تضحك):
إدوارد، أنت لا تتوقف عن الغناء، أليس كذلك؟ (تنظر إلى توم) لكننا بحاجة إلى أكثر من الأغاني. يجب أن ننشر التسجيل الذي لدينا من مكتب توماس ليندسي.

توم (يومئ):
أوافق. لكن يجب أن نكون حذرين. إذا نشرناه الآن، قد يؤدي ذلك إلى تصعيد الأمور. (ينظر إلى عز الدين) القرار لك، عز.

عز الدين (يفكر للحظة):
ننشر التسجيل. (ينظر إلى سيلين) إذا كانوا يخططون لتفريق المعسكر، فلنعطهم سببًا للتردد. دع العالم يسمع خطط توماس ليندسي.

سيلين (تبتسم):
حسنًا. لكن دعونا نجعله دراميًا. (تنظر إلى توم) هل يمكنك تحميل التسجيل مع مقطع من كلمات محمود؟ دعونا نجمع بين صوت توماس وصوت محمود.

توم (يبتسم):
هذا عبقري! (يعبث بجهازه) سأدمج التسجيلين. صوت توماس وهو يخطط لترحيلك، وصوت محمود وهو يتحدث عن الحرية. العالم سيجن!

فرانشيسكا (تضيف):
ونحتاج إلى هاشتاغ. شيء قوي. (تفكر) ماذا عن #TruthIsOurWeapon؟

إدوارد (يغني):
"الحقيقة هي سلاحنا، يا عالم اسمع،
غزة تقاوم، ونحن لن نركع!"

الجميع يضحكون، لكن التوتر يبقى ملموسًا. خارج الخيمة، يظهر جاريد، يحوم قرب المعسكر، يسجل بهاتفه. سيلين تلاحظه من خلال فتحة في الخيمة.

سيلين (تهمس):
جاريد مرة أخرى. (تنظر إلى عز الدين) يجب أن نكون حذرين. إنه يراقب كل تحركاتنا.

عز الدين (يبتسم):
دعوه يراقب. كل تسجيل يأخذه سيصبح دليلًا ضد أكاذيبهم. (ينظر إلى الحاضرين) لكن يجب أن نكون مستعدين. إذا تحرك مايكل ستون الليلة، سنحتاج إلى خطة دفاع.

تمارا (تضيف):
يمكننا تشكيل سلسلة بشرية حول المعسكر. (تشير إلى الخيام) إذا رأوا أننا متحدون، قد يترددون.

فرانشيسكا (تومئ):
وجعل البث المباشر على X مستمرًا. (تنظر إلى توم) إذا هاجمونا، يجب أن يرى العالم كل لحظة.

توم (يرفع جهازه):
لقد بدأت البث بالفعل. (يبتسم) العالم يشاهدنا الآن.

صوت محمود يتردد مرة أخرى من التسجيل، كأنه يحثهم على الاستمرار.

محمود (صوت من التسجيل):
الحرية ليست هدية، إنها نضال. لا تتوقفوا، مهما كلف الأمر.

عز الدين (يرفع صوته):
لن نتوقف. (ينظر إلى الحاضرين) لن نترك محمود، لن نترك غزة، ولن نترك الحقيقة.

سيلين (تضيف):
ونحن لسنا وحدنا. (تشير إلى جهاز توم) العالم معنا. منصة X هي صوتنا، وسنستخدمه.

إدوارد (يعزف لحنًا هادئًا):
دعونا نجعل هذا المعسكر أغنية لا تتوقف. (يغني) "محمود في الزنزانة، لكنه يقاوم، الحقيقة هي النور، ونحن نرفع الصوت!"

تمارا (تنشر على هاتفها):
التسجيل جاهز. (تنظر إلى عز الدين) هل أضغط على زر النشر؟

عز الدين (يومئ):
افعليها. دع العالم يسمع.

توم (يعبث بجهازه):
التسجيل يُحمّل الآن. (يبتسم) توماس ليندسي لن يعرف ما الذي أصابه!

فرانشيسكا (ترفع كتابها):
وهذا القانون هو درعنا. (تنظر إلى الحاضرين) مهما فعلوا، لن يستطيعوا إيقاف الحقيقة.

المشهد ينتهي بالحاضرين يخرجون من الخيمة، ينضمون إلى الحشد في المعسكر. يشكلون سلسلة بشرية، يرفعون اللافتات، يهتفون: "غزة حرة! حرروا محمود!" إدوارد يعزف لحنًا ثوريًا، بينما توم يبث المشهد مباشرة. ظل محمود يظهر رمزيًا على شاشة صغيرة في المعسكر، صوته يتردد: "الحرية في قلوبنا". الستار يسدل ببطء، تاركًا الجمهور في حالة من التوتر الممزوج بالأمل.


الفصل السابع: شوارع نيويورك

المشهد يفتتح في شوارع مانهاتن المزدحمة، نيويورك، ربيع 2025، حيث تنطلق مظاهرة ضخمة تمتد من حرم جامعة كولومبيا إلى ميدان التايمز. الشوارع تعج بالمتظاهرين، آلاف الطلاب والنشطاء من جامعات مختلفة، يحملون لافتات مكتوب عليها: "حرروا محمود!"، "غزة حرة!"، "الحقيقة هي سلاحنا!". أعلام فلسطين ترفرف بجانب لافتات تحمل صور أطفال غزة تحت الركام. الجو مشحون بالطاقة، مزيج من الغضب والأمل. عز الدين يقود المظاهرة، يرتدي قميصًا أبيض بسيطًا، يحمل مكبر صوت، صوته يتردد بين المباني الشاهقة. سيلين تسير إلى جانبه، تحمل لافتة كتب عليها: "القانون الدولي يدين الإبادة". إدوارد يسير في الخلف، يعزف على غيتاره لحنًا ثوريًا يحفز الحشد. تمارا توزع منشورات مطبوعة تحمل تقارير الأمم المتحدة، بينما فرانشيسكا تمشي بين المتظاهرين، تحمل كتاب القانون الدولي كرمز للتحدي. توم يصور المظاهرة بهاتفه، يبث مباشرة على منصة X، حيث تصل المشاهدات إلى الملايين. في الخلفية، سيارات الشرطة تتبع المظاهرة عن كثب، ومايكل ستون يقف على رصيف، يتحدث عبر جهاز لاسلكي، وجهه يعكس توترًا وغضبًا. جاريد يظهر بين الحشود، يحاول التسلل لتسجيل المتظاهرين، لكنه يبدو حذرًا، يخشى أن يُكتشف.

عز الدين (عبر المكبر، صوته يتردد):
يا شعب نيويورك! يا شعب العالم! نحن هنا ليس فقط من أجل فلسطين، بل من أجل الحقيقة! (يرفع قبضته) غزة تقاوم، ومحمود خليل يقاوم، ونحن هنا لنقول: لن نسكت حتى تنهار أكاذيبهم!

الحشد يهتف بحماس: "غزة حرة! حرروا محمود!" سيلين ترفع لافتتها، تنظر إلى عز الدين بعينين مليئتين بالإعجاب والقلق.

سيلين (تصرخ):
إنهم يريدون إسكاتنا! يريدون ترحيل عز، فصل فرانشيسكا، إغلاق أقسامنا! لكننا هنا لنقول: الحقيقة لا تُرحل!

إدوارد (يعزف لحنًا قويًا، يغني):
"غزة تقاوم، والحقيقة تنتصر،
مهما حاولوا، لن يوقفوا الصوت الأخير!"

المتظاهرون يرددون الأغنية، أصواتهم تملأ الشوارع. تمارا توزع المزيد من المنشورات، تتحدث مع شاب يحمل كاميرا.

تمارا (بلهجتها الروسية):
خذ هذا! (تمرر له تقريرًا) 50 ألف قتيل في غزة، 70% منهم أطفال ونساء. هذه ليست حرب، إنها إبادة. انشر هذا، دع العالم يعرف!

الشاب (يومئ، يأخذ التقرير):
سأضعه على منصة X. العالم يحتاج إلى هذا.

فرانشيسكا (تسير بين الحشد، تحمل كتابها):
أصدقائي، هذه ليست مجرد مظاهرة. إنها مقاومة. (ترفع الكتاب) القانون الدولي واضح: الشعوب المحتلة لها الحق في المقاومة. لكن توماس ليندسي وكارين بليك يريدوننا أن نصمت. (تبتسم) لكن صمتنا ليس خيارًا!

توم (يرفع جهازه اللوحي):
انظروا! (يظهر الشاشة للحشد) البث المباشر على X حصد 20 مليون مشاهدة! من لندن إلى القاهرة، الناس معنا!

الحشد يهتف بحماس أكبر. لكن التوتر يتصاعد عندما تتقدم سيارات الشرطة، أضواؤها الحمراء والزرقاء تومض في الشوارع. مايكل ستون يتقدم، يحمل مكبر صوت، محاطًا بمجموعة من رجال الأمن بزي مكافحة الشغب.

مايكل ستون (بصوت عالٍ):
هذه مظاهرة غير قانونية! غادروا الشوارع الآن، أو سنضطر إلى استخدام القوة!

سيلين (ترد عبر المكبر):
القوة؟ يا سيد ستون، القوة الحقيقية هي في الحقيقة! (تشير إلى الحشد) هؤلاء الآلاف لن يتراجعوا أمام هراواتكم! غزة تقاوم تحت القنابل، ونحن سنقاوم هنا!

الحشد يهتف: "غزة حرة!" مايكل يبدو مرتبكًا، ينظر إلى رجاله، ثم يتحدث عبر جهاز اللاسلكي.

مايكل (بهدوء):
أحتاج إلى تعزيزات. هؤلاء الطلاب لن يتراجعوا بسهولة.

عز الدين (يتقدم، ينظر إلى مايكل):
يا سيد ستون، إذا كنتَ تخاف من كلماتنا، فماذا ستفعل عندما يسمع العالم صوت غزة؟ (يرفع المكبر) نحن لسنا هنا لنقاتل، نحن هنا لنقول الحقيقة: ما يحدث في غزة هو إبادة، ومحمود خليل لن يُرحل!

إدوارد (يعزف لحنًا أقوى):
اسمع هذا، مايكل! (يغني) "مايكل ستون، يا رجل الهراوات، لا يستطيع إيقاف صوت الحقيقة!"

الحشد يضحك ويهتف. تمارا توزع المزيد من المنشورات، بينما فرانشيسكا تقف بجانب عز الدين، تحمل كتابها.

فرانشيسكا:
يا سيد ستون، هذا القانون يدينكم. (ترفع الكتاب) الشعوب المحتلة لها الحق في المقاومة. إذا كنتَ تريد اعتقالنا، فافعل. لكن الحقيقة لن تُعتقل!

فجأة، يظهر جاريد بين الحشد، يحاول التسلل لتسجيل عز الدين وسيلين. لكن طالبة شابة، ترتدي حجابًا، تلاحظه، تصرخ.

الطالبة:
جاريد! هناك! يسجل لتوماس ليندسي!

الحشد يلتفت إليه. جاريد يتراجع، يحاول الهرب، لكن مجموعة من الطلاب تحيط به.

جاريد (يصرخ):
أنا فقط أوثق الحدث! هذا حقي!

سيلين (تتقدم، تضحك بسخرية):
حقك؟ يا جاريد، أنت لا توثق، أنت تخون! (تنظر إلى الحشد) هذا الرجل يعمل مع توماس ليندسي لإسكاتنا! لكننا لن نسكت!

الحشد يهتف: "عار عليك!" جاريد يهرب بين المتظاهرين، يختفي في الزحام، لكنه يترك هاتفه على الأرض. طالب يلتقطه، يرفعه.

الطالب:
لدينا هاتفه! (يضحك) دعونا نرى ما الذي كان يسجله!

توم (يأخذ الهاتف، يعبث به):
انتظروا! (يرفع الجهاز) هناك تسجيلات لمحادثات مع توماس ليندسي! يتحدثون عن ترحيل عز، وإغلاق القسم، وحتى عن التعاون مع كارين بليك!

عز الدين (يبتسم):
هذا سلاحنا الجديد. (ينظر إلى توم) انشر هذا على X. دع العالم يسمع خططهم.

سيلين (تضيف):
ونضيف إليه تسجيل محمود. (تنظر إلى الحشد) دعونا نجمع بين صوت الحرية وصوت الظلم.

الحشد يهتف بحماس أكبر. توم يعبث بجهازه، يحمل التسجيلات.

توم:
التسجيل يُحمّل الآن! (يبتسم) هذا سيجعل توماس ليندسي يندم على اليوم الذي فكر فيه بترحيلك، عز!

في هذه الأثناء، مايكل ستون يتلقى تعليمات عبر جهاز اللاسلكي. يبدو أكثر توترًا، ينظر إلى الحشد بحذر.

مايكل (عبر اللاسلكي):
الوضع يخرج عن السيطرة. أحتاج إلى تعزيزات إضافية. هؤلاء الطلاب لن يتراجعوا.

على الجانب الآخر من الشارع، يظهر جون غراهام، يقف قرب سيارة شرطة، يتحدث مع توماس ليندسي الذي وصل لتوه، يرتدي بدلة رمادية، وجهه يعكس الغضب.

توماس (لغراهام):
كيف سمحتَ لهذا أن يحدث؟ (يشير إلى الحشد) هؤلاء الطلاب يسيطرون على الشوارع! منصة X تنشر كل شيء!

جون غراهام (يحاول الدفاع عن نفسه):
لقد حذرتهم! لكن عز الدين وسيلين يحرضون الجميع. (يتنهد) يجب أن نتحرك الآن، قبل أن يصبح الأمر أكبر.

توماس (ينظر إلى مايكل ستون):
مايكل، هل أنت جاهز؟ إذا أعطيت الأمر، يمكنك تفريق هذا الحشد في ساعة.

مايكل (يهز رأسه):
ليس بهذه السهولة. العالم يشاهد. (يشير إلى توم) ذلك الطالب يبث مباشرة. إذا هاجمنا الآن، سيكون الأمر كارثيًا.

توماس (يغضب):
كارثي؟ إذا لم نوقفهم، ستصبح قضية محمود خليل رمزًا عالميًا! (ينظر إلى الحشد) يجب أن نأخذ عز الدين الآن.

في هذه الأثناء، في قلب المظاهرة، يظهر فيديو على شاشة كبيرة محمولة أقامها المتظاهرون. التسجيل من هاتف جاريد يُبث الآن: صوت توماس ليندسي وهو يخطط لترحيل عز الدين، إغلاق قسم دراسات الشرق الأوسط، والتعاون مع كارين بليك. يتبعه صوت محمود خليل: "الحقيقة هي سلاحنا". الحشد ينفجر بالهتافات.

عز الدين (عبر المكبر):
اسمعوا هذا! توماس ليندسي يخطط لإسكاتنا، لكنهم لا يستطيعون إيقاف الحقيقة! (يرفع قبضته) غزة تقاوم، ونحن نقاوم!

سيلين (تصرخ):
هذا لمحمود! هذا لغزة! هذا لكل من يؤمن بالحرية!

إدوارد (يغني):
"توماس ليندسي، يا رجل الأكاذيب،
الحقيقة تتسرب، مهما حاولت التعذيب!"

تمارا (تنشر على هاتفها):
التسجيل ينتشر الآن! (تبتسم) هاشتاغ #TruthIsOurWeapon في صدارة X!

فرانشيسكا (ترفع كتابها):
هذا القانون هو درعنا. (تنظر إلى الحشد) مهما فعلوا، لن يستطيعوا إيقافنا.

توم (يرفع جهازه):
انظروا! 30 مليون مشاهدة! من برلين إلى بيروت، الناس معنا!

الحشد يهتف بحماس لا نهائي. لكن التوتر يتصاعد عندما تتقدم قوات الشرطة، بقيادة مايكل ستون، يشكلون خطًا أمام المتظاهرين.

مايكل (عبر المكبر):
هذه فرصتكم الأخيرة! غادروا الآن، أو سنتحرك!

عز الدين (يرد):
تحركوا إذا شئتم! (يشير إلى الحشد) لكن هؤلاء الآلاف لن يتراجعوا. الحقيقة أقوى من هراواتكم!

سيلين (تضيف):
وكاميراتنا تسجل كل لحظة! (تنظر إلى توم) العالم يشاهد، مايكل!

الحشد يشكل سلسلة بشرية، يرفعون اللافتات والأعلام. إدوارد يعزف لحنًا ثوريًا، بينما تمارا توزع المزيد من المنشورات. فرانشيسكا تقف بجانب عز الدين، تحمل كتابها، عيناها تلمعان بالتحدي.

فرانشيسكا:
إذا كانت الحقيقة جريمة، فلنكن جميعًا مجرمين! (ترفع الكتاب) هذا القانون يدعم غزة، ويدعمنا!

فجأة، يظهر فيديو آخر على الشاشة المحمولة: صور من غزة، أطفال يبحثون عن مأوى، عائلات تبكي، مستشفيات مدمرة. صوت محمود يتردد: "لا تخافوا من الظلام، لأن الحقيقة هي النور". الحشد يصمت للحظة، ثم ينفجر بالهتافات.

عز الدين (يصرخ):
هذه هي الحقيقة التي يخافونها! غزة لن تسكت، ونحن لن نسكت!

مايكل ستون يتراجع خطوة، يبدو مترددًا. يتحدث عبر جهاز اللاسلكي مرة أخرى.

مايكل (بهدوء):
الوضع خارج عن السيطرة. العالم يشاهد. لا يمكننا التحرك الآن.

توماس (يصرخ من بعيد):
ما الذي تنتظره؟ تحركوا!

مايكل (ينظر إليه):
إذا تحركنا، ستصبح كارثة إعلامية. منصة X ستنهينا.

الحشد يواصل الهتاف، يشكلون سلسلة بشرية أكبر، يتقدمون نحو ميدان التايمز. إدوارد يغني، تمارا تنشر، توم يبث، وفرانشيسكا ترفع كتابها. عز الدين وسيلين يقفان في المقدمة، يتبادلان نظرة تحدٍ.

سيلين:
هذا لمحمود. لغزة. للحقيقة. (تبتسم) لقد فعلناها، عز.

عز الدين (يومئ):
هذه البداية فقط. (يرفع المكبر) سنواصل حتى تتحرر فلسطين!

المشهد ينتهي بالحشد يصل إلى ميدان التايمز، يملؤون الشاشات الضخمة بصورهم وهتافاتهم. توم يظهر عدد المشاهدات على X: 50 مليون. ظل محمود خليل يظهر رمزيًا على إحدى الشاشات، يبتسم، كأنه يحثهم على الاستمرار. الستار يسدل ببطء، تاركًا الجمهور في حالة من التوتر الممزوج بالأمل.


الخاتمة: ميدان التايمز

المشهد الختامي يتكشف في ميدان التايمز، نيويورك، ربيع 2025، حيث يصل موكب المظاهرة الضخم إلى ذروته. الشاشات العملاقة التي تعلو الميدان، والتي عادةً ما تعرض إعلانات ملونة، تحولت الآن إلى منصات لصوت المتظاهرين، حيث يتم بث مقاطع فيديو من غزة، تسجيلات توماس ليندسي المسربة، وكلمات محمود خليل مباشرة من زنزانته. الشوارع مكتظة بآلاف المتظاهرين، طلابًا ونشطاء من جامعات مختلفة، مواطنين عاديين انضموا إلى الحشد، وصحفيين يحملون كاميراتهم، يوثقون اللحظة التاريخية. أعلام فلسطين ترفرف عاليًا، ممزوجة بلافتات كتب عليها: "الحقيقة هي سلاحنا"، "حرروا محمود!"، "غزة حرة!". عز الدين يقف في قلب الميدان، على منصة مؤقتة، يحمل مكبر صوت، وجهه يعكس مزيجًا من العزيمة والإرهاق. سيلين إلى جانبه، تحمل لافتة كبيرة، عيناها تلمعان بالتحدي. إدوارد يعزف على غيتاره لحنًا ثوريًا يتردد بين المباني، بينما تمارا توزع المنشورات بسرعة، تتحدث مع المارة بلغات متعددة. فرانشيسكا تقف قرب المنصة، كتاب القانون الدولي في يدها، تشرح لمجموعة من الصحفيين حقوق الشعوب المحتلة. توم يواصل البث المباشر على منصة X، حيث تصل المشاهدات إلى 70 مليونًا، مع تعليقات من جميع أنحاء العالم تدعم القضية. في الخلفية، سيارات الشرطة محتشدة، لكن مايكل ستون ورجاله يقفون على مسافة، مترددين تحت ضغط الأعين العالمية. توماس ليندسي وجون غراهام يظهران من بعيد، يقفان قرب سيارة سوداء، وجهيهما يعكسان الإحباط والخوف. جاريد مختفٍ، بعد أن فقد هاتفه، ويبدو أن دوره قد انتهى.

عز الدين (عبر المكبر، صوته يتردد في الميدان):
يا شعب العالم! هذه ليست مظاهرة، إنها ثورة! (يرفع قبضته) غزة تقاوم تحت القنابل، ومحمود خليل يقاوم في زنزانته، ونحن هنا، في قلب نيويورك، نقاوم من أجل الحقيقة! (يشير إلى الشاشات) انظروا إلى هذه الصور! هذه ليست دعاية، إنها حيوات مدمرة، أطفال تحت الركام، عائلات تبكي. هذه هي الحقيقة التي يخافونها!

الحشد يهتف بحماس، أصواتهم تملأ الميدان. سيلين تتقدم، تأخذ المكبر من عز الدين، عيناها مشتعلتان.

سيلين:
توماس ليندسي، كارين بليك، جون غراهام... يظنون أن بإمكانهم إسكاتنا بالترهيب والترحيل! (تشير إلى الحشد) لكن هؤلاء الآلاف، هذه الملايين التي تشاهدنا على منصة X، تقول: لن نسكت! (ترفع لافتتها) الحقيقة هي سلاحنا، وسنواصل حتى تتحرر فلسطين!

إدوارد (يعزف لحنًا قويًا، يغني):
"غزة تقاوم، والحقيقة تنتصر،
من نيويورك إلى غزة، لن نركع أبدًا!"

المتظاهرون يرددون الأغنية، أصواتهم تتردد بين ناطحات السحاب. تمارا توزع المزيد من المنشورات، تتحدث مع صحفي أجنبي.

تمارا (بلهجتها الروسية):
هذه تقارير الأمم المتحدة! (تمرر له نسخة) 50 ألف قتيل، 80% من المباني مدمرة. هذه ليست حرب، إنها إبادة. خذ هذا، انشر الحقيقة!

الصحفي (يومئ، يأخذ التقرير):
سأضعه في تقريري. العالم يحتاج إلى هذا.

فرانشيسكا (تتحدث إلى مجموعة من الصحفيين):
القانون الدولي واضح: الشعوب المحتلة لها الحق في المقاومة. (ترفع كتابها) إسرائيل تنتهك ميثاق الأمم المتحدة كل يوم، لكن توماس ليندسي و"لوبي العولمة" يريدوننا أن نصمت. (تبتسم) لكننا لن نصمت، لأن الحقيقة هي درعنا!

توم (يرفع جهازه اللوحي):
انظروا! (يظهر الشاشة للحشد) 70 مليون مشاهدة على X! من سيدني إلى ساو باولو، الناس يهتفون معنا!

الحشد ينفجر بالهتافات. الشاشات العملاقة تعرض الآن مقطعًا جديدًا: تسجيل توماس ليندسي من هاتف جاريد، يتحدث عن خطط الترحيل وإغلاق قسم دراسات الشرق الأوسط. يتبعه صوت محمود خليل: "الحرية ليست هدية، إنها نضال". المتظاهرون يصرخون بحماس، يرفعون اللافتات أعلى.

عز الدين (يصرخ):
هذا صوت توماس ليندسي، يخطط لإسكاتنا! لكنه فشل! (يشير إلى الحشد) هذا صوت العالم، يقول: كفى ظلمًا! كفى إبادة! كفى صمتًا!

سيلين (تضيف):
ومحمود خليل ليس وحده! (تشير إلى الشاشة) صوته معنا، وصوت غزة معنا! سنواصل حتى يتحرر!

في هذه الأثناء، توماس ليندسي وجون غراهام يقفان قرب سيارة الشرطة، يبدوان مذعورين. مايكل ستون يقترب منهما، يهز رأسه.

مايكل (بهدوء):
لا يمكننا التحرك الآن. العالم يشاهد. (يشير إلى الشاشات) هذا الفيديو المسرب دمرنا. إذا هاجمنا الحشد، ستصبح كارثة إعلامية.

توماس (يصرخ):
كارثة؟ إنهم يدمرون سمعتنا! (ينظر إلى الحشد) يجب أن نأخذ عز الدين الآن، قبل أن يصبح رمزًا!

جون غراهام (يحاول تهدئته):
توماس، لا يمكننا. منصة X تنشر كل شيء. (يتنهد) حتى كارين بليك لا تستطيع إنقاذنا الآن.

توماس (يضرب السيارة بيده):
كيف سمحنا لهذا أن يحدث؟ (ينظر إلى مايكل) أنت كنت مسؤولاً عن الأمن!

مايكل (بغضب):
وأنت كنت مسؤولاً عن إسكاتهم! لكن تسجيلاتك المسربة جعلت الأمر مستحيلاً!

في قلب الميدان، عز الدين يواصل الحديث، صوته يتردد بقوة.

عز الدين:
يا أصدقائي، هذه ليست نهاية المعركة، بل بدايتها! (يشير إلى الشاشات) صوت محمود خليل يصل إليكم من زنزانته. صوت غزة يصل إليكم من تحت الركام. وصوتنا هنا، في ميدان التايمز، سيصل إلى كل ركن في العالم!

سيلين (تأخذ المكبر):
إنهم يخافون منا لأننا نقول الحقيقة. (تشير إلى توماس من بعيد) توماس ليندسي، جون غراهام، كارين بليك... كلهم يعملون لنفس "اللوبي"، لكننا أقوى! لأن الحقيقة هي قوتنا!

إدوارد (يغني):
"من غزة إلى نيويورك، الحقيقة تنتصر،
مهما حاولوا، لن يوقفوا صوتنا الأخير!"

الحشد يردد الأغنية، يشكلون سلسلة بشرية تمتد عبر الميدان. تمارا توزع المزيد من المنشورات، بينما فرانشيسكا تتحدث مع صحفي دولي.

فرانشيسكا:
هذه ليست مجرد قضية فلسطين. إنها قضية إنسانية. (ترفع كتابها) القانون الدولي يدين الإبادة، لكنهم يريدون إسكاتنا. (تبتسم) لكن الحقيقة لا تُسكت.

توم (يرفع جهازه):
80 مليون مشاهدة الآن! (يصرخ) العالم ليس فقط يشاهد، إنه يتحرك! مظاهرات في لندن، باريس، إسطنبول... كلهم يهتفون لغزة!

فجأة، يظهر إعلان على إحدى الشاشات العملاقة: قرار من الأمم المتحدة يدعو إلى تحقيق دولي في غزة. الحشد ينفجر بالهتافات. عز الدين يرفع المكبر، عيناه تلمعان بالأمل.

عز الدين:
هذا انتصار للحقيقة! (يصرخ) لكن المعركة لم تنته! سنواصل حتى يتحرر محمود، حتى تتحرر غزة، حتى تنهار أكاذيبهم!

سيلين (تضيف):
وهذا وعد منا جميعًا! (تشير إلى الحشد) هؤلاء الآلاف، هذه الملايين، لن يتوقفوا. الحقيقة هي سلاحنا، وسنواصل حملها!

إدوارد (يعزف لحنًا هادئًا):
"محمود في الزنزانة، لكنه يقاوم،
غزة تحت الركام، لكنها تنتصر!"

تمارا (تنشر على هاتفها):
هاشتاغ #TruthIsOurWeapon في صدارة العالم! (تبتسم) توماس ليندسي، كارين بليك، جون غراهام... لقد خسرتم!

فرانشيسكا (ترفع كتابها):
القانون معنا، الحقيقة معنا، والعالم معنا. (تنظر إلى الحشد) هذه ليست نهاية القصة، إنها بداية فصل جديد.

في هذه الأثناء، توماس ليندسي وجون غراهام يتراجعان إلى سيارتهما، يبدوان مهزومين. مايكل ستون يهز رأسه، يتحدث عبر جهاز اللاسلكي.

مايكل (بهدوء):
لا يمكننا فعل شيء الآن. العالم يشاهد. (ينظر إلى توماس) لقد خسرنا هذه الجولة.

توماس (يغضب):
هذه ليست النهاية! (يصعد إلى السيارة) سنعود بقوة أكبر.

لكن صوت الحشد يغطي كلماته. الشاشات تعرض الآن رسالة من متظاهرين في غزة، يشكرون الطلاب في نيويورك: "صوتكم وصلنا. شكرًا لأنكم لم تصمتوا". الحشد يهتف بحماس لا نهائي، يشكلون دائرة ضخمة حول الميدان.

عز الدين (يصرخ):
هذه ليست نهاية المعركة! (يرفع قبضته) سنواصل، من أجل محمود، من أجل غزة، من أجل الحرية!

سيلين (تبتسم، تضع يدها على كتفه):
ومن أجل الحقيقة. (تنظر إلى الحشد) هذا وعدنا للعالم.

إدوارد (يغني):
"من غزة إلى نيويورك، الحقيقة تنتصر،
مهما حاولوا، لن يوقفوا صوتنا الأخير!"

المشهد ينتهي بالحشد يغني مع إدوارد، يرفعون اللافتات والأعلام. الشاشات تعرض صورة رمزية لمحمود خليل، يبتسم من زنزانته، كأنه يحثهم على الاستمرار. توم يظهر عدد المشاهدات: 100 مليون. الستار يسدل ببطء، تاركًا الجمهور في حالة من الأمل الممزوج بالتحدي، مع إحساس بأن المعركة لم تنته، لكن الحقيقة بدأت تنتصر.



#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية -إمبراطورية التكفير-
- مسرحية -جعجعة كابريه-
- خيبة التريليونات: من خردة الغرب إلى دروع الشرق
- الضربة الصهيونية لمحمية قطر وسياقات الصراع الإقليمي
- مقدمة لمسرحية : شايلوك يحلم بريفييرا غزة : وحشية الطمع الاست ...
- مسرحية: شايلوك يحلم بريفييرا غزة
- رواية : شجرة الكرز الحزين
- رواية : امواج الحقيقة الهادرة
- رواية : لمن ترفع اليافطة !
- رواية : نبوءة الرياح في شوارع شيكاغو
- تحالف الإرهاب والمال والنفوذ الصهيوني في قلب فرنسا
- نهاية عصر لوبيات الصهاينة
- رواية : كوميديا الفردوس السومري..رواية تاريخية
- رواية : عبيد ماستريخت: دراكولا كرئيس للمفوضية
- رواية : صحراء السراب
- رواية : دموع الأرض المحلقة
- رواية : أصداء الخفاء
- رواية: عشرة أعوام من الرماد
- رواية :رأس ابو العلاء المهشم !
- رواية: إمبراطورية سامر السريع


المزيد.....




- يوجينيو آرياس هيرانز.. حلاق بيكاسو الوفي
- تنامي مقاطعة الفنانين والمشاهير الغربيين لدولة الاحتلال بسبب ...
- من عروض ايام بجاية السينمائية... -سودان ياغالي- ابداع الشباب ...
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- وَجْهٌ فِي مَرَايَا حُلْم
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- نظارة ذكية -تخذل- زوكربيرغ.. موقف محرج على المسرح
- -قوة التفاوض- عراقجي يكشف خفايا بمفاوضات الملف النووي
- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين
- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد صالح سلوم - مسرحية: الحقيقة تتألق بين الانقاض..-Veritas in Ruinas-