صادق حسن الناصري
(Sadeq Alnasseri)
الحوار المتمدن-العدد: 8471 - 2025 / 9 / 20 - 14:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ انسحاب التيار الصدري من البرلمان العراقي في صيف عام 2022 برزت تداعيات سياسية وقانونية أثّرت بوضوح على توازن القوى داخل المؤسسة التشريعية فقد كان للتيار الصدري باعتباره إحدى أكبر الكتل السياسية وأكثرها تنظيماً دور محوري في صياغة المعادلات البرلمانية والمشاركة في الرقابة والتشريع إلى جانب الدفع باتجاه إصلاحات تتعلق بمكافحة الفساد وبناء الدولة.
إن غياب الكتلة الصدرية أدى إلى خلل في التوازن السياسي داخل مجلس النواب حيث فتح المجال أمام قوى أخرى لتعزيز نفوذها دون وجود معارضة برلمانية وازنة وهذا الانسحاب أضعف مبدأ تعددية الأصوات الذي يُعتبر أحد الركائز الأساسية للعمل البرلماني السليم.
ايضا كان هناك تراجع للدور الرقابي لان نواب التيار الصدري كانوا نشطين في مساءلة بعض الوزراء ومتابعة ملفات الفساد ومع خروجهم من المجلس قلّ مستوى الرقابة البرلمانية ما أتاح مساحة أوسع للحكومة للتحرك بعيداً عن ضغوط سياسية مباشرة الأمر انعكس على مستوى الشفافية والمساءلة وهو ما أثار انتقادات من الشارع العراقي.
حيث أدى غياب التيار الصدري إلى إضعاف العملية الديمقراطية بشكل عام إذ إن الانسحاب لم يكن مجرد خطوة تكتيكية وإنما مثّل انسحاباً لأحد أهم التيارات الشعبية ذات الامتداد الاجتماعي الواسع ومع غياب التمثيل المباشر لهذا التيار في البرلمان باتت شرائح كبيرة من المجتمع خارج المعادلة التشريعية ما زاد من فجوة الثقة بين الناخبين والمؤسسات السياسية.
إن تجربة غياب التيار الصدري عن البرلمان أظهرت أن التعددية السياسية ليست مجرد أرقام في المعادلة الانتخابية، بل هي ركيزة لاستقرار النظام السياسي كما أن أي غياب لقوى رئيسية ينعكس سلباً على الأداء البرلماني والتوازن الوطني لذلك فإن استعادة التوازن في العملية السياسية تتطلب مشاركة شاملة لجميع القوى المؤثرة بما فيها التيار الصدري، لضمان برلمان قادر على التشريع والرقابة والتمثيل الفعلي للشعب العراقي
#صادق_حسن_الناصري (هاشتاغ)
Sadeq_Alnasseri#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟